لعلاج الأمراض الجنسية والتخسيس ونضارة البشرة.. تونسيون يقبلون على المداواة بالأعشاب الطبيعية

عربي بوست
تم النشر: 2016/02/15 الساعة 09:40 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2016/02/15 الساعة 09:40 بتوقيت غرينتش

يجلس ماهر الجريدي في عيادته بجهة "الباساج" بالعاصمة التونسية لاستقبال عشرات المرضى، وبعد عملية الكشف وتشخيص الداء يقوم بتقديم وصفات مستخلصة من الأعشاب الطبيعية والزيوت النباتية، بعضها جُلب من الجزائر والبعض الآخر صُنع في تونس.

هذا الرجل الذي ورث عن والده محمد العيد الجريدي مهنة التداوي بالأعشاب الطبيعية، ويشغل أيضاً نائب الجمعية التونسية للاستشفاء بالأعشاب والزيوت الطبيعية، يؤكد لـ"عربي بوست" أن ما يقوم به هو ووالده أبعد ما يكون عن الدجل والشعوذة منه إلى الطب البديل، وعودة للطبيعة بعيداً عن مضار المواد الكيميائية، على غرار نبتة الإكليل البري والزعتر والتين الشوكي والصبار.

أطباء يحترفون التداوي بالأعشاب

زبائن ماهر الذين يتوافدون بشكل شبه يومي على عيادته ينحدرون من مختلف الفئات الاجتماعية والثقافية، ومنهم أيضاً حتى الأطباء – بحسب قوله – أغلبهم جاء يبحث عن علاج لمرض عُضال، بعد أن باءت كل محاولات العلاج في المستشفيات وعيادات أطباء الاختصاص بالفشل.

ويضيف ماهر أن "أغلب الأمراض التي نحاول أن نجد لها علاجاً هي أمراض العقم والعجز الجنسي، إضافة للأمراض الجلدية كالصدفية وأمراض التهاب الكبد الفيروسي المعروف بمصطلح "البوصفير".

ويشدد في ذات السياق على أن علاج هذه الأمراض يتطلب مدة طويلة وصبراً ومداومة على العلاج، والأهم من ذلك ثقة المريض بنجاعة وجدوى الطب الطبيعي، على حد قوله.

عيادة الجريدي التي افتتحت مقرين فرعيين لها في كل من محافظة سوسة الساحلية ومحافظة صفاقس بالجنوب التونسي، حصلت على ترخيص حكومي – بحسب ما أفاد صاحبها – وتقوم أيضاً بتصدير الأدوية المستخلصة من النباتات والأعشاب الطبيعية لأوروبا لأغراض تجميلية.

زيوت التخسيس والاعتناء بالبشرة

إيناس شابة في العقد الثالث من عمرها افتتحت متجراً لبيع مستخلصات الزيوت النباتية الخاصة بالعناية بالبشرة والشعر، تؤكد أن أغلب زبائنها هن من الفتيات اللاتي يحرصن على استعمال مواد تجميل طبيعية و"العودة لعادات الأجداد"، حسب تعبيرها.

وتشدد الفتاة على أن أغلب المواد الطبيعية التي تعرضها في متجرها خالية تماماً من أي مواد كيميائية، وأغلبها يتم جلبه من شركات لصنع مواد التجميل مشتقة من زيوت الزيتون والثوم والحلبة والحبة السوداء والبابونج إلى غير ذلك من الأعشاب.

وتضيف أنه "حتى الصيدليات الآن باتت تروّج لمنتجات خالية من المواد الكيميائية ومشتقة من الطبيعية 100%، والمستهلك التونسي صار ينفر الآن من الماركات العالمية لمواد تجميل الشامبو والصابون؛ لأنها تحتوي على نسبة عالية على المواد الكيميائية التي تضر بنضارة البشرة وصحة الشعر، لذلك وجدوا ضالتهم في مستخلصات النباتات الطبيعية الخالية من أي مادة كيميائية".

إن لم تنفع فهي لن تضر

ويعد سوق "البلاط" بقلب المدينة العتيقة بالعاصمة الأكثر شعبية في بيع الآلاف من أنواع الأعشاب الطبيعية، حيث تمتد الدكاكين على طول الزقاق يمنة ويسرة لعرض أنواع نادرة من النباتات، بعضها يُجلب من قلب الصحراء التونسية، وأخرى من الجبال في جهة الشمال الغربي، والباقي يتم استيراده من إفريقيا وباكستان وإيران والسعودية.

أحد الباعة أكد أن زبائنهم ليسوا فقط من الفئات الاجتماعية المحدودة الدخل، بل هناك من الطبقة البرجوازية، حيث يأتون خصيصاً لهذا السوق لشراء نباتات بهدف معالجة أمراض العقم والبرود الجنسي والقصور الكلوي وحتى الأمراض السرطانية، بعد أن استوفوا كل العلاجات الطبية في أهم وأعرق المستشفيات.

ويضيف أن نوعية الأمراض التي يشكو منها زبائنه تختلف حسب الفصول، ففي الشتاء تكثر أمراض الروماتيزم وضيق التنفس والزكام، وفي الخريف أمراض الكلى والمجاري البولية، أما في الصيف فتنتشر الأمراض الجلدية كحب الشباب وتساقط الشعر.

علامات:
تحميل المزيد