ليست مبالغة، ابنتك الكبرى مرشحة لتصبح قيادية كأنجيلا ميركل أو هيلاري كلينتون، إنها تتعرض لصدمة كبرى في حياتها، ولكن سرعان ما تحولها بفطرتها إلى فرصة، إليك كيف تنمو روح القيادة لدى الابنة الكبرى.
قضت الكاتبتان ليزيت سكيتيماكر وويز إنتوفن سنواتٍ في البحث عن التركيبة الداخلية للبنات الأبكار وألفتا كتاباً بعنوان تأثير الابنة الكبرى (The Eldest Daughter Effect).
وشرحت الكاتبتان لموقع Motherly، كيف تنشأ المولودة الأولى لتصير "الأخت الكبرى"، وكيف تكسبها الصدمة التي تتعرض لها في حياتها الصلابة الكافية لإنجاز هذا التحول الذي يؤهلها للنجاح في حياتها.
فحسب ما ذُكر في كتابهما، يبدو أن كثيراً من الفتيات الأبكار –إن لم يكن كلهن- يكبرن ليصبحن أخوات مسؤولات يشعرن بالواجب ويتسمن بالعطف والرصانة والاجتهاد.
فما هي العوامل التي تؤدي إلى تطور مثل تلك السمات لدى المولودات الأبكار؟، وكيف تنمو روح القيادة لدى الابنة الكبرى؟
إنها تصبح كالشمس التي تدور حولها كل الكواكب إلى أن يلوح هذا الخطر
تخيلوا للحظة فقط الطفلة الأولى.
أمها تهيم بها، ويتعلق والدها بها ويصبح وكأنه خاتمٌ في أناملها الصغيرة،
هكذا تصف الكاتبتان حياة الابنة الأولى في البداية قبل أن يأتي لها أخت أو أخ جديد.
إنها الشمس التي تدور حولها كل الكواكب؛ بما في ذلك الأجداد، كل شيء على ما يرام في عالمها.
يبدأ الخطر يلوح في الأفق عندما تفقد والدتها القدرة على حملها، ويبدأ والدها في الحديث عن مولود جديد مُنتظر لأول مرة.
ورغم محاولات الوالدين لجعل الأمر مبهجاً، لكن حياتها تتغير جذرياً
يجعلان الأمر يبدو مبهجاً ومرحاً كي تهدأ ابنتهما البكر.
ولكن بمجرد أن يظهر الطفل الثاني على الساحة، يتغير عالمها تغيراً جذرياً.
لم تعد هي مركز الكون بعد الآن، وصار هناك طفل آخر تحمله الأم وتحتضنه.
طفل يحتاج إلى قدر كبير من الوقت والرعاية، لدرجة تجعلها تعيد النظر في موقعها بين تشكيل عائلتها.
ومهما كان التقارب بينهما فإنها تشعر بالصدمة حتى أنها يمكن أن تلقيه في سلة المهملات
حكت لنا أخت كبرى تحدثنا معها، كيف أن والدتها كانت تخبرها دوماً بقصة وقعت في صغرها، عندما قامت بوضع أختها الأصغر في سلة المهملات بعد ولادتها بأسابيع قليلة.
وفسرت الطفلة تصرفها لوالدتها بأنه "هكذا! الآن سيكون كل شيء متعلقاً بي مرة أخرى".
ويؤكد علماء النفس أنه مهما بلغت درجة قرب الإخوة من بعضهم فيما بعد، تكون هذه البنية الجديدة في العائلة صدمة للمولود الأول.
كما ظهر ذلك جلياً من خلال عددٍ من التغييرات غير المتوقعة في سلوك الطفل الأكبر.
إذن، كيف تنمو روح القيادة لدى الابنة الكبرى.. هكذا تتأقلم مع الواقع الجديد
إذن كيف تنمو روح القيادة لدى الابنة الكبرى رغم الصدمة التي يحدثها ميلاد أخيها الصغير.
غير أنه بشكل عام، تميل كثير من الفتيات إلى التأقلم. يفهمن كيف عليهن التصرف؛ لتتهيأ لهن أفضل فرصة في البقاء محبوبات ومُفضلات.
من ثم يصرن فتيات مطيعات، حريصات على مساعدة آبائهن، ويتولد لديهن حس بما ينبغي أن يحدث، ويتأكدن من أنهن قادرات على فعله.
يتولين المسؤولية.
أولاً مسؤولية أنفسهن، كما في "لا تقلقي يا أمي، سأرتدي ملابسي وحدي".
ثم مسؤولية إخوتهن، فيقلن مثلاً "لا تقلقي يا أمي، سأعتني بهم".
إذ يتحولن لنساء وقورات، ومنهن نرى قياديات كميركل أو لديهن رسالة كأوبرا وينفري
ولكن كيف تنمو روح القيادة لدى الابنة الكبرى لتصبح جزءا من شخصيتها عندما تدخل معترك الحياة.
بالتبعية، يصير تولي المسؤولية –الاجتهاد والإحساس بالواجب- جزءاً من طبيعتهن.
إذ أن الاهتمام بالآخرين يجعل الفتيات عمليات ومحترفات.
قد لا يكن مركز الاحتفالات، ولكنهن يصبحن نساء وقورات يأخذن أمورهن وأمور الآخرين والحياة بجدية.
إنهن مثيلات هيلاري كلينتون وأنجيلا ميركل ونيكولا ستارجن (الوزيرة الأولى لاسكتلندا) وكريستين لاغارد (مديرة صندوق النقد الدولي)، النساء اللواتي يتحملن المسؤولية.
وهن النساء اللاتي –مثل بيونسي وأريانا هافينغتون (مؤسسة موقع The Huffington Post)، وأوبرا وينفري- يمتلكن رسالة يردن إخبار العالم بها، وبإمكانهن إنشاء المنصة المناسبة لإيصالها.
اليوم الذي تصير فيه طفلة وحيدة أختاً كبرى، هو لحظة فاصلة تضع الفتيات على بداية طريق تحمل المسؤولية والواجب والاحتراف والعملية، وأن يصرن نساء عطوفات حنونات يعتمد الجميع عليهن.