إذا ضايقتهن في الشارع ستنطلق الصافرات في وجهك.. ضحايا التحرش الجنسي هن من دفعن المغربيات لهذه الحيلة

"إلا ضسر صفري"، بهذا الهاشتاغ اختارت حملة "ماساكتاش" محاربة التحرش والاعتداء على النساء، داعية المغربيات إلى اقتناء صافرة، واستعمالها في حالة التعرض للتحرش

عربي بوست
تم النشر: 2018/11/10 الساعة 14:26 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2018/12/02 الساعة 12:50 بتوقيت غرينتش
صورة تعبيرية لامرأة مستاءة بسبب تحرش رجل بها / istock

"إلا ضسر صفري" (إذا لم يحترمكِ صفِّري)، بهذا الهاشتاغ، اختارت حملة "ماساكتاش" (لن أسكت)، محاربة التحرش والاعتداء على النساء، داعية من خلالها المغربيات إلى اقتناء "صافرة"، واستعمالها في حالة التعرض للتحرش الجنسي بالشوارع والأماكن العمومية.

أسلوب احتجاجي جديد بالبلاد، مُستوحى من حملة مشابهة بالمكسيك، عمد خلالها مسؤولون إلى توزيع الصافرات على المواطنات درءاً للتحرش، وهو نفس ما سارت إليه حركة "ماساكتاش"، داعية المغربيات إلى تكوين مجموعات صغيرة من أجل اقتناء وتوزيع "صافرات" على الفتيات والنساء بالشارع.

الصفير هو الحل

الحملة الفريدة من نوعها بالمغرب تُشجِّع المغربيات على إطلاق صفير، كوسيلة للاحتجاج على المضايقات والتحرش الذي تتعرض له المغربيات بجميع الفئات العمرية في الشارع، ابتداء من السبت 10 نوفمبر/تشرين الثاني الجاري.

بالنسبة للسيدة مارية كريم، واحدة من بين سيدتين مغربيتين أسَّستا حركة "ماساكتاش"، فإن أكثر ما يساعد المتحرش على الاستمرار في أفعاله المُخزية والتمادي فيها، هو الموروث الثقافي والتربية التقليدية التي تجعل من المرأة ضحية يجب عليها أن تلتزم الصمت.

للصافرة رمزيتها ضد الرُّكون للصمت والخوف، وفق مارية كريم، متحدثة لـ "عربي بوست" بحماس شديد عن حملة "إلا ضسر صفري"، موضحة أن حَمل كل مغربية لصافرة في حقيبتها واستعمالها في حالة تعرُّضها للتحرش في الفضاءات العمومية سيكون بمثابة توثيق لما جرى لها، تجعل المتحرش في موقف محرج ليتحمَّل مسؤوليته القانونية إزاء ما حدث.

#Masaktach #Ila_dsser_seffri A partir de Samedi 10 Novembre 2018 et simultanément dans toutes les villes du pays, nous…

Gepostet von Marwa Balagh am Donnerstag, 8. November 2018

سلوكيات يعاقب عليها القانون؟

وتعتبر الحركة أن الوقت حان من أجل الوقوف جميعاً في وجه هذا السلوك المشين، الذي يهدد سلامة وأمن النساء المغربيات، عبر فضح المتحرشين بالشارع العام وعلى الملأ، على حد تعبيرها.

ويعاقب القانون الجنائي المغربي، مرتكبَ جريمة التحرش الجنسي بالحبس من شهر واحد إلى 6 أشهر، وغرامة ما بين 20 و1000 دولار، أو بإحدى هاتين العقوبتين كل من "أمعن في مضايقة الغير داخل الفضاءات العمومية وغيرها، بأفعال وأقوال أو إشارات ذات طبيعة جنسية".

القانون المطبق حديثاً بالبلاد يشمل كذلك الرسائل مكتوبةً كانت أو هاتفية أو إلكترونية أو تسجيلات أو صوراً ذات طبيعة جنسية أو لأغراض جنسية، وتُضاعف العقوبة إذا كان مرتكب الفعل زميلاً في العمل أو من الأشخاص المكلفين بحفظ النظام أو الأمن.

الحملة الفريدة من نوعها لاقت تجاوباً على شبكات التواصل الاجتماعي، حيث بادرت مجموعة من المغربيات إلى اقتناء صافرات بأعداد كبيرة وتوزيعها على النساء والفتيات بمحطات الحافلات العمومية وداخل الأسواق وبالأزقة والأحياء الشعبية.

وتهدف الحملة إلى رفع الوعي حول حجم هذه الظاهرة وزيادة التحرش والاعتداءات في الشارع، مُعبرة بأسلوب حضاري عن رفضها لهذه السلوكيات التي يعاقب عليها القانون، باعتبارها تساهم في إذلال وانتهاك كرامة النساء بشكل يومي.

"ماساكتاش".. مع النساء ضد التعنيف

الدعم الذي لاقته الحملة قبل انطلاقتها الرسمية بعدد من المدن الكبرى كالدار البيضاء والرباط ومراكش، دفع مارية كريم إلى التأكيد على أن حملة الصافرات سيكون لها صدى إيجابي حتماً، ذلك أن جميع المغربيات بفئات عمرية مختلفة، وسواء كنّ منتقبات أو محجبات أو دون ذلك يتعرّضن للتحرش خارجاً.

وتعتز كريم رفقة مجموعة من النساء بتوزيع الصافرات على يافعات وشابات ونساء مغربيات، بالإضافة إلى تعريفهن بقانون محاربة التحرش الجديد، الذي يوقع عقوبات ثقيلة على المتحرشين والمعتدين جنسياً.

نهار السبت فالمدينة القديمة بلا ماتخلعو الا كاتسمعو التصفار بزاف #إلا_ضسر_صفري

Gepostet von Marouane El Motaouakil am Dienstag, 6. November 2018

وتضم حركة "ماساكتاش" مجموعة من النساء والرجال الذين يبلغون عن العنف والتجاوزات ضد المرأة، ويحاربون ضد إضفاء الشرعية على ثقافة التحرش في المغرب.

"ماساكتاش" هيئة مدنية تأسست في أعقاب تفجّر قضية اغتصاب "خديجة"، اليافعة البالغة من العمر 17 سنة، والمنحدرة من نواحي بني ملال، وسط البلاد، حيث اتَّهمت مجموعة من الشباب باحتجازها واغتصابها ووضع عشرات الوشوم على جسدها.

وعملت الحركة المدنية المغربية على تبنِّي ملف اليافعة المعتدَى عليها ومواكبتها نفسياً وقضائياً.

مارية كريم -وفي انتظار انطلاق الحملة- تدعو النساء والرجال معاً إلى احترام الفضاءات العمومية، فمن حق النساء الإحساس بالأمان على قدر الرجال، وفق تعبيرها. خاتمة كلامها لـ "عربي بوست" بالقول: "يتشارك المغاربة جميعاً في المعاناة من عنف مشترك يعيشون تحت وطأته، إلا أن للنساء مقداراً آخر من العنف يمارسه عليهن الرجال".

علامات:
تحميل المزيد