هل سمعت بـ “تدخين العقارب”؟ الإدمان عليه يتزايد.. والأغلبية يمارسونه بوسائل مثيرة للاشمئزاز!

عربي بوست
تم النشر: 2018/07/27 الساعة 10:57 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2018/07/28 الساعة 18:40 بتوقيت غرينتش

لديك خيار تجفيفه وهو ميت، أو حرقه على الفحم وهو حيٌّ.

آخِر ما يمكن أن يُتصوَّر، أنْ يصل خيال المدمنين إلى هذا المستوى من المخاطرة بحياتهم، ولكن يبدو أن خيالهم ليس له حدود.

لقد وصلوا إلى إدمان العقارب، الذي بدأ ينتشر في منطقة جنوب آسيا، لاسيما باكستان وأفغانستان.

تدخين العقارب ليس أمراً غريباً في دول جنوب آسيا، لكن وفقاً لتقارير وسائل الإعلام الإقليمية، لاقت هذه الممارسة شعبيةً في الآونة الآخيرة بعدة مناطق من باكستان.

والواضح أنَّ سُم العقرب يوصِل مدخّنه لحالةٍ من النشوة القويَّة، ويصبِح مسبباً للإدمان الشديد مع الوقت، وفقاً لما نُشر في مدوَّنة Oddity Central .

إذن كيف يدخِّنون العقرب؟

إنَّها عمليةٌ بسيطة، حسب وصف المدونة وإن كانت تبدو مثيرة للاشمئزاز أكثر منها بسيطة.

إذ يُجفَّف العقرب الميِّت في الشمس لعدةِ ساعاتٍ، أو يُحرَق العقرب الحيُّ على الفحم حتى يموت.

ومن ثَم تُشعَل النار في الجيفة المجفَّفة ويُستنشَق الدخان الناتج منها.

 وبما أنَّ ذيل العقرب هو ما يحوي السُّم، وهو ما ينشُده المدمنون، فإنَّ بعض مدخِّنيه يفضِّلون طَحن الذيل المجفف وخلطه بالحشيش والتبغ، وتدخينه على هيئة سيجارة.

تأثيره سريع وقوي ولكن رائحته كريهة

في كتابه الصادر عام 2007 بعنوان "المخدِّرات في أفغانستان"، يسرد عالِم الاجتماع ديفيد ماكدونالد شهادة صديقٍ رأى بعينيه تأثير دخان العقرب على أحد المدمنين، يقول الكتاب: "كان تأثير المخدِّر لحظياً إذ احمرَّ وجه وعينا الرجل بشدة، أكثر بكثير ممَّا يحدث لمدخني الحشيش.

بدا الرجل ثَمِلاً لكن يقظاً وواعياً في الوقت ذاته، مع أنَّه تعثَّر ووقع عندما حاول القيام من مِقعَدِه، كان مذاق الدخان "أحلى" من دخان الحشيش، كانت رائحته كريهة، وامتدَّ تأثيره لفترةٍ أطول من الحشيش كذلك".

على ما يبدو، فإنَّ النشوة الناتجة عن دخان العقرب تستمر عشر ساعات. يُقال إنَّ أوَّل 6 ساعاتٍ منها تكون مؤلمة، فيما يعتاد الجسم على المادة الغريبة، لكنَّ هذا الشعور يخفُّ تدريجياً ويحلُّ محلَّه شعور بالمتعة تعقبه لذةٌ هائلة فيما بعد.

حتى إن كل شيء يبدو يرقص

"يبدو كل شيءٍ كما لو كان يرقص، الطرق، والسيارات، وكل شيءٍ أراه"، هكذا يتذكَّر الأفغاني صُحبت خان، وهو مدخِّن سابق للعقارب يبلغ من العمر 74 عاماً وهو يروي تجربته.

كان "صُحبت" مدمناً لدخان العقارب، وهوَ شاب في العشرينيات من عمره، كان يشتري العقرب الواحد مقابل روبية أو اثنتين من بائعٍ يجلب مخزونه من منطقة متني، بمنطقة بيشاور الباكستانية، وهي منطقة تكثُر فيها العقارب لسخونة الجو فيها.

وفي ذروة إدمانه، كان صحبت يمشِّط أرض قريته بحثاً عن عقارب ليدخِّنها. عندما اشتدَّت حاجته للمخدِّر ولم يجد أية عقارب، كان يسافر حتى بيشاور، من أفغانستان، ليجلب العقارب. قال: "كان ذلك أسوأ نوعٍ ممكن من الإدمان".

إنه أكثر خطورة من أنواع المخدرات الأخرى، وهذا ما يُحدثه بالمخ البشري

يتَّفق الخبراء على أنَّ سم العقرب شديد الخطورة على المخ البشري، أكثر بكثير من غيره من أنواع المخدِّرات، وخاصةً عندما يُستنشَق.

 وقال عزاز جمال، وهو طبيبٌ بمستشفى خيبر التعليمي، شارحاً أثر المخدِّر: "يسبِّب تدخين العقارب فقداناً بالذاكرة قصيراً، وبعيد المدى على حدٍّ سواء. يسبِّب التدخين هلوسات، وهي الحالة التي يتصوَّر فيها الناس وجود شيء ليس موجوداً في الحقيقة".

 وأضاف أنَّ التعرُّض المطوَّل لدخان العقارب قد يسبِّب اضطراباتٍ بالنوم والشهية، ويؤدي في النهاية إلى ضلالاتٍ دائمة.

حتى إن هذا الهوس بالعقارب يعرقل البحث العلمي

لكنَّ الإدمان ظاهرةٌ يصعُب مكافحتها على نطاقٍ قومي في باكستان، وهذا بالأساس لأنَّه لا توجد إحصائيات، ولا تتوفَّر أبحاث عن الموضوع.

وأفادت بعض التقارير أنَّ شعبية العادة ازدادت مؤخراً في منطقة خيبر بختونخوا في باكستان، حيث الإدمان ليس فقط رفاهيةً نادرة.

قال عظيم الله، وهو مسؤولٌ أسبق بقسم مكافحة المخدِّرات بإقليم خيبر بختونخوا: "علينا وضع قوانين لمنع قتل العقارب"، مشيراً إلى أنَّه يجب تنظيم كيفَ تُستَخدَم العقارب؛ لأنَّ إدمانها يُعيق إتاحتها للبحث والعلاج الطبي.

ويظلُّ إدمان العقارب أمراً نادراً على الصعيد العالمي، إلَّا أنَّه يمثِّل متعةً رخيصة وسهلة بالنسبة لشباب باكستان، وأفغانستان، وبعض مناطق الهند. وقال ضابط شرطةٍ بمدينة بهروش الهندية: "بفضل الحملات الناجحة التي قمنا بشنِّها على بائعي ومدمني الكحول، والأفيون، وشراب الكُحَّة، والهيروين في المناطق المدنية، يتهافت الشباب على الطرق السريعة ليجرِّبوا صيحة لدغات دخان العقارب الجديدة تِلك".

والآن موظف الجيش السابق يهيم على وجهه

وفي هذه الأثناء، يهيم عمر غول، وهو شابٌ ضيَّع حياته من أجل تدخين العقارب، في شوارع مقاطعة كرك بإقليم خيبر بختونخوا، متوقفاً بين الحين والآخر متمتماً مع نفسه. قال شقيقه محمد يونس: "كان عمر موظَّفاً بالجيش، كان يدخِّن الحشيش من وقتٍ لآخر مع أصدقائه، لكنِّي لم ألقِ بالاً للأمر". لكن سرعان ما بدأ عمر يدخِّن العقارب وخسر صحَّته العقلية جرَّاء هذه العادة الخطيرة. وأضاف يونس: "ترك وظيفته، وبدأ يمارس عاداتٍ غريبة. إنَّ العقارب مخلوقات شديدة السُّمِّية. ولهذا صار أخي على ما هو عليه الآن، صار يقضي معظم وقته يجول بلا هدفٍ هكذا".

ولكن في الهند لا يكتفون بالتدخين فهم يحصلون على السم مباشرة.. 100 روبية مقابل اللدغة

في بعض مناطق الهند، يفضِّل المدمنون طريقةً أكثر مباشرةً وألماً للحصول على جرعة سم العقرب: يتعرَّضون للَّدغ، ويدفعون ما بين 100 و150 روبية هندية مقابل اللدغة الواحدة.

ويلجأ آخرون للسحالي المنزلية لتحصيل جرعتهم اليومية، إذ يحمِّصونها، ويطحنونها لتُصبَح مسحوقاً ناعماً، ثم يتم خلطه بالأفيون لاستخدامه كمخدِّر.

ويُعتَقَد أنَّ مسحوق السحلية يقوِّي من التأثير المهدِّئ للأفيون، ما يؤدي لشعورٍ فائقٍ بالنشوة.


إقرأ أيضاً..

"أنهيتُ حسائي، وطلبتُ سيارة أجرة، ثم ذهبت لأقتل بابتشينكو".. خفايا جريمة القتل المزورة التي هزت العالم مرتين

فيديو: انهيار 3 مبانٍ في اسطنبول بعد موجة أمطار مفاجئة.. المنظر مرعب!

علامات:
تحميل المزيد