كيف تتخذ القرارات الصعبة بطريقةٍ أسهل؟.. إليك نصائح الخبراء

عربي بوست
تم النشر: 2018/06/06 الساعة 06:44 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2018/06/06 الساعة 06:44 بتوقيت غرينتش
indecisive man and lost chooses the right path

تغازلك معدتك بزقزقتها، وتسألك "ماذا سنأكل اليوم". يبدأ الجوع من المعدة وينتقل لاحقاً (بصورة غير لطيفة) إلى الدماغ والأعصاب. ولأن الطعام ليس متوافراً تمسك هاتفك الذكي وتقلب بين مواقع الطبخ التي تكاد تكون مواقع إغراء وليس وصفات! يمر الوقت فلا يحضر الطعام ولا يذهب الجوع.. ما الأمر، لماذا لا نتخذ قراراتنا بسهولة؟

هل يبدو ذلك مألوفاً؟ هل ينتقل إلى قرارات أكثر صعوبة؟ إذاً أنت من طائفة "الخائفين من تفويت القرارات الأفضل". نعم، هذا خوفٌ حقيقي موجود لدى بعض البشر.

يُطلق الباحثون على ذلك تعظيم المنفعة؛ أي البحث دون هوادة عن جميع الخيارات الممكنة بسبب الشعور بالخوف من أنَّك ستُفوِّت "أفضل" خيار، ما يؤدي إلى التردد، والشعور بالندم، وانخفاض الشعور بالسعادة.

تكمن المشكلة في هذا الأمر أنَّه يتسم بالتناقض: رغم أنَّ من يحاولون تعظيم المنفعة يميلون إلى اتخاذ قراراتٍ أفضل، فإنَّهم يشعرون إزاءها برضى أقل من الذين يتخذون قراراتٍ أسرع استناداً على بحثٍ أقل، ولا يهمهم سوى تحقيق الحد الأدنى من متطلباتهم.

ويعد بلوغ الهدف النهائي وراء تعظيم المنفعة مستحيلاً: إذ لن تتمكن على الإطلاق من دراسة كل خيارٍ ممكن قبل اتخاذ قرارٍ ما.

وكشفت دراسة، نشرتها صحيفة The New York Times أنَّ خريجي الجامعات ممن يميلون لتعظيم المنفعة يختارون وظائف ذات رواتب مبدئية أعلى من نظرائهم ممن يتخذون قراراتهم بسرعة، إلَّا أَنَّهم يشعرون برضى أقل بسبب شعورهم بالندم وانتقاد قراراتهم في المستقبل، خوفاً من أنَّه كان هناك خيارٌ أفضل.

يقول الأديب الفرنسي فولتير: "لا تجعل الكمال عدواً للخير". وبعبارة أخرى، بدلاً من دفع نفسك إلى الـ"كامل" المستحيل، فلا تصل لقرار، تقبل الـ"جيد".

إذاً كيف نوقف دوامات تعظيم المنفعة التي تحول بيننا وبين اتخاذ القرارات؟

يوجد الحل في منطقةٍ ما بين محاولة تعظيم المنفعة واتخاذ أي قرارٍ سريع يحقق الحد الأدنى لما تريد، وهو اتخاذ أكثر قرارٍ يمكنك قبوله يحقق هذا الحد الأدنى أو "الرضا". أي النتيجة التي ستشعر أنَّك راضٍ عنها، حتى وإن لم تكن أفضل الاحتمالات على الإطلاق.

يشعر الرّاضون أنهم اتخذوا خياراً جيداً بما فيه الكفاية، وليس بالضرورة أفضل نتيجة في جميع النواحي.

وينصح الخبراء عادة بما يلي لاتخاذ خيارات أفضل:

أن تكون بديهياً

ألّا تقلق كثيراً بشأن الحصول على أفضل النتائج في كل وقت

أن تقيّم كل نتيجة وفقاً لمزاياها وليس ضد الآخرين.

لذا فلنفترض أنَّك تجلس بالمنزل منذ 20 دقيقة تتصفح تطبيق طبخ بلا نهاية. للخروج من هذه الحالة واتخاذ قرارٍ بهذه الطريقة حتى يتسنى لك طلب الطعام بالفعل، يجب أن تفكر في معايير القرار الذي يرضيك:

لن أشعر بالجوع بعده

لن أنفق الكثير من المال

ولن أتناول شيئاً أكرهه

مع وضع تلك المعايير في الاعتبار، أصبح لديك هدفٌ محدد تقريباً. وبمجرد أن تعثر على خيارٍ يحقق كل تلك المعايير، يصبح هو ذلك الخيار الأفضل. شاورما أو برغر؟