لا تستطيع إنهاء أي شيء تبدأه؟ لست كسولاً أو مريضاً، نقدم لك طرقاً لتخطِّي هذا الحاجز المعيق

تراودك فكرة رائعة، تتحمس بشدة وتبدأ في اتخاذ الخطوات نحو تنفيذها، وبعد أن تنتهي من المراحل الأولى، تجد -ومن دون أي سابق مبرر- التكاسل قد بدأ يحل عليك. إذاً جئت للمكان الصحيح لنفسر لك السبب وراء هذا الأمر.

عربي بوست
تم النشر: 2018/06/19 الساعة 13:16 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2018/06/19 الساعة 13:16 بتوقيت غرينتش
Young woman resting on the exercise machine.

تراودك فكرة رائعة، تتحمس بشدة وتبدأ في اتخاذ الخطوات نحو تنفيذها، وبعد أن تنتهي من المراحل الأولى، تجد -ومن دون أي سابق مبرر- التكاسل قد بدأ يحل عليك. تستشعر مدى طول الوقت الذي سيستغرقه إتمام الفكرة، وتصل في النهاية إلى فقدان شعلة الحماسة المتقدة وقد أصبحت رماداً.

تبدو هذه الأزمة من أكثر الأزمات انتشاراً بين الشباب، وفي كثير من الأحيان تكون سبباً في تضييع كثير من الفرص الحقيقية، فكيف يحدث ذلك؟ ولماذا؟ وكيف نتعامل معه؟

اضطراب ثنائي القطب سببٌ هام ولكنه ليس الوحيد

افتراض أن كل من يعانون تلك المتلازمة مصابون باضطراب ثنائي القطب ليس صحيحاً. المصابون بذلك الاضطراب يمرون بحالات مختلفة من المشاعر. كما أن الشعور بالاكتئاب والتغير المفاجئ في الحالة النفسية يشكل عائقاً أمام الإنجاز؛ فتارة متفائل ومتحمس بشدة، ثم وبشكل مفاجئ وغير مبرر يجد نفسه في حالة من التكاسل والاكتئاب.

إحدى المشاكل التي تواجه المصاب باضطراب ثنائي القطب، هي تضارب الأفكار في رأسه، فكل فكرة لديه تصلح لتكون مسار مشروع، لكنه في الوقت ذاته يواجه مشكلة نفسية في أن يدخل بكل مرة لينفذ أمراً ما فلا يكتمل، وهنا يبدأ صراع المفاضلة، فأيهما يمكن إتمامه.

لكن الأعراض السابق ذكرها قد تكون مجرد حالة اعتيادية تصيب العديد من الأشخاص. أما الأعراض الفعلية لاضطراب ثنائي القطب، فتتوقف على درجات الإصابة واختلاف قوتها من شخص لآخر، وأبرزها الشعور الدائم بالإرهاق والشعور المستمر بالذنب، بالإضافة إلى حدوث مشاكل في النوم، والنفور المفاجئ من الأشياء والأنشطة التي كان الشخص يحبها، وغيرها الكثير من الأعراض النفسية والعضوية.

لذلك، من الصعب تحديد ما إن كان الشخص الواقع في دائرة عدم إتمام أي شيء، مصاباً بذلك الاضطراب أم لا، واستشارة الخبراء النفسيين في حالة تلازم الأعراض واستمرارها أمر ضروري.

إذا لم نكن مصابين باضطراب.. فلماذا لا نكمل ما نقوم به؟

تُظهر إحدى الدراسات أن ربع البالغين حول العالم يعانون مشكلة المماطلة المزمنة؛ وهي ذلك التكاسل والتراخي في إتمام الأمور التي يقْبل المرء عليها، أما عن الأسباب فهي كثيرة.

أولاً: عدم وجود حد أقصى زمني

تشكل المهام غير المرتبطة بموعد زمني محدد للإنهاء عاملاً محورياً في فتح باب التراخي والتكاسل، والذي ينتهي في بعض الأحيان بفقدان الرغبة في إتمام الأمر برمته.

ثانياً: الخوف من الفشل في التأثير

ذلك الشعور الذي يتسرب إلى الشخص بأن الأمر لن يكون ذا قيمة عند الآخرين ولن يلقى التقدير الكافي، وهو ما يلغي عامل التحفيز بشكل كامل، مما يشكل ضربة قاصمة للعامل النفسي.

ثالثاً: الخوف من وضع معايير عالية

الاندفاع للدخول في أمر ما دون تقديره بشكل واقعي قبل البدء، لتكون المفاجأة بأنه أكبر من قدرات الشخص، أو في حاجة إلى مدة زمنية لن يستطيع الشخص العمل خلالها.

إذاً.. كيف نتغلب على ذلك؟

من حسن الحظ، أن الكثير من الخبراء وأصحاب التجربة الفعلية قدَّموا نصائح لمواجهة متلازمة المماطلة تلك، نعدد بعضها:

أولاً: من المفيد أن يقوم الشخص قبل الإقدام على الدخول في مشروع جديد، أن يحدد لنفسه مواعيد البداية والنهاية، وأن يدقق في كل التجارب الماضية، كيف كانت خططه حينها، وما هو المسار الذي سلكه، فقد يشكل ذلك عاملاً معرفياً جيداً له حتى يتجنب الوقوع فيه مرة أخرى.

ثانياً: عليه أن يكون على قدر كافٍ من المعرفة بشأن أي فكرة جديدة يقْدم عليها. ومن الجيد النظر في تجارب أهل الخبرة؛ حتى يكون مستوعباً من البداية مدى قدرته على الاستمرار والإتمام، وألا يكلف نفسه عناء الدخول في أمر قد لا يستطيع الاستمرار فيه.

ثالثاً: عليه أن يكون متفهماً لقدراته بشكل واقعي، وألا يكون تحرُّكه في أمر ما قائماً على توقع خيالي، فالمعرفة الجيدة للإمكانات الحقيقية واحدة من أهم الأمور التي يجب أن يتعرف عليها الشخص قبل الخوض في تجربة ما.

رابعاً: ينصح الخبراء بوضع خط زمني. وتكمن أهمية التسلسل الزمني المرتبط بالخطوات المتقدمة في أنه في اللحظة التي يشعر فيها باليأس، ينظر إلى تقدُّمه والخطوات التي سبق القيام بها، وقد يشكل ذلك عاملاً تحفيزياً للاستمرار.

خامساً: قد يشكل التحفيز الذاتي، والتخلي عن الأحكام المسبقة بالفشل، أو بحكم الآخرين السيئ، من أهم العوامل التي يجب الالتفات إليها، فالعامل النفسي  وحده بإمكانه أن يتحكم في كل شيء.

من المهم أيضاً التخلي عن الشعور بالذنب حيال كل الأمور التي سبق أن توقف الشخص عن إتمامها، التطلع إلى القادم أهم من التفكير السلبي في الماضي.

والآن ما هي خطوتك القادمة؟

علامات:
تحميل المزيد