كلما زادت ثرواتهم ازدادوا تمسكاً بالحياة.. إليك أغرب 10 محاولات للخلود في التاريخ

عربي بوست
تم النشر: 2018/06/27 الساعة 04:59 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2018/06/27 الساعة 04:59 بتوقيت غرينتش

بينما يقلق الفقراء على قوت يومهم ويطمعون بالحد الأدنى من هذه الحياة، يبحث بعض الأغنياء عن مزيد من الوقت الذي يصبح عملتهم النادرة عند مرحلة معينة. بحثوا عنه في السابق من خلال الكيمياء والتعاويذ والسحر، وحتى قتل الأطفال والعذارى، واليوم يلجأون للتكنولوجيا من أجل "خداع الموت" والعودة من الموت إما من خلال أدمغتهم ووعيهم أو من خلال أجسادهم المحفوظة بكل ما أوتي به الإنسان من تطور تقني.

في ما يلي محاولات غريبة وجريئة، وربما مجنونة، أقدم بها البشر على مر العصور في محاولة للتشبث بالحياة قدر استطاعتهم:

جلجامش.. رحلة ملحمية للبحث عن الخلود وإذ هو في عقر داره

تحدثت ملحمة جلجامش عن ملك أوروك في بلاد ما بين النهرين. جلجامش هو أول الباحثين عن الخلود، إذ كتبت ملحمته بين 2150 و 1400 قبل الميلاد.

قرر الملك مغادرة مملكته بحثاً عن معنى هذه الحياة والخلود. لكن ساقية الآلهة سيدوري حاولت أن تقنعه بالتلذذ بالعالم الذي يعيش فيه، لأن البشر لا مفر لهم من الموت مهما فعلوا.

قالت:

إلى أين تمضي يا جلجامش؟

الحياة التي تبحث عنها لن تجدها.

فالآلهة لما خلقت البشر،

جعلت الموت لهم نصيباً،

وحبست في أيديها الحياة.

أما أنت يا جلجامش، فاملأ بطنك.

افرح ليلك ونهارك.

اجعل من كل يوم عيداً.

ارقص لاهياً في الليل وفي النهار.

اخطر بثياب نظيفة زاهية.

اغسل رأسك وتحمم بالمياه.

دلل صغيرك الممسك بيدك،

وأسعد زوجك بين أحضانك.

هذا نصيب البشر (في هذه الحياة).

لكن جلجامش لم يلتفت لهذا الكلام وأصر على قدرته على العيش إلى الأبد، واستمر في خوض رحلته للبحث عن الخلود حتى وجد العشبة السحرية التي تمنح الخلود، فاقتلعها من أعماق بحر الدلمون. لكن ثعباناً سرق النبتة وسرق معها حلمه بالشباب الدائم.

في النهاية عاد الملك إلى أوروك حزيناً خالي اليدين، ولكن متصالحاً مع نفسه ومقتنعاً أنه لا يستطيع العيش للأبد. وعندما اقتربت سفينته من أسوار المدينة الضخمة التي شيدها بنفسه، أدرك أن هذه الأسوار المتينة هي التي ستخلد اسمه.

أباطرة الصين.. السر في الكيمياء والتعاويذ السحرية

في الصين القديمة سعى الأباطرة بطرق شتى للحصول على إكسير الحياة الأسطوري. استعانوا في ذلك الوقت بالعديد من الخيميائيين الذين ادعوا أنهم أتقنوا الوصفة التي تطيل العمر.

ذكر المؤرخون الصينيون أن الملك تشين شي هوانغ (الامبراطور الأول لأسرة تشين) كانت لديه هواجس بفكرة الخلود طوال الوقت ولذك كان يبحث عن الحكماء في جميع أنحاء إمبراطوريته لأنه كان يعتقد أن لديهم الجواب الشافي عن مصدر الشباب الأبدي والحياة الخالدة.

وتكشف الوثائق المكتشفة حديثا أنه قبل 2200 سنة أصدر أمراً تنفيذياً للعلماء في عصره للبحث عن إكسير يمنحه الحياة الأبدية.

في القرن الثالث قبل الميلادي، قرر الملك ابتلاع الزئبق لينعم بالخلود في الحياة، لكن ما حدث هو أن التركيبة التي صنعت له من الزئبق والكبريت الأحمر على أنها اكسير الحياة كانت السبب في مقتله في التاسعة والثلاثين من عمره.

لم يكن تشين شي هوانغ هو الإمبراطور الوحيد الذي توفي نتيجة تناوله حبوب الزئبق، بل هنالك الكثير من الشبان الصينيين الذين لقوا حتفهم في أعمار مبكرة، جراء تعرضهم للتسمم من مثل هذه الخلطات الدوائية التي تحتوي على الزئبق، كان منهم خمسة من أباطرة تانغ من بينهم الإمبراطور جينزونغ.

كونتيسة الدم إليزابيث باثوري.. قتلت العذارى طمعاً في دمائهن الشابة

ولدت الكونتيسة في هنغاريا عام 1560 من أب وأم من نفس العائلة، الأمر الذي أدى على الأرجح لإصابتها بأمراض نفسية ونوبات عصبية.

نسجت حولها العديد من القصص والأساطير، فمنهم من قال إنها كانت مصاصة دماء ومنهم من لقبها بسفاحة النساء، ومنهم من يقول إنها قتلت 650 ضحية لكن المؤرخين اتفقوا على أنها كانت إنسانة دموية.

تزوجت إليزابيث عندما كانت تبلغ من العمر 15 عاماً للكونت فيرينك ناداسدي، وهو قائد عسكري كُلف بقيادة جيوش المجر ضد القوات العثمانية التي كانت تهدد وسط أوروبا.

بعد وفاته، اكتشفت الكونتيسة بالصدفة بعد تلطخ يدها بالدم أنه شد بشرتها، فتصورت أن حمامات الدم ستعيد شبابها إليها بعدما أنجبت 4 أولاد.

قررت الكونتيسة أن تحصل على دم الفتيات العذارى في القرية التي كانت تعيش فيها، وبدأت تستقطب فتيات العامة بحجة العمل لديها. وداخل أسوار بيتها كان يتم تعذيبهن وقطع شرايينهن وضربهن حتى الموت.

كانت تعلقهن مع خدمها فوق حوض استحمامها لينزفن حتى آخر قطرة، لتقوم بعد ذلك بشرب دمائهن وتستحم بها..

وبعدما لم تتمكن من العثور على مزيد من فتيات العامة، قتلت الكونتيسة ابنة أحد النبلاء، الأمر الذي دفع بالسلطات للتحقيق بالأمر واكتشاف الأهوال والجثث التي كانت تخفيها بالقصر. أُعدم خدمها وحُكم عليها بالسجن في غرفة بمنزلها يدخلها الهواء فقط وقليل من الضوء، ثم توفيت بعد 3 سنوات ونصف.

خلود الوعي.. رفع الدماغ على الكمبيوتر ثم تحميله على جسد آخر

"أؤمن بأن أفكاري قد تغير العالم يوماً ما، وعملية تحميل الدماغ وقراءة ما بها أمر مميز"، هذا ما قاله الملياردير الأميركي سان ألتمان (32 عاما) الذي أراد خوض تجربة البحث عن الحياة الأبدية والمحافظة على ما بدماغه للأبد من خلال تحميل أفكاره وذكرياته إلى جهاز كمبيوتر جديد من نوعه.

ودفع ألتمان 10 آلاف دولار لشركة  Nectome الناشئة، التي تعد زبائنها بالخلود عبر تحميل أفكارهم الإبداعية إلى جهاز كمبيوتر يستطيع قراءتها وتحليلها، على أن يتم استنساخ هذا الانسان مرة أخرى وتحميل ذاكرة حياته السابقة مجدداً!

تأسست الشركة عام 2016 من قبل باحثين متخصصين في الذكاء الاصطناعي في معهد التكنولوجيا الأميركي MIT. وتسعى الشركة إلى تقديم طريقة تكنولوجية تحافظ على وعي وإدراك شخص ما حتى بعد مماته. تحتفظ بدماغه وكل ذكرياته باستخدام عملية تسمى "الحفظ بالتبريد المستقر بالألدهيد". وأوضحت الشركة على موقعها إنها تخطط لربط الأشخاص المصابين بأمراض قلبية إلى جهاز القلب والرئة، وضخ خليط التحنيط في شرايينهم في أعناقهم أثناء وجودهم أحياء ولكن تحت تأثير التخدير العام.

لا تمتلك Nectome حاليًا طريقة "لرفع" العقول التي تخزنها على الكومبيوتر، ولكنها تأمل في تقديم محاكاة لتحميل "شبكة عصبية بيولوجية" في عام 2024.

قنديل البحر الخالد يلهم العلماء للبحث عن سره

بدلاً من البحث في اليابسة، اتجه الإنسان نحو البحار حيث اكتشف العلماء وجود قنديل بحر يدعى تيولا، الذي يسبح قبالة شيراهاما اليابانية وهو لا يموت ولايفنى من تلقاء نفسه (إلا عن طريق مؤثر خارجي).

يتميز هذا المخلوق بقدرته على استعادة شبابه والرجوع إلى مرحلة ما قبل البلوغ من خلال تطور معين في الخلايا. تشيخ خلاياه كسائر خلايا الكائنات الحية، إلا أنها تتميز بقدرتها على استعادة شبابها.

جدير بالذكر أن استرجاعه الدائم لشبابه لا يحول بينه وبين الموت عن طريق حادثة أو مرض أو يمنع مفترسيه من الحيوانات البحرية الأخرى من التهامه والتمتع به كغذاء لذيذ.

يحاول العلماء دراسة هذا النوع من المخلوقات المائية والتوصل لسر العملية التي تميزه عن باقي المخلوقات، وعما إذا كانت هذه العملية تتم بقرار من قنديل البحر نفسه الذي يتكون 95% من جسمه من الماء وليس له دماغ ولا نظام هضمي، أم تتم نتيجة توفر بيئة خاصة.

ويظنّ بعض العلماء  أنه من الممكن الاستفادة من هذه العملية وتطبيقها على الإنسان.

طبيب الأعصاب تشارلز إدوارد براون سيكارد.. السر في خصيتي الحيوانات

كان سيكارد طبيب أعصاب مخضرم في المستشفى الوطني للأمراض العصبية بالعاصمة البريطانية، لكن في نهاية حياته فعل أمر شوه سمعته العلمية.

في عام 1889 قام بجلب مزيج من خصيتي الخنازير والكلاب، ليحقن نفسه بهذه المادة المستخلصة حتى تزيد من جمال بشرته وتطيل من شبابه. أعطى براون سيكوار تركيبة المادة مجاناً لعلماء آخرين معتقداً أنه قد اكتشف ينبوع الشباب.

بعد عدة أعوام شعر بألم شديد في المعدة، ولم تمض ساعات حتى فقد حياته التي كان متشبثاً بها لدرجة أنه فكر في صنع مشروب يبقيها للأبد. كان عمره 76.

وكونه عالماً مرموقاً إلى حد كبير، بدأ عدد غير قليل من الأشخاص في تطبيق تجربته، منهم لاعب بيسبول شهير يدعى جايمس كالفن لقى حتفه عن عمر يناهز 45 عاماً متأثراً بالتهابات شديدة في معدته في العام 1889.

مصاصة دماء إسبانيا إنكرينا مارت: طبخت الاطفال لاستخلاص مستحضرات التجميل

إنكرينا مارتي، اسم لم يسمع به الكثيرون لأشهر قاتلة أطفال في التاريخ الحديث. ففي القرن التاسع عشر عندما كانت تسيطر فكرة الشباب الدائم على عقول الأغنياء في أوروبا، وجدت إنكريتا مارتي المعروفة تاريخياً باسم مصاصة دماء إسبانيا، ضالتها.

كانت مارتي ساحرة شريرة  تمارس طقوس السحر والشعوذة وتخطف الأطفال الفقراء من شوارع برشلونة. كان هدفها قتلهم واستخلاص الشحوم من أجسادهم، بعد غليهم في قدور كبيرة لصناعة مستحضرات تجميلية سحرية لحسناوات المدينة الأغنياء، تمنحهن الجمال الدائم والشباب.

وساد اعتقاد قديم بأن دماء الأطفال وشحومهم لها خصائص طبية وسحرية تعيد الشباب وتمنع ظهور أعراض الشيخوخة، وعلى الرغم من أن السيدات كن على دراية كاملة بمحتويات هذه المستحضرات، إلا أن ذلك لم يمنعهن من الإقبال عليها ودفع المبالغ الطائلة بغض النظر عن مصدرها.

عشيقة هنري الثاني شربت الذهب لتأخير الشيخوخة

كان ملك فرنسا هنري الثاني متزوجاً من كاترين دي ميديشي، وعلى الرغم من ذلك كانت أقرب امرأة له هي الأرملة ديان دو بواتتيه، وكانت معروفة بجمالها الآخاذ.

كانت ديان تشرب خليطاً مصنوعاً من كلوريد الذهب والإيثر الإيثيلي، الذي كان منتشراً في ذلك الوقت كدواء سحري لعلاج الشيخوخة. لكن للأسف تسبب هذا الخليط في تسممها المزمن ولقت حتفها وهي في السادسة والستين من عمرها.

تجميد الجسم: محاولة لخداع الموت بدرجات تحت الصفر

تقنية يتم فيها تجميد جسد المريض وحفظه في درجة حرارة منخفضة على أمل إعادته للحياة في المستقبل عند التوصل للتقنيات الطبية اللازمة لعلاجه.

عندما يتوفى المريض بدون أي حادث أو تلف للدماغ يتم تجميد الشخص فوراً قبل أن تتلف خلايا الدماغ والأعضاء الأخرى.

رائد هذه التقنية هو روبرت إيتنغر؛ الذي أسس معهد تقنية الحفظ بالتبريد عام 1976، وكانت والدته هي أول مريضة بهذا المعهد. والآن يوجد عشرات الجمعيات في أميركا وروسيا، والتي تنظم حياة المستعدين للتجمد من الآن، مثل  شركة كريوروس، وهي الشركة الأولى من نوعها في روسيا والمتخصصة في خدمة تجميد الموتى. بالإضافة لشركة ألكور الأميريكية الشهيرة في خدمة تجميد الأعضاء.

خضع العديد من المشاهير بعد وفاتهم لتجميد جثامينهم بواسطة ذويهم، ومن أبرزهم هال فيني المتوفى عام 2014؛ وهو رائد صفقات عملة البيتكوين Bitcoin، فبعد صراعه مع (مرض التصلب الجانبي الضموري) لمدة 5 سنوات؛ طلب قبل وفاته حفظ جثته لدى ألكور.

ومثله أسطورة البيسبول "تيد وليامز"، الذي حُفظ كلٌ من رأسه وبقية جسده بشكل منفصل في خزان أسطواني من الصلب مملوء بالنيتروجين السائل منذ العام 2002 حتى يومنا هذا.

تعتمد التقنية على توصيل الجسم بأجهزة لإنعاش القلب والرئتين لإبقاء الدورة الدموية مستمرة مع إعطاء أدوية مخدرة تمنع التجلط للمحافظة على سلامة الدماغ قدر الإمكان.

بعد ذلك يتم استبدال المياه الموجودة داخل الجسم بسوائل حافظة مانعة للتجمد، وذلك لأن ما يفوق نصف كتلة الإنسان مكونة من الماء وتجميدها سيؤدي إلى زيادة حجم الخلايا وبالتالي موتها!

وأخيراً يتم تبريد الجسم باستخدام الثلج وغاز النيتروجين حتى تصل درجة حرارة الجسم لحوالي -130 درجة مئوية، بعدها توضع الجثث في برادات تعتمد على النيتروجين السائل بدرجة حرارة  -196 درجة مئوية. ويترك فيها الجسد حتى يحين الوقت لإخراجه.

رهبان اليابان يقاربون الموت بأنفسهم بهدف التحنيط

في شمال اليابان، انتشرت فكرة تحنيط الكهنة والرهبان لأنفسهم وهم أحياء، وقد تم اكتشاف العديد من مقابر التحنيط هناك.

انتشرت هذه العادة الغريبة في القرنين الحادي عشر والثاني عشر بمحافظة ياماغاتا اليابانية ضمن أتباع الديانة البوذية المنتمين لمدرسة شينغون، والذين تميزوا بزهدهم وسعيهم للتشبه بسيدهارتا غوتاما (بوذا).

وتبدأ العملية التي تستغرق ألف يوم تقريباً، لا يتناول خلالها الكهنة إلا البذور والمكسرات والتوت وأبر شجر الصنوبر، مع اتباع نظام صارم من النشاط البدني لتخليص الجسم من الدهون.

بعد ذلك تبدأ مرحلة الألف يوم الأخرى، فيتناولون اللحاء والجذور مع شرب شاي أوروشي السام الذي يؤدي لحدوث تقيؤ مستمر يتسبب في فقدان الجسم لسوائله ويجعل الجسم مسموما فتبتعد عنه الديدان ولا تأكله أو تحلله بعد الموت.

بعد لك يوضع الراهب في قبر صغير جالساً في وضعية تأمل ولا يربطه إلا أنبوب هواء يتنفس منه وجرس يرن ليعلن أنه ما زال حياً، وعندما يتوقف هذا الجرس عن الرنين تتم معرفة أن الكاهن قد وافته المنية فيتم إزالة أنبوب الهواء وختم القبر.

جدير بالذكر أنه بعد مرور ألف يوم يتم فتح القبر مرة أخرى للتأكد من أن عملية التحنيط قد تمت بسلام!