تتساءل الأمهات، كيف تعرف إن كان طفلها مصاب بالتوحد؟.. الإجابة بسيطة جداً، ما عليك إلى التدقيق والانتباه لصغيرك أكثر، حيث إن هذا المرض، تبدأ أعراضه منذ الشهور الأولى.
لكن الكثيرات من الأمهات يكتشفنه في وقت متأخر بسبب الإهمال والتجاهل، ولذا فإن مراقبتك لطفلك أكثر، ستساعد في نموه وتطوير مهاراته.
فالأم الحريصة على تحليل سلوكيات طفلها بصورة مستمرة ليست مزعجةً بقدر ما تستحق لقب الأم المثالية، سيما وأنها قد تساعد طفلها في التغلب على بعض الأمراض إذا تم اكتشافها مبكراً.
ما هو؟
هو ذاك المرض الذي يوصف بالاضطراب العقلي الذي يصيب الإنسان في سن مبكرة جداً، ربما تتأخر الأعراض قليلاً، أو يتجاهلها الأهل، إلا أن الاكتشاف المبكر يساهم في التركيز على مهارات أخرى للطفل يمكن استغلالها مستقبلاً.
علامات التوحد
تبدأ علامات التوحد لدى معظم الأطفال المصابين به قبل سن الـ 3، وربما يصاب الطفل بالتوحد ولا تظهر أعراضه قبل أن يتم الثانية من عمره، أي أن الطفل ينمو طبيعياً ثم يبدأ في توقف أو فقدان مهاراته العقلية، أو يصبح أقل قدرة على اكتساب المهارات الجديدة مثل أقرانه في نفس المرحلة العمرية.
يعد تشتت ذهن الطفل وعدم إدراكه للعالم المحيط من أهم علامات التوحد، ويبدأ ذلك بتجنب الاتصال الجسدي والاتصال بالعين، وكذلك التأخر في اكتساب مهارات اللغة.
إحذري هذه السيناريوهات
– إذا لم ينظر طفلك في عينيك، وصرف نظره بعيداً عنك بصورة مستمرة.
– إذا لم يكن لدى طفلك أي تعبيرات بالوجه، كالابتسام أو الضحك أو التجاوب مع الصور البصرية أمامه حتى سن 9 شهور.
– إذا لم يقلد طفلك الأصوات أو يكرر الكلمات والحروف البسيطة حتى سن 12 شهراً.
– إذا لاحظت قيام طفلك بالدوران في المكان أو التأرجح بصورة متكررة.
– كثير من الأطفال المصابين بالتوحد يشعرون بالحزن الشديد دائماً بسبب أي تغيير بسيط حولهم.
– عادة لا يفضل الطفل المصاب بالتوحد التفاعل مع الأصدقاء، فهو طفل غير اجتماعي.
– لا يستجيب الطفل للأصوات من حوله، ولا يستجيب لنداء أفراد الأسرة باسمه.
– إذا عجز الطفل عن التعبير عما يريد إلا من خلال الإشارة ، وذلك في عمر عامين، أي أنه على سبيل المثال، إذا أراد الماء لا يعبر عن ذلك بكلمات صريحة أو بديلة تحمل نفس المعنى، ولكن يلح على الأم على الوصول إلى الثلاجة لإحضار الماء.
– تأخر النطق لدى الأطفال من أهم علامات التوحد لدى الطفل خاصة إذا بلغ الثانية من عمره.
من الممكن أن يعاني الطفل الطبيعي من أي عرض من الأعراض السابقة، غير أن وجودها مجتمعة أو وجود أكثر من عرض لدى الطفل بمثابة جرس إنذار للأسرة للتعامل مع المرض.
أسباب الإصابة بالتوحد؟
علمياً لم يكتشف العلماء حتى الآن سبباً واضحاً للإصابة بالتوحد، غير أن الأرجح هو حدوث خلل جيني يتسبب في هذه الحالة في المراحل الأولى من الحمل، إلى جانب أسباب وراثية أخرى.
كما أن نصيب الذكور من الإصابة أكبر 5 أضعاف من الإناث.
هل يمكن الشفاء من التوحد؟
التوحد كمرض عقلي لا يمكن الشفاء منه، ولكن يمكن تطوير مهارات الطفل المصاب به، وسرعة اكتشاف المرض تمكِن الأسرة من التعامل مع الطفل وتنمية مهاراته.
من المعتاد أن الطفل المصاب بالتوحد يواجه صعوبات في التعلم والنطق واكتساب المهارات، إلا أن الأمر يتطلب جهداً ومتابعة من الأسرة والطبيب المعالج والمدرسة وأخصائي التخاطب.
هناك بعض الحالات التي قيل أنها قد شفيت من التوحد، إلا أن العلماء أرجعوا ذلك للتشخيص الخاطئ من البداية، أي أن هؤلاء الأطفال لم يصابوا بالتوحد بل تم تشخيص الحالة عن طريق الخطأ.