قد تظنّها ذاكرة USB عادية وضعها أخوك الصغير أو ابنك إلى جانب جهاز الكمبيوتر في غرفته، تحتوي ربما على تقارير وواجبات منزلية طُلبت منه في المدرسة. لكن تمهّل، فربما هذه سيجارة "جول" الالكترونية، التي لم تسمع بها بعد، ويتشهد انتشاراً كبيراً بين الطلاب في أميركا وأوروبا.
ولأن شراءها عبر الإنترنت ليس صعباً، فعليك أن تعرف ما هي هذه السيجارة؟ ولماذا انتشرت أخبارها في الفترة الماضية كثيراً بالصحف الأجنبية؟
ومنذ طرحها في السوق، يدخن المراهقون سجائر "جول" الالكترونية بكل مكان وفي أي وقت؛ بحمامات المدرسة، والمكتبات، وتحت مقاعدهم في الصف. ويستطيعون الإفلات بها؛ لأن الجهاز يبدو سرياً، فيمكن أن تخبّأ "سحابة الدخان" في كُم القميص، ولهذا الدخان رائحة حلوة تشبه الفواكه، على عكس دخان السجائر العادية.
ووفق ما ذكره موقع Offspring، فإن مديري المدارس يحاولون اتخاذ إجراءات صارمة لمنع سجائر "جول"، حيث يصادر أحد مرشدي المدارس في ولاية ميامي سيجارتي "جول" في الأسبوع الواحد.
كما حظرت مقاطعة في بنسلفانيا "ذاكرات الفلاش العادية USB" من دخول الجامعات؛ في محاولة للتخلص من اللبس بين الجهازين!
وشعر مدير آخر في واشنطن بأن مشكلة "جول" تتفاقم بشدة فقام بخلع أبواب الحمامات.
وفي هذا التقرير، سنوضح للآباء والأمهات ما يحتاجون لمعرفته حول السيجارة الإلكترونية "جول".
كيف تبدو؟
تتألف سيجارة "جول" من مبخر طويل ورفيع، وقِطع تُستخدم مرةً واحدةً تحوي عصارة النيكوتين. وتأتي القِطع بنكهات مثل المانغو والكريم بروليه والخيار، بحسب ما ذكرته صحيفة Times.
فيما يصف البعض سيجارة "جول" بأنها "آيفون السجائر الإلكترونية"؛ بسبب تصميمها الأملس البسيط. وتُشحَن بواسطة اللابتوب، أو أي منفذ USB آخر.
كيف تعمل؟
يسخّن الجهاز عصارة النيكوتين ليصنع الدخان (البخار) الذي يستنشقه المستخدم.
ولكن.. من هو زبون شركة "جول" المقصود؟
تصف شركة "جول" نفسها بأنها "شركة تدفعها مهمة السعي إلى القضاء على السجائر عن طريق توفير بديل حقيقي للمدخنين البالغين".
وتنص الشركة، على موقعها الإلكتروني، على أن "جول" غير مناسبة أو معدّة للشباب الصغار، أو المدخنين السابقين، أو أولئك الذين لم يدخنوا من قبل.
ومن أجل شراء منتجات شركة "جول" من على موقعها بالإنترنت، يجب أن تبلغ 21 عاماً وتُجري اختباراً للتحقق من العمر.
وفي المتاجر، يجب أن تكون قد بلغت السن القانونية لتشتري منتجات التبغ أو النيكوتين تبعاً لولايتك. لكن المراهقين يجدون طرقاً لشرائها، مثل استخدام بطاقات هوية مزورة أو شرائها من مواقع غير نظامية أو معرفة أحد الموظفين المتساهلين في محطة بنزين مثلاً.
كم تحوي من النيكوتين؟
كل قطعة تحتوي على كمية من النيكوتين تعادل تلك الموجودة في علبة سجائر كاملة، أو في 200 نَفَس. أو بالتحديد، إن تركيز النيكوتين هو 59 مليغراماً/مليلتر في القطعة الواحدة، أي يمكن أن يصل إلى أكثر من ضعف النيكوتين الموجود في منتجات التدخين الأخرى. إنها تعطيهم جرعة قوية وسريعة.
ما مدى خطورة سجائر "جول" على مستخدميها القُصَّر؟
بالنسبة للبالغين، يُعتقد بشكل عام أن التدخين الإلكتروني بديل أكثر صحة للسجائر؛ لأنه لا يحرق التبغ الذي يطلق مواد مسبِّبة للسرطان. (طبقاً للائحة إدارة الغذاء والدواء لا "تستطيع شركة جول ولا تدّعي أن منتجاتها أقل ضرراً أو أكثر أماناً من السجائر"). لكن، لا يجب اعتبار أي سيجارة إلكترونية "آمنة"، بالأخص لأولئك المستخدمين القصر. دماغ المراهقين لا يزال ينمو؛ لذا فهم عرضة بشكل استثنائي للإدمان.
والنيكوتين مادة مسببة للإدمان بشدة، بالإضافة إلى أن التعرض للنيكوتين في مرحلة المراهقة ظهر أن له آثاراً طويلة الأمد على نمو الدماغ. قد تؤثر في "سلوك" المراهقين، وتركيزهم وذاكرتهم وقدرتهم على التعلم.
وتوجد مخاوف صحية أخرى على الشبان الصغار الذين يدخنون السجائر الإلكترونية. فوفقاً لدراسة نُشرت في المجلة الأميركية لأمراض الصدر والتنفس، فإن المراهقين الذين يستخدمون السجائر الإلكترونية معرَّضون للإصابة بالأمراض التنفسية، مثل السعال المستمر والالتهاب الشُّعبي والاحتقان والبلغم، أكثر من أولئك الذين لا يدخنونها بمقدار الضعف.
وهناك بعض الدلائل التي تُظهر أن المراهقين من مدخني السجائر الإلكترونية أكثر عرضة لإدمان سجائر التبغ عن الذين لم يدخنوا السجائر الإلكترونية.
بالإضافة إلى أن كثيراً من المراهقين لا يمتلكون أدنى فكرة عما تحويه سجائرهم الإلكترونية. ففي دراسة مولّها المعهد الوطني لتعاطي المخدرات، قال معظم طلاب الثانوية -عندما سئلوا عما يوجد في آخر سيجارة دخنوها- إنها "مجرد نكهات". وبالنسبة لسجائر الجول، يعبّئ بعض المراهقين القطع بمواد أخرى، وهو الأمر الذي يشكل خطراً أكبر.
كيف تعرف أن المراهق يدخن سجائر "جول"؟
تتضمن العلامات على استخدام السجائر الإلكترونية العامة زيادة العطش (فمادة بروبيلين غليكول الموجودة في الجهاز، قد تسبب جفاف الفم)، وحساسية جديدة للكافيين، بالإضافة إلى نزيف أنف محتمل.
من المهم أن تبدأ النقاش مع إخوانك المراهقين حول السجائر الإلكترونية، سواء كنت تشك في أنهم يستخدمونها أو لا.
وإذا كان أخوك أو أختك يدخنها، فدعهم يعرفون أنك لا توافق على ذلك، واعمل معهم على تبديل السلوك غير الصحي بآخر إيجابي.
تحتوي السجائر الإلكترونية على أشياء أكثر من مجرد المتعة ونكهات الفاكهة، وقد تؤدي إلى عواقب دائمة عندما يستخدمها المراهقون.