من منّا لم يبكِ ولو لمرة في الطائرة؟.. العلم يفسّر ما يحصل لنا خلال الرحلات الجوية

عربي بوست
تم النشر: 2018/05/20 الساعة 11:43 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2018/05/20 الساعة 11:43 بتوقيت غرينتش
Sad girl at the porthole in the plane. Young woman on passenger seat near window in airplane

القليلون جداً فحسب هم من يستمتعون بالسفر جوّاً. فعلى الرغم من أن فُرَص وقوع أخطاء محدودة جداً، إلا أن ذلك لا يعني أنها تجربة باعثة للسرور.

فقد تتورّم قدماك، وقد تُحدث أذناك أصوات فرقعات، وربما ينتهي الحال ببعض الأشخاص بالبكاء مثل طفل صغير.

فبحسب ما نقل موقع Science Alert عن صحيفة Business Insider، أجرت خطوط فيرجين أتلانتيك الجوّية دراسة في العام 2011 كشفت عن أن 55% من المشاركين قد تعرّضوا لمشاعر جيّاشة على متن الرحلات الجوّية، وقال 41% من الرجال الذين شملهم الاستطلاع إنهم استخدموا بطّانية لإخفاء دموعهم.

تحذيرات صحية عاطفية..

ونتيجة للدراسة؛ بدأت الشركة في إصدار "تحذيرات صحّية عاطفية" قبل الأفلام المعروضة على شاشات الطائرات.

وفي ذلك الوقت، قال ناقد المحتويات السينمائية لدى الخطوط الجويّة إن الأمر كلّه متعلّق بالبيئة غير المألوفة التي نجد أنفسنا فيها، وما تجلبه من فورة عواطف.

وقال "في الرحلات الجوّية، نكون معزولين، تاركين أحِبائنا ونتوق لجمع شملنا بهم".

وأضاف "نكون متوترين، نكون متعبين، ربما نكون قد تناولنا شراباً في وقت لا نتناول فيه مشروباً كحولياً. وإذا رأينا صورة أو مشهداً يعكس حالتنا الشعورية فإننا نتأثر للغاية. والطيران والأفلام هما مزيج رائع، فالصور والمشاعر تكون قريبة جداً من عينيك، وحميمية جداً".

هذا ما يحدثه الطيران بنا..

ويبدو أن بعض الدراسات تشير إلى أن الطيران يُحدث أشياءً غريبة بأجسامنا، مثل التأثير على حالتنا المزاجية، والعبث بحواسّنا، وجعلنا أكثر حساسية.

وهذا ليس مُفاجئاً للغاية عندما نفكّر كيف يمكن للضغط الجوي المنخفض أن يقلل كمية الأكسجين في الدم لنسبة تصل إلى 25%، فضلاً عن حقيقة أن مُكيّف الهواء يجعل البيئة المحيطة جافة بشكل لا يُصدّق.

ويمكن أن يقودنا نقص الأكسجين لفعل أشياء غريبة؛ إذ أن بإمكانه التأثير على أفكارنا وقدرتنا على اتخاذ القرارات، لذلك فلا عجب من أننا قد نشعر بالضعف، لا سيّما إن كُنا مُسافرين بمفردنا، ومحاطين بالغرباء، ومحاصرين في اسطوانة معدنية لعدّة ساعات.

ويعتقد بعض علماء التطوّر أن البكاء هو سلوك راسخ قمنا بتطويره على مدى قرون؛ فالبكاء من الناحية النظرية يجعل الناس يشعرون بالأسف من أجلك ويحاولون إراحتك، مما يشكّل روابط اجتماعية بين الأفراد.

لذا، عندما نكون في بيئة غير عادية تثير إحساسنا بالضعف، تتولّى سلوكياتنا البدائية الأمر وتحاول مساعدتنا في تكوين حلفاء.

وعلى الجانب الآخر، نادراً ما يبكي الكِبار في الأماكن العامة، بل أنهم ينتظرون حتّى يكونوا بمفردهم.

وتشير بعض الدراسات أن البالغين ينتظرون حتّى يكونوا خلف عجلة القيادة في سياراتهم ليتمكنوا من الصراخ بشكل جيد، لأن العزلة تثير مشاعرهم السيئة، ويكونون قادرين على إخراجها أخيراً.

والجلوس على مقعدك بالطائرة قد يكون له تأثير مماثل، فعلى الرغم من أنك محاط بالناس، يمكن أن تشعر أحياناً وكأنك وحدك تماماً.

وربما يكون هناك عامل آخر وهو حقيقة أننا لدينا عوامل تشتيت أقل على متن الطائرة، ففي حين أنك في المنزل عادة ما تشاهد التلفزيون وتعبث بهاتفك المحمول وتتحدّث إلى شخص ما – كل هذا في نفس الوقت، لا تكون لديك كل هذه الخيارات على متن الطائرة.

وبدون أن يُرسل لك أحدٌ رسائل نصية، وجميع من حولك صامتون نسبياً، من السهل أن تركّز كل انتباهك على الفيلم. وبإضافة احتمال زَخَم المشاعر، تصبح لديك وصفة للبكاء.

وبالطبع، ثمة فرصة بأنك فقط مُتعب؛ فالاستيقاظ في الفجر والسير في أنحاء المطار ليس ممتعاً. وعندما نكون مُرهقين، يجعلنا هذا أكثر قابلية لحساسية المشاعر على أي حال.

وحتّى الآن لا توجد دراسات محددة تبحث في سبب بكائنا على متن الطائرات، لكن إذا وجدّت نفسك تفعل ذلك، تذكّر أنك لست وحدك.. فأنت ببساطة عضو في نادي المسافرين الباكين.