تتساءل الكثير من الأمهات الجُدد، باكياتٍ ومتعباتٍ بعد ليالٍ عدّة من قلّة النوم: لماذا لا ينام الطفل الرضيع إلا بجوار والدته؟ والجواب بسيط، إن الأمر طبيعيّ: الأطفال الرضع ينامون بشكل أفضل بجوار أمهاتهم
بعد قضاء 9 أشهر في كنف ورعاية جسد أمه، ينام الرضيع ويصحو على صوتِ نبضات قلبها؛ فلماذا نعتقد أن الأمر قد يختلف بعد مولده؟
الطبيعي هو أن الأطفال الرضع ينامون بشكل أفضل بجوار أمهاتهم
بحسب موقع Step to Health الأميركي، يحتاج الأطفال الرضّع ويسعون إلى الحصول على تواصل جسدي مباشر للإحساس بالهدوء والحماية، تماماً مثلما كانوا داخل الرحم.
إنهم يحتاجون هذا وهم مستيقظون، ولكي يناموا، وأثناء النوم، وعند استيقاظهم مجدّداً.
هذا ما كان عليه الأمر أثناء الحمل وما سيكون عليه أيضاً لبعض الوقت بعد الولادة.
لماذا لا ينام الطفل الرضيع إلا بجوار والدته؟
أوّلاً، لأن الأطفال الرضّع بحاجة لأن يألفوا العَيش خارج الرحم، وثانياً لأن أنماط النوم لديهم لن تكون منتظمة حتى يصلوا إلى سن 5 أو 6 سنوات.
لكن بعض الآباء يعتقدون أن الأطفال الرضع يجب أن يناموا في أسِرَّتِهم داخل غرفهم منذ ولادتهم. فيما ينقل بعضهم سرير الطفل إلى غرفة الأبوين لمدّة 4 إلى 5 شهور، ولكن ليس أكثر من هذا.
لكن للأسف لا يساعد ذلك الأطفال الرضّع على النوم. فهم ينامون فقط حين يكونون بجوار أمهاتهم؛ لأن هذا هو الشيء الوحيد الذي يعرفونه.
النوم في وقت واحد هو أحد الخيارات
أحد الشواغل الأكثر شيوعاً بين الأمهات الجدد هو حصول أطفالهم الرضّع على قسط جيد من النوم.
ومع بحثهنّ عن "وصفات سحرية" لجعلهم ينامون وقتاً أطول أو لجعلهم ينامون وحدهم إذا استيقظوا أثناء النوم، تغفل الأمهات الجدد الحل الأبسط والأسهل: وهو أن يناموا معاً.
لأجيالٍ عدّة في كثير من الثقافات المختلفة، كان من المعتاد أن ينام الأطفال الرضّع مع آبائهم، كما نام أباؤهم مع أجدادهم. وأحياناً ناموا في غرفة واحدة، وأغلب الوقت على سرير واحد.
ولا زال هذا التعايش مستمرّاً لدى الكثير من الآباء، بغض النظر عن الطبقة الاجتماعية أو العادات الثقافية أو مواطنهم الأصلية.
اشتهرت نظرية فيربر ولوزوف بين عامَي 1980 و1990، حيث أيّد الكثير من الأطباء والأخصائيين النفسانيين والمختصّين فكرة ترك الأطفال الرضع ينامون بمفردهم.
لكنهم نسوا أن الأطفال الرضّع هم من فئة الثديّيات، وكأي كائن حيّ يتغذّى على لبن الأم، فإن الأطفال الرضّع ينامون فقط حين يكونون بالقرب من أمهاتهم.
أثناء إرضاعه واحتضانه وهدهدته، يستمع الطفل إلى نبضات قلب الأم ويشمّ رائحتها بجواره، فينام.
هل يقيد نومه بجوارك حريتك؟
يعزو الكثيرون مشاكل النوم لدى الأطفال الرضّع إلى الوالدين، ويزعمون أن الأنشطة التي يقوم بها الوالدان هي ما تجعل الطفل متيقّظاً.
إلا أن الواقع يختلف عن ذلك. إذ إن الأمّهات أثناء فترة الحمل يمشِين، ويصعدْن الدّرج ويهبطْن، ويرقُصن، ويمارسْن العلاقة الحميمة والرياضة.
وحتى في حالات الحمل التي تتطلّب الراحة التامة، يستمع الطفل إلى أمه ويشعر بها.
تصاحب كلُّ تلك الحركة وتلك الأصوات الطفلَ أثناء نومه في رحم أمه، وليس هذا هو الحال حين يُفرض عليه النوم وحيداً على سريره في غرفة يغمرها الهدوء التام.
إن الأمر طبيعي جداً
هناك بعض الأطفال الرضّع ينامون فقط حين يكونون بالقرب من أمهاتهم؛ لأنّ هذا الأمر طبيعيّ.
لكن الكثيرين ما زالوا يصرّون على ترك أطفالهم وحدهم في أسرَّتِهم. ولكي لا تكوني سبباً في بكائهم أو نومهم السيء -وكذلك بالنسبة لك ولشريك حياتك أيضاً- اختاري الحل الأيسر وأبقي طفلك قريباً منك.
وكما كان الكثير منّا ينامون مع آبائهم وأجدادهم، فقد حان الوقت لأن نثِق بقلوبنا وما يريده أطفالنا.