فُجعَت عائلة البرلماني المصري السابق حمدي الفخراني، بانتحار نجلها خالد (18 عاماً)، الإثنين 2 أبريل/نيسان 2018.
الصدمة الأكبر للعائلة وللمجتمع المصري تمثلت في أن سبب الانتحار كان لعبة "الحوت الأزرق" مرة أخرى.
https://www.facebook.com/abeer.hamdy.16547/posts/888026038046055
إذ نشرت الإعلامية عبير الفخراني، وياسمين الفخراني، شقيقتا الشاب، صوراً تُظهر كتابته طلاسم على قصاصات ورقية وجدوها في غرفته، وذلك بعدما وجدوا الصبي مشنوقاً داخل منزل العائلة بمحافظة الغربية، عقب دخوله في أزمة نفسية حادة، بحسب صحيفة "المصري اليوم".
https://www.facebook.com/photo.php?fbid=922787287889757&set=a.100540163447811.1202.100004754821276&type=3
وتعد هذه الحالة الأولى لضحايا هذه اللعبة بمصر، ألا أن دولاً عربية أخرى كسوريا وتونس سجلت حالات انتحار بسبب "الحوت الأزرق" من قبل.
لذلك، نعرّف القارئ بسرِّ خطورة هذه اللعبة، وسبب إقدام الأطفال والمراهقين على لعبها حتى الموت، وما هي العلامات التي تظهر على من يلعبها؛ لإنقاذه قبل الجولة الأخيرة من اللعبة ومن حياة الطفل.
ما هي لعبة "الحوت الأزرق"؟
لعبة "الحوت الأزرق Blue whale"، التي تسمى أيضاً لعبة "البيت الصامت" أو "حيتان البحر"، هي عبارة عن تطبيق يتم تحميله من الإنترنت، ويتكون من 50 تحدياً أو مهمة.
يُعتقد أنها بدأت في روسيا، وانتقلت منها إلى دول آسيا الوسطى، ثم إلى إيران والهند، ثم بدأنا نسمع عن ظهورها في بعض الدول العربية مؤخراً.
وقد كانت أول إشارة صريحة إلى وجود اللعبة؛ من خلال مقال بصحيفة روسية في مايو/أيار 2016، ربطَ العديد من حالات الانتحار غير المتصلة بعضها ببعض، بعضوية في مجموعة تدعى "F57″، على شبكة تواصل اجتماعي روسية تدعى "فكونتاكتي".
وفي اللعبة، يجب على اللاعب أن يقوم بأداء المهمة أو التحدي اليومي، وتختلف هذه التحديات أو "القيم-Curator"، فيمكن أن يكون تحدي اليوم هو رسم صورة معيّنة، أو الاستماع لمقطع موسيقي، أو جرح اليد بأداة حادة، أو مشاهدة مقاطع مخيفة، أو الجلوس في مكان شاهق، وأخيراً التحدي الأخير؛ وهو الانتحار، الذي يُدفع اللاعب إليه لـ"يتحرر من الضغوط الأرضية".
وهذه بعض مهامها
https://www.youtube.com/watch?v=kJWbs3Z3TuQ
1- انقش بالمشرط "f57" على يدك وأرسِل صورة إلى القيِّم.
2- استيقظ الساعة 4:20 صباحاً وشاهِد الفيديوهات المخدرة والمرعبة التي يرسلها لك القيِّم.
3- اجرح ذراعك بمشرط على طول الوريد، ولكن ليس عميقاً، 3 جروح فقط، وأرسِل صورة إلى القيِّم.
ثم خطوات أشد خطورة ودموية:
10- استيقظ الساعة 4:20 صباحاً واصعد إلى سطحٍ "كلما كان السطح أعلى كان ذلك أفضل".
11- انقش رسم حوت على يدك بمشرط، وأرسِل صورة إلى القيِّم.
12- شاهِد أفلاماً مخدرة ومرعبة طوال اليوم.
14- اجرح شفتك.
15- غُزَّ يدك بإبرة عدة مرات.
16- افعل شيئاً مؤلماً بنفسك، اجعل نفسك مريضاً.
ثم تأتي اختبارات الثقة:
20- القيِّم يختبر إن كنت جديراً بالثقة أم لا.
21- تحدَّث "مع حوت" وهو "لاعب آخر مثلك أو قيِّم" على سكايب.
ثم تزداد المهام غموضاً وخطورة:
23- مهمة أخرى بمشرط.
24- مهمة سرية.
25- اجتمِع بحوت.
26- يخبرك القيِّم بتاريخ وفاتك وعليك تقبُّل ذلك.
إلى أن نصل إلى المهمة الأخيرة:
50-اقفز من بناية مرتفعة، أنهِ حياتك بالمشنقة.
لعبة سرية بدعوات خاصة
بحث "عربي بوست" عن اللعبة في Google Play وApple Store، ولم يجدها، وعلى الإنترنت لا يبدو الوصول إليها سهلاً، فتواصَلنا مع شخص قام بتجربتها؛ ليحكي كيف يتم الدخول إلى اللعبة السرية، التي تسببت في ضحايا بالعديد من البلدان.
اللعبة ليست متاحة للجمهور العام، وهذا هو أحد مصادر التشويق والإثارة فيها؛ فأنت تلعبها بناءً على دعوة خاصة، لا يمكن للجميع الحصول عليها، أنت تشعر بالتميز بمجرد تلقِّيك الدعوة، التي لا يمكن للآخرين تلقِّيها!
يقوم "المشرفون Guradians" باللعبة، بتحديد ضحاياهم وإرسال رابط الدعوة إليهم، وهناك شكوك في أن الرابط نفسه يقوم بسحب كل البيانات من الأجهزة المستهدفة للاعبين. تأتي أغلب الدعوات عبر وسائل التواصل الاجتماعي، ومن شروط اللعب عدم إخبار أحد بما يحدث أوالمهام المطلوبة.
علامات تظهر على من يخوض التحدي
Blue Whale game couldn't be established as 'child killer': Home ministry https://t.co/iIWHd0mx5Q pic.twitter.com/ZmYhIkGtLW
— Hindustan Times (@htTweets) January 2, 2018
تبعاً لشروط اللعبة وخطواتها الـ 50، مع بعض الإشارات التي رواها أهالي بعضِ مَن خاضوا تلك التجربة، فإن هناك بعض العلامات التي تظهر على من يلعبها، ومنها:
- الانعزال والصمت الدائم.
- إغلاق اللاعب غرفته كثيراً على نفسه.
- ابتعاده عن التجمعات الأسرية ومع الأصدقاء.
- قضاء ساعات طويلة على الأجهزة الإلكترونية.
- يصمت على غير العادة، ويقضي وقتاً طويلاً في التفكير.
- تغيُّر اهتماماته وأنشطته فجأة، وعدم انجذابه إلى ما كان يحبه في الماضي.
- النوم ساعات طويلة نهاراً، والسهر ليلاً؛ إذ تبدأ التحديات في الـ4.20 دقيقة فجراً.
- يمكن أن تكون المعدة المضطربة وقلة الأكل علامة على القلق بسبب التحديات!
- ظهور بعض الخدوش والجروح على ذراعيه أو فخديه.
- مشاهدة أفلام الرعب والأفلام الدموية بكثرة.
- كتابة رموز وعبارات غريبة، أو نشر صور غريبة على الشبكات الاجتماعية.
- الإصابة بنوبات غضب مفاجئة.
- افتعال المرض.
- الحديث مع غرباء عبر سكايب.
- أظهر اهتماماً وتعاطفاً مع أطفال آخرين ينتحرون.
ما الذي يجعل الأطفال يتجهون للعبة؟
كثير من المراهقين يواجهون صراعاً داخلياً، فأسئلة مثل "من أنا؟"، و"هل الناس مثلي؟"، و"هل أصدقائي جيدون؟"، وهل يجدونني جيداً؟"، و"هل أنا وحيد؟"، بينما يبحثون عن القبول والاعتراف والاهتمام من قِبل أقرانهم.
في حين تقوم هذه الألعاب الخطرة بإعطائهم نوعاً من تقدير الذات والطاقة الإيجابية واندفاع الأدرينالين على حساب حياتهم ذاتها، بحسب تصريح مدير قسم الصحة النفسية والعلوم السلوكية في دلهي بالهند، سمير باريخ، لصحيفة The Times of India الهندية التي تصدر بالإنكليزية.
كيف نحمي الأطفال من اللعبة الخطرة؟!
يجب أن يتحدث الآباء مع أطفالهم وإعطاؤهم مساحة للتواصل والحديث، ومحاولة معرفة السبب الحقيقي وراء السلوك غير الطبيعي، مع ضرورة منحهم مساحة لتبادل المشاعر والتحدث إليهم دون مقاطعة.
هذا بجانب الانتباه إلى سلوك الأطفال الإلكتروني، فبعض الأنشطة على الإنترنت قد تكون خطرة للغاية، ومن المهم تدريب الأطفال على فهم المخاطر في الإنترنت.