طور العلماء طريقةً أساسية لعلاج البدانة، والتي تتحول فيها الدهون البيضاء "الخبيثة" إلى أنسجة دهنية بنية "حميدة"، تحرق السعرات الحرارية بسرعة أكبر، حسب صحيفة The Guardian البريطانية.
لم يتم اختبار تلك التقنية التي تتضمن تحويل الخلايا الدهنية إلى مفاعل بيولوجي إلا على خلايا بشرية، وعلى الفئران، إلا أنه إن نجحت تلك الطريقة وأثبتت فعاليتها في التجارب على البشر، فقد تثبت كفاءتها كذلك في علاج داء السكري والبدانة.
هندسة الدهون ثم إعادة زرعها
قال بريان جيليت، الباحث في مستشفى وينثروب جامعة نيويورك، ومؤسس شركة أردينت سيل تكنولوجي، "إن الفكرة العامة لهذا التوجه القائم على الأنسجة، يتلخص في هندسة الدهون البنية خارج الجسد، وإعادة زرعها به مرة أخرى".
بدلاً عن أدوية التحكم في الوزن
وأضاف أن من شأن ذلك أن يُجنب الشخص استخدام عقارات التحكم في الوزن، والتي قد تأتي بآثار جانبية سيئة، وكذلك يجنبه جراحات إزالة السمنة، التي قد تمثل خطورة عليه، وتكون محدودة الفعالية.
الدهون البيضاء ضارة
معظم الأنسجة الدهنية في الجسم، هي من الدهون "البيضاء" الضارة، والتي تتجمع في منطقة الخصر، والفخذين، والأرداف. إلا أن كميات أقل من الدهون "البنية" المتعطشة للطاقة تتواجد أيضاً في منطقة الرقبة والأكتاف وداخل الكميات المتراكمة من الدهون البيضاء. تولد الدهون البنية الحرارة من خلال حرق الفائض من السعرات الحرارية، حسب صحيفة The Guardian البريطانية.
والبنية تحرق السعرات وتعطي طاقة
وتشير تقديرات جيليت أن بإمكان كمية تتراوح من 50 إلى 100 غرام من الدهون البنية -وهو متوسط الكمية الموجودة في جسم الشخص البالغ- أن تمثل 20% من حرق الطاقة اليومية للشخص. ويقول "إنها أحد أكبر الأنسجة الأيضية في الجسم".
ويمكن تحويل البيضاء إلى بنية
يمكن أن تتحول الدهون البيضاء بشكل طبيعي إلى دهون بنية من خلال التعرض للبرد، كما يمكن استخدام العقاقير لزيادة الدهون البنية، إلا أن جميع العلاجات الحالية لها آثار جانبية.
والطريقة الجديدة تساعد في التحويل
تعمل الطريقة الجديدة على امتصاص الدهون البيضاء من خلال استخدام تقنيات زراعة الدهون، المستخدمة في جراحات التجميل، أو عمليات إعادة البناء، والتي تُؤخذ فيها الدهون من مكان معين في الجسم، وتُحقن في مكان آخر.
وجدت الدراسة الأخيرة التي نُشرت في مجلة "التقارير العلمية"، أن الخلايا الدهنية البشرية يمكن تحويلها إلى خلايا بنية بعد غمرها في مواد كيميائية داخل مفاعل بيولوجي لعدة أسابيع.
وتجربة أخرى تؤكد
وفي تجربة أخرى، أُجريت نفس العملية على الفئران، وأُعيد حقن الدهون البنية في الحيوانات، التي أُطعمت طعاماً غنياً بالدهون. وقد أظهرت الأنسجة المُتحولة نفس صفات الدهون البنية، بدلاً من صفات الدهون البيضاء، وذلك لمدة ثمانية أسابيع، حسب الصحيفة البريطانية.
لم تُظهر التجربة أن الفئران التي زُرعت فيها تلك الخلايا قد فقدت وزناً أكبر من الفئران الاخرى، وقال فرق البحث في هذا الصدد إن هناك حاجة لمزيد من العمل لاختبار ما إذا كانت تلك التقنية قابلة لتكون علاجاً فعالاً لنقص الوزن أو لمرض السكري، وما هي الجرعة المطلوبة.