قبل أن تبدأ باستخدام مضادات الاكتئاب.. اقرأ عن “أعراض الانسحاب”، وناقشها مع طبيبك

عربي بوست
تم النشر: 2018/04/17 الساعة 05:52 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2018/11/09 الساعة 11:01 بتوقيت غرينتش
Anti-depression Medication, Prozac. (Photo by: Media for Medical/UIG via Getty Images)

وفقاً لاستطلاع جديد للبيانات الصحية أجرته صحيفة New York Times الأميركية، تزايَد الاستخدام طويل المدى لمضادات الاكتئاب في الولايات المتحدة، إذ تناول حوالي 15.5 مليون أميركي هذه الأدوية لمدة 5 سنوات على الأقل. وبهذا تضاعف المعدل تقريباً منذ العام 2010، وزاد أكثر من ثلاثة أضعاف منذ العام 2000.

ووجد الاستطلاع أن ما يقرُب مِن 25 مليون بالغ، مواظبين على تناول مضادات الاكتئاب لمدة عامين على الأقل، بزيادة قدرها 60% منذ العام 2010.

ساعدَت هذه الأدويةُ بالفعل الملايين مِن الناس في تخفيفِ الاكتئاب والقلق، وتُعَدُّ مِن إنجازات مجال العلاج النفسي. ويستطيع كثيرٌ من الناس، وربما معظمهم، التوقف عن تناولها دون مشاكل كبيرة. لكن الزيادة في الاستخدام لفترةٍ طويلةٍ تتسبَّبُ في مشكلةٍ غير متوقَّعة ومتزايدة بين الناس، إذ يقول الكثيرون ممن يحاولون الإقلاع إنَّهم لا يستطيعون ذلك بسبب أعراض انسحاب الدواء التي لم يتلقوا تحذيراتٍ بشأنها.

وعلمياً لا تسبب مضادات الاكتئاب الحديثة "إدماناً" مثل المخدرات أو الكحول، لكن التوقف عن استعمالها يسبب أعراض انسحابية ولهذا ينصح الأطباء بجعله تدريجياً.

أعراض الإنسحاب.. هل تجعل الاكتئاب نفسه أقل ضرراً؟

رأى الأطباء النفسيون سابقاً أن الاكتئاب هو المشكلة الأخطر التي ينبغي علاجها، فلم يتوقفوا كثيراً عند أعراض الإنسحاب والأعراض الجانبية للأدوية المضادة له. لكن منذ منتصف التسعينيات، أدرك الأطباءُ النفسيون البارزون أن الانسحابَ يمثل مشكلةً محتملةً قد تواجه المرضى الذين يتناولون مضادات الاكتئاب الحديثة.، بينها مشكلات التوازن والأرق والقلق التي تنتهي فور تناول الأدوية مجدداً.

نجد مكتوباً في نشرة Cymbalta – أحد مضادات الاكتئاب الشهيرة -، "هذه الأعراض الجانبية محتمَلة بنسبة 1% أو أكثر"، ومِن بينها الصداع، والإرهاق، والأرق، إلى جانب بعض الأعراض الأخرى التي تظهر عن المرضى الذين يحاولون الإقلاع.

وتشيرُ الدراسات القليلة التي نُشرَت عن أعراض انسحاب مضادات الاكتئاب من الجسم، إلى أنَّه مِن الصعب التوقف عن استخدام بعض الأدوية أكثر من غيرها. ويرجع ذلك إلى الاختلاف في فترة عُمر النصف للمخدرات، أي الوقت الذي يستغرقه الجسم للتخلص مِن الدواء بمجرد إيقاف الأقراص.

يبدو أنَّ الأدوية ذات عمر نصف القصير نسبياً، مثل Effexor وParoxetine، تُسبِّب المزيد من أعراض الانسحاب بسرعة أكبر من تلك التي تبقى في الجسم لفترةٍ أطول، مثل Prozac.

وفي واحدةٍ من دراسات الانسحاب المُبكِّرة، جعل باحثون في إيلي ليلي الأشخاص الذين يتناولون حبوب Zoloft أو Paroxetine أو Prozac يتوقفون فجأةً عن تناولها لمدة أسبوعٍ تقريباً. نصف مَن كانوا يتناولون حبوبParoxetine عانوا دواراً شديداً، و 42% عانوا التشوش، و 39% عانوا الأرق.

علاج التغير المزاجي.. أم "مزاج" بديل مزمن؟

اعتُبِرَت مضادات الاكتئاب في الأصل علاجاً قصيرَ الأجلِ لمشاكل التغيُّرات المزاجية الطارئة، ويُفتَرض أن يتناولها المريض لمدة مِن ستة إلى تسعة أشهر: ما يكفي للتغلب على الأزمة، لا أكثر.

واقترحت الدراسات اللاحقة أنَّ التأهيل والعلاج النفسي طويل الأمد الذي غالباً ما يكون غير محدد المدة يمكن بالفعل أن يمنع عودة الاكتئاب لدى بعض المرضى، لكن هذه التجارب نادراً ما استمرت لأكثر من عامين.

وفي دراسة أُجريَت على 180 مستخدماً لمضادات الاكتئاب لفترةٍ طويلة، سجَّل أكثرُ مِن 130 شخصاً معاناتهم من أعراض الانسحاب. وقال نصفهم تقريبًا إنَّهم يشعرون أنَّهم أدمنوا مضادات الاكتئاب.

وخَلصَ الباحثون إلى أنَّ "العديد منهم كانوا ينتقدون نقص المعلومات التي يقدمها الأطباء فيما يتعلق بأعراض الانسحاب. وأعرب الكثيرون عن خيبة أملهم أو إحباطهم بسبب نقص الدعم المتاح لإدارة عملية الإقلاع".

ولا ينكر مُنتِجو الأدوية أنَّ بعضَ المرضى يعانون أعراضاً قاسيةً عندما يحاولون التخلص مِن مضادَّات الاكتئاب.

ما الذي يحدث عند "الإقلاع عن مضادات الإكتئاب"؟

توقَّع بعضُ العلماء منذ فترةٍ طويلةٍ أنَّ بعضَ المرضى قد يعانون من أعراض الانسحاب إذا حاولوا الإقلاع، وأسموها "متلازمة الإقلاع". لكنَّ الشركات المُنتِجة لهذه الأدوية أو الهيئات التنظيمية الحكومية لم يُوجّهوا تركيزَهم إلى أعراض الانسحاب، فقد شعروا أنَّ مضادات الاكتئاب لا يمكن أن تسبِّب الإدمان، وتفيد أكثر مما يمكن أن تضر بكثير.

تمَّت الموافقة على الأدوية في البداية للاستخدام قصير المدى، وذلك بعد دراساتٍ استمرت لشهرين على أحسن الفروض. وحتى اليوم، هناك القليل من المعلومات حول أثرها على الأشخاص الذين يتناولونها لسنوات، حتى مع وجود الملايين منهم حالياً.

وليست مشكلة الإفراط في استخدام مضادات الاكتئاب حكراً على الولايات المتحدة. بل تتزايد الوصفات الطبية طويلة الأمد في جميع أنحاء العالم المُتقدِّم. إذ تضاعفت معدلات الوصفات الطبية على مدى العقد الماضي في بريطانيا، حيثُ بدأ المسؤولون الصحيون في يناير/كانون الثاني مراجعةً محلية لرصد نسب الاعتماد على هذه العقاقير الطبية والإقلاع عنها.

وفي نيوزيلندا، حيث بلَغَت الوصفاتُ الطبية أيضاً أعلى المستويات التاريخية، وَجَدَ مسحٌ للمستخدمين طويلي المدى أنَّ عدم القدرة على الإقلاع كان أكثر الشكاوى شيوعاً بينهم، الأمر الذي أكَّده حوالي 75% منهم.

ومع ذلك، ليست لدى الطب إجابةٌ شافية لمَن يكافحون للتوقف عن تعاطي هذه الأدوية، فلا توجد توجيهاتٌ مدعومة علمياً، ولا توجد وسيلةٌ لتحديدِ مَن هم الأكثر عُرضة للخطر، ولا توجد طريقة لتوصيف الاستخدام المناسب للأفراد.

إذا كنت تتناول أدوية مضادة للإكتئاب.. اتبع هذه النصائح


مضادات الاكتئاب هي عقاقير تعالج حالات الاكتئاب (المرضية)، وتفيد أيضاً في علاج القلق والوسواس القهري، وتوصف مضادات الاكتئاب أيضاً فى حالات الحزن الشديد والصدمات العاطفية، وأشهر مضادات الاكتئاب: Prozac, Laroxyl, Anafranil, Zoloft, Deroxat.

  • عليك أن تستشير طبيب متخصص بشكل دوري والتأكد من أن جرعتك مناسبة ولن تسبب لك أعراض انسحاب حينما تتوقف عنها.
  • حاول أن تتفق مع طبيبك على تنويع العلاج المستخدم للتخفف من الآثار المحتملة للإنسحاب.
  • اطلع على النشرة الداخلية للدواء وناقش الأعراض المحتملة مع طبيبك.
  • إذا شعرت باضطرابات مثل القلق أو اضطراب النوم راجع طبيب الخاص قبل أن تقع في أسر الدواء!
تحميل المزيد