اركض واجمع القمامة وكوّن صداقات جديدة

"مهرولو القمامة" يحاولون إنقاذ البيئة من مخاطر البلاستيك أثناء ممارسة رياضتهم اليومية

عربي بوست
تم النشر: 2018/06/05 الساعة 10:48 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2018/06/05 الساعة 11:37 بتوقيت غرينتش

سيدات ورجال يرتدون ألبستهم الرياضية وأحذيتهم المخصصة للركض، وأحياناً القفازات، يحملون حقائبَ أو أكياساً في أيديهم، تتجه أنظارهم إلى الأرض بحثاً عن نفايات ينبغي جمعها، على نحو خاص تلك القابلة للتدوير.

هكذا يبدو المشهد في تلك الفعاليات التي ينظمها أنصار حركة أو منظمة "بلوغينغ".

"ما الضير في المساهمة في الحفاظ على البيئة ونظافة المكان الذي يعيش فيه المرء عند ممارسة رياضة الركض، خاصة من البلاستيك"، هذا هو المبدأ الذي انطلقت منه ظاهرة "Plogging – بلوغينغ" منذ عامين في السويد.

هذا العام أصبحت هذه الظاهرة "تريند" في مختلف دول العالم، كألمانيا وبريطانيا وأستراليا وأميركا وفرنسا، حتى انضمَّ إليها أشخاص من دول عربية كالإمارات، سيما بعد تسليط الضوء على مدى الضرر الذي يُلحقه البلاستيك بالأرض، وإصدار تشريعات تحاول منع إنتاج منتجات بلاستيكية تُستخدم لمرة واحدة.

رجل أعمال سويدي غضب من انتشار القمامة

وتعود فكرة الـ"بلوغينغ" لرجل الأعمال السويدي إريك ألشتروم، الذي أنشأ مع أصدقائه حركة أو منظمة "بلوغا" السويدية.

وتجمع كلمة "Plogging" بين كلمتي "Jogging" وكلمة "plocka upp" السويدية، التي تعني الالتقاط.

يقول ألشتروم، الذي واتته الفكرة بسبب غضبه من انتشار القمامة، للقناة الألمانية الأولى، إنه يذهب على الدراجة يومياً للعمل، وكانت القمامة تبقى لأسابيع ملقاة في الجوار دون أن يجمعها أحد.

وأضاف أنه يعرف الكثير من مجموعات الركض، و"بدأت أعينهم تلمع إعجاباً" بفكرته عندما طرحها عليهم، فكانت رائعة بالنسبة لهم كشأن لعبة "اصطياد الكنز".

الرياضة وجمع القمامة معاً

وبدأ ألشتروم -الذي رافقته ومجموعة معه كاميرا القناة الألمانية- الفعالية بتوزيع أكياس جمع القمامة، وإجراء تمارين تسخين، ثم الخروج في جولة طولها ساعة من الزمن، جمعوا فيها نفايات منها بلاستيك عائد لإطار سيارة، إلى جانب قيامهم بتمارين رياضية، كي لا يتم اعتبار ما يفعلونه خالياً من الفائدة من الناحية الرياضية.

وبات التقاط صورة جماعية وأكياس القمامة موجودة أمام المجموعة بعد انتهاء الفعالية، جزءاً من تقاليد هذا النشاط في مختلف أنحاء العالم.

Schweden: Plogging

In Schweden gibt es eine neue Trendsport-Art "Plogging". Die Welle ist bereits nach Deutschland übergeschwappt.

Posted by Weltspiegel on Wednesday, May 30, 2018

ويعلن صاحب الفكرة عن فعاليات جديدة بشكل دوري على صفحة "بلوغا" في السويد، وأحياناً عن فعاليات جماعية على الصعيد العالمي، كتلك التي أعلن عنها يوم الأحد 3 يونيو/حزيران، استجابة لنداء الأمم المتحدة، الهادف إلى زيادة الوعي بالتلوث البلاستيكي.

ليس هواة الركض فقط من يشاركون

وأشار منتدى الاقتصاد العالمي في فيديو له عن ظاهرة "بلوغينغ"، أنه ليس على المرء أن يكون من محبي الهرولة كي يساهم في التخلص من النفايات، بل يعمل البعض بشكل مشابه على جمعها، عند ركوب الدراجة أو التجديف في الأنهار أو تكوين فرق جمع النفايات على الشواطئ، لافتاً إلى أن "البلوغينغ" تعد فرصة لتكوين صداقات جديدة مع المشاركين في الفعاليات.

Plogging started off here in Sweden about one and a half year ago. Who knew, that 2018 there would be MILLIONS of people…

Posted by Plogga on Friday, May 4, 2018

في كندا، تقول ميلاني نايت الأخصائية في البيولجيا البحرية، إنها سمعت بالـ"بلوغينغ" عبر أصدقائها بموقع فيسبوك، فَرَاق لها الأمر، وقالت لنفسها "لماذا لا أفعل ذلك على الفور؟".

وتبين أنها تجمع القمامة مدة 10 دقائق فقط خلال جريها، وليس طوال فترة التمرن، وتضع ما جمعته من قمامة في أي حاوية تصادفها بعد مرور 10 دقائق.

وتشير إلى أن وصول القمامة والنفايات البحرية إلى المحيطات يعد من أكبر القضايا على الكوكب حالياً، وأن ذلك لفت الأنظار نظراً إلى أثره على الطيور البحرية والأسماك والطعام البحري الذي نستهلكه.

وتقول إن الأمر يعد مهماً كثيراً بالنسبة لها كأخصائية في البيولوجيا البحرية، وكمتمرنة ركض لفترة طويلة، تبدو "بلوغينغ" تركيبة مثالية.

رياضة أفضل من الركض

وفي ألمانيا، نشأت حتى الآن 3 مجموعات على الأقل لممارسة الـ"بلوغينغ" في مدن كولونيا وبرلين وفرانكفورت.

 ويعد القيام بهذه الرياضة مرهقاً أكثر من الهرولة الاعتيادية طبعاً، إذ يتوجب على المرء التوقف والانحناء والتقاط النفايات من الأرض، ثم الوقوف مجدداً ثم معاودة ذلك مراراً وتكراراً.

 وقال الشاب الكسندر فولك، المشارك في "بلوغينغ" كولونيا، إنها رياضة، والرياضة قد تكون متعبة، وإنها تعد رياضة لكل الجسم، عندما سُئل في برنامج صباحي على القناة الألمانية الأولى فيما إذا كانت الـ"بلوغينغ" ليست مضنية مع التوقف والركض المتكررين.

وقال إنهم يريدون عبر نشر نشاطهم على الشبكات الاجتماعية حثّ الناس على عدم رمي القمامة في المقام الأول، أو التساؤل فيما إذا كانت هناك حاجة مثلاً لاستخدام ورمي  الكؤوس المستخدمة لمرة واحدة، ولم لا يتم اللجوء لبدائل.

وأوضح أنهم يحاولون توعية الناس بضرورة جمع النفايات، لأن المرء لا يفعل ذلك عادة، وأن ذلك يُقدم في إطار اللعب كي يكون جذاباً.

 وتم إنشاء خارطة تظهر وجود هذه الفرق والفعاليات التي تم الإعلان عنها في ألمانيا.

الفكرة ليست جديدة بالإمارات

وفي الإمارات، أكد شاب فلبيني مقيم في دبي، أن الفكرة ليست جديدة عليهم، قائلاً إنهم كانوا يفعلون الشيء نفسه سابقاً لكن كانوا يسمونه "كلين-أب".

وبعد أن ظهر "بلوغينغ" في السويد، بدأوا باستخدام الهاشتاغ.

الأوروبيون يحاولون تدارك الآثار الكارثية للقمامة البحرية

ولفتت حركة "بلوغينغ" الأنظار على نطاق واسع عالمياً، نظراً إلى الاهتمام مؤخراً بشكل أكبر بأثر البلاستيك على البيئة وعلى نظامنا الغذائي، وتوجيه المؤسسات الحكومية والمنظمات والشخصيات العامة تحذيرات في هذا الشأن.

وكانت المفوضية الأوروبية قد اقترحت، نهاية شهر مايو/أيار الماضي، حظر المنتجات البلاستيكية التي تستخدم مرة واحدة، مثل الأعواد القطنية، وشفاطات المشروبات، واستبدالها بمواد أكثر استدامة ولا تضر البيئة، وإلقاء عبء التخلص من نفاياتها على المصنعين في محاولة للحد من القمامة الملقاة في البحر.

وأشارت المفوضية الأوروبية إلى أن 500 ألف طن من بلاستيك دول الاتحاد الأوروبي تُرمى في البحر سنوياً، وأن نصف القمامة البحرية ليست سوى بلاستيك معد للاستخدام مرة واحدة غير قابل للتدوير.

وسط كل كوارثنا، كن إنسانًا أفضل و لا تستخدم "الشفّاطة" أو "الشاليموو". يتم تصنيعها في دقيقة و لا تتحلل في الطبيعة قبل…

Posted by Yosri Fouda on Saturday, June 2, 2018

هكذا قد يصلك البلاستيك إلى مائدة طعامك!

وتظهر مؤسسة "تيد" الإعلامية في فيديو توضيحي بعنوان "دورة حياة 3 عبوات بلاستيكية" الأضرار التي قد تلحق بالبشر، وقد تقرر مصير كوكبنا، عند عدم التخلص من البلاستيك بطريقة سليمة في الحاويات المخصصة للمواد التي سيتم إعادة تدويرها وصنع أشياء جديدة بها، مشيرة إلى أن تحلل عبوة بلاستيكية واحدة قد يستغرق ألف عام.

وتبيَّن أن البلاستيك المصنوع من ملايين الحبيبات المصنوعة من مشتقات نفطية وغازية، يتحول معملياً إلى عبوات للمشروبات مثلاً، يتم شراؤها واستهلاكها والتخلص منها.

إذا ما رُميت العبوة الأولى عشوائياً، وإن كانت قابلة للتدوير، لكنها لم تُوضع في المكان المخصص لها، يتم تجميعها مع مئات الملايين من العبوات المشابهة في مدافن قمامة تزداد كمياتها يوماً بعد آخر، وتتعرض للضغط من باقي النفايات المكدسة، وتغمرها مياه الأمطار، التي تمتص المكونات القابلة للتحلل من البلاستيك، علماً أن بعضها سام جداً، فيتكون سائل مرتشح ضار قد يتسرب إلى الأنهار أو المياه الجوفية، ويسمم النظام البيئي ويضر الحياة البرية.

أما العبوة الثانية التي تجد طريقها إلى جدول مياه، فقد تصل إلى نهر، ومنه إلى المحيط، وبعد الضياع لأشهر في المياه، ستصل إلى دوامة تتجمع فيها النفايات، تُسمى دوامة نفايات شمال المحيط الهادئ، حيث احتجزت تيارات المحيط ملايين القطع البلاستيكية الصغيرة. وهناك 4 دوامات ضخمة أخرى مثلها في العالم مليئة بالبلاستيك.

تقول المؤسسة في الفيديو إن حيوانات كطيور البحر تعلق في هذه الدوامات المليئة بالنفايات، فيما تخطئ هي وحيوانات أخرى كالسمك، وتظن قطع البلاستيك الملونة الصغيرة أكلاً، ونظراً لعدم تمكنها من هضم البلاستيك تشعر بالشبع، رغم أنها جائعة فتموت جوعاً، وقد تتسلل قطع البلاستيك الصغيرة إلى السلاسل الغذائية، إذ قد تأكلها الأسماك الفانوسية، التي قد تُؤكل بدورها من قبل السبيدج، وتُؤكل السبيدج بدورها من قبل سمك التونة، الذي قد ينتهي به الأمر في الصحون المقدمة للأكل على موائدنا.

وتشير إلى أن غالبية البلاستيك لا يتحلل عضوياً، أي أنه سيتحول مع الزمن إلى قطع صغيرة جداً تدعى "مايكروبلاستيك"، قد تظل إلى الأبد سابحة في المياه.

أما العبوة الثالثة الموضوعة في حاوية مخصصة للمواد القابلة للتدوير فيتم نقلها للمصنع وضغطها على شكل مكعبات، ثم يتم فرمها إلى قطع صغيرة، يتم غسلها وإذابتها، لتتحول إلى مادة أولية يمكن استخدامها مرة أخرى، وتصبح كرسياً أو معطفاً.

The Life Cycle of a Plastic Bottle

Stay informed this Earth Day by finding out what really happens to the plastic you throw away:

Posted by TED-Ed on Sunday, April 22, 2018

علامات:
تحميل المزيد