جسمك يتكون من 80 عضواً بدلاً من 79.. أحدث الأعضاء هو الأكبر في أجسادنا

عربي بوست
تم النشر: 2018/03/29 الساعة 15:23 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2018/03/29 الساعة 15:23 بتوقيت غرينتش
Internet Background with Binary Code and Vitruvian Man

منذ قرون طويلة والعلماء يدرسون أجسامنا البشرية، وما زالوا يكتشفون الكثير من الأجزاء الغامضة والأسرار الكامنة فيها.

ووفق دراسة جديدة أجراها فريقٌ من الباحثين في كلية الطب بجامعة نيويورك الأميركية، فقد صُنِّفَ النسيج الخلالي – وهو النسيج الذي يمتص الصدمات تحت الجلد، والأمعاء، والأوعية الدموية -، عضواً في جسم الإنسان لأول مرةٍ، بحسب ما ذكرت مجلة Newsweek الأميركية.

ويعتقد الباحثون أنَّ طبقات الجسم التي كان يُعتَقَد في السابق أنَّها أنسجةٌ كثيفة وضامَّة، هي في الواقع أجزاءٌ مترابطة مليئة بسائل.

العضو رقم 80 بالجسم

ووفقاً لفريق الباحثين، فإنَّ النسيج الخلالي هو عضوٌ في حد ذاته، بل واحدٌ من أكبر الأعضاء في الجسم. وإذا قُبِلَ البحث، الذي نُشِرَ في مجلة Scientific Reports العلمية، على نطاقٍ واسع، فيمكن اعتبار النسيج الخلالي هو العضو رقم 80 في الجسم.

والنسيج الخلالي مدعومٌ بشبكةٍ من بروتينات الأنسجة الضامَّة القوية والمرنة، ويحمي هذا النسيج الأعضاء، والعضلات، والأوعية التي تُبقي أجسادنا على قيد الحياة عن طريق امتصاص الصدمات والارتطامات.

ما دور العضو "الكبير"؟

ويأمل العلماء الذي أجروا البحث أن يساعد الاكتشاف في فهم السبب وراء سرعة انتشار السرطان الذي يصيب هذه المنطقة من الجسم تحديداً.

وقد يكون السبب في ذلك هو أنَّ السائل الموجود في النسيج الخلالي يسيل تدريجياً إلى الجهاز اللمفاوي، والذي يضطلع بدوره بوظيفةٍ حيوية في الجهاز المناعي.

ويُقدِّم البحث أيضاً بعداً جديداً لفهم كيفية تقدُّم أجسامنا في العمر، بما في ذلك جلدنا، وتصلُّب الأطراف، وتطوُّر الأمراض التليُّفية والمُتصلِّبة، والالتهابات.

ووفقاً للفريق، فإن العلماء لم لم يلتفتوا  إلى المساحات التي تُشكِّل النسيج الخلالي لأنَّهم اعتمدوا على الأنسجة الثابتة على شرائح مجهرية لدراسة تشريح جسم الإنسان.

وتتضمَّن عملية تحضير الأنسجة لفحصها، تجفيف السوائل وصبغها، مما يتسبَّب في تسطيح الشبكة مثل الفطيرة.

كيف اكتُشف العضو الجديد؟

باحثان مشاركان في الدراسة – ديفيد كارلوك وبيتروس بينياس -، قاما بالتحقيق في الأنسجة التي تحيط بالجهاز الهضمي، والرئتين، والأنظمة البولية، والشرايين والأوردة المحيطة، بعد أن شاهدا شبكة غامضة من التجاويف المُتداخلة عند فحصهم للقناة الصفراوية لدى شخصٍ مريض بالسرطان في العام 2015 في مركز بيث إسرائيل الطبي.

وعندما حاولا التحقيق في التجاويف الظاهرة باستخدام شريحة تقليدية لاستئصال نسيج من الجسد، وجدوا أنَّ الشكل قد اختفى.

وبالعمل مع علماء كانت من بينهم ريبيكا ويلز من مدرسة بيرلمان للطب في جامعة بنسلفانيا الأميركية، أكَّدَ الباحثون منذ ذلك الحين أنَّ، في الواقع، هذا هو النسيج الخلالي.

التنظير الليزري

وحتى يتمكَّنوا من الحصول على النتائج التي توصَّلوا إليها، استخدم العلماء تقنية تُسمى التنظير الليزري متحد البؤر باستخدام المسبار. يُرسَل مسبار مزود بكاميرا وليزر عبر الحلق لإلقاء الضوء على الأعضاء.

وبعد ذلك تُحلَّل الأنماط الفلورية الناتجة، وتُقدَّم صورةٌ للأنسجة البشرية الحية. جمَّع الباحثون أنسجةً من 12 مريض بالسرطان أثناء استئصال البنكرياس والقناة الصفراوية كجزءٍ من الدراسة.

وقال مؤلفٌ مُشارك كبير في البحث وهو نيل ثيس، الأستاذ في قسم علم الأمراض في عيادة لانغون للصحة التابعة لجامعة نيويورك الأميركية في تصريح له: "لقد جعل هذا التثبيت الصناعي للانهيار نوعاً من النسيج المملوء بالسوائل في جميع أنحاء الجسم يبدو صلباً في شرائح الأنسجة المُستأصَلة من الجسم لعقود، ونتائجنا تتسق مع ذلك لتوسيع التشريح لمعظم الأنسجة".

وقال "وهذه النتيجة لديها إمكانية لتحقيق تقدُّم كبير في الطب، بما في ذلك إمكانية أن تصبح العينات المباشرة من السائل الخلالي أداةً تشخيصية قوية".

 

تحميل المزيد