باستخدام طابعة كمبيوتر يمكنك تأسيس منزلك الخاص.. هذه أول عائلة تنتقل للعيش في بيت 3D

تم تصميم المنزل لأول مرة من قِبَل فريق من المهندسين المعماريين والعلماء.

عربي بوست
تم النشر: 2018/07/17 الساعة 18:36 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2018/07/17 الساعة 18:37 بتوقيت غرينتش
photo de Yhnova, maison en impression 3D, Nantes Métropole habitat.

لن تحتاج على ما يبدو إلى عمّال بناء ومهندسين معماريين لبناء منزلك في المستقبل، بل قد تكتفي بمبرمج وطابعة كمبيوتر ثلاثية الأبعاد.

إذ يبدو أننا أمام بداية مرحلة جديدة من تاريخ البناء، بعد أن انتقلت عائلة فرنسية  لتسكن في أول منزل مصنوع عبر الطباعة ثلاثية الأبعاد، حسب تقرير لموقع BBC Mundo الإسباني.

وبهذه الخطوة تُثبت الطابعات ثلاثية الأبعاد جدارتها في عالم البناء لأول مرة بصورة فعلية.

وتبلغ مساحة المنزل 95 متراً مربعاً، وهو مصمَّم لعائلة مكونة من 5 أشخاص، مع 4 غرف للنوم، ويشمل تصميمه جدراناً منحنية، للحد من آثار الرطوبة، مع مراعاة معايير التصميم للأشخاص ذوي الإعاقات.

أهم المميزات.. الوقت والتكلفة

54 ساعة فقط استغرقتها طباعة المنزل، واستغرق الأمر 4 أشهر لإكماله بالنوافذ والأبواب والسقف.

وبلغ إجمالي التكلفة حوالي 234 ألف دولار أميركي، وهو ما يمثل توفيراً بنسبة 20% مقارنة بما يمكن أن يكلفه بيت مماثل تم بناؤه بطريقة تقليدية.

ويعتقد الفريق الذي بنى المنزل الآن، أنه قادر على طباعة منزل مماثل خلال 33 ساعة فقط.

ولكن كيف تم صنعه، وهل تتوفر له قوة التحمل الكافية؟

الطابعة الثلاثية الأبعاد أثبتت جدارتها

تم تصميم المنزل لأول مرة من قِبَل فريق من المهندسين المعماريين والعلماء.

بعد ذلك، تمَّت برمجة التصميم إلى الطابعة ثلاثية الأبعاد، التي تم نقلها إلى موقع بناء المنزل.

بدأت الطابعة في رفع الجدران في طبقات، عبر ضخ مادة البولي يوريثين، التي تتجمد وتتحول لحالة صلبة.

يتكون كل جدار من طبقتين من عازل البولي يوريثين، مع وجود فراغ بينهما لملئه بالإسمنت.

عندما يتم تثبيت النوافذ والأبواب والسقف، يصبح المنزل جاهزاً.

مرحلة إنشاء الغرف الأربع والمساحة الرئيسية

ثم يتم استخدام الطابعة لطباعة الكتل من الأرضية إلى الأعلى، لتشكيل الجدران

 يحتوي المنزل على أربع غرف

  الوضع أصبح أفضل بكثير بالنسبة للأسرة في البيت الجديد

 نورية ونور الدين رمضاني سعيدان بالعيش في المنزل الذي تم بناؤه باستخدام طابعة ثلاثية الأبعاد

حتى الآن، لا يمثل ذلك إلا نموذجاً أولياً، ولكن وفقاً لمبتكريه، قد يكون ذلك بداية لتغيير كبير في عالم البناء والتشييد.

وتدير جامعة نانت الفرنسية هذا المشروع بالتعاون مع جمعية إسكان تسمى مجلس مدينة نانت.

وتقول نورية ونور الدين رمضاني ربا الأسرة التي انتقلت للمنزل الجديد إنهما محظوظان للغاية للعيش في المنزل مع أبنائهما الثلاثة.

يقول نور الدين: "كنا نعيش في مبنى سكني مشيَّد في الستينيات، وهذا تغيير كبير بالنسبة إلينا".

وتابع: "إنه لَأَمر مدهش أن تكون قادراً على العيش في مكان مع حديقة، ويكون لك منزلك المستقل".

إنه أهم تغيير حدث منذ 2000 عام

 يتم ملء المسافة بين الكتلتين المطبوعتين بالإسمنت لتشكيل الجدار

يقول فرانسي تريشيه، رئيس مجلس نانت في قضايا التكنولوجيا والابتكار، إن الغرض من المشروع هو معرفة ما إذا كان هذا النوع من المساكن يمكن أن يتم بناؤه بطريقة أكثر توسعاً، وإذا كان بالإمكان تطبيق هذه التقنية في أنواع أخرى من الإنشاءات، مثل الساحات الرياضية، على سبيل المثال.

يضيف تريشيه: "منذ 2000 عام لم يحدث أي تغيير في نموذج عملية البناء"، وتابع: "أردنا أن نتخطَّى عملية البناء بأكملها".

ويقول: "لقد أمسكنا القلم للتو، وكتبنا السطر الأول في قصة جديدة، هذا المنزل كان بمثابة عبارة البداية: (ذات يوم…)"

الآن، كما يقول تريشيه، هذا التقدم "سوف يجبر" الشركات الخاصة على "تناول القلم"، ومواصلة السرد.

ولهذه الأسباب ستنتشر هذه المنازل في السنوات القادمة

بينوا فوريت رئيس المشروع يتوقع انتشار الفكرة

وفقاً لتقديرات بينوا فوريت، رئيس المشروع في جامعة نانت، ستقلل هذه التقنية من تكلفة البناء بنسبة 25% في السنوات الخمس القادمة، و40% خلال السنوات العشر أو الـ15 القادمة، ويرجع ذلك جزئياً إلى حقيقة أن التكنولوجيا سوف تصبح أرخص وأكثر دقة، وأن التكاليف ستنخفض إذا تم بناء هذه المنازل على نطاق أوسع.

بالإضافة إلى ذلك، يقول فوريت، إن الطباعة ثلاثية الأبعاد سوف تسمح للمعماريين بأن يكونوا أكثر إبداعاً، عندما يتعلق الأمر بتخيل أشكال المنازل التي يصمِّمونها.

غرفة المعيشة في المنزل

يقول فوريت، إنه يريد الجمع بين المنازل الصديقة للبيئة والهندسة المعمارية الحديثة

على سبيل المثال، تم بناء هذا المنزل في نانت، لمحاذاة الأشجار التي يبلغ عمرها 100 عام، الموجودة في المكان.

كما تعمل الجدران المنحنية على تحسين دوران الهواء وتقليل الرطوبة وتقوية المقاومة الحرارية.

كما أن المنزل مهيأ لمراعاة احتياجات الأشخاص ذوي الإعاقات، وله منفذ للكراسي المتحركة، ويمكن التحكم فيه من خلال هاتف محمول.

وأخيراً، فهو أيضاً صديق للبيئة؛ نظراً لأنه لا ينتج نفايات أثناء الطباعة.

غرفة المعيشة في المنزل.

الآن، حلم فوريت هو إنشاء حي كامل بنفس الطريقة.

في الواقع، يقول الرجل إنه يعمل على مشروع في شمالي باريس، سيضم 18 منزلاً باستخدام طابعات ثلاثية الأبعاد، بالإضافة إلى مبنى تجاري.


هذا الموضوع قد يهمك أيضاً..

مانديلا كان آخر زعيم إفريقي تقابله الأميرة ديانا قبل وفاتها.. اليوم، الأمير هاري وميغان في معرض تكريمي له بلندن (صور)