وفاة الناشطة النسوية أوكسانا شاشكو صاحبة فكرة التظاهر عارية.. شنقت نفسها داخل شقتها

عثرت الشرطة الفرنسية، الإثنين 23 يوليو/تموز 2018، على جثة أوكسانا شاشكو، الفنانة الأوكرانية ومؤسسة "فيمن"، وهي مجموعة حقوقية نسائية تشتهر باحتجاجاتها السياسية من دون ملابس.

عربي بوست
تم النشر: 2018/07/27 الساعة 16:06 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2018/07/27 الساعة 16:06 بتوقيت غرينتش

عثرت الشرطة الفرنسية، الإثنين 23 يوليو/تموز 2018، على جثة أوكسانا شاشكو، الفنانة الأوكرانية ومؤسسة "فيمن"، وهي مجموعة حقوقية نسائية تشتهر باحتجاجاتها السياسية من دون ملابس.

ووجدت أوكسانا (31 عاماً)، بحسب صحيفة New York Times الأميركية، في منزلها الذي يقع في ضاحية مونتروج في جنوب باريس. وقالت المتحدثة الرسمية باسم مكتب المدعي العام في بلدية نانتير المجاورة، إيمانويل ليبيسيير، إن الشرطة تتعامل مع الوفاة على أنها عملية انتحار إلى حين ورود نتائج التشريح.

وخلال حديثها لموقع Ukrainska Pravda الإخباري على الإنترنت، صرحت آنا هوتسول، إحدى المساهمات في تأسيس الحركة، بأن "أوكسانا قامت بشنق نفسها. وقال أصدقاؤها إن آخر مرة رأوها فيها كانت يوم الجمعة الماضي. وقد قرروا كسر الباب ليجدوها قد فارقت الحياة". وأصدرت منظمة فيمن بيانا ورد فيه: "قاتلت أوكسانا من أجل العدالة، قاتلت من أجل المساواة، قاتلت من أجل نفسها وجميع النساء كبطلة".

جنباً إلى جنب مع مجموعة Pussy Riot punk group في روسيا، أصبحت "فيمن" جزءاً من ظاهرة الاحتجاج التي تلت الفترة السوفيتية، والتي لاقت رد فعل عنيفاً في بعض الأحيان.

وفي عام 2011، أفادت "فيمن" بأنه تم اختطاف الآنسة شاشكو وعدة ناشطات أخريات في مينسك، عاصمة بيلاروسيا، عقب احتجاجهن أمام مقر لجنة أمن الدولة. وتعرضت الكثير من الناشطات للضرب في العاصمة الأوكرانية كييف، وذلك قبل زيارة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى البلاد في 2013.

وفي عام 2008، قامت شاشكو، رفقة ناشطات أخريات من جامعة خملنيتسكي الوطنية في أوكرانيا، بتأسيس "فيمن" وبعد بضعة احتجاجات تقليدية، قررت الناشطات الظهور عاريات الصدر في العلن، وغالباً ما كنّ يكتبن بعض الشعارات السياسية على أجسادهن.

وتتحدى النساء في جماعة "فيمن" درجات الحرارة المنخفضة للغاية، وهو ما يتجلى من خلال احتجاجهن ضد الاستغلال الجنسي في أوكرانيا في طقس بارد للغاية. وفي دافوس بسويسرا، عمدت الناشطات إلى الاحتجاج ضد عدم المساواة في الدخل أثناء عقد القادة السياسيين والتجار العالميين لمؤتمرهم السنوي.

وفي ميدان القديس بطرس في الفاتيكان، قامت المنتميات إلى جماعة فيمن بالتظاهر ضد الكنيسة الكاثوليكية الرومانية، فضلاً عن عديد من المواضيع الأخرى. وأثناء هذا الاحتجاج العاري، كنَّ يرتدين تيجاناً من الورود للدلالة على العفة. وخلال احتجاجات سنة 2013، كانت الناشطات في منظمة فيمن يركضن عاريات الصدر أمام الرئيس بوتين أثناء زيارته لألمانيا، وهو ما دفعه لرفع إبهاميه والابتسام لهن قبل أن يقوم الحراس بطرحهن أرضاً.

وخلال السنة ذاتها، انتقلت الآنسة شاشكو، رفقة العديد من الناشطات التابعات لمنظمة فيمن، إلى باريس بعد حصولهن على حق اللجوء السياسي من السلطات الفرنسية. وأكدت إحدى مؤسسات الحركة أنهن كن يخضعن لرقابة القوات الخاصة الروسية، مضيفة أن العملاء الروس قاموا بوضع قنبلة يدوية في مكتب فيمن في كييف وأرفقوا معها صورة للرئيس بوتين.

وغادرت شاشكو المنظمة التي أسستها عام 2014، مشيرة إلى أن الحركة التي امتدت ليبلغ صداها مدناً أخرى، فقدت هدفها الرئيسي. وعللت شاشكو قرارها آنذاك بالقول، إن "فيمن لم تعد تلك الحركة الصغيرة والثورية والعدوانية والشجاعة التي أنشأناها في أوكرانيا. لقد أصبحت فارغة في فرنسا".

وقد وُلدت أوكسانا شاشكو في مدينة خميلنيتسكي، وهي عاصمة إقليمية تقع على بعد 160 كيلومتراً غربي العاصمة الأوكرانية كييف. وعمد والداها إلى تدريسها الرموز الدينية عندما كانت تبلغ ثماني سنوات. وبعد سنتين، كانت أوكسانا ترسم الجداريات في الكنائس ودير العبادة. وفي سن 13، قررت الفتاة الأوكرانية أن تصبح راهبة، لكن والداها أثنياها عن قرارها وأقنعاها بالعدول عنه.

وخلال مقابلة  عام 2016 مع مجلة 032c الثقافية الأوكرانية، التي تنشر في برلين، في سنة 2016، قالت شاشكو: "في تلك اللحظة بدأت أفكر في ما يعنيه الدين والإيمان بالنسبة للإنسان، وقد وجدت الإجابة في الإلحاد".

وتضمنت لائحة الأشخاص المتأثرين بأفكار أوكسانا كلا من والدتها أولغا شاشكو وشقيقها ألكسي. وأثناء مكوثها في باريس، عملت الآنسة شاشكو على إنتاج فيلم وثائقي يتعلق بحركة "فيمن" رفقة المخرج الفرنسي، آلان مارغو.

كما عادت الشابة الأوكرانية إلى رسم اللوحات الجدارية، لكنها كانت موجهة للمعارض الفنية وليس الكنائس.

ورسمت شاشكو لوحة تضمنت الثالوث الأرثوذكسي بصدد تدخين السجائر مع الملائكة. كما تضمنت هذه الصورة وضع تيجان زهرية فوق رؤوسهم وبعض الزجاجات الفارغة على الطاولة.

وفي 2016، أقامت الآنسة شاشكو معرضاً فنياً للوحاتها في مدينة باريس. وخلال حديثها لمجلة Crash البريطانية خلال شهر ديسمبر/ كانون الأول 2017، قالت أوسكانا: "في رسومي الرمزية، أقوم بتغيير الرجال وأضع النساء في المركز. إن عملي لا يزال يمتلك طابعاً نسويا للغاية".


واقرأ أيضاً..

كيف فقدتِ وزنك يا كيت بهذه السرعة بعد إنجاب طفلك الثالث؟ دوقة كامبريدج تجيب عن السؤال