الشبكات الاجتماعية ليست أخطر.. فالمشاكل العائلية قد تسبب أمراضاً نفسية وإدماناً للمخدرات والكحول

عربي بوست
تم النشر: 2018/11/23 الساعة 18:41 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2018/11/23 الساعة 18:41 بتوقيت غرينتش
Depressed little girl leaning at the table and covering ear with hands while her parents shouting at each other in the background

ترتبط المشاكل النفسية لدى الشباب والأطفال بشكل مباشر بالمشاكل التي تواجه العائلة، والعيش مع آباء يعانون هم أنفسهم من مشاكل نفسية.

كما تلعب مواقع التواصل الاجتماعي، وبعض حالات الطرد من المدرسة، وتعاطي المخدرات، دوراً أساسياً في ازدياد هذه المشاكل.

تقودنا الدلائل التي تشير إلى تزايد أعداد الأطفال والشباب الذين يعانون من مشاكل نفسية، إلى التساؤل حول السبب الكامن وراء ذلك.

وعلى الرغم من أن البحث الذي أطلق حول هذه المسألة كان مجرد عملية إحصائية أولية، إلا أنه لا يزال يقدم أدلةً مهمة حول الروابط التي يمكن اعتبارها كذلك أسباباً.

العوامل المؤثرة على المشاكل النفسية لدى الشباب والأطفال

يُعد المفهوم الذي يطلق عليه الباحثون "السياق الأسري والاجتماعي" مهماً بشكل واضح.

فبحسب صحيفة The Guardian البريطانية، وجد الباحثون أن ربع الأشخاص الذين تتراوح أعمارهم بين 5 و19 عاماً ويعانون من اضطرابات نفسية، كانوا يعيشون في عائلات غير مستقرة.

في المقابل، اكتشف الباحثون أن أقل من 10% من هؤلاء الشباب كانوا يعيشون في عائلات سليمة ومستقرة.

كما وجد الباحثون أن 28% من الشباب الذين يعانون من اضطرابات نفسية يعاني أحد والديهم من مرض نفسي هو الآخر، بالمقارنة مع 9% من الأطفال الذين لا يعانون من مشاكل نفسية.

ويمكن اعتبار العيش مع والدة أو والد يحصل على دخل مرتبط بإعاقة، أحد عوامل الخطر، أو على الأقل من بين الأمور ذات الصلة بالمشاكل النفسية لدى الأبناء من الناحية الإحصائية.

من جانبها قالت البروفيسورة تامسين فورد، أحد المؤلفين المشاركين للبحث، إنه "يمكن اعتبار مجموعة متنوعة من المشاكل التي تواجه العائلة من بين الأسباب التي تفسر المشاكل النفسية التي يتعرض لها الأطفال".

وتفسِّر الطبيبة المختصة بالأمراض النفسية للأطفال، فورد، أن ظهور هذه الاضطرابات مرتبط بانفصال الأبوين أو أزمة مالية تمر بها العائلة.

دور التعليم في المشاكل النفسية

ووجد الباحثون أن العزلة الاجتماعية للطفل وتلقيه لمستويات متدنية من الدعم الاجتماعي أو عدم مشاركته في نوادي أو جمعيات داخل أو خارج المدرسة، "يرتبط بظهور اضطرابات نفسية لديه".

أما بالنسبة لمجال التعليم، فتم طرد 8.5٪ من الأطفال الذي يعانون من إضطرابات نفسية مقارنة مع 0.8٪ فقط من أولئك الذين لا يعانون من أي مرض نفسي على الإطلاق.

وتم طرد 6.8٪ من الأطفال الذين يواجهون اضطرابات من المدرسة، مقارنة بما يعادل 0.5٪ فقط من جميع التلاميذ.

أما الفئة العمرية التي كان من الصعب تحديد السبب الذي يؤدي إلى تعرضها لمشاكل نفسية، فهي الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين عامين وأربعة أعوام.

ويعاني طفل من كل 19 طفلاً من الذين لا يزالون في مرحلة ما قبل المدرسة، أي بنسبة 5.5٪، من اضطراب نفسي.

أما معظم المشاكل التي تواجههم فتتمثل في الاضطرابات السلوكية بنسبة 2.5٪، على غرار  اضطراب التحدي المعارض الذي ظهر لدى حوالي 1.9٪ من الأطفال.

أمراض غير معروفة خارج مجال الطب النفسي

إن هذه الاضطرابات غير المعروفة خارج مجال الطب النفسي، تشمل نوبات الغضب الحادة والعصيان الشديد، وتعد هذه الأعراض خطيرة على صحة الطفل، كما تسبب أوجاعاً وأضراراً في الوظائف الطبيعية لديه.

وكانت هذه الدراسة الجديدة الأولى من أصل ثلاث تم نشرها منذ عام 1999 حول هذه الفئة العمرية.

لذلك لم تكن هناك نتائج أخرى لمقارنتها مع النتيجة التي تدل على أن نسبة  5.5٪ من الأطفال يعانون من الاضطرابات النفسية.

وتبدو هذه المسألة معقدة نوعاً، حيث إن بعض الأمراض العقلية لدى هؤلاء الأطفال كانت في الحقيقة اضطراب طيف التوحُّد بنسبة 1.4٪، وهو اضطراب النمو العصبي، كما يعاني 5.5٪ منهم من مشاكل في النوم والتغذية ودخول المرحاض. ولكن القلق والاكتئاب، وهما من بين الأسباب المحتملة التي يسهل التعرف عليها، لم يكونا من بين الأعراض التي يعاني منها الأطفال في مرحلة ما قبل المدرسة.

لم يكن هؤلاء الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين سنتين وثلاث وأربع سنوات يعانون من هذين "الثنائيين الرهيبين"، بل كانوا يعانون من الأعراض التي بمقدور الأطباء النفسانيين تحديدها من خلال الدليل التشخيصي الذي يستمدون منه قراراتهم؛ ما يفسر صعوبة تحديد أسباب ظهور هذه الأعراض لدى هؤلاء الأطفال.

قد ترفع من خطورة تعاطي المخدرات

قد يكون احتمال تعاطي هؤلاء الشباب -الذين تتراوح أعمارهم بين 11 و16 عاماً ويعانون من اضطراب نفسي- للمخدرات أو شرب الكحول أو تجربة السجائر، أكبر مقارنة بأقرانهم الذين لا يشْكون من أي اضطرابات نفسية.

ويبدو أن استخدام هؤلاء الأطفال لمواقع التواصل الاجتماعي، التي يُلقى عليها اللوم عادة لتسببها في موجة من الأمراض العقلية عند الشباب، يعد من بين أحد الأسباب المحتملة أيضاً لإصابتهم بالاضطرابات النفسية.

فعلى سبيل المثال، 29.4٪ من الأشخاص الذين تتراوح أعمارهم بين 11 و19 عاماً ويعانون من الاضطراب يقضون أكثر من 4 ساعات يومياً في تصفح مواقع التواصل الاجتماعي، بينما 12٪ فقط ممن لم تظهر عليهم أي أعراض فعلوا الشيء نفسه.

إن أولئك الذين يعانون من اضطراب نفسي أكثر ميلاً إلى مقارنة أنفسهم مع الأشخاص الذين يستخدمون مواقع التواصل الاجتماعي، حيث يقولون إن "الإعجابات والتعليقات والمشاركات تؤثر على مزاجهم".

كما أنهم أكثر ميلاً إلى قضاء المزيد من الوقت على مواقع التواصل الاجتماعي أكثر مما ينوون، والاعتراف بأنهم غير قادرين على التعبير بصدق عن مشاعرهم.

علامات:
تحميل المزيد