عادة، لا تعلن كلية القانون في جامعة فوردهام في نيويورك عن طالب وافد وهو على وشك الانضمام إليها. لكن لم يكن كي كومورو طالباً عادياً، إذ أنه خطيب الأميرة ماكو، أكبر أحفاد الإمبراطور الياباني أكيهيتو الذي يتزعم أقدم نظام ملكي في العالم.
يوم الخميس 19 يوليو/تموز 2018، واستجابة لطلب تقدمت به وكالة رعاية القصر الإمبراطوري اليابانية، حذفت جامعة فوردهام كلمة "خطيب" من البيان الصحفي الذي تم فيه بكل فخر وصف السيد كومورو، وهو مساعد محامي في طوكيو، كونه "خطيب أميرة ماكو اليابانية" وفق ما ذكرت صحيفة The New York Times الأميركية.
والجدير بالذكر أن وكالة القصر الإمبراطوري اليابانية تعنى بالإشراف على المهام الاحتفالية والبرتوكولات في العائلة الحاكمة.
ومثلما حدث مؤخراً مع زواج الأمير البريطاني هاري من ميغان ماركل، وهي أمريكية ومطلقة، فإن أي شخص عادي يقدم على الزواج من أحد أفراد العائلة المالكة يخضع لفحص دقيق ومشدد.
وتم الاحتفال بعلاقة السيد كومورو بالأميرة ماكو في بادئ الأمر عندما ظهر الخطيبان للعلن في مايو/أيار من العام الماضي 2017.
والتقى السيد كومورو والأميرة ماكو في الجامعة المسيحية الدولية في طوكيو، حيث تقوم الأميرة البالغة من العمر 26 ربيعاً بالإعداد لأطروحة الدكتوراه.
وشهد الرأي العام خلال السنة الماضية انقساماً عند ذكر عدة مجلات تابلويد حادثة اقتراض والدة السيد كومورو لأربعة ملايين ين، أي ما يعادل 36 ألف دولار، من صديقها السابق ومن ثم فشلها في سداد الدين.
وبعد وقت قصير من ظهور التقارير، أعلنت وكالة رعاية القصر الإمبراطوري عن تأجيل موعد زواج السيد كومورو والأميرة، ابنة أخ ولي العهد ناروهيتو الذي سيعتلي العرش عند تنحي والده في الربيع المقبل.
وتجدر الإشارة إلى أنه كان من المقرر إقامة مراسم الزفاف في خريف هذه السنة، إلا أنه تم تأجيله إلى سنة 2020.
وقد غذى هذا الأمر التكهنات بشأن إمكانية أن تكون العلاقة تشوبها العديد من المشاكل. علاوة على ذلك، أجلت الوكالة، التي تحافظ عن كثب على كل تقليد مرتبط بالعائلة المالكة، إلى أجل غير مسمى الاحتفال الرسمي الملكي بخطبة الأميرة والسيد كومورو، الذي يعرف باسم "نوساي نو جي".
التسمية أزعجت العائلة الحاكمة في اليابان..
لذلك، عندما وصفت فوردهام السيد كومورو، لدى إعلانها عن شروعه في تحضير رسالة الماجستير في القانون بمنحة دراسية كاملة في أغسطس/آب، بأنه خطيب الأميرة، أزعجت هذه التسمية وكالة رعاية القصر الإمبراطوري.
وقد أخبر المتحدث باسم الوكالة الصحفيين، هذا الأسبوع في طوكيو، أن السيد كومورو "ليس في وضعية خاطب وبالتالي فإنه ليس خطيباً للأميرة".
وفي بيان لها، قالت جامعة فوردهام إنها قررت تعديل البيان الصحفي بعد التشاور مع كل من وكالة رعاية القصر الإمبراطوري والسيد كومورو.
وأفادت الجامعة أنها قررت حذف كلمة "خطيب" من الإعلان لأن حفل الخطبة لم يقم بعد، وذلك من منطلق احترام التقاليد والممارسات العريقة في وكالة رعاية القصر الإمبراطوري.
من جهة أخرى، تكهنت صحف التابلويد في اليابان أن وكالة القصر الإمبراطوري إما قامت بدفع السيد كومورو إلى مغادرة البلاد أو أنه قرر الفرار إلى الولايات المتحدة الأمريكية هرباً من مطاردة وسائل الإعلام المستمرة له.
وصرح تشيكاشيجي، الذي يكتب عن العائلة المالكة في الكثير من الأحيان، أن النقاد تساءلوا عن السبب الذي دفع بوالدة السيد كومورو لاقتراض المال. كما تم طرح مسألة كسب السيد كومورو للمال الكافي لدعم الأميرة بعد الزواج.
وفي الوقت الراهن، لم تُشر كل من الأميرة ماكو والسيد كومورو إلى وجود خطر محدق بزواجهما.
وعندما تم تأجيل الزواج، أصدرت الأميرة بياناً قالت فيه إنهما "أدركا أنهما لن يستطيعا القيام بالاستعدادات الكافية في الوقت اللازم".
وإذا ما تم المضي في حفل الزفاف كما كان مقرراً في الأصل، لكان قد أجري قبل أشهر من تنازل الإمبراطور أكيهيتو عن السلطة والمخطط له في أبريل/نيسان المقبل.
وسيكون الإمبراطور البالغ من العمر 84 سنة أول إمبراطور ياباني يترك العرش وهو على قيد الحياة منذ أكثر من 200 سنة.
ومن المفارقات، أنه في حال زواج الأميرة ماكو من السيد كومورو، وهو شخص عام، ينص قانون الإمبراطورية على أن الأميرة ستضطر إلى مغادرة العائلة المالكة لتصبح فرداً من عامة الشعب.
على عكس ميغان وهاري..
وعلى صعيد آخر، أشارت ميهوكو سوزوكي، أستاذة اللغة الإنجليزية في جامعة ميامي، التي كتبت عن الأنظمة الملكية في أوروبا، إلى أن وكالة القصر الإمبراطوري والجمهور الياباني تعاملوا بقسوة شديدة مع الشريكين. كما أشارت سوزوكي، في إطار مقارنتهما مع الأمير هاري وميغان ماركل، التي أضحت تعرف بدوقة ساسكس، إلى أن والد ماركل حظي باهتمام غير محبذ من وسائل الإعلام البريطانية.
قالت سوزوكي: "لا أعتقد أن أحداً اقترح أنه لا ينبغي على الأمير هاري وميغان ماركل الزواج. ولكن على النقيض من ذلك، تبدو التغطية السلبية التي حظي بها كل من خطيب الأميرة ماكو ووالدته، عدوانية بشكل غير عادل".
وأضافت أن الشريكين كانا ضحية صحافة التابلويد المحرضة على الفضائح، وأن وكالة رعاية القصر الإمبراطوري تتفاعل مع سيل الأخبار السلبية، منذ الخريف الماضي على ما يبدو، عن طريق التراجع عن الخطبة.
وقالت: "من شأن هذا الأمر تسليط الضوء على التناقض الواقع في اليابان بين تقاليده الإمبراطورية والديمقراطية".
وقبل ظهور الفضيحة، بدا أن الجمهور الياباني رحب بحرارة باختيار الأميرة لحبيبها في الكلية، إلى جانب تغطية منتشية للشريكين تصف كيفية لقاءهما وعادات المواعدة بينهما.
وقال بعض المحللين إنه يمكن للشريكين المساعدة في تحديث العائلة المالكة وتعزيز القوة الناعمة لليابان مع استعداد البلاد لوفود طوفان من السياح والتغطية الإعلامية لدورة الألعاب الأولمبية 2020.
وفي هذا السياق، قالت نانسي سنو، أستاذة العلوم الدبلوماسية في جامعة كيوتو للدراسات الأجنبية، إن الجيل المقبل، في إشارة إلى الشريكين، سيحدث فرقاً في صورة اليابان التجارية. وفي الوقت الراهن، تم إبقاؤهما رهن انتظار طويل.
ومن جانب آخر، أفادت جامعة فوردهام أن السيد كومورو سيبدأ برنامج ماجستير يمتد على مدار سنة. في المقابل، يأمل كومورو في مواصلة دراسته لعامين آخرين بغية الحصول على شهادة كاملة في القانون. وأفاد ماكوتو واتانابي، أستاذ العلوم السياسية والعلاقات الدولية في جامعة هوكايدو بونكيو، قائلاً: "ستكون الثلاث سنوات صعبة بالنسبة للسيد كومورو علاوة على الأميرة ماكو. كما أن حبهما المتبادل يواجه تحديات من نواح عديدة".
وفي إشارة إلى أن الأميرة قد تستعد لخوض غمار علاقة عن بُعد، أظهر جدول وكالة رعاية القصر الإمبراطوري الخاص برحلتها هذا الأسبوع إلى البرازيل محطة توقف في نيويورك أثناء عودتها إلى اليابان.
إقرأ أيضاً..
بعد بيان الألف كلمة من زوجها معز مسعود.. شيري عادل تدشن حسابها الرسمي على تويتر وتنشر أول تغريدة
Bloomberg : حان دور قطر للاستفادة من تنظيم كأس العالم 2022، وخبير رياضي: العالم سيقع في حبهم