من قال إن 8 ساعات من النوم تكفي، ظُلم عدد كبير من الناس الذين اتُّهموا بالكسل لتخطِّيهم هذا العدد. والسبب بكل بساطة أن معظم الناس ينامون فقط 90% من الوقت الذي يقضونه على السرير، لذا أنت بحاجة لنصف الساعة الإضافية تلك، حتى تحصل على 8 ساعات كاملة من النوم.
هذه الخلاصة توصَّل إليها باحثون في جامعة ولاية بنسلفانيا. وقال عالم النوم والأستاذ المساعد في الصحة السلوكية البيولوجية، إن النوم بشكل عام علمٌ حديث لم يبدأ العلماء بدراسته إلا قبل 70 عاماً فقط.
ورغم بساطة ومتعة النوم، فإنه عبارة عن شبكة معقدة من العمليات البيولوجية والعصبية. ولذا يمكن أن يتطاير من عينيك بكل بساطة إذا ما كان أنف الشريك/الشريكة مسدوداً، أو سبقه فنجان متأخر من القهوة.
فالنوم الجيد يستحق العناء، وكل دقيقة تُخصص لأجله، لكن كم من الوقت يكفي للنوم؟
0 ساعة: يعد الحرمان الكامل من النوم بمثابة التعذيب حرفياً. بعد ثلاثة أيام تفقد إحساسك بما يجري حولك، ويقوم الجسد بإيقاف المخ عن العمل عبر "نوبات نوم قصيرة للغاية"، في النهاية تموت.
لا ينصح به.
2 ساعة: لا أحد يعيش بساعتي نوم فقط كل ليلة، لكن مع ذلك قد ينتهي الحال ببعضنا إلى ساعتين فقط من النوم في المناسبات الخاصة.
لا ينصح به إلا في حالات الطوارئ.
4 ساعات: يتفاخر بعض السياسيين والمديرين التنفيذيين بأنهم يحتاجون فقط إلى أربع ساعات من النوم كل ليلة، لكن هذا الأمر ليس حقيقياً بكل بساطة. خذ دونالد ترامب على سبيل المثال؛ إذا كان ما يدعيه حقيقة، تشير الأبحاث إلى أنه كان ليعاني من زيادة في الوزن، وسلوك غريب الأطوار، وسوء تقدير للأمور، وتبدلات متكررة في المزاج.
ومثله أريانا هافنغتون، التي قالت إنها كانت تنام لساعات قصيرة حتى انهارت في النهاية. منذ استعادتها لعافيتها، تحرص على النوم بمقدار 8 ساعات يومياً.
لذا لا ينصح بأربع ساعات، خصوصاً عندما تكون مسؤولاً عن بلد أو شركة كبيرة: هذا القدر من النوم خطير بالنسبة لك والمحيطين بك.
6 ساعات: كثير من الناس ينامون 6 ساعات في أيام العمل. ولعبارة "الحمد لله، إنه يوم الإجازة أخيراً" أساس علمي، فقد تراكمت عليك ساعات النوم التي خسرتها طوال الأسبوع وتتطلع للنوم بشدة.
ساعات العمل هي أكبر عامل من عوامل خسارة ساعات النوم. لو كان مديرك ليناً ومتفهماً وذا صدر رحب اطلب ساعات عمل مرنة، أو العمل من المنزل، واضبط مواعيد الاجتماعات في المكتب لتكون بعد الظهر.
8 ساعات: ينصح بهذا المقدار من النوم كل ليلة على نطاق واسع. تختلف ساعاتنا البيولوجية وتتنوع بالتأكيد، لذا قد يجد بيل جيتس كفايته من النوم في 7 ساعات، لكنك قد تحتاج أكثر من ذلك بقليل.
10 ساعات: يحتاج المراهقون للنوم أكثر من غيرهم، أي حوالي 9 ساعات في الليلة. وتعد أوقات بداية المدارس المبكرة السبب الرئيسي في نقص النوم لدى المراهقين.
وأظهرت الأبحاث أن تأخير وقت بداية المدرسة، إلى الساعة العاشرة صباحاً على سبيل المثال، يقلل من الأمراض، ويزيد من درجات الطلاب في الامتحانات.
إذا كيف تساعد نفسك لتحسين كمية ونوعية نومك؟
تختلف الطريقة بين نمط حياة إنسان إلى آخر، فالمذيعة الأميركية أوبرا مثلاً تتأمل قليلاً قبل أن تنام كل ليلة، والممثلة غوينيث بالترو الشهيرة بأسلوب حياتها الصحي تدلّك رأسها وقدميها، بينما يمتنع الرئيس التنفيذي لشركة تسلا إيلون ماسك عن الكافيين كلياً قبل 6 ساعات من النوم، ويراقب نومه من خلال هاتفه المحمول.
(يمكن الاطلاع على المزيد من عادات المشاهير عبر هذا الرابط)
أما بيل غيتس فيقرأ قبل النوم لمدة ساعة تقريباً؛ ولمن لا تساعده القراءة على الاسترخاء والنوم فهذا الكتاب تم تأليفه خصيصاً، بحيث لا يتحمل دماغك منه صفحتين كاملتين، لتغطَّ مباشرةً في سبات عميق.