يسبب السرطان أم لا؟ مزيد من التحذيرات بشأن تأثير إشعاعات الجوال على الدماغ

عربي بوست
تم النشر: 2018/05/07 الساعة 08:51 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2018/05/07 الساعة 08:51 بتوقيت غرينتش
girl on the phone with headache. Upset unhappy female talking on phone isolated grey wall background. Negative human emotion face expression feeling life reaction. Cellular mobile radiation concept

من جديد يعود خطر تأثير الهواتف الجوالة على الدماغ، بعدما كشفت دراسة جديدة تضاعف معدّلات الإصابة بالأورام الخبيثة في العقدين الأخيرين.

وبحسب ما نقلت صحيفة The Telegraph البريطانية الأربعاء 2 مايو/أيار 2018، طالب عُلماء وجمعيات خيرية الحكومة البريطانية بالتحذير من المخاوف بشأن مخاطر الإشعاع، لا سيّما بعدما كشف تحليل عن تزايد أعداد حالات السرطان أكثر "إثارة للقلق" مما كان يُعتقد من قبل.

تمهل.. التأثير ليس أكيداً

إلا أن الدراسة الجديدة، التي نُشرِت في دورية Journal of Public Health and Environment، أثارت جدلاً بين العلماء، إذ يقول عدد من الخبراء إن المرض قد يكون ناجماً عن عوامل أخرى.

ولكن سبب مضاعفة الأورام غير معروف

وقد بدأ فريق البحث في التحقيق في زيادة أعداد الإصابة بنوع شرس وقاتل من أورام الدماغ يُطلق عليه اسم الورم الأرومي الدبقي – Glioblastoma Multiforme.

وعلى مدار 21 عاماً؛ حلل الباحثون 79.241 حالة ورم خبيث بالدماغ، وتوصّلوا إلى أن أعداد المصابين بالورم الأرومي الدبقي (GBM) قد ازدادت من نحو 1259 في عام 1995 إلى أقل قليلاً من 3000 حالة.

وتعد الدراسة هي الأولى من نوعها في التحليل التفصيلي لحدوث أنواع مختلفة من الأورام الخبيثة.

ويقول الباحثون في مبادرة صحّة الأطباء للإشعاع والبيئة (PHIRE) إن الزيادة في عدد حالات الإصابة بالورم الأرومي الدبقي لاتزال غير مفهومة بسبب الانخفاض الإجمالي في حالات الإصابة بالأنواع الأخرى من أورام المخ.

والدراسة تبحث عن السبب بدلاً من العلاج

مجموعة البحث قالت إن زيادة معدّل الأورام في الفص الصدغي الجبهي "تثير الشك في أن استخدام الهاتف المحمول والهاتف اللاسلكي قد يحفّزان الإصابة بالأورام الدبقية".

يقول البروفيسور دنيس هينشو، "إن النتائج التي توصّلنا إليها توضّح الحاجة إلى النظر بعناية أكثر، ومحاولة تفسير الآليات الكامنة وراء تزايد الإصابات السرطانية، بدلاً من إهمال العوامل المسببة والتركيز فقط على العلاجات".

في العام 2015، توصّلت اللجنة العلمية التابعة للمفوضية الأوروبية المعنية بالمخاطر الصحية الناشئة والمتعارف عليها حديثاً، إلى أنه بشكل عام، لم تظهر الدراسات التطبيقية لعلم الأوبئة أن التعرض للإشعاع الكهرومغناطيسي عن طريق الهاتف اللاسلكي يمثل خطراً متزايداً للإصابة بأورام الدماغ أو نوع آخر من السرطانات في منطقة الرأس والرقبة.

الهاتف ليس "مرجحاً".. لكن لا يمكن استبعاده

وبحسب منظّمة أبحاث السرطان بالمملكة المتحدة، إنه "من غير المرجّح" – حسب وصفهم -، أن الهواتف الجوالة تزيد من خطر الإصابة بأورام الدماغ، ولكنهم قالوا "نحن لا نعرف ما يكفي لاستبعاد المخاطر تماماً".

ومع ذلك، تحذر المنظمة من أنه بالنظر إلى أن الهواتف تعد اختراعاً حديثاً نسبياً، فقد يستغرق الأمر سنوات عديدة إلى أن تكون هناك بيانات كافية للخروج باستنتاجات أكثر قوة.

وإلى جانب الهواتف المحمولة؛ تستعرض الدراسة الجديدة عوامل مسببة للأورام قد تفسّر الاتجاه العالمي لزيادة حالات الورم الأرومي الدبقي، بما في ذلك الأشعّة السينية، والتصوير المقطعي المحوسب، وتداعيات الاختبارات النووية على الغلاف الجوّي.

وقال كليف أو غورمان، الرئيس التنفيذي لجمعية الأطفال المصابين بالسرطان في المملكة المتحدة: "إن الدراسة المطروحة مستقلّة، ولم تموّلها الجمعية، إلا أن أي ارتفاع في عدد الأطفال الذين يتم تشخيصهم بالسرطان هو مثير للقلق للغاية، سيّما فيما يتعلّق بأورام الدماغ التي لا يتم التكهّن بها".

وتابع قائلاً "إن أورام الدماغ تقتل أطفالاً في المملكة المتحدة أكثر من أي نوع سرطان آخر، ومن الضروري أن نموّل المزيد من الأبحاث لتوفير علاجات أكثر رحمة وأماناً لصغار المرضى، وفهم سبب زيادة معدّلات الإصابة لديهم".

كيف يؤثر الجوال على الدماغ؟

توضح منظمة الصحة العالمية أن الخلايا الدماغية البشرية تتواصل مع بعضها عبر النبضات الكهربائية، والتي يمكن اكتشافها بواسطة قياسات تخطيط كهربية الدماغ (Electroencephalogram).

وعندما يوضع هاتف نقال على الأذن، فإن الدماغ يكتشف إشعاعه. وفي دراسة هولندية، تعرضت 31 أنثى سليمة لهاتف محمول 3G لمدة 15 دقيقة وتم قياس نشاطها EEG. تبين ازدياد نشاط الدماغ المتغير (أي زيادة تفاعل القشرة الدماغية) مباشرة بعد ذروة الإشعاع، والتي يتم إنتاجها أثناء عملية الاتصال العادية بالهاتف.

كيف يمكن أن نحمي أنفسنا؟

ينصح العلماء بعدة إجراءات احترازية منها:

  • أمسك بالهاتف على بعد بضعة سنتيمترات من أذنك أثناء إجراء الاتصال وأثناء المكالمات. يمكن لسنتيمتر واحد أن يقلل التعرض للإشعاع 20 ضعفاً.
  • زاوية الهاتف تحدث فرقًا كبيرًا أيضًا. يسمح الوضع الرأسي للهاتف بنقل الإشارات بأقصى كفاءة. أما إذا تم وضع الهاتف أفقيًا، على سبيل المثال أثناء التحدث في السرير، فسيصدر المزيد من الإشعاع للعمل بكفاءة.
  • ﺣﺎول ألا تعيق اﻟﮭواﺋﻲ، إذ ﯾؤدي ذﻟك إﻟﯽ مزيد من الإشعاع.
  • تميل المساحات المغلقة إلى احتجاز وتضخيم الإشعاع. إذا كنت في السيارة، افتح النافذة الأقرب للهاتف.
  • اخلع النظارات والأقراط ذات الحواف المعدنية أثناء التحدث، حيث يمكن أن تزيد هذه الإشعاعات بنسبة تصل إلى 20٪.
علامات:
تحميل المزيد