مهلاً، الميكروبات ليست خطيرة وقد تكون مفتاحاً لصحتنا.. كيف ذلك؟!

عربي بوست
تم النشر: 2018/05/06 الساعة 07:07 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2018/05/06 الساعة 07:08 بتوقيت غرينتش

من الداخل والخارج على حدٍ سواء، تستضيف أجسادنا مجموعةً ضخمة من الكائنات المجهرية. وبينما تمثِّل البكتيريا أكبر اللاعبين بين تلك الكائنات، فإنَّنا نؤوي أيضاً كائناتٍ وحيدة الخلية تُعرَف باسم العتائق (Archea)، وكذلك فطريات، وفيروسات، وغيرها من الميكروبات، بينها فيروسات تهاجم البكتيريا.

ويُطلَق على تلك جميعاً اسم الميكروبايوتا البشرية. والميكروبيوم البشري هوَ كل الجينات التي تحتويها الميكروبايوتا بجسدك، ومع ذلك، ففي السياقات العامية عادةً ما يُستخدم كلا المصطلحين بشكلٍ متبادل.

أليس من المفترض أن تكون الميكروبات خطيرة؟

الأمر متفاوت؛ بحسب ما ذكرت صحيفة The Guardian البريطانية، إذ إنَّ بعضها يُسبِّب المرض، لكن البعض الآخر يصبح مضراً فقط إذا بلغ المكان الخطأ أو ازدادت أعداده أكثر من اللازم، وبعضها مفيدٌ جداً للجسم، كأن تساعد في تكسير مجموعات السكر المختلفة الموجودة في حليب الثدي البشري. وقال البروفيسور جون كريان، وهو متخصِّصٌ بعلم عقاقير الأعصاب وخبيرٌ بالميكروبيوم من كلية جامعة كورك الإيرلندية: "تلك السكريات لا يُكسِّرها الرضيع نفسه". في المقابل، تقوم الميكروبات الموجودة في أمعاء الطفل بتلك المهمة.

تتضمَّن الأدوار الأساسية الأخرى التي تقوم بها ميكروبات أجسادنا عملية برمجة جهاز المناعة، وتوفير العناصر الغذائية لخلايانا، ومنع البكتيريا والفيروسات الضارَّة من استعمار الجسم.

من أين تأتي ميكروبات أمعائي؟ هل ألتقطها ببساطة من البيئة المحيطة بي؟

بشكلٍ جزئي. لكنَّ الأمر أعقد من ذلك. وقال كريان: "ما زال الأمر موضع جدلٍ بعض الشيء، لكن أغلب الظن هوَ أنَّنا نكون مُعقَّمَين ونحن بالرحم، وفي أثناء عملية الولادة، وفيما نحن نخرج عبر قناة الولادة من بطون أمهاتنا، نتلقَّى بكتيريا تُسلَّم إلينا. يشبه الأمر تلقِّي جرعة لحظة الولادة. تلك البكتيريا مهمة حقاً لبداية العملية بأكملها".

يشير كريان إلى أنَّه خلال الحمل يتبدَّل ميكروبيوم الأم، ليكوَّن المزيج الأمثل -على ما يبدو- للذرية الآتية. وقال: "إذا كنت لم تولد ولادةً طبيعية؛ بل وُلِدت قيصيرياً، فإنَّ الأمور تبدأ لديك بشكلٍ مختلف". وبالفعل، فقد أشارت الدراسات إلى أنَّ تلك الاختلافات قد تكون بين أسباب تعرُّض الأطفال المولودين قيصرياً لخطر إصابة أعلى بأمراضٍ مثل الربو وداء السكري من النوع الأول. ومع هذا، فقد حذَّر الأطباء الأهل من خطر محاولة زرع بكتيريا مهبلية لدى الأطفال المولودين قيصرياً.

يتغيَّر ميكروبيوم أمعائنا بسرعة خلال أول عامٍ أو عامين من عمرنا، تشكّله الميكروبات الموجودة في حليب ثدي الأم، والبيئة المحيطة، وغيره من العوامل، ثم يستقر ببلوغنا 3 أعوام. لكنَّ بيئتنا، ونظامنا الغذائي طويل المدى، والتوتر الذي نتعرض له والأدوية التي نتعاطاها، مثل المضادات الحيوية، تستمر في لعب دورٍ بهذا الأمر في حين نتقدم بالسن، ما يعني أنَّ ميكروبيوم أجسامنا قد يتغيَّر على مدار حيواتنا.

يبدو أنَّ الميكروبات موجودة في كل مكان.. ما العدد المُتوقَّع لها؟

الرقم الذي جرى تناقله منذ سبعينيات القرن الماضي، هو أنَّ عدد الميكروبات يفوق عدد خلايانا بنسبة 10 إلى 1. لكن تشير دراسةٌ تعود لعام 2016، إلى أنَّ الخلايا الميكروبية والخلايا البشرية تتعايش معاً في الواقع حول نسبة 1.3 إلى 1، ما يشير إلى أنَّ عددها يفوق خلايانا بفارقٍ بسيط، مع أنَّ هذا لا يضع في الحسبان عدد الفيروسات والجسيمات الفيروسية.

هل يعني هذا أنَّي لست بشرياً فعلاً؟

يقول البعض إنَّه يجب النظر إلينا باعتبارنا "هولوبيوت-Holobiont"، وهو مصطلح يعكس العلاقة الحميمية، والتكافلية التي تربط البشر بالميكروبات. وقال كريان: "أقول مزحةً، مفادها أنَّه في المرة القادمة التي يذهب فيها أحدهم إلى الحمام ويتخلَّص من بعض ميكروباته، فإنَّه بذلك يصبح بشرياً أكثر".

لكن هذا ليس مقنعاً بالنسبة لإلين كلارك، وهي متخصِّصة بفلسفة الأحياء في جامعة ليدز البريطانية. قالت إلين: "يعتمد كل هذا على ما تعنيه بكلمة (بشري) في بداية الأمر. إذا كنت تعتقد أنَّ الإنسان هو مجموعةٌ من الخلايا التي تتشارك نسخاً من الكروموسومات نفسها، فسيصدمك إذن أن يُقال لك إنَّ أجسامنا تحتوي خلايا ذات حمض نووي بكتيري".

لكن، كما توضِّح إلين، فإنَّ الخلايا البشرية لا تحتوي على الكروموسومات فقط، لكنَّها تحمل أيضاً حمضاً نووياً داخل مولِّدات الطاقة الخلوية، الميتوكوندريا، وتِلك سليلة تطوَّرية من البكتيريا. كذلك، يتضمَّن محتوانا الوراثي (الجينوم) على مواد وراثية تُدعى الجينات القافزة (ترانسبوزون)، يُعتَقَد -على الأقل في بعض الحالات- أنَّه قد أدخلتها الفيروسات إلينا منذ وقتٍ طويل. وقالت إلين، مشيرة إلى أنَّ الميكروبات قد تهرب من الجسم وتعيش من دوننا: "أفضِّل أن أعرِّف الإنسان بمصطلحاتٍ تطوُّرية، وإذا فعلنا ذلك فإنَّ الميتوكوندريا هيَ جزءٌ من الإنسان، وكذلك الجينات القافزة، لكنَّ ميكروبات الأمعاء ليست كذلك، ومعها أيضاً الأطراف الاصطناعية، والأجنَّة غير المولودة".

هل الميكروبات في أمعائي هي ذاتها الموجودة على جلدي؟

لا، فإنَّ الأجزاء المختلفة من الجسم، مثل الجلد، والمهبل، والأمعاء، تحوي على  مجتمعاتٍ شديدة الاختلاف والتميُّز من الميكروبات. وبينما لاقت ميكروبات الأمعاء الكثير من الاهتمام، فإنَّ غيرها من الميكروبات مهمٌ أيضاً: ففي دراساتٍ أُجرِيَت مؤخراً، وجد العلماء أنَّ البكتيريا الموجودة بشكلٍ شائع على الجلد قد تساعد في الحماية من الإصابة بسرطان الجلد.

كذل،ك يختلف الميكروبيوم من شخصٍ لآخر. وقال روب نايت، وهو أستاذٌ بطب الأطفال، وعلوم الكمبيوتر والهندسة في جامعة كاليفورنيا بمدينة سان دييغو، وخبيرٌ بالميكروبيوم البشري: "إذا نظرت إلى الميكروبيومات النشطة الكليَّة الخاصة بين شخصين معافين، حتى وإن كانا يعيشان بالمدينة نفسها، فسترى قدراً هائلاً من الاختلاف بينهما".

ويشير نايت إلى أنَّ تغيُّر ميكروبيوم الأمعاء من شخصٍ لآخر يساعد في تفسير لماذا يستجيب الناس على نحوٍ مختلف للأطعمة نفسها. وقال: "ما إذا كانت الطماطم مفيدة أو ضارة لك، وما إذا كان الأرز مفيدٌ لك أو أسوأ من المثلَّجات وهكذا، هذا كله يفسُّره ميكروبيوم أجسادنا".

لماذا أصبح الميكروبيوم موضوعاً رائجاً للأبحاث؟

على مدار الأعوام الأخيرة، جرى الربط بين ميكروبيوم الأمعاء خاصةً وعددٍ مفرط من الأمراض والحالات الصحية، بدءاً من داء السكري والتوحُّد والقلق المَرضي، وصولاً إلى السمنة المفرطة.

كذلك، اقترن ميكروبيوم الأمعاء بكيفية استجابة الأشخاص لأدويةٍ بعينها، ويتضمَّن ذلك كيفية استجابة مرضى السرطان للعلاج الكيماوي، وقد جرت حتى الإشارة، بتردُّد، إلى أنَّه قد يكون مرتبطاً بمدى حصولنا على نومٍ جيد.  

وفي هذه الأثناء، أشارت بعض الدراسات إلى أهمية جوانب أخرى من ميكروبيوم أجسامنا، ويتضمَّن ذلك أهمية الميكروبيوم المهبلي في تحديد ما إذا كان عقار الوقاية من الإصابة بفيروس نقص المناعة فعالاً عند استخدامه في المهبل.

لماذا نعتقد أنَّ الميكروبيوم مرتبط بكل هذه الحالات؟

بينما أتت بعض تلك الروابط من خلال مقارنة الميكروبيوم الخاص بمجموعاتٍ مختلفة من الأشخاص، كهؤلاء المصابين بمرضٍ ما مقارنةً بأشخاصٍ أصحاء- فإنَّ أحد المساهمين الكبار في أبحاث الميكروبيوم هو الفأر الخالي من الجراثيم.

هذا الكائن نشأ في بيئةٍ معقَّمة ويمكن إذن تعريضه لميكروبات معينة، أو مجموعات من الميكروبات؛ لبحث مدى تأثيرها. كانت مثل تلك الدراسات أساسية في إقامة صلاتٍ محتملة بين ميكروبيوم الأمعاء وجوانب عديدة متعلقة بصحتنا، ومنها المزاج والسمنة المفرطة.

هل الأمر أنَّ ميكروبات بعينها هي المهمة أم أنَّه المجتمع الميكروبي ككل؟

تلك هي القضية المعقدة. ففي بعض التجارب، ارتبط وجود سلالاتٍ معينة من البكتيريا بآثارٍ أو حالات خاصة، فيما اتضح مع غيرها أنَّ تنوُّع الميكروبيوم، أو الوفرة النسبية في أنواعها، أمرٌ مهم.

وقال تيم سبيكتور، وهو أستاذ علم الأوبئة الوراثية في كلية كينغ بلندن ومؤلِّف كتاب "خرافة الحِمية الغذائية-The Diet Myth": "يشبه الأمر بعض الشيء الغابات المطيرة: قد تكون لديك نبتةٌ لطيفة وسعيدة جداً، لكن إن كانت تلك النبتة هي النوع الوحيد في غابتك المطيرة ولم يوجد تنوُّع، فإنَّ هذا لن يكون جيداً إذن بالنسبة للتربة". فعندما يتعلَّق الأمر بالميكروبيوم، فـ"الأمر منوط بوجود المجتمع المناسب من البكتيريا التي تعمل معاً وتنتج معاً المركَّبات الكيميائية المناسبة لجسمك".

إذن.. هل يمكن أن تؤثر الميكروبات على أوزاننا أو حتى أمخاخنا؟ يبدو في ذلك شيء من الخيال العلمي؟

عندما يتعلَّق الأمر بالسمنة المفرطة، فهناك عدة طرق قد تؤثر بها ميكروبات الأمعاء على سير الأمور، وضمن ذلك الشهية، وإنتاج الغازات، ومدى كفاءة الاستفادة بالطعام، وأثرها على جهاز المناعة والالتهابات.

وبالنسبة لأثرها على المزاج، فإنَّ هناك أيضاً عدة آليات. إحدى تلك الآليات، هي من خلال العصب المبهم (vagus nerve)، وهو طريقٌ ثنائي الاتجاه يسري من المخ إلى أعضاءٍ عدة في الجسم، ومنها الأمعاء.

في ضوء ارتباط الميكروبيوم بالعديد من الحالات.. هل يُقدِّم التلاعب به وعداً بإيجاد نطاق كامل من العلاجات الجديدة؟

الأمر يستدعي الحذر: تُبيِّن العديد من الدراسات وجود ارتباطاتٍ، فضلاً عن علاقة سببٍ وأثرٍ مباشرة، وبعض تلك الدراسات بُنِي فقط على دراسة الفئران الخالية من الجراثيم ولم تُستَكشَف لدى البشر. وحتى في الفئران، فالأمور ليست واضحة؛ إذ إنَّ الآثار ليست دائماً واحدة لدى الجنسين وقد تختلف بين سلالات الفئران المختلفة.

وهناك عوامل أخرى يجب وضعها في الاعتبار، قال نايت: "بالنسبة للسمنة المفرطة التي يبدو أنَّها موجودة ضمن مجتمعاتٍ سكانية مختلفة من البشر، فإنَّ أنواعاً مختلفة من الميكروبات تشارك في صُنع الاختلاف بين الأشخاص النحيفِين ومفرطي السمنة".

وقال سبيكتور: "أعتقد أنَّ الجميع محقُّون في شكوكهم، وكثيرٌ من الروابط قد يكون أصلها أن الميكروبات ليست هي بالضرورة سبب المرض؛ بل قد تكون أثراً ثانوياً لحدوثه".

ويقول آخرون إنَّه ليس مفاجئاً أنَّ الميكروبيوم قد يكون وثيق الارتباط بصحتنا. قال كريان: "كل النمو البشري وجميع أجهزة الجسم قد تطوَّرت، أو شاركت في التطوُّر، مع ميكروباتنا. لكوننا بشراً، نحن نركِّز على الجانب البشري أكثر، ونشعر بأنَّ الخلايا والجينات البشرية لها السيادة، لكنَّ الميكروبات كانت هنا من قَبلنا".

هل يؤثر أيٌّ من هذا على المرضى حقاً؟

إلى حدٍّ ما. أدَّى هذا المجال بالفعل لتقدُّماتٍ في علاج عدوى "سي ديفيسيل-C difficile"، وهي عدوى تُسبِّب إسهالاً شديداً وقد تؤدي إلى الوفاة. يُمكن للمرضى الآن تلقِّي زرع للبكتيريا البرازية من متبرعٍ ذي ميكروبيوم معافى، بهدف "إعادة ضبط" مجتمعهم الميكروبي الداخلي، وهي عملية ثبت نجاحها في شفاء الحالة بسرعة.

ويعتقد بعض الباحثين، ومنهم كريان، أنَّ أبحاث الميكروبيوم قد تؤدي إلى تطوير علاجاتٍ جديدة للأمراض النفسية. وقال كريان: "لقد استحدثنا مصطلح (سايكوبيوتيك)، ونعني به التدخُّل المستهدف بالميكروبيوم من أجل صحة المخ".

ومع أنَّ ذلك قد يبدو بعيد المنال، فإنَّ كريان يعتقد أنَّه سيصبح من الروتين أن يراقب الأطباء تركيبة الميكروبيوم الخاص بالمرضى. وقال: "أرى شخصياً أنَّ الطبَّ المشتق من البكتيريا -أو الميكروبيوم- هو مستقبل الطب الدقيق".

والآن إلى صلب الموضوع: ما الذي يمكنني فعله ليبقى ميكروبيوم جسدي في حالةٍ جيدة؟

هنا يأتي دور البريبيوتيكس، والبروبيوتيكس: الأولى هي مواد، مثل ألياف الإينولين، يمكن للميكروبات المفيدة النمو التغذِّي عليها، بينما الثانية هي الميكروبات نفسها التي يسود الظن أنَّها مفيدة للصحة، مثل أنواع العصية اللبنية (Lactobacillus) وبيفيدوباكتيريوم (Bifidobacterium).

وبينما يمكن تناول كل من البريبيوتيكس والبروبيوتيكس في هيئة مكملاتٍ غذائية، فإنَّه أمرٌ آخر ما إذا كان يجدُر بك إنفاق المال في مقابلها: لا تتوافر النصائح الكافية حول أي نوعٍ من البريبيوتيكس أو البروبيوتيكس يجب علينا استهلاكه في موقفٍ ما، وفيما يتعلَّق بالبروبايوتيكس، فإنَّه ليس مؤكداً أنَّ الميكروبات ستستوطن أمعاءك بمجرد وصولها إليها، أو أنَّها قد تأتي بأية فائدة لأشخاصٍ هُم أصحَّاء بالفعل، كأن تقي من الإصابة بالأمراض. ومع هذا، فإذا كنتَ تتناول مضاداتٍ حيوية أو إن كنتَ مصاباً بالقولون العصبي، فهناك دلائل تشير إلى أن تناول البروبيوتيكس قد يكون فكرةً صائبة.

وقال سبيكتور: "لم يتضح بعد ما إذا كان من الأفضل لك أن تتناول الكثير من الزبادي فقط وغيره من الأطعمة المحتوية على الخمائر، أو أن تتناول تلك التركيبات فعلاً". وأضاف أنَّه يوصي بشكلٍ عام بالتوجُّه لتعديل نظامك الغذائي للحصول على جرعةٍ من البروبايوتيكس؛ إذ إنه لم يتضح أية سلالاتٍ من الميكروبات يجب تناولها. والأمر ذاته يسري على البريبايوتيكس: وقال: "هُناك تنوُّع أكثر في الطعام بالنسبة للألياف الموجودة به؛ ومن ثم يوجد تنوع أكثر في الميكروبات. النموذجي هو أن تجمع بين بريبايوتيك وبروبايوتيك، كأطعمةٍ مثل الساوركراوت (وهو طبق ألماني من الكرنب المخلل) أو الكيميتشي (وهو طبق كوري من الكرنب المخلل الحار)".

ما الخطوة التالية؟

يُسلَّط الضوء الآن على تحليل آليات ارتباط الميكروبات بصحة الإنسان. من ضمن تلك الألغاز، معرفة كيف ولماذا يكون للسلالات المختلفة من البكتيريا آثار مختلفة، بينما يعمل الباحثون أيضاً على تطوير دراساتٍ لاستكشاف كيف يؤثر الميكروبيوم على استجابتنا للطعام، وكيف يمكن للأنظمة الغذائية المختلفة أن تغيِّر في الميكروبيوم. هناك أيضاً حاجة لأخذ المزيد من تلك الاكتشافات المثيرة من الدراسات المجراة على الفئران وتجربتها على البشر، ويُفضَّل أن يكون ذلك من خلال تجارب تحكُّم عشوائية.