هنا في بغداد: العارضات والأزياء والزبائن.. العراقيات لم يعدن بحاجة للماركات العالمية

منذ عودة الاستقرار نسبياً لمدن العراق شرعت مجموعة من المصممات في تنظيم معارض خاصة بهن تشترك فيها عارضات عراقيات ودور أزياء مختلفة من أجل إحياء وتطوير الزي العراقي

عربي بوست
تم النشر: 2018/04/02 الساعة 18:57 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2018/04/02 الساعة 19:53 بتوقيت غرينتش

في منطقة المنصور بالعاصمة العراقية بغداد، كانت مصممة الأزياء زهراء طارق الربيعي تستقبل الزبائن في محلها الجديد، محل المصممة الشابة افتتحته مؤخراً ليضم تشكيلة من آخر تصاميم ماركتها "أزور" التي تشهد إقبالاً واسعاً من قبل النساء خاصة فساتين السهرة والزفاف.

فمنذ عودة الاستقرار نسبياً لمدن العراق شرعت مجموعة من المصممات في تنظيم معارض خاصة بهن تشترك فيها عارضات عراقيات ودور أزياء مختلفة من أجل إحياء وتطوير الزي العراقي رغم الكثير من العراقيل التي يواجهنها من قبيل ثقل تقاليد المجتمع وانعدام الدعم المادي والمعنوي.

وتختلف تصاميم الأزياء في العراق كاختلاف مكوّناته العرقية والدينية. مرّت الأزياء بمراحلٍ متعددة من التطور، بدأت من خلال الرسوم الجدارية في الكهوف والمغارات عند الإنسان في العصر القديم وصولاً إلى العصر الحديث، وفيما يخص العراق تطورت مع الزمن لتناسب الأحوال البيئية والثقافية لمجتمعات البلاد.

أزياء عراقية.. بلمسة ملكية

"اشتهرت بأسلوبي التاريخي"، هكذا تعرف نفسها شروق الخزعلي مديرة التصميم في الدار العراقية للأزياء، فمنذ بداياتها في مجال تصميم الأزياء اهتمت بالتقاليد الرافدية التي تُحاكي تاريخ العراق ورموزه في اللباس وفن العيش أيضاً.

ما دام في قلوبنا أمل سنحقق الحلم سَنمضي إلى الأمام ولن تقف في دروبنا الصِعاب لندخل في سباق الحياة ونحقق الفوز…

Gepostet von ‎مصممة الازياء زهراء طارق الربيعي‎ am Dienstag, 12. September 2017

تنفيذ الأزياء التي تقوم بتصميمها الخزعلي يقوم على تكامل جميع العناصر أثناء العرض ليبدو المشهد كقطعة من تاريخ العراق، بالإضافة إلى الأزياء تضيف فن النحت، وتدرب عارضاتها على أسلوب مُحدد لعرض تلك التصاميم لما تحملهُ من صفاتٍ ملكية كما تقول "يجب أن تحمل في خطواتها الملوكية والرفعة والوقار".

أسلوب الخزعلي المميز جعل تجربتها تخرج عن المحلية لتمثل العراق في المهرجانات العالمية في مختلف دول العالم وتتوج فيها بالكثير من الجوائز والدروع والميداليات والكتُب تكريمية، وآخِرها دولياً في مهرجان نفرتيتي للسياحة في مصر، ومحلياً مهرجان بابل الدولي السادس.

أما خيبة أمل الخزعلي في العراق فقد جاءت من طريقة تفاعل الهيئات الحكومية مع صناعة الأزياء، إذ لم تجِد في العراق جهة داعمة لمُصمميْ الأزياء لا مادياً ولا معنوياً ولا أكاديمياً، ولذلك قررت تنظيم دورات مجانية لدعم المصممة العراقية "المكافحة ومناصرتها"، وفتح باب التبرع أمام المؤسسات المحلية والدولية من أجل لدعم هذه الفئة من النساء.

لحظات متوجه بنجاح عرض الازياء الخاص بي هذه اللحظات جمعتني بصوره مع نجمه الدراما الخليجيه #شيلاء_سبت و سفيره النوايا…

Gepostet von ‎مصممة الازياء زهراء طارق الربيعي‎ am Montag, 18. September 2017

أزياء للسينما والمسرح

مسار الخزعلي الحافل الذي انطلق منذ أكثر من 20 سنة تحاول المصممة الشابة زهراء الربيعي السير على خطاه، فهي دخلت في مجال تصميم الأزياء في وقتٍ يندر فيه وجود مصممات في العراق. كما استطاعت أن تثبت نفسها كـمصممة أزياء ناجحة، تمتلك البراند الخاص، واستطاعت خلال فترة زمنية قصيرة "صناعة اسم في عالم تصميم الأزياء".

 زهراء شاركت في الكثير من المهرجانات والعروض داخل وخارج العراق، وتمثيل العراق كمصممة قبل الثلاثين، من ضمنها المؤتمر الدولي في البحرين وقطر ومصر وبيروت، فضلاً عن تكريمها من طرف ملك البحرين وعدد من الوزراء والدبلوماسيين وجامعة الدول العربية.

أيضاً شاركت في عرض مدينة الإنتاج الإعلامي بالعاصمة المصرية القاهرة، وطرحت من خلالها كولكشن يحمل عنوان "أميرة الياقوت"،  وفي بيروت في فندق طرحت كولكشن "أوركيد كولكشن" بما يحمل هذا الكولكشن من صفات زهرة الأوركيد.

Gepostet von ‎شروق الخزعلي‎ am Samstag, 31. März 2018

دولة الخرافة، خارج بغداد، كرخ ورصافة، والحسين.. هذه أهم الأعمال الفنية التي شاركت في تصميم ملابسها مي حسام خالص، حيث تصف تجربتها في تصميم ملابس الممثلين في الدراما والسينما والمسرح العراقي بـ"الناجحة".

مواهب خالص التصميمية تشكل كل أنوع الأزياء "طبيعة تصاميمي كولكشن كامل"، يعني أزياء تاريخية وتراثية وحديثة، وعباءات وفساتين سهرة طويلة وقصيرة، والرسم على القماش بنقوشٍ تراثية.

لا أحد يدعمنا

مديرة دار الزي العراقي تصف العراقيل التي تواجههم ِبجبال الهملايا، فكل من نذرت نفسها لمهنة تصميم الأزياء تواجه الكثير العراقيل العملية والاجتماعية

العراقيل التي ترى خالص إنّها تحاصر المشتغلين بصناعة الأزياء "هناك الكثير من التحديات والعراقيل التي واجهتنا أهمها العامل المادي والمجتمع العراقي المغلق، فضلاً عن الحروب والمآسي التي مرّت على البلاد.. لا تتقبل تطور المرأة بسهولة "العمل في الأزياء مُكلّف جداً وأكثر الفرص الموجودة كانت لأصحاب المحسوبية والمنسوبية، فليس من السهل أبداً الدخول في هذا المجال".

Gepostet von ‎شروق الخزعلي‎ am Montag, 26. März 2018

الخزعلي تضيف أن هناك الكثير من العراقيل التي نواجهها، أهمها العادات والتقاليد العشائرية التي نقفُ ضدّها كمصممات لتنفيذ أزياء تُحاكي التاريخ بقصّاتِها التي تحتاجُ الى جرأة بتنفيذها، وتحد ثقافي كبير، إضافة الى العراقيل السياسية التي سيّست الثقافة بالعراق ووجهتها بما تحتاجُها توجهاتها والتي أنا بعيدة عنها كلياً، فضلاً عن أنني من عائلة محافظة كان هذا ضدّ عاداتنا وتقاليدنا، فكان خروجي للإعلان بوقتٍ متأخر من انطلاقتي الفنية"، وعن من دعمها، ذكرت "من دعمني وشجعني من عائلتي والدي، والدتي، وزوجي ومن ثمّ الجيران والاصدقاء".

كما أن غياب الدعم المادي يعتبر من أهم العوائق التي يواجهها مصممو الأزياء، فالمصمم يتحمل كافة النفقات مع غياب دعم وزارة الثقافة العراقية. إيناس التميمي (37) سنة، بدأت مشوار الأزياء بعد دراستها في معهد التدريب في الدار العراقية للأزياء في 2016.

قدّمت أول عرض لها مكون من فساتين السهرة والهوت كتور، وبعدها بأشهر قدّمت أيضاً عرض أزياء ثان في ملتقى عيون بغداد مع منظمة "اتحدى" لدعم أطفال السرطان، ثم قدمت كولكشن للأطفال والكِبار في عرض أزياء مزدوج في فندق فلسطين وسط العاصمة العراقية بغداد أيضاً.

دعم الأقارب أساسي

التميمي أفردت للسايكولوجي والإسناد الاجتماعي بُعداً أساسياً في الثبات على مصاعب هذه المهنة "الدعم المعنوي من أكثر العوائق التي يواجهها مصممو الأزياء يأتي من الأهل والأصدقاء بعد إيمانهم بالموهبة، والاقتناع الكامل أن تصميم الأزياء فن راقي لا يختلف عن باقي الفنون، فضلاً عن عدم اهتمام الدار العراقية للأزياء التابعة لوزارة الثقافة العراقية.. هي لا تقدّم الدعم المادي للمصممين من خلال توفير القاعات أو العارضات لتقديم العروض في المهرجانات والاحتفالات الخاصة".

وعن الأزياء التي تستهلكُ خيال التميمي التصميمي، نقرأ "تميزها في كافة أنواع الملابس العباءة النسائية والتايور وفساتين السهرة للنساء والأطفال".  

 نفس الوضع عاشته زهراء طارق، فهي الأخرى واجهت الكثير من التحديات وأكثرها عدم وجود منفذين متمكنين يستطيعون تنفيذ الفكرة التي أرسمها لتصميم الملابس، لكونها مصممة أزياء مختصة بتصاميم فساتين الهوت كوتيور والسهرة والزفاف، لكن تجاوزت ذلك بالإرادة والمثابرة، وعدم استسلامها، رغم الظروف والتقاليد الاجتماعية، كما تؤكد بابتسامتها الدائمة.

طارق تشرحُ لنا كيف انفكّت عقدة صعوباتِها "تمكنت من وجود منفذين مختصين بالخياطه والباترون حتى يستطيعون تنفيذ التصميم من فكره إلى فستان يحاكي الواقعية والبيئة المناسبة للجميع". أمّا عمّا تفتخر به طارق " رغم  صغر عمري إلّا أنني تمكنت من أكون أستاذة مُحاضره في مجال الموضة والفاشن وصاحبة ماركة "أزور"، فضلاً عن امتلاك محل لبيع التصاميم في منطقة المنصور بالعاصمة العراقية بغداد. هناك إقبال واسع من قبل النساء لشراء الملابس.. من ضمنها فساتين السهرة والزفاف". 

الأزياء المُفضّلة لأنامل طارق التصميمية "اختص في تصاميم فساتين الهوت وكوتيور والسهرة والزفاف، إضافة إلى أنني من مُحبي القصات الجريئة في فساتين السهرة".