سائل حمضي حارق يطارد بنات إيران إذا ارتدين “ملابس غير ملائمة” والجناة يهربون.. عفواً تم حفظ التحقيق

كل ما شعرت به حينها هو ماء ساخن على وجهي، وصوت الدراجة النارية وهي تغادر وصراخ المارة فى الشارع

عربي بوست
تم النشر: 2018/07/27 الساعة 16:04 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2018/07/27 الساعة 16:04 بتوقيت غرينتش

"كل ما شعرت به حينها هو ماء ساخن على وجهي، وصوت الدراجة النارية وهي تغادر وصراخ المارة فى الشارع". هكذا تصف مرضية إبراهيمي البالغة من العمر 28 عاماً تعرضها لهجوم بالأسيد فى أحد شوارع مدينة أصفهان بإيران.

سلام✋ اين عكس،متنش و دل نوشته اي كه براتون ميذارم،اخرِ سالِ٩٦ منو ساخت… نه فقط واسه ي عكس خوبش… بلكه متني كه براش نوشته شده ،تمامِ اون چيزيه كه ميخوام بشه… تمامِ رويامه… سارا … مرسي كه منو تنها نميذاري تو اين اتفاقِ بزرگ… كاش نگاهمان مهربانتر باشد با كساني كه يك كَمَكي با ما فرق دارند… 👇 عادت کرده ایم به دیدن 'دو' تاهایی, که اگر یک شوند تمام معادلات نگاهمان به هم می‌ریزد. دو چشم، دو گوش،…. اما یک نگاه تو می ارزد به تمام نگاه هایی که کامل اند، و چقدر ناقص… تو دوری از هر نوع حس ترحم و دلسوزی، نمی دانم چرا؟ هیچگاه ترحمی نسبت به تو در من نبود، و هیچگاه تو را نیمه ندیدم… تو برایم کاملی، حتی کامل تر از سالهای دور رفاقتمان، کاش همه مان بپذیریم که تو و تمام مرضیه های اطرافمان، مانند ما هستید ، تفاوتی با ما ندارید، به جز کوله بار سنگین تری از تلخی های زندگی…. 🌸 ✏سارا بحرینیان Photo: @sara_bahreinian #سارا_سعید_مرضیه_مهرداد #مرضیه_ابراهیمی #ایران #اصفهان

A post shared by مرضيه ابراهيمي (@marziehebrahimi.official) on

ولكن لماذا؟

في حين يعتقد العديد من الإيرانيين أن المهاجمين هم من المتشددين الإسلاميين الذين يحاولون ترهيب النساء لارتدائهن ما يعتبرونه "ملابس غير ملائمة"، ينكر المسؤولون الإيرانيون ذلك، وأي اقتراح بأن المهاجمين كانوا مدفوعين بالتطرف الديني، أو أنه تم استهداف الضحايا؛ لأنهن كنّ يرتدين الملابس التي يمكن اعتبارها غير ملائمة في نظر المتشدّدين.

مرضية كانت رابع ضحية تتعرض للهجوم بالأسيد (سائل حمضي حارق)، في مدينة أصفهان في سلسلة هجمات شهدتها تلك المدينة منذ العام 2014، وهي الآن تستعد لافتتاح معرض مصور يحكي فترة من حياتها ما بعد الحادث.

"في جزء من الثانية تبدّلت حياتي"

"كنت قد سمعت عن تلك الهجمات في المدينة، ولكن كان لدي موعد مع الطبيب، وكنت أقف على ناصية الشارع بانتظار سيارة أجرة، وفي جزء من الثانية تبدلت حياتي بسبب الأسيد".

فى أحد لقاءاتها الصحافية تصف مرضية الهجوم الذي تعرضت له قائلة: "الأسيد هو انتهاء الحياة".

تروي مرضية إبراهيمي أنها اعتزلت الحياة بعد الحادث، وتوارت عن الأنظار تماماً، لكن بمساعدة خطيبها حينها حاولت الخروج رويداً رويداً.

وتصف أولى لحظات خروجها قائلة: "كنا فى عيد النيروز (الربيع) عندما قررت أن أغادر المنزل مع أسرتي، وكنت أضع الضمادات الطبية، ولم أترك أي شخص إلا وأخبرته أنني تعرضت لهجوم بالأسيد".

بعد أن بدأت مرضية فى التعافي، عرضت عليها المصورة "نيجار مسعودي" أن توثّق تلك الفترة من حياتها بالصور.

تقول مسعودي: "قررت أن أرافق مرضية لبعض الوقت وألتقط صوراً لحياتها، كنت أرغب في أن أوثق كل لحظة مرت بها مرضية بعد الحادث".

وتضيف مسعودي قائلة: "أردت أن أخبر المجتمع بأن من تعرضت لهذا العنف لا بد أن تستكمل حياتها كأي امرأة أخرى، وألا تترك فرصة للمهاجمين في أن ينجحوا في مخططاتهم".

"لذا نريد الحماية بمنع الأسيد كلياً"

لا توجد إحصاءات رسمية لعدد النساء اللاتي تعرضن لهجوم بالأسيد في إيران، كما أن عدداً كبيراً من الجناة نجوا من الاعتقال والمحاسبة.

مرضية وعدد من الضحايا طالبن البرلمان الإيراني بتشريع قانون يحظر بيع وشراء الأسيد، لحماية النساء من هذا العنف.

 بهناز أحمدي، إحدى ضحايا الأسيد فى إيران، تقول لـ "عربي بوست": "طالما أن القضاء والشرطة إلى الآن لم يتمكنا من حماية النساء من تلك الهجمات، فلا بد من منع الأسيد تماماً في إيران، ويجب اتخاذ قرارات سريعة في هذا الأمر".

وتضيف بهناز أنها قابلت عدداً من المسؤولين الكبار هي ومرضية إبراهيمي لحثهم على ضرورة اتخاذ هذا القرار، لكن الأمر ما زال في مرحلة الوعود.

تقول بهناز: "لا أريد أن تتعرض أي سيدة لمثل تلك التجربة المريرة، فلماذا نسير نحن النساء فى الشارع ونتعرض للحرق لأسباب لا نعلمها حتى؟".

"الدولة لم تقدم أي دعم لنا"

وحتى الآن، تنتظر النساء ضحايا الهجوم بالأسيد في إيران أي دعم من الحكومة، دون حدوثه. كما بقين بلا رعاية نفسية أو طبية إلى أن قررت إحدى الضحايا مساعدة عدد من الفنانين والأطباء في تأسيس جمعية لرعاية ضحايا الأسيد العام الماضي، وتقديم الدعم الطبي والنفسي للضحايا.

وتقول عضو مجلس جمعية مساعدة ضحايا الأسيد معصومة عطائي لـ "عربي بوست"، إن الجمعية أعلنت بدء نشاطها في منتصف عام 2017، ولكن للحصول على ترخيص استغرق الأمر عامين في الدوائر الحكومية.

معصومة أيضاً واحدة من ضحايا الأسيد في إيران، وحتى الان لم تتمكن السلطات الأمنية من معرفة الجاني، لكن لدى معصومة رأي آخر، فتقول: "معرفة الجاني سهلة للغاية، ولكن هناك من لا يريد لنا الوصول له".

ونناشد البرلمان للاعتراف بالأمر في نص القانون

زهراء محامية حقوقية حاولت أكثر من مرة أن تسلم أعضاء البرلمان مشروع القانون الذي يحمي ضحايا الأسيد، وتقول لـ "عربي بوست": "حاولت أنا ومجموعة من المحامين أن نلتقي ببعض النواب، لكي نعرض عليهم مشروع قانون جديد للنظر به، ولكن إلى الآن لم يجبنا أحد".

ترى زهراء أن قانون العقوبات الإيراني لا بد أن يوفر الحماية والأمان للنساء اللاتي يتعرضن للعنف، ولا بد أيضاً من إدراج أمر هجمات الأسيد بشكل واضح في نص القانون الإيراني.

لكن الدولة اختارت أن تدفع وتغلق الملفات

منذ أيام قليلة، أُعلن في أصفهان أنه تم حفظ التحقيقات في جرائم الأسيد، حيث شهدت المدينة أكبر عدد من تلك الهجمات، وخر المئات للتظاهر، ومن بينهم الضحايا أيضاً.

وبحسب عباس علي زاده، محامي إحدى الضحايا، تم دفع "مبالغ مالية للدية" من قبَل الحكومة كتعويض للضحايا اللواتي يستخدمن المال لتغطية كلفة العلاج الطبي.

ووافق المدعي العام على هذا الأمر دون حتى الإعلان عن هوية المتهمين أو سير التحقيقات.

علامات:
تحميل المزيد