لا تعتمد على الخرافات.. العلم يفسر لماذا يصاب البعض بشلل النوم؟ أو يسمع أصواتاً عالية وهو نائم؟

إذا كنت تؤمن بالظواهر الخارقة، فقد لا تندهش إن سمعت قصصاً عن بعض الأشخاص الذين يحكون تجاربهم عن "شلل النوم"، أي بقاءهم بلا قدرة على الحركة على الأسرة، يرون ما يحدث حولهم لكنهم غير قادرين على الكلام.

عربي بوست
تم النشر: 2018/06/23 الساعة 14:47 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2018/06/23 الساعة 14:47 بتوقيت غرينتش

إذا كنت تؤمن بالظواهر الخارقة، فقد لا تندهش إن سمعت قصصاً عن بعض الأشخاص الذين يحكون تجاربهم عن "شلل النوم"، أي بقاءهم بلا قدرة على الحركة على الأسرة، يرون ما يحدث حولهم لكنهم غير قادرين على الكلام.

لكن ماذا لو لم تكن تؤمن بهذه الظواهر؟

تتحدث طبيبة علم النفس والباحثة في مجال مشكلات النوم أليس غريغوري، لموقع Science Alert الأميركي، عن بعض الظواهر الخارقة التي قد لا يعرف كثيرون أن لها تفسيراً علمياً.

وتقول إنه من المرجح أن يقول الأشخاص الذين عايشوا مثل هذه الظواهر إنهم شعروا بأنهم مثبتون إلى الفراش وملتصقون بأسِرَّتِهِم، وعاجزون عن التحرك بصفة كلية.

وليس من المستغرب أن يفسر هؤلاء الأشخاص التجارب التي يمرون بها على أنها ظواهر غير طبيعية. لكن بعض الظواهر مثل شلل النوم توفر بديلاً للتفسيرات الخارقة لمثل هذه الحوادث. نتيجة لذلك، تولد داخلي اهتمام بمثل هذا الموضوع بصفتي باحثة في مجال النوم.

شلل النوم

أثناء النوم، نمر عبر عدة مراحل، حيث نبدأ بمرحلة نوم "حركة العين غير السريعة"، التي تتخذ نحواً أعمق بصفة تدريجية، ثم تتخذ الدورة منحى عكسياً حتى نصل إلى "حركة العين السريعة". وغالباً ما نرى أحلاماً أثناء مرحلة حركة العين السريعة، في حين يكون جسدنا مشلولاً في ذلك الوقت، وذلك للحيلولة دون تفاعلنا مع أحلامنا. وتمثل آلية السلامة هذه رادعاً لنا حتى لا ينتهي بنا المطاف بمحاولة الطيران.

أثناء شلل النوم، يشعر الأشخاص الذين يختبرون شلل النوم بأنهم مستيقظون، لكنهم يكونون عرضة لهلوسات شبيهة بتلك التي يختبرونها خلال الأحلام، في حين يعجزون عن التحرك.

وتعتبر هذه التجربة شائعة على نطاق واسع، وتحدث لحوالي 8% من الأشخاص، مع العلم أنه من الممكن توليد حالة شلل النوم لدى بعض الأشخاص من خلال تعطيل نومهم بطرق معينة.

يعتقد بعض الباحثين، ومن بينهم باحثون فرنسيون، أن هذا الأمر يفسر عدداً كبيراً من الظواهر الخارقة. والجدير بالذكر أن المجتمع أخذ يعي أخيراً المعلومات المتعلقة بشلل النوم، إلا أنه يتوجب علينا فهم المزيد حول هذا الموضوع الشائك الذي يثير الكثير من التساؤلات.

في إطار بحثي الأولي، الذي نشرته في كتابي تحت عنوان "Nodding Off The science of sleep from cradle to grave"، أشرت إلى التفسيرات البيئية والوراثية المحتملة التي تجعل بعض الناس عرضة للإصابة بشلل النوم أكثر من غيرهم. ولتبين هذا الأمر، لا بد من إجراء دراسات على عدد أكبر من الأشخاص. وعند استعراض ما ورد في هذا الكتاب، عمدنا إلى تسليط الضوء على مجموعة من المتغيرات الأخرى المرتبطة بهذه التجربة المشتركة، على غرار الإجهاد والصدمات النفسية والأمراض الجسدية.

متلازمة الرأس المنفجر

يبرز التساؤل جلياً حول كيفية تمكن الباحثين في مجال النوم من شرح التجارب الخارقة للطبيعة، خاصة أن الكثير من الأشخاص يصفون شعورهم بحدوث انفجارات ضخمة أثناء الليل، التي لا يمكن لنا تفسيرها ببساطة. ومما يزيد من غرابة هذا الوضع أنه لا وجود لشيء قد سقط بالقرب منهم، أو أحد ما يعزف الغيتار الكهربائي على مقربة من سريرهم.

يمكن ربط مثل هذا الشعور بنومنا، ويمكن تفسيره هذه المرة بظاهرة الرأس المنفجر، وهو مصطلح حديث نسبياً ابتكره طبيب الأعصاب JMS Pearce.

عندما نستغرق في النوم، عادة ما يبدأ التكوين الشبكي لجذع الدماغ، وهو الجزء المسؤول عن الوعي، في كبح قدرتنا على الحركة والرؤية وسماع الأشياء.

وفي حال سمعنا دوي انفجار ما في أحلامنا، فذلك يعتبر دليلاً على تأخر جذع الدماغ في كبح قدرتنا على الحركة، وبدلاً من تشكيل شبكي لإيقاف الخلايا العصبية السمعية، يوقف الدماغ هذه الوظائف بصفة فجائية. وكما هو الحال مع شلل النوم، لا تزال هذه الظاهرة قيد البحث، وهو ما دفعني رفقة بعض الأصدقاء إلى الانضمام إلى جحافل الباحثين التابعين لمجلة BBC Focus، والباحث الرائد في هذا المجال، Brian Sharpless، لجمع البيانات حول هذا الموضوع عام 2017.

البكاء أثناء النوم

هل حدث وأن استيقظت من نومك ووجدت نفسك تبكي؟، أو شعرت بالدموع تنزل على خدك وأنت نائم؟.

من الأسباب العضوية بحسب ما نشرنا سابقاً في موقع "عربي بوست"، التي تتسبب في الدخول في نوبات البكاء أثناء النوم  هو"انقطاع النفس خلال النوم".

 وهو اضطراب يصيب كثيراً من الأشخاص، ويظهر في صورة انقطاع التنفس لمدة ثوانٍ، وقد تصل لدقائق معدودة يستيقظ خلالها الشخص، مستعيداً أنفاسه، ثم يعود للنوم من جديد.

وتتعدد الأمور الناتجة عن ذلك الاضطراب، فينتج عنها على سبيل المثال الاكتئاب والتدهور النفسي، وكذلك نوبات البكاء خلال النوم، التي تظهر آثارها حتى بعد الاستيقاظ.

ومن أبرز العوامل التي تتسبب في حدوث هذا الاضطراب (انقطاع النفس خلال النوم) هي

  • زيادة الوزن
  • تعاطي الكحول بنسب كبيرة
  • الإفراط في استرخاء عضلات الفم، ما يسبب انقطاع وصول الأكسجين إلى المخ.

الأسباب النفسية: فتِّش عّن مشكلات اليقظة

الاكتئاب والقلق دائماً ما يشكلان العاملَ الأكثر شيوعاً بين مسببات البكاء أثناء النوم.

واحد من أكثر الاضطرابات المتعلقة بالبكاء أثناء النوم هو اضطراب ما بعد الصدمة، وهو أحد الاضطرابات النفسية التي تصيب الأشخاص بعد تعرُّضهم لحادث مأساوي أليم، ما ينتج عنه إصابتهم بالاكتئاب والقلق، وتكون من بين نتائج تلك الصدمة البكاء أثناء النوم.

نوبات الفزع الليلية تشكِّل أيضاً عاملاً مهماً وشائعاً في حدوث البكاء أثناء النوم، وهي حالة من الرّهاب تحدث خلال النوم، ويكون سببها بعض الاضطرابات النفسية كالاكتئاب والقلق.