تسمع رنيناً أو ضجَّة في أذنك، إنها أحياناً تكاد تصيبك بالجنون، إنها مشكلة يعاني منها الكثيرون تُعرف باسم "طنين الأذن"، وللأسف يتم تجاهلها، رغم أن عدم معالجتها يمكن أن يؤدي لمضاعفات خطيرة.
يسبب طنين الأذن لنا إزعاجاً كبيراً، لكن لا يعرف أغلبنا السبب وراء سماع هذا الصوت، قد تكون الأسباب من خارج الجسم، أو من داخله، وقد تكون مشكلة بسيطة تذهب من تلقاء نفسها، ولكن في بعض الأحيان يكون الطنين عرضاً لمرض خطير، يمكن أن تصل تداعياته إلى فقدان السمع.
إليكم بعض الأسباب وراء سماع رنين داخل الأذن.
الارتجاج في المخ: لا داعي للخوف إلا في هذه الحالة
إذا كنت قد تعرَّضت لارتجاج في المخ منذ وقت قريب، وهي حالة تحدث للمخ عند تعرضه للرج داخل جسم الجمجمة، فقد يكون لهذا علاقة مباشرة بطنين الأذن.
لا يحتاج ارتجاج المخ عادة علاجاً، ويكتمل شفاء المصابين سريعاً، لكنه يحتاج فقط إلى عمل أشعة للتأكد من أن الأمر لم يتطوّر إلى نزيف في المخ.
وقد يحدث بعد فترة ليست بالطويلة أن يعاني الشخص من طنين الأذن إلى جانب أعراض أخرى مثل الشعور بالدوخة، والغثيان، وكذلك الرؤية المزدوجة، وربما فقد بسيط في حاسة التذوق والشم، فيما يُعرف بـ"متلازمة ما بعد الارتجاج".
لا تخف إنها لا تدوم طويلاً، وإذا استمرت الأعراض لفترة طويلة، فعليك باستشارة الطبيب.
متلازمة المفصل الصدغي: تصاحبها صعوبات في البلع والأمر قد يحتاج لطبيب
تعاني من الألم عند المضغ، إضافة إلى سماع طنين في الأذن، قد يكون السبب "متلازمة المفصل الصدغي الفكي".
ففي هذه المتلازمة يصيب الألم مفصل الفك، حيث يربط الفك السفلي بمقدمة الأذن عند النقطة التي تربطه بالجمجمة، فالأشخاص المصابون بالمتلازمة يعانون من ألم في عضلات الوجه المتحكمة في حركة المضغ، وأيضاً الصداع، وصعوبة البلع، وآلام في الرقبة، ومن بين تلك الأعراض طنين في الأذن.
يستمر الطنين وباقي الأعراض بضعة أسابيع، ثم يختفي إذا كانت المتلازمة من النوع الحاد، بينما يستمر الألم لمدة أطول قد تصل إلى السنة إذا كانت المتلازمة من النوع المزمن. ينصح بزيارة الطبيب إذا استمر الألم لأكثر من ذلك وأضحى غير محتمل.
الأدوية: راجع ما تتناوله فقد يسبب الطنين.. والأمر قد يصل لصمم مؤقت
قد تكون قائمة الأدوية التي تتناولها يومياً سبب طنين الأذن، فبعض الأدوية تؤثر في عمل الأذن بشكل مباشر، قد تصل الأضرار في بعض الأحيان إلى فقدان سمع مؤقت، فإذا كانت هذه الأدوية ضمن الأدوية التي وصفها طبيبك، فاعلم أنها السبب وراء سماع الطنين.
ومن أمثلة هذه الأدوية أقراص "الأتورفاستاتين"، التي تُوصف لخفض مستوى الكوليسترول في الدم، وحبة "الأيزوتريتينوين" لعلاج حب الشباب، وأقراص "الألبرازولام" التي تستخدم لعلاج القلق، والجرعات المكثفة من عقار الأسبرين، و"الچيناميسين" لعلاج العدوى البكتيرية، وغيرها من الأدوية التي تستخدم لعلاج الاكتئاب، وبعض الأدوية المستخدمة لعلاج ارتفاع ضغط الدم.
تاريخ عائلتك المرضي: تشوه وراثي قد يُفضي لمشكلة خطيرة في السمع
تشوه شكل عظيمات الأذن الوسطى قد يكون هو السبب في سماع الطنين، فيما يُعرف بـ"تصلب الأذن الوسطى"، حيث تتكون الأذن الوسطى من ثلاث عظيمات صغيرة هى "الركاب"، "السندان"، "المطرقة"، تلعب كل منها دوراً حيوياً في عمل الأذن من خلال توزيع الصوت والحد من القوة.
لكن يولد بعض الأشخاص بتشوه في تلك العظيمات؛ نتيجة خلل وراثي، لتصبح العظيمات إسفنجية، وتفقد قدرتها على الاهتزاز.
ومن بين أعراض المرض، طنين الأذن، إلى جانب الدوخة وفقد الاتزان. يبدأ ظهور المرض خلال فترة المراهقة، وقد تصل حدته في بعض الأحيان إلى فقدان حاسة السمع.
تراكم شمع الأذن: الأمر لن يتوقف عند الطنين فقد يصل لخروج رائحة كريهة وأشياء أخطر
هل تهمل نظافة أذنيك؟ فقد يكون هذا سبب سماع الطنين؛ إذ يهتم كثير من الناس بنظافة أجزاء الجسم المعتاد العناية بها مثل الشعر، والوجه، ويهملون نظافة أجزاء أخرى مثل الأذن، على الرغم من ضرورة ذلك، وقد ينعكس ذلك على صحة الجسم بأكمله؛ حيث تنتج قناة الأذن بصورة دورية زيتاً شمعياً، وهو "شمع الأذن"، هذا الشمع لا ينتج هباءً، إنما لحماية الأذن من الأتربة والأجسام الغريبة.
ويحدث أحياناً أن تنشط الغدة، وتحفز إنتاج كميات كبيرة من الشمع ما يسبب انسداد قناة الأذن، عندئذ قد تسمع طنيناً في أذنك فهو أحد الأعراض، إلى جانب فقدان السمع المؤقت والشعور بحكّة الأذن، وإذا تُرك الشمع دون إزالة، يؤدي إلى العدوى التي تظهر أعراضها في صورة ألم حاد في الأذن، والحُمى، كما تنبعث من الأذن رائحة كريهة، يتم إزالة الشمع بواسطة المناديل القطنية بعد إضافة الزيت العضوي، أو الجلسرين.
الضوضاء: تسحق خلايا الشعر في القوقعة كما لو أنها عشب تعرض للدهس.. وهذا ما يحدث بعد انتهاء الحفل
محبو حضور الحفلات الموسيقية، أو من يفضلون المستويات العالية عند سماع الموسيقى هم الأكثر عرضة لطنين الأذن؛ فبعد التعرض إلى درجات عالية من الضوضاء، فإن العديد من خلايا الشعر داخل قوقعة الأذن تُسحق بفعل تركيز الصوت العالي، ثم تعود إلى وضعها الطبيعي، بعد زوال مصدر الضوضاء بوقت محدد مثلما يحدث للعشب بعد دهسه بالقدم.
وقبل أن تعود الخلايا إلى وضعها الطبيعي، ترسل القوقعة خلال تلك الفترة إشارات ضعيفة إلى المخ، الذي يستجيب لتلك الإشارات، ويفتش المخ عن الإشارات الأخرى في جزء القوقعة الذي ما زال يعمل بصورة جيدة. هذه الإشارات التي يرسلها المخ تسبب شعوراً يُوحي بسماع طنين في الأذن.