5 خرافات عليك أن توقفها رجاءً.. هذه الأخطاء نرتكبها عند القيام بالإسعافات الأولية لحالات طبية طارئة

عربي بوست
تم النشر: 2018/04/22 الساعة 15:03 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2018/04/22 الساعة 15:03 بتوقيت غرينتش
Woman checking car accident victim pulse

 

 

في الحالات الطبية الطارئة، ينقذ رد الفعل الصحيح الحياة، ولكن الكثيرين منا ما زالوا يتصرفون بطريقة خاطئة.

وتشكل الإسعافات الأولية الصحيحة الفارق بين الحياة والموت، ولكن مع زيادة معرفتنا بالجسم البشري وكيفية استجابته، تغيَّرت النصيحة الطبية تدريجياً، بما يعني أن ما تعلَّمناه في الماضي بالنسبة لبعض الحالات فقد صلاحيته.

وفيما يلي بعض الخرافات الشائعة المتعلقة بالإسعافات الأولية، وما عليك فعله بدلاً منها، بحسب ما نشر موقع BBC البريطاني.

الخرافة الأولى: ضَعْ زبداً على الحروق

يعتبر هذا علاجاً من الطب الشعبي عاش لقرون، حتى إن الرجل الذي نُسب إليه اختراع الإسعافات الأولية وهو الجراح العام البروسي فريدريش فون إسمارش، قد أوصى به.

إن أي حرق جديد يتعرَّض للهواء يكون مؤلماً بشكل هائل، وعند تغطيته بمادة باردة مثل الزبد، فإن هذا يحد بشكل طفيف من الألم لبعض الوقت، ولكن الألم يعود سريعاً، وقد يتسبب منع الهواء عن الحرق قبل تبريده في احتباس الحرارة بالداخل، مما يعني استمرار احتراق الجلد.

بدلاً من ذلك، تكون النصيحة العامة بالنسبة لمعظم الحروق، هي التخلص من أية ملابس أو حلي تلمس الحرق، ثم ضع الحرق أسفل الصنبور لمدة أطول كثيراً مما تعتقد، 20 دقيقة على الأقل. يمنع هذا استمرار الجلد في الاحتراق، بالإضافة إلى مساعدته في تخدير المنطقة المصابة.

بمجرد أن يبرد الحرق تماماً، يمكنك تغطيته بقطعة قماش نظيفة أو قطعة لاصقة أو كيس بلاستيكي لمنعه من التعرض للعدوى.

هناك حالة واحدة يكون فيها وضع الزبد على الحرق مفيداً، عند تعرض الجلد لقار ساخن. فإن المادة الدهنية في الزبد يمكنها المساعدة في التخلص منه، مما يخفف من الألم. ( يرجى قراءة المزيد حول هذه الخرافة هنا).

الخرافة الثانية: الإنعاش القلبي الرئوي لشخص لا يحتاج إليه قد يكون ضرره أكبر من نفعه

إذا عانى شخص ما من حالة توقف في القلب، فإن أكبر مؤشر على نجاته هو قيام شخص ما بإجراء الإنعاش القلبي الرئوي له من عدمه، قبل وصول المساعدة الطبية.

إذا تلقّيت دورة تدريبية في الإسعافات الأولية، فإنك تتعلم مراقبة الصدر ووضع رأسك قريباً من المريض للإنصات لأنفاسه. إذا لم تجد علامة على تنفس المريض، فعليك استدعاء خدمات الطوارئ، والبدء في الإنعاش القلبي الرئوي.

يخبرك معلمو الإسعافات الأولية أيضاً، أنه حتى لو لم تكن متأكداً من كون الشخص يتنفس بصورة طبيعية، فعليك الاستمرار في إجراء الإنعاش القلبي الرئوي على أية حال.

ورغم هذه النصيحة، فإن العديد من الناس يعزفون عن إجراء الإنعاش القلبي الرئوي، لأنهم يخشون أن تكون المضار أكبر من الفوائد.

تابعت دراسة أجريت في "يوكوهاما"، ثاني أكبر مدينة في اليابان، حالات أجرى فيها المتفرجون الإنعاش القلبي الرئوي، لمعرفة ما إذا كانت هذه العملية تضع المرضى في وضع أخطر إذا كانت غير ضرورية.

أثناء الدراسة، قام المتفرجون بإجراء إنعاش قلبي رئوي على 910 مرضى. من بين هؤلاء المرضى، في الواقع، كان هناك 26 فقط لا يعانون من توقف في القلب. ومن بين هؤلاء الـ26، تسبب الإنعاش القلبي الرئوي بمضاعفات لدى ثلاثة منهم فقط. وشملت هذه المضاعفات كسراً ثانوياً في الضلع، ولكن لم تكن أي من هذه المضاعفات خطيرة.

يستخلص الباحثون أن الأشخاص العاديين يجب ألا يخشوا إجراء الإنعاش القلبي الرئوي، حتى لو لم يكونوا متأكدين من معرفة ما يحدث. فقد يتمكنون من إنقاذ حياة المصاب.

الخرافة الثالثة: لإجراء الإنعاش القلبي الرئوي بشكل صحيح، يجب أن تقوم بإنعاش فموي مع الضغط على الصدر

تغيَّرت الإرشادات الخاصة بهذا الأمر كثيراً في العقد الماضي. كان الإنعاش القلبي الرئوي يتضمن التبادل بين 15 ضغطة ذات إيقاع سريع وبين نفخ النفس لمرتين في فم المريض. ثم وجد أن منح النفس لمرتين بعد كل 30 ضغطة كان فعالاً بشكل جيد، وأصبحت هذه هي النصيحة القياسية.

وجد أن هناك تحسناً بنسبة 22% في معدلات النجاة في حالة قيام المتفرجين بالضغط وحده، بدلاً من الضغط مع منح الأنفاس.

ثم أتت فكرة إجراء الإنعاش القلبي الرئوي دون منح الأنفاس على الإطلاق. وسمح هذا بقدر أقل من مرات التوقف، وبفرصة أكبر للضغطات كي تحافظ على تدفق الدم للمخ. رغم أن الدم لا يكون مشبعاً بالهواء بشكل كامل، فإنه على الأقل يصل للمخ بسرعة، تم إجراء ثلاث تجارب عشوائية للمقارنة بين الطريقتين، ووجدت فروق هامشية فحسب بين الطريقتين.

ولكن عندما تم الجمع بين نتائج هذه الدراسات وإعادة تحليلها، وجد أن هناك نسبة تحسن بمقدار 22% في معدلات النجاة، إذا أجرى المتفرجون -الذين كانوا يتلقون الإرشاد على الهاتف من مرسلي سيارة الإسعاف- الإنعاش عن طريق الضغط فقط.

لا تنطبق هذه النتائج على الأطفال أو على حالات شبه الغرق، حيث ما زال يوصى بمنح الأنفاس.

يعد اكتشاف كون الإنعاش القلبي الرئوي أكثر فاعلية دون الإنعاش الفموي خبراً طيباً لسببين. الأول، إن أي تحسن في معدلات النجاة خبر طيب بالطبع، أما الثاني، فهو أنه قد يشجع المزيد من الناس على المحاولة. ففي النهاية، كلما سهل تذكر الإرشادات، زادت محاولات الناس. حتى إنه توجد ألعاب يمكنك أن تلعبها لتتعلم كيفية القيام بذلك.

كذلك فإن العديد من الناس يعزفون عن إجراء الإنعاش الفموي لشخص غريب.

ولكن ليس كل الناس جاهزين لإجراء ضغطات الصدر كذلك. فقد كشف بحث مقدم في الجلسات العلمية لجمعية القلب الأميركية عام 2017، أن بعض المتفرجين يتحرَّجون من لمس صدور السيدات. فقد درست أودري بلوور حوالي 20,000 حالة توقف في القلب، ووجدت أن 45% من الرجال تلقَّوا إنعاشاً قلبياً رئوياً من المتفرجين، مقارنة بـ39% من السيدات.

الخرافة الرابعة: لا يمكنك إعطاء صدمة لشخص ما بجهاز مزيل الرجفان ما لم تكن متأكداً من توقف قلبه

هذه خرافة كبرى. فقد صممت الأجهزة المزيلة للرجفان بشكل أساسي كي يستخدمها أي شخص، وعادة ما توجد في أماكن عامة مثل محطات السكك الحديدية. ليس عليك أن تشغل نفسك بكون الشخص المنهار أمامك سوف ينتفع من الصدمات الكهربية لإعادة الإيقاع المنتظم إلى قلبه: الآلة نفسها تستطيع تقييم المطلوب. إذا كانت الصدمات غير ضرورية، فإنها لن تمنحها.

أظهر بحث أجري في الولايات المتحدة أن معدلات النجاة تصل للضعف إذا استطاع العامة الوصول إلى جهاز مزيل الرجفان، بدلاً من إجراء الإنعاش القلبي الرئوي فقط. ولكن استخدامه خارج المستشفيات منخفض للغاية. يبدو أن الناس يعزفون عن استخدامه. نشر كريستوفر سميث من مدرسة طب "وورويك" بحثاً في عام 2017 يوضح أن الكثير من الأشخاص لم يعرفوا ماهية هذه الأجهزة، وأماكن وجودها أو كيفية استخدامها. وأخبرني أن العديد من الأشخاص يخشون استخدامها مخافة أن يكون ضررها أكثر من نفعها.

الخرافة الخامسة: قم بإمالة رأسك للخلف لإيقاف نزيف الأنف

هذه نصيحة قديمة للغاية، ولكنها قد تتسبب بابتلاع الشخص لدمه إلى معدته أو حتى الاختناق به، ويستمر النزيف مع ذلك.

بدلاً من ذلك، تعتبر أفضل طريقة لوقف النزيف هي الضغط عن طريق الإمساك بالجزء اللين من الأنف والميل للأمام لمدة 10 دقائق. إذا لم يتوقف النزيف بعد نصف ساعة، أطلب المساعدة الطبية.

 

علامات:
تحميل المزيد