في العام الذي وُلد فيه فريدي بلوم، أصدرت شركة رولز رويس أول سيارة لها، وقام الأخوان رايت ببناء طائرتهما الثانية.
وجاء كذلك مؤلّف كتب الأطفال الأميركي الشهير تيودور سوس جيزل إلى العالم، وافتتحت نيويورك نظام مترو الأنفاق، واحتفلت بليلة رأس السنة في ميدان التايمز، وأدَّى لاعب دوري البيسبول الأميركي الرئيسي دينتون ترو "سي يونغ" مباراة مثالية.. نعم لقد وُلِد فريدي بلوم في عام 1904.
وبحسب ما نقلت صحيفة Washington Post الأميركية، الثلاثاء 29 مايو/أيّار 2018، في مطلع الشهر الجاري، احتفل بلوم -الذي يُعتقَد أنّه أكبر رجل على قيد الحياة- بعيد ميلاده رقم 114 في منزله ببلدة دلفت، الواقعة خارج مدينة كيب تاون بجنوب إفريقيا، بحسب معلومات إدارة التنمية الاجتماعية في غرب كيب تاون.
وفي عيد ميلاده ظهر بلوم في مقطع مصوّر يرتدي قبّعة بيسبول باللونين الأصفر والأخضر، ومعطف رياضي. وقال في الفيديو إنه على الرغم من قضاء حياة طويلة، فإنه لا يعرف سر نجاحه.
ولكنّه قال في حديث مع موقع BBC News البريطاني، مشيراً إلى سر عُمره الطويل "يوجد شيء واحد فقط، إنه الرب بالأعلى"، وأضاف قائلاً "إن لديه كل القوّة، فأنا لا أملك شيء، فقد أسقط في أي وقت، ولكنّه يُبقيني".
وقال "أنا أشعر بأنني في صحّة جيدة جداً، أنا بخير"، وتابع "قلبي قويّ، ولكن فقط ساقاي تستسلمان، فلم يعد بإمكاني المشي كما اعتدت سابقاً".
وقال في حديث مع BBC News، إنه أقلع عن تناول المشروبات الكحولية منذ أعوام، ولكنّه ما زال يدخِّن التبغ عدّة مرّات يومياً، وبحسب الموقع، خصَّ بلوم بالذكر ذلك التبغ المحلّي، الذي يُلف في ورق الصحف، مضاهياً للسجائر.
وقال الرجل البالغ من العمر 114 عاماً "أنا أستخدم التبغ الخاص بي لأنني لا أدخِّن السجائر"، ولكنّه يريد أن يُقلع عن التدخين.
وقال إن "الدافع للتدخين قويّ جداً"، وأضاف "أحياناً أقول لنفسي إنني سأتوقّف، ولكنّي حينها فقط أكذب على نفسي، ويلاحقني صدري من أجل نفخة، ثم أكون مُجبراً إذاً على إعداد لفافة تبغ محلّية".
وتابع "أنا ألقي باللوم في هذا على الشيطان، لأنه قويّ جداً".
ولكن، وبحسب الموقع البريطاني، يبدو أن ذلك لم يضرّه بعد، فلا يعاني بلوم من مشكلة صحيّة حقيقية، باستثناء المشي البطيء وبعض المشكلات في السمع.
ويُعتقد أن بلوم تفوّق بطول عمرة على جميع البشر على وجه الأرض حالياً، على الرغم من أن إدارة التنمية الاجتماعية في غرب كيب تاون قالت في بيان، إنه "ليس مُعترفاً به بعد من قِبل موسوعة غينيس العالمية للأرقام القياسية.
وفي أبريل/نيسان الماضي، لقّبت موسوعة غينيس العالمية رجلاً يابانياً، يُدعى ماسازو نوناكا، بلقب أكبر الذكور على الأرض وقد انتزع نوناكا، البالغ من العمر 112 عاماً، من بلدة أشورو الواقعة على جزيرة هوكايدو، اللقب من رجلٍ إسباني توفّي هذا العام عن عمر ناهز 113 عاماً.
أما عن لقب أكبر شخص على الإطلاق، فقد حازته الفرنسية جين لويز كالم، وهي من مدينة آرل الواقعة جنوبي فرنسا، وقد رحلت عن عمر ناهز 122 عاماً في عام 1997.
وقالت موسوعة غينيس إنها لم تعترف بعد ببلوم كحائز على اللقب.
وقالت متحدّثة باسم الموسوعة لصحيفة The Washington Post "نحن نتلقّى طلبات من أشخاص يزعمون أنهم أكبر الأشخاص الأحياء، ذكور وإناث، وننظر في العديد من التقارير بشأن هؤلاء الأشخاص".
وأضافت قائلة "ولكننا نطلب كماً هائلاً من الأوراق والإثبات للتحقق من المزاعم، بما يتّفق مع إرشادات العمل الرسمية لدينا. كما نتعاون مع العديد من الخبراء المختصين والمستشارين الذين يساعدون في التحقيق في هذه المزاعم لضمان صحة معلوماتنا".
ولكنّها قالت إنه إذا أراد بلوم التقديم، فستعمل الموسوعة على التحقق من أهليته.
وليس فقط العمر الطويل الذي يعيشه بلوم هو ما يجعله شخصية شهيرة محليّاً؛ فهو ما زال متزوّجاً أيضاً.
وقالت زوجته جانيت، وهي أصغر منه بثلاثة عقود، في حديث مع محطّة CGTN التلفزيونية، إن الزوجين التقيا في حفل رقص، وتطوّرت صداقتهما التي استمرّت 12 عاماً، وقالت إنهما تزوّجا في نهاية المطاف، وهما الآن معاً منذ قرابة 50 عاماً.
ولم يذهب بلوم الذي وُلِد عام 1904 في مدينة أديلايد الواقعة بمقاطعة كيب الشرقية، إلى المدرسة لتعلم القراءة أو الكتابة؛ فقد تلقّى تعليمه في الهواء الطلق، بينما يصطاد الطيور، ولاحقاً انتقل للعمل في مزرعة، وعمل بتركيب الجدران الخرسانية في أنحاء كيب تاون، ولم يتقاعد حتّى بلغ الثمانينيات من عمره.
وقالت عائلته إنه لا يزال يعمل بيديه في إشعال اللهب، ويعمل حول المنزل.
وقال بلوم في حديث مع موقع News 24 "قال الرب: احترم أباك وأمّك، وسيكون مستقبلك جيداً".