هل نقول وداعاً للسمنة قريباً؟ باحثو التمثيل الغذائي يكتشفون خلايا تمنع تخزين الدهون في الجسم

عربي بوست
تم النشر: 2018/06/24 الساعة 10:52 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2018/06/24 الساعة 10:52 بتوقيت غرينتش
Rear view of an overweight Hispanic woman and a young mixed race Hispanic and Caucasian man running or jogging together outdoors in an urban setting.

اكتشف باحثون سويسريون خلايا تعمل على منع إنتاج الخلايا التي تخزن الدهون في الجسم، فمن بين العديد من الخلايا التي تشكل الأنسجة الدهنية في أجسادنا، تمتلك خلايا "AREGs"- التي نجح العلماء في تمييزها أخيراً بتقنية جديدة- القدرة على وقف تخزين الدهون، وفقاً لتقرير علمي نشر في مجلة " Nature".

وحسب الباحثين، من شأن هذا الاكتشاف أن يساهم في مكافحة السمنة وداء السكري من النوع الثاني، ويوفر طرقاً علاجية جديدة للتحكم في نمو الدهون، ويسهم كذلك في إبطاء الشيخوخة والحد من أمراضها، حسب شبكة swissinfo السويسرية.  

الدهون ضرورية لنا وتكدسها ضار بصحتنا

تتمثل وظيفة الخلايا الدهنية في تخزين الدهون في أجسامنا. وتحدث هذه العملية بطريقتين، إما عن طريق الاحتفاظ بالدهون في الخلايا الدهنية الموجودة سلفاً، أو عن طريق إفراز خلايا دهنية جديدة انطلاقاً من خلايا تسمى "ما قبل الخلايا الدهنية". ويطلق على عملية بناء الدهون هذه اسم adipogenesis .

وفي حين أن الدهون ضرورية لصحة أجسامنا، حيث يمكن تحويلها إلى طاقة إذا تطلب الأمر إلا أن تكدسها في مكان واحد قد يشكل ضرراً على صحة الإنسان. فغالباً، تؤدي السمنة إلى أمراض خطيرة مثل مرض السكري من النوع الثاني وأمراض القلب والأوعية الدموية والسرطان.

خلايا AREGs تمنع إنتاج الخلايا التي تخزن الدهون

"مفتاح النجاح في مكافحة السمنة يتلخص في فهم كيفية تطور الخلايا الدهنية الناضجة انطلاقاً من الخلايا الجذعية. لكننا لم نتمكن بعد من تحديد طبيعة هذه الخلايا الجذعية" حسبما أفاد البروفيسور David A. Guertin من مدرسة الطب بجامعة ماساتشوستس، في تعليق له نشر في مجلة Nature العلمية.

وأكد غيرتين أن "النسيج الدهني يحتوي بالفعل على عدد كبير من الخلايا يصعب تمييزها باستخدام الطرق التقليدية. كما أن العلامات الجينية التي تعمل على تثبيت الجزيئات الفلورية على بروتينات معينة موجودة على سطح الخلايا لتمييزها، لا تعمل في هذه الحالة بسبب التشابه الكبير بين الأنواع المختلفة من الخلايا".

نتيجة لذلك، بادر الباحثون باعتماد نهج أكثر حداثة، يتمثل في "تطبيق دراسة ترنسكربيتوم الخلية الواحدة". وتمكن هذه التقنية من تحديد مختلف الخلايا حسب نوع الجينات النشطة، لتكون بذلك خصائص تتشاركها المجموعات الفرعية للخلايا، حسب مجلة Sciences et Avenir الفرنسية.

توصل المشرفون على هذا البحث إلى تحديد ثلاث مجموعات من الخلايا الجذعية للدهون، حيث تسمح إحداها بوقف عملية إنتاج الخلايا الدهنية. وتعرف هذه الخلايا -التي نجح العلماء في تمييزها أخيراً- باسم AREGs (تعمل على تنظيم عملية بناء الدهون adipogenesis)، وتبلغ نسبتها أقل من 10% من مجموع عدد الخلايا في الجسم. كما أنها توجد في أجسام الفئران، تماماً مثل البشر. ووفقاً للباحثين، تعمل خلايا "AREGs" على الحيلولة دون تحول الخلايا ما قبل الدهنية إلى خلايا دهنية عن طريق إفراز جزيء مثبط.

Man body mass index. Vector fitness bmi chart with male silhouettes and scale. Body mass index fot health life, obesity and overweight illustration

طريقة جديدة للسيطرة على السمنة والتحكم في نمو الدهون

أشار البروفيسور David A. Guerin إلى أن هذا الاكتشاف يكتسب أهمية كبرى "فمن خلال تعديل الإشارات الصادرة عن خلايا AREGs يمكن توفير سبل علاجية للتحكم في نمو الدهون". ومن جهته، ذكر Bart Deplancke، الذي أشرف على هذا العمل، في بيان له صادر عن l'Ecole Polytechnique Fédérale de Lausanne (EPFL، أن "السيطرة على تشكيل الخلايا الدهنية تكتسب أهمية لتجنب اضطرابات الأيض أو التمثيل الغذائي".

وأضاف ديبلانكيه، أن "هذا الأمر قد يكون أيضاً مهماً في إبطاء الشيخوخة. ففي بعض الأنسجة، مثل نخاع العظام والعضلات، تتراكم الخلايا الدهنية بمرور الوقت، مما يؤثر سلباً على وظيفتها. ونتيجة لذلك، يمكن القول إن لاكتشافنا آثاراً بيولوجية طبية واسعة النطاق، ونتطلع إلى اكتشاف المزيد عن هذه الخلايا المثيرة للاهتمام"، حسبما نقلت المجلة الفرنسية.

تبعث هذه النتائج على التفاؤل، فمن المرجح أن خلايا AREGs أو آلية عملها، يمكن استغلالها لتعديل مرونة الأنسجة الدهنية البشرية. وعلى المدى الطويل، قد يؤدي ذلك إلى تحسين قدرتنا على التحكم في السمنة والحساسية تجاه الأنسولين، الأمر الذي سيمكننا بدوره من علاج أمراض منها السكري من النوع الثاني.