إجعلهم أصحاب مشاكل ولا تُوجّههم إلى كرة القدم.. علِّم أولادك أسرار جني الثروات، التي يلقّنها الأثرياء لأطفالهم!

عربي بوست
تم النشر: 2018/06/19 الساعة 12:56 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2018/06/19 الساعة 12:56 بتوقيت غرينتش

خلافاً لما يتصوّره كثيرون؛ أن تكون شاباً ثرياً، ليس أمراً ممتعاً بالمرّة. فأنتَ معرَّض لأن تُنفق أكثر ممّا يتمّ ادّخاره من أموال، واحتمالات الفشل تكون قائمة دوماً.

لذلك، كثيراً ما يُقال إن الزواج من رجل ثري، أو امرأة ثرية، هو أسهل طريقة لتصبح ثرياً وتحسِّن وضعك الاقتصادي. وإذا لم تكن مليونيراً منذ ولادتك، فإن التحوُّل إلى شخصٍ ليس سهلاً، لأن ذلك يستوجب أن تكون محظوظاً بالدرجة الأولى.. ومن ثم ذكياً جداً.

في كتابه بعنوان "أسرار يُعلِّمها أصحاب الملايين العصاميون إلى أطفالهم"، قام لاعب التنس ستيف سيبولد، الذي أصبح أستاذاً محاضراً، بعرض مجموعة من النصائح، التي من شأنها أن تساعدك على تعليم أطفالك عادات إدخار جيّدة كيفية إدارة أموالك، حسب تقرير لصحيفة El confidencial الإسبانية.

تحدث المؤلف ستيف سيبولد، وهو مليونير، مع أكثر من 1200 مليونير عصامي، بهدف معرفة كيفية تعاملهم مع أطفالهم؛ من أجل ترسيخ العادات الحميدة فيهم، وليعلّموهم حسن إدارة أموالهم. وقد عرض سيبولد جملة من نصائحهم، في حوالى 160 قسماً، يتعيَّن على الآباء تقديمها لأطفالهم في سنٍّ مبكرة جداً.

وترتكز أغلب هذه النصائح أساساً على بعض التجارب الخاصة لهؤلاء، أصحاب المليارات.

ولاحظ أنهم يعلِّمون أطفالهم دوماً كيفية تحويل الفشل إلى انتصار ونجاح، فضلاً عن التفكير بشكلٍ خلّاق والتعامل مع الحياة بفكرٍ نقدي.

ولكن تقرير الصحيفة الإسبانية اقتبس من الكتاب عدداً من النصائح الأساسية الموجزة، التي وجّهها الأثرياء لأبنائهم لكي يحافظوا على ثروتهم ويزيدوها؛ بعض النصائح يبدو بديهياً، وآخر غريباً، أو حتى طبقياً بعض الشيء.

من الضروري إيلاء أهمية إلى ما يحدث في الأسواق، من خلال قراءة صحيفة Wall Street Journal الأميركية، فضلاً عن تجاذب أطراف الحديث بصفةٍ منتظمة مع مالكي المتاجر في مدنهم.

كما أكد سيبولد على ضرورة "رصد المشهد العام والصورة المحلية". وأضاف أنه "يجب علينا حقاً أن ننظر إلى كل شيء يحيط بنا، لأن الفرص موجودة في كل مكان".

استثمار وقت الفراغ في أمورٍ تعلّمهم ما ينفعهم

يجب أن ندرك أن النجاح لا يمكن أن يأتي بسهولة، فمسألة التحوّل إلى شخصٍ مستقلٍّ مالياً يستوجب الكثير من العمل والتفاني. ويجب أن تبادر بالقول لابنك "إذا كنت تريد أن تكون ثرياً، فيجب أولاً أن تكون مستعداً للتضحية بمعظم وقتك وطاقتك لبناء وتكوين مستقبلك".

ومن أكثر الاختلافات الموجودة بين الأشخاص، أن الناجحين يستثمرون أوقات فراغهم في الأشياء التي يتعلّمون منها ويحققون الاستفادة، بينما يسيء الآخرون استغلاله.

كما عليهم ألا يتوقعوا نتائج سريعة.. فالإشباع الفوري لن يجعل أبناءك مليونيرات

لا بد من التخلّي عن الاعتقاد أو التفكير في أن النتائج ستظهر بصفة فورية بدلاً من أن تكون تدريجية.

وفي هذا الصدد، يقول المليونير سيبولد، إن "عقلية الإشباع الفوري لن تجعلهم يصبحون من بين أصحاب الملايين العصاميين، لأن الأمور لا تحدث بين ليلةٍ وضحاها، بل تستغرق بعض الوقت وتحتاج إلى المزيد من العمل".

ولكي يصبح ابنك مليونيراً يجب التخلّي عن عدّة أشياء

عليك أن توجّههم لكي يلعبوا الغولف أو التنس، أما السلة وكرة القدم فلا تعوّل عليهما.

الأعمال تتمّ في ملاعب الغولف وليس في ملاعب كرة القدم. فالأغنياء غالباً ما يعلّمون أطفالهم ضرورة إقامة علاقات مع الأشخاص، الذين يطوّرون المشاريع ويشاركونهم رغبتهم في النجاح. فإذا كنت في نفس الفريق معهم، بإمكانك أن تختلط بهؤلاء الأشخاص لتحقيق النجاح، بفضل التقرّب منهم.

وبالتالي، فإن الشباب الذين يلعبون رياضة الغولف أو التنس – أو غيرهما من الرياضات التي يفضّلها الأثرياء – لديهم فرص أفضل لإقامة علاقات، مقارنة بأولئك الذين يشاركون في أنشطة أخرى، مثل كرة السلة أو غيرها من الرياضات الشعبية، حسب ستيف سيبولد.

ويقول إن "هذا النوع من الرياضات غالباً ما تهيمن عليه العائلات الثرية. لذلك، فإن العلاقات التي يمكن أن تنشأ عبر هذه الرياضات، يمكن أن تكون جوهرية. ولا بدَّ أيضاً من الأخذ بعين الاعتبار أن الفكرة لا تكمن في إجبار الأطفال على ممارسة نشاطٍ لا يحبونه، ولكن على الأقل عرضه عليهم".

الضحك والاسترخاء وحب شراء ما هو غير عبثي

من المهمّ أن يأخذ الأطفال بعض الوقت للاسترخاء والضحك، مما سيجعلهم يشعرون أنهم أكثر انفتاحاً على عالم الإبداع والخوض في تجارب وخبرات جديدة. كما يقول سيبولد إن المشتريات الكبيرة غالباً ما تكون جذابة بشكل أساسي، بسبب المشاعر الراقية التي تولّدها.

ويعتقد الكثير من الأشخاص أن الحصول على المال هو امتيازٌ لا يملكه، سوى عدد قليل من الأشخاص. ولتكون واحداً منهم، يجب أن تؤمن بهذه الأشياء أولاً.

وفي المقابل فعليهم أن يعلموا أن المشكلات لا حدود لها ولكنها تولّد الفرص

يجب أن نعلم أيضاً أن فرص القيام بأعمال تجارية، غير محدودة بالمرة. والسبب، حسب سيبولد، أنه "إذا كان صنع المال يعتمد على حلّ المشكلات، فحلّها واحتياجات الناس من أكثر الأنشطة الربحية".

وفِي الوقت ذاته فإن مشكلات الناس لا نهاية لها، وهذا يعني أن عالم الفرص المتاحة أمامك لا حصر له". فإذا كنت ترغب في أن يكون ابنك شخصاً ثرياً، فلا بدَّ أن يصبح قادراً على حلِّ المشكلات.

عليك أن تعلمهم تحديد مساراتهم منذ البداية

معظم الأشخاص، الذين جمعوا ثروتهم الخاصة، كانوا يريدون أن يصبحوا أثرياء للغاية، وهم يسعون لتحقيق أهداف عظيمة منذ بداية رحلتهم. وهنا، من المهم أن ندرك أن هذا النوع من التوقعات سيجعلك أكثر تركيزاً في حياتك.

إليكَ ما هو أهم من المال..

يجب أن تجعل أبناءك يهتمّون بفكرة الانتصار والكسب.

 ويجب أن تعلم أن الأغنياء يركزون أكثر على الطريقة التي يكسبون بها أموالهم، بدلاً من التركيز على الأموال في حدّ ذاتها، مما يساهم في تغيير أفعالهم بطريقة حاسمة.

الثروة قد لا تمنحك السعادة، ولكن استمع بها

على الرغم من أن المال ليس مهماً لتحقيق السعادة، إلا أنه يمكن أن يمنحك الأدوات الكافية الكافية لإنشاء قواعد خاصة بك، طالما أنها لا تؤثر على الآخرين.

وختم سيبولد حديثه قائلاً "خفّفوا من التوتر واستمتعوا بوقتكم أكثر، لأن الأمر لا يتعلق فقط بأن تصبح مليونيراً عصامياً، بل يجب أن تشعر أنك على الطريق الصحيح فعلاً. وإذا لم يكن الأمر ممتعاً، فلن تستمتع بذلك كثيراً".