يفضلن مفتولي العضلات لأسباب غير تقليدية.. سلطات مضيفات الطيران أكبر مما تتخيل

عربي بوست
تم النشر: 2018/05/23 الساعة 08:24 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2018/05/23 الساعة 08:24 بتوقيت غرينتش

أنْ تظفر بابتسامة دافئة مِن المضيفة فور صعودك إلى الطائرة، أمر يبعث على الاطمئنان. لكن هذا الاستقبال اللطيف الذي تحظى بِه هو بمثابة بداية الاختبار السري الذي ستخضع له.

نعتقد جميعاً أن مهمة مضيفات الطيران عند بوابة الصعود للطائرة تقتصر فقط على منحك ابتسامة دافئة، ومساعدتك في اختيار مقعدك. لكن عليك أن تعلم أن المهمة الأساسية غير المعلنة التي تدرَّبن عليها مختلفة قليلاً عن مظهرهن الأنيق. ففي الواقع، يتلقين تدريبات مكثفة، ليقمن بتقييم شامل لكل راكب خلال الدقائق القليلة التي يصعد بها إلى الطائرة.

يركز ويُدقق مضيفو الطيران مع كل راكب ويحاولون معرفة الكثير من المعلومات عنه لتقديم المساعدة له إذا تطلب الأمر.

لكن لديهن هدف آخر لا يقل أهمية، هو التأكد من أنك لن تمثل خطراً على الطائرة، ويحق لهن منع أي شخص من الصعود للطائرة عند الاشتباه به، فهن لا يردن مفاجآت غير متوقعة عندما تكون الطائرة في الجو!

وهمن مدربات على رصد كل غريب وأي مؤشر للخطر، وكذلك أي عنصر يكون مفيداً لعملهم.

فيما يلي، أبرز الأشياء التي تلفت انتباه مضيفي ومضيفات الطيران:

يميزون الركاب السكارى: قنبلة موقوتة وهناك تجارب سيئة

قنبلة موقوتة يشكلها وجود راكب مخمور على متن الطائرة، بالنسبة للطاقم لأنه قد يتسبَّب في حدوث مشكلات لا حصر لها  بين الركاب، خصوصاً إذا كان يصطحب معه زجاجة الكحول على متن الطائرة.

ويبدو إنزال المخمورين من على متن الطائرة فكرة جيدة، لكنها قد تؤدي في بعض الأحيان إلى مشاكل كثيرة.

وكانت هناك العديد من الحوادث خلال العام 2017 فقط من البريطانيين في حالة سكر، عاثت فساداً في الرحلات بين المملكة المتحدة وأوروبا، حسب وصف صحيفة The Express البريطانية.

وقد دعت بعض الوجهات السياحية، بما في ذلك جزر المليار، إلى حظر الكحول على الطائرات رداً على السلوك غير المنضبط.

وشهدت رحلة لمصر للطيران واقعة شهيرة في العام 2016، حين تسبَّب راكب سكران في حالة من الفوضي والذعر بين ركاب الطائرة، بعد إقلاعها من باريس في طريقها إلى القاهرة.

وتمكن أفراد أمن الطائرة من السيطرة على الراكب والتحفظ عليه، وتقييد حركته، عقب إنقاذه من أيدي الركاب.

وفِي واقعة أخرى، أظهرت لقطات فيديو لحظات هستيرية أصابت راكب طائرة خلال رحلة من العاصمة الروسية موسكو، إلى مدينة أنطاليا التركية.

وحسب الفيديو، فقد كان الراكب الروسي الثمل ينزف الدماء ويصرخ ويتلفظ بكلمات نابية، كما كان يضرب مقعداً بيديه.

وحاول طاقم الطائرة في البداية تهدئة المسافر دون جدوى، قبل أن يتدخل مسافرون آخرون ويقيدوا يديه وقدميه.

ويقول مضيف الطيران سجاك شولتيس -الذي عمل 30 عاماً في شركة الطيران الألمانية لوفتهانزا- إنه يمكن رفض دخول المسافرين المخمورين إلى الطائرة، كما ذكر أنه منع 4 ركاب من صعود الطائرة إلى الآن، بسبب أنهم مخمورون، وأيده في هذا القرار كبير المضيفين. 

وتقول آمار راما، مضيفة طيران "إذا ما اضطررنا إلى إخلاء الطائرة، يكون هدفنا أن نحقق ذلك خلال 90 ثانية، ولا أريد أن أُعرض حياتي وحياة الآخرين للخطر بدون سبب ضروري مثل عدم تعاون شخص مخمور أو منتش".

معرفة أي من الركاب لائق جسدياً وحاضر الذهن: قد يستغلون قدراته!

وجود شخص يقظ ولديه بنية قوية يمثل عنصر أمان بين ركاب الطائرة، لأنه سيكون بإمكانه تقديم المساعدة في حال تعرَّضت الطائرة لهجوم أو محاولة اختطاف، أو في حالة إخلاء الطائرة، أو حتى عندما يتصرف أحد الركاب بشكل عدواني.

بمعنى آخر فإن طاقم الرحلة يقرر مسبقاً أن هناك راكباً بعينه سيقع الاختيار عليه في حالة حدوث مشكلات أثناء الرحلة، ليساعد طاقم الطائرة في السيطرة على الأمور.

تقول جانيس بريدجر التي عملت مضيفة طيران لمدة 27 عاماً، "إذا لاحظت شخصاً ما مفتول العضلات، أو نشيطاً، أو قوي البنيان، أو لائقاً بدنياً، أحتفظ بصورة وجهه أو وجهها في ذاكرتي، وأتذكر مكان جلوسهم".

وتضيف، "آخذ ذلك الشخص في الحسبان كمساعد لي، ففي حالة حدوث هجوم ما على الطائرة أو عليَّ شخصياً، هؤلاء من أتوجه إليهم مباشرةً، وأطلب منهم المساعدة".

تهدئة الأشخاص الذين يخافون من ركوب الطائرة

إحدى المهام الأساسية لمضيفي الطيران هي تهدئة الركاب الذين يرهبون الطيران، والتعامل معهم بشكل سليم وإعطاء انطباع الدفء لمن تكون هذه تجربتهم الأولى في ركوب الطائرة.

وقد أوضحت مضيفة الطيران الا كلاوديا سيويك من خطوط توي للطيران، أنها تحب أن تشرف وتتأكد جيداً من قدرة ركاب رحلتها على السفر.

وتقول بريدجر، يجب على مضيفي الطيران ألا يبعدوا أنظارهم عن أي شخص قد يشعر بالخوف من الطيران، ويحتاج إلى كلمة طمأنة وتشجيع.

التأكد من سلامة الركاب صحياً

على الرغم أن جميع مضيفي الطيران مدربون على إنعاش القلب والرئتين وعلى أجهزة تنظيم ضربات القلب، إلا أنه لا يمكنهم  تشخيص حالتك، حيث تنقصهم الخبرة، والمهارة، التي تتوفر عند الأطباء المختصين.

وفقاً لبريدجر، فقد صادفت ركاباً على متن الطائرة، بدَوا شاحبين ومصفرّي اللون، مرضى للغاية، أنزلناهم من الطائرة، فلا أحد يريد جراثيم الإنفلونزا التي لديهم.

وأضافت "رأيت ذات مرة امرأة على بوابة الطائرة، تعاني من أزمة قلبية. كنت ممتنة جداً أن ذلك قد حدث على الأرض، وليس بعد إقلاع الرحلة".

ويقول ستيفن مارتن من طاقم رحلات سوثويست "لو تجنَّب أحد الركاب النظر في عين الطاقم فسوف ينتابه الشك في خوفه في الأساس من الطيران أو إذا ما كان بصحة جيدة".

معرفة ما إذا كانت هناك امرأة حامل بين الركاب: صعودها له شروط

يوضح جوي روبرت، مضيف بشركة طيران "جوي فلاي" أنه في حالة وجود امرأة حامل على متن الطائرة، فإنها تحتاج لرعاية واهتمام متواصلين، كما ينبغي عدم صعود الحوامل في حال تخطيهم الشهر السابع إلا بشهادة طبية.

التعامل مع حالات الإعاقة: يجب ألا نتركهم  وراءنا

تحاول المضيفات على بوابة الصعود للطائرة أن تنتبه لهذا الأمر كي تتعاون مع هؤلاء الأشخاص وتقدم لهم الدعم والمساعدة طوال الرحلة.

تقول راما، إنهم يتحققون من حالات ذوي الاحتياجات الخاصة، ليتأكدوا من مدى احتياج الركاب إلى المساعدة الإضافية المطلوبة في حالات الطوارئ، بهذه الطريقة، إذا ما حدث أي طارئ، أتأكد أنهم لن يُتركوا وراءنا.

يهتمون بك إذا كنت تتحدث الإنكليزية: "عنصرية" مفيدة في المواقف الخطرة

يختبر طاقم الضيافة وخاصةً في الطائرات التي تتبع الخطوط الجوية الغربية مدى إتقان المسافرين للغة الإنكليزية، باعتبارها اللغة الدولية الأولى في التعامل بين البشر.

إن ذلك ليس لأسباب عنصرية، ولكن عدم إجادة الراكب للغة الطائرة التي يركبها يعني أنه لن يفهم الأوامر بشكل صحيح، وسوف يكون أقل فائدة في حالات الطوارئ، وأيضاً لن يكون قادراً على قراءة الإرشادات حول التعامل مع المخارج، وفي هذه الحالة ستقدم له مضيفات الطيران عناية خاصة.

التأكد من وجود مضيف طيران أو طيار على متن الطائرة: يمكنهم إنقاذ الأرواح

لا ينظرون في الأغلب كمنافس، فوجود طيار أو مضيف طيران كراكب على متن الطائرة يضيف حالة من الاستقرار والهدوء والأمان، التي يبحث عنها طاقم الطائرة.

تقول مضيفة الطيران جانيس بريدجر "إن هؤلاء تلقوا تدريبات على كيفية التصرف في حالات الطوارئ، فهم يعرفون كيفية التعامل مع هذه الحالات مثلي تماماً، بالإضافة إلى أنهم تدربوا لكي يكونوا أعضاء فريق عمل فوري، يؤدون دورهم المطلوب على الفور إذا لزم الأمر".

فعندما تحطَّمت طائرة تحمل الرقم 232 في سيوكس سيتي بولاية أيوا عام 1989، كانت الكارثة يمكن أن تؤدي إلى مقتل جميع الأشخاص على متنها، لكن عندما بدأت المشكلات تذكرت رئيسة المضيفات أن أحد الركاب طيار، فأخبرت قائد الطائرة الذي أرسل إليه بطلب المساعدة ليتمكنوا في النهاية من إنقاذ العديد من الأرواح وقتها.

سيعرفون إذا كنت تحاول اختراق القانون: هناك جريمة بعينها يهتمون بها

اختراق القانون أمر خطير في كل الأحوال، فما بالك وأنت في مكان مغلق وعلى ارتفاع شاهق من الأرض.

ولكن هناك جريمة بعينها يهتم بها طاقم الضيافة على الطائرة.

تقول بريدجر (عندما أتأمل أن أمامي تقريباً من 3 إلى 4 ثوان لكي أُشعر الراكب بالاطمئنان والترحاب، ثم أقيم كافة الاحتمالات للأشياء التي قد يجلبونها معهم على متن الطائرة، سيتطلب الأمر كثيراً من التركيز بلا شك).

وقد أوضحت أنها واجهت العديد من حالات التهريب، فقد حاول بعض الأشخاص تهريب حيوانات أليفة في أمتعتهم، كما حاول أشخاص آخرون تهريب زجاجات خمر في حقائبهم.

صحيح أنه يُسمح بحمل الخمور طالما ظلت مغلقة، لكن لا يمكن تناولها على متن الطائرة.

علامات:
تحميل المزيد