انتشر هذا الأسبوع؛ الأول من يوليو/تموز 2018، مقطع فيديو تظهر فيه ميغان ماركل، الممثلة الأميركية ودوقة ساسكس، وهي تحيي الجماهير.
لكنَّ مقطع الفيديو ذلك يؤكد ما لطالما كانت أميركا تخشى حدوثه: لقد اكتسبت دوقة ساسكس اللكنة البريطانية! صحيحٌ أنَّ الفرق غير ملحوظ، لكن بالفعل استطاع مدرب الكلام واللهجات جون فليمينغ ملاحظة لمحةٍ بسيطة من اللكنة الإنكليزية الرسمية (المعروفة باسم "إنكليزية الملكة" أو "Queen's English") في نطق الدوقة للكلام.
ووفق ما ذكرت صحيفة The Guardian البريطانية، قال فليمينغ: "هذا صحيح، يمكنني ملاحظة تغير بعض الأصوات. من بين الأمثلة على ذلك: تغير نطقها لحرف الراء في نهاية مقاطع الكلام. ففي مقاطع الفيديو التي ظهرت لها في الآونة الأخيرة، أصبح نطقها لحرف الراء أخفَّ من نطقه في اللكنة الأميركية العامة النموذجية. فضلاً عن أنَّها أصبحت تستعمل الحرف اللين المتعارف عليه في الإنكليزية البريطانية، الذي نسمعه عادةً في نطق كلمة "thought"، وذلك في نطقها لكلمة "جميعاً" ("all") حين قالت: "أتمنى لكم جميعاً يوماً طيباً!"".
كان مقطع الفيديو الذي جرى تداوله هذا الأسبوع قد نشرته فتاة مصرية تدعى آية الزيني على موقع تويتر، وعلقّت عليه بقولها: "ميغان قد نطقت باسمي! لقد قُضي علي!".
Meghan said my name, that's me done😭 pic.twitter.com/167F2ubjUh
— Aya🧚🏽♀️💫 (@Ayaaly99) June 14, 2018
تغيير اللكنات هو أمرٌ محل انتقاد في كثيرٍ من الأحيان؛ إذ يراه الناس دليلاً على الزيف وعدم الأصالة. ع
لى سبيل المثال: حين بدأت المغنية الأميركية الشهيرة مادونا تكتسب لكنة زوجها السابق بريطاني الجنسية غاي ريتشي، تعرضت للسخرية الشديدة.
إلا أنَّ مدربة اللهجات باميلا فاندرواي تبرر ذلك بأنَّ حدوث تغييرٍ في اللكنة هو أمرٌ طبيعي لا مفر منه عند بدء حياةٍ جديدة في بلدٍ جديد.
وعند محادثتها عبر الهاتف من لوس أنجلوس، قالت باميلا مفسرةً: "اكتساب المرء للكنة المحيطين به هو أمرٌ طبيعي تماماً حين يكون راغباً في الانتماء إليهم؛ لأنَّ اللكنات هي إحدى الطرق التي تميز المرء على أنَّه جزء من مجموعةٍ ما. [وفي] حالة ميغان، فهي تمثل العائلة الملكية، وهي جزء من إنكلترا؛ لذا فهي تتعرض لضغطٍ خاص كي تكتسب طريقة الكلام تلك، [وهي] ربما تحاول اكتسابها عمداً، وربما يحدث ذلك دون قصدٍ منها".
وأضافت باميلا: "حتى فكرة وجود طريقة نطق مُوحدة بين أفراد العائلة الملكية في حد ذاتها هي اعتقاد خاطئ، إذ قالت: "حتى الأمير تشارلز نفسه، إذا رجعت إلى أول مقابلة تلفزيونية ظهر فيها على الإطلاق، ستجد أنَّ لكنته قد تغيرت؛ فاللغة ليست جامدة، بل هي شيءٌ حي دائم التغيير".
وهذا أمرٌ منطقي للغاية، لا سيما وإن تذكرنا خبر اكتساب الممثلة الأميركية ليندسي لوهان للكنة جديدة غريبة ظهرت للمرة الأولى بعد قضائها وقتاً في تركيا، أو تخلص الممثلة الأميركية تشارليز ثيرون ذات الأصول الجنوب إفريقية من لهجتها الأفريكانية بمرور الوقت؛ إذ أنَّ هذه هي أسرع طريقة للتأقلم أو لإعلان الانتماء وفقاً لباميلا.
لكنَّ هذا أيضاً هو السبب في أنَّ ما اكتشفناه في الآونة الأخيرة عن دوقة ساسكس قد خلَّف لدى من يعيشون في أميركا الشمالية إحساساً بالحيرة بسبب لهجتها الجديدة، لأنَّهم باتوا يشعرون وكأنَّها لم تعد واحدةً منهم (أو على نحوٍ أكثر دقة، باتوا يشعرون وكأنَّها تعتقد أنَّها أصبحت أفضل منهم").
وقالت باميلا: "للأمر علاقة وثيقة بالهوية الثقافية وما ترمز إليه [اللكنة]، ناهيك عن تلك الطبقة الأخرى المتعلقة بالتجارب السابقة، وبحقيقة أنَّ كون شخص ما قد قرر ترك المجموعة التي ينتمي إليها وبدأت لكنته تتغير تصيب أفراد المجموعة الآخرين بالتوتر. حتى أمي كانت تنظر إليَّ نظراتٍ غريبة لأنَّني أصبحتُ أتحدث بطريقةٍ مختلفة بعد عودتي من الجامعة".
هذا إلى جانب مسألة كون دوقة ساسكس ممثلة مدرَّبة، وهو ما فسَّرته باميلا بقولها: "لابد وأن سبق لها العمل باللكنات، سواءٌ اللكنة البريطانية أو أي لكنةٍ أخرى؛ مما يعني أنَّها أكثر قابلية لاكتساب اللكنات بسهولة عن غيرها. لذلك، وكما هو الحال حين يكتسب المرء لكنةً أميركية جنوبية طفيفة بعد ذهابه في رحلةٍ إلى ولاية جورجيا في جنوب شرق الولايات المتحدة، فقد اكتسبت الدوقة بعض أصوات الإنكليزية البريطانية نظراً إلى انغماسها في الثقافة البريطانية، وكونها قد أصبحت محاطةً بلكنات المملكة المتحدة بمختلف أنواعها".
لذلك، حتى وإن بدأ كلام الدوقة يكتسب اللكنة البريطانية أكثر وأكثر، لا علاقة لذلك بكونها قررت التخلي عن لهجتها الخاصة بولاية كاليفورنيا الأميركية، مسقط رأسها، بل برغبتها في التأقلم والانتماء إلى عائلتها الجديدة.
مما يعني أنَّه لا داعي للقلق بشأن كون ذلك دليلاً على نبذ الدوقة لأصلها الأميركي؛ لأنَّها تسعى للتأقلم فحسب، مثلها في ذلك مثل أي أحدٍ آخر.
واختتمت باميلا حديثها عبر الهاتف بقولها: "هل تعرف كم عدد اللكنات الموجودة في جميع أنحاء العالم؟ عددها كعدد سكان العالم بالضبط!".
إقرأ أيضاً..
ديفيد بيكهام فاز بالرهان، والآن على إبراهيموفيتش تنفيذ وعده.. أسوأ عقاب للاعب السويدي!
الإعلامي المصري أحمد موسى ينهي حلقة برنامجه فجأة ويعتذر للأزهر والمشاهدين.. والأوقاف تتدخل! (فيديو)
القضاء بانتظار اللاعب الكرواتي مودريتش لمحاكمته، ولحضور رئيسة البلاد المبارايات قصة أخرى!