وداعاً للريجيم.. استمتع بالنظر لجسمك في المرآة واستعد ثقتك بنفسك

عربي بوست
تم النشر: 2018/06/04 الساعة 07:06 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2018/06/04 الساعة 07:06 بتوقيت غرينتش

شكل وفاة عدة أشخاص بسبب حميتهم الغذائية القاسية أو خضوعهم لعمليات جراحية دافعاً كافياً لسيدة بريطانية كي تؤسس "يوم اللاحمية العالمي". قررت هذه السيدة أن تقاوم مفهوم قبول الآخر وفق حجمه، فقررت أن ترفض كل الحميات التي تدعو إلى خسارة الوزن، وأول ما دعت إليه النظر صباح السادس من مايو/أيار من كل عام إلى المرآة والاستمتاع بشكل الجسم كيفما كان.

دعت ماري إيفانز يونغ إلى تخصيص هذا اليوم العام 1992، وذلك لنشر الوعي بمخاطر النظم الغذائية الصارمة، وقبول الآخر مهما كان شكل جسده، وتثقيف العامة مع تقديم معلومات علمية حول النظم الغذائية الصحيحة لفقدان الوزن. وشيئاً فشيئاً اكتسبت دعوتها صدى في دول منتشرة عبر العالم مثل نيوزلندا وأستراليا وأميركا وكندا والبرازيل والهند وغيرها.

واختيرت الشريطة الزرقاء كشعار للاحتفال بهذا اليوم على غرار الشريطة الحمراء لليوم العالمي لمرض الإيدز، والوردية الخاصة بيوم سرطان الثدي.

 

 

تشير الاحصائيات إلى أنّ حوالي 95% من الأشخاص الذين يتبعون حمية غذائية، يفشلون في إنقاص وزنهم أو الحفاظ على الوزن المثالي.

95% نسبة كبيرة جداً، إذاً ما هي أسباب فشل كل هذه الحميات وضياع الأيام الطويلة حرماناً وعذاباً:

أولاً: بعد أن تبدأ الحمية الغذائية الخاصة بك، تظن أنّ الأمر ما هو إلا حل مؤقت للحصول على وزن مثالي، ولكن لكي تحصل على نتائج صحيحة لابد أن يتحول الأمر لنمط حياة. فقدان الوزن لمناسبةً ما ثم العودة من جديد لعاداتك الغذائية السابقة يجعلك تشعر بالإحباط ومن الممكن ألا تعيد الكَرّة.

ثانياً: عليك أن تكون صبوراً إلى أقصى درجة، فاستعجال النتائج والمقارنة مع آخرين أسرع في خسارة الوزن، يجعلك محبطاً فتستسلم مقتنعاً بفشلك. ولكي تتخطى ذلك ذكّر نفسك بأن الأمر استغرق شهوراً أو سنوات حتى تحصل على وزن أقل، ومن الممكن ألا تحصل على ذلك ثانيةً بسهولة، كما أن خسارة الوزن ببطء تجعل من الصعب زيادته بسهولة مرة آخرى.

ثالثاً: والأهم، هو أن تتبع نظاماً غذائياً متوازناً وغير صارم لأنّ الحرمان قد لا يدوم وسينتهي بك الأمر بالتهامك كل ما في الثلاجة. لا مانع من أن تتذوق قطعة شيكولاتة أو بعض حبات من البطاطس بلا مبالغة. وإذا تناولت يوماً قطعة حلويات فلا تستسلم لانهيار يومك، بل عليك العودة مرة آخرى لنظامك الغذائي.

أمّا إذا كان لديك تاريخ طويل من فقدان الوزن واكتسابه بشكل متواصل، فاعلم أن جسمك سيكون ذكياً في خسارة وزنك وستحرق سعرات حرارية أقل، خوفاً من الجوع الذي تسببه له، لذا عليك ممارسة الرياضة مع اتباع النظام الغذائي.

 

أحياناً الحمية تسبب زيادة الوزن بسبب نقصان هذا الهورمون

على الرُغم من أن اتباع نظام غذائي هو شيء جيد حسب رأي الأطباء، إلّا إنه من الممكن أن يسبب نتائج عكسية؛ التوازن شئ أساسي ومطلوب في الحمية الغذائية، لذا عليك الحذر من بعض الأسباب التي تجعلك تكسب وزناً.

وأول هذه الأمور هو شعور العقل بالجوع المستمر وتحول الطعام إلى هاجس، مثلما أن الشعور بالتوتر لحساب السعرات الحرارية يزيد من تعقيد الأمر. فحسب دراسة حديثة، تبين أن التفكير المستمر في عواقب تناول الطعام يزيد من فرص البدانة، وذلك بسبب قلة هرمون "الليبتين" (وهو الهرمون الذي تنتجه الخلايا الدهنية، والذي يشير إلى الدماغ بالشعور بالشبع ويحفز عملية التمثيل الغذائي). وبالتالي يصبح متبعو الحميات الغذائية فريسة لها.
لا تبال كثيراً بحساب السعرات الحرارية الموجودة على المنتجات لأن أغلب المنتجين يجذبون زبائنهم بتلك الطريقة، ومن المهم بعد خسارة الوزن كيفية المحافظة عليه.

وتذكر دائماً أن فقدان الوزن، وإن كان ضئيلاً، يقلل من خطر المرض والاكتئاب ويزيد من تقدير الذات.

وهوس النحافة قد يؤدي للانتحار

كانت حوادث ضحايا الأنظمة الغذائية الصارمة من أهم دوافع "يونغ"، لإطلاق هذا اليوم، خاصةً عند السيدات اللاتي قمن بعمليات تكميم المعدة؛ وفقدن حياتهن في هذه الجراحة.

ولعب تطور وسائل الاعلام خلال القرن العشرين وانتشار صور المشاهير، دوراً في تطور صناعة النحافة. بدءاً من الملابس الداخلية الضيقة كالـ "كورسيه" وأجهزة الحمية مروراً بالأدوية المتنوعة، انتهاءً بعمليات شفط الدهون بالليزر.

وانتشرت الكثير من الأدوية بدون وصفات طبية، ما أدى في النهاية لوقوع ضحايا منها مثلا محاولة انتحار مراهقة في أميركا لخوفها من عدم قدرتها على فقد الوزن. الكثير من تلك الأدوية تعد خطراً على الصحة وبعضها عديم الفائدة.

وتختلف البيئة الغذائية بين الأجيال، لكن الملاحظ هو ارتفاع نسب الاصابة بالسمنة خلال الـ 30 عاماً الأخيرة بسبب تطور صناعة الأغذية وبتكلفة مخفضة، لذا قد يوجه بعضهم اللوم لجشع الشركات وليست السمنة.

والعديد يقعون ضحايا نظم غذائية مميتة

ولا تتوقف سلسلة الحميات الغذائية عن ابتكار صيحات بين الفينة والأخرى، وتم حظر بعضها طبياً بسبب وفاة بعض منفذيها.

الأنبوب المغذي يؤدي لاضطراب جهاز الهضم

وهو عبارة عن انقاص الوزن بالأنبوب المغذي عبر الأنف. يُطلق عليه نظام KE الغذائي، ويعد بفقدان 20 رطلاً بعد 10 أيام فقط. يدخل الطعام عبر أنبوب يمر من الأنف للمعدة بالتنقيط، ويحتوي المحلول على العناصر الغذائية المهمة. يتم بإشراف طبي، ويكلف نحو 1500 دولار. لكن من عوارضه الجانبية الإعياء والإمساك ورشح الأنف ورائحة الفم الكريهة.

الدودة الشريطية لمشاركة طعام صاحب المعدة

وقد يصيبك الذهول اذا عرفت أن إحدى الحميات تتم باستخدام "الدودة الشريطية". يوضع بيضها في معدتك لتنفقس وتتغذى على طعامك، وبعدها تذهب لتأخذ دواء يقضي عليها.
هذه الطريقة غير قانونية في كثير من الدول، ولكن يمكن شراؤها من دول أخرى بشكل غير قانوني كـ فنزويلا والمكسيك.

وتتمثل الأعراض الجانبية لها في الألم والغثيان وانتفاخ المعدة؛ كما أنّ غذاء الدود على طعامك قد يصيبك بفقر الدم. ويمكن لإحدى البيضات أن تسير في الدم لتصيب الكبد أو الكلى. وهو ما حدث بالفعل مع إمرأة خسرت 60 كيلو من وزنها، لكن الدودة اخترقت جدار المعدة وقتلتها في النهاية.

وآخر الأفكار الغريبة شريط بلاستيكي على اللسان!

في هذه العملية الغريبة، يخيط أحد الأطباء قطعة بلاستيك على لسانك لتعيقك عن الأكل؛ كما حصل مع 800 حالة في كاليفورنيا، مقابل 2000 دولار. تعد هذه الطريقة بفقدان 20 رطلاً خلال 30 يوماً.

وخلاصة الأمر أنه لا يوجد شيء اسمه حمية غذائية سحرية، ولكن السر في التغذية السليمة جنباً إلى جنب مع التمارين الجسدية والعقلية الصحيحة. هي سوياً أقرب إلى معجزة حقيقية؛ إن اقتنعت بها ارتاح البال.. والحال.