من خلال مراقبة حركاته بدقة.. أطباء يبتكرون تقنية للكشف المبكر عن ارتجاج المخ

عربي بوست
تم النشر: 2018/06/16 الساعة 14:24 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2018/06/17 الساعة 11:08 بتوقيت غرينتش

"ينبض المخ والقلب معاً بشكلٍ دقيق جداً"، هذا التناغم بينهما سمح بتطوير تقنية جديدة سوف تنقذ ملايين البشر.

تسمح هذه التقنية للعلماء برؤية أدق تحركات المخ، مما يحسِّن قدرتهم على تشخيص حالات ارتجاج المخ وتجلُّط الدم، حسب تقرير لصحيفة Daily Mail البريطانية.

لماذا يعد اكتشاف الارتجاج أمراً صعباً؟

يسمح النبض بانتقال الدم والنخاع من المخ وإليه لتزويده بالأكسجين والمواد المغذية، وكذلك لانسياب حائل لزج يعمل كوسادة بين العضو المرن الحساس والجمجمة.

التحركات في المخ دقيقة جداً؛ إذ إنها تتحرك في مسافة أصغر من عرض الشعرة، مما يجعل تشخيصها شبه مستحيل من دون ميكروسكوبات عاليةَ القدرة، وإلا فستكون الصور مشوشة وغير واضحة على الإطلاق.

وتعد الجمجمة الصلبة هي المسؤول الأول عن حماية المخ والغشاء الوعائي، وكذلك تأمين ممر مستقر للحائل الدموي الدماغي.

قد تسبب ضربة على الرأس إصابة بالغة بالمخ أو ارتجاجاً، مما يجعل المخ يتشوش بشدة من الداخل.

ومن ثم، ربما يتلف خلايا المخ ويصيبها بالتمدد والتورم.

تحركات المادة البيضاء والرمادية في المخ بطبيعتها دقيقة وحساسة؛ ومن ثم فإن تشخيص تلك التحركات قبل حدوث التلف، يساعد الأطباء على اتخاذ إجراء مناعي في الحال، مما يُوقف حدوث ضرر دائم.

يُصاب كل عام ما بين 1.6 إلى 3.8 مليون شخص بالارتجاج، وكذلك 5.3 مليون شخص أميركي يعانون تلفاً دائماً بالمخ ولكن بدرجات متفاوتة، والتي أغلبها نتيجة لإصابات المخ وعلل غير مألوفة لم تُشخَّص.

سمحت تقنية التصوير بالرنين المغناطيسي للأطباء برؤية المخ بصورة مضخمة ومتحركة أيضاً.

لكن هذه التقنية أيضاً لها عيوبها، حيث إن تكبير الصورة داخل المخ ومحاولة تسجيل أي تحركات من خلال عملية لوغارتمية بالفيديو، يتسببان في ضوضاء صوتية وكهربية.

معادلة حسابية تربط بين القلب والمخ سوف تنقذنا

فريق من العلماء ابتكر تقنية تعتمد على معادلة حسابية تسمح، بكل وضوح وسهولة وفي مرحلة مبكرة، برؤية التحركات الدقيقة لتشخيص ورم المخ، الذي يسبب الارتجاج.

فقد قرر الباحثون بجامعة ستانفورد في ولاية كاليفورنيا، ومعهد ستيفنز للتكنولوجيا بولاية نيوجيرسي وكذلك في جامعة أوكلاند بنيوزيلاندا، ربط فحوصات الشرائح الناتجة عن استخدام تقنية التصوير بالرنين المغناطيسي معاً وصورياً.

استعان الباحثون بشابين في صحة جيدة وكذلك طفلين خلال التشخيص لتطبيق الطريقة عليهم.

أولاً، يتم أخذ نبض قلب كل مريض، حتى يتم تنسيق هذا النبض مع صور مخ المريض عندما تبدأ بوخزه في الخلف، لتقليل الضوضاء الناتجة عن التسجيل.  

أخيرا سيتم تشخيص الحالات الخطيرة مبكراً

قالت الطبيبة سمانثا هولدز ورث، واحدة من الباحثين الذين ساعدوا على تطوير التكنولوجيا، خلال إقامتها في ستانفورد: "بالإمكان تشخيص كل إيماءات الرأس في الأشعة فوق الصوتية نتيجة لقوة ضخ الدم داخل المخ مع كل نبضة من القلب".

جربت الطبيبة، بالتعاون مع فريقها، التقنية المرئية على مريض مصاب بتشوُّه من الدرجة الأولى، والذي يعني انحناء المخيخ داخل فتحة الجمجمة، مما يسمح بمرور الحائل الدموي الدماغي من المخ وإليه.

يستطيع الأطباء بوضوح، رؤية التحركات غير المألوفة في الفيديو المُضخّم للمخ، الخاص بالمريض.

وأضاف الطبيب ميهمت كورت، الذي شارك في الدراسة: "لقد أثبتت الدراسة أن تحسين الرؤية وفهم البيولوجية الميكانيكية لخصائص المخ يؤديان إلى تشخيص ومراقبة مبكرة لاضطرابات المخ".

وتابع: "وهذا مهم عندما تحاول فعل ما تودُّ القيام به: تشخيص الحركات غير المألوفة في المخ لمراقبة وتشخيص الاضطرابات".

يغيِّر الارتجاج والتجلط المسببان النزيف والتورم من مسار تنقُّل المخ والحائل الدموي الدماغي، مما يعني أن التقنية الصورية قد تتمكن في القريب العاجل من تسهيل تشخيص الحالات الخطيرة مبكراً.

علامات:
تحميل المزيد