الرضاعة ليست حمية طبيعية، كما تظن بعض النساء، فالأمر يحتاج من الأم جهداً إضافياً لكي تستعيد وزنها السابق قبل الحمل.
فعلى سبيل المثال شكَّكت سيرينا ويليامز، نجمة التنس الثلاثينية، خلال تصريحات صحفية في الفكرة القائلة بأنَّ الرضاعة الطبيعية تؤدي إلى إنقاص الوزن الزائد الذي اكتسبته الأم في فترة الحمل ونمو الجنين.
وكثيراً ما تُوصف الرضاعة الطبيعية بأنَّها إحدى وسائل إنقاص الوزن، لكن هناك العديد من الأسباب التي تجعل من مجرد الجلوس والسماح لطفلك بأن يمص السعرات الحرارية، أمراً غير مُجدٍ، حسب تقرير لصحيفة The Guardian البريطانية.
تكتسب النساء في المتوسط 4 كيلوغرامات من الدهون أثناء فترة الحمل، ولكي يخسرن كيلوغراماً واحداً، يجب أن يسعين لإنقاص السعرات الحرارية بمقدار 7700 سعرة.
وتستهلك الرضاعة الطبيعية الحصرية ما يقرب من 595 سعرة حرارية يومياً خلال أول شهرين من حياة الرضيع، وترتفع السعرات المستهلكة إلى 695 سعرة حرارية يومياً عندما يكبر الرضيع. نظرياً، في كل أسبوع تُرضع فيه المرأة، يجب أن تخسر خلاله ما يقارب النصف كيلوغرام، أي أنَّها ستعود إلى وزن ما قبل الحمل في غضون شهرين.
لكن الرضاعة رخصة للتغذية المفتوحة
نادراً ما يكون الأمر بهذه البساطة، وهو ما توافق عليه العديد من الأمهات.
أحد هذه الأسباب هو أنَّ الرضاعة الطبيعية تعتبر على نطاق واسع بمثابة رخصة تجيز تناول الكعك.
فقطعة كبيرة من كعكة الجزر المغطاة بكريمة الجبن تحتوي على 650 سعرة حرارية، بل وحتى قطعة مافن البلوبيري الصغيرة التي يقدمها ستاربكس تحتوي على 268 سعرة حرارية. أضيفي إلى ذلك كأس غراند لاتيه، الذي يحتوي 230 سعرة حرارية، هكذا سوف تكونين قد عوضتِ أي نقص في السعرات الحرارية يحدث أثناء فترة الرضاعة.
وغضب الطفل يجعل المرأة في حالة خوف
بالطبع، يُمكن للمرأة أن تلجأ إلى خيارات أكل صحية أكثر، غير أنَّ معظم النساء اللواتي يُرضعن يعشن في خوفٍ من جفاف حليبهن -ما يتركهن مع طفلٍ غاضبٍ يرغب في أن يرضع أكثر من المعتاد- وعادة ما تنصح الزائرات الصحيات الأمهات بأن يأكلن أكثر، ويأخذن قسطاً أكبر من الراحة، باعتبار هذين الأمرين يُعدَّان وسيلة لزيادة الحليب.
ويوجد أيضاً ضغط بيولوجي على الأمهات، يدفعهنَّ لتناول المزيد من الطعام: يزيد هرمون الإرضاع (البرولاكتين) من الشهية، بالإضافة إلى أنَّ اضطراب النوم -أحد الآثار الجانبية لإنجاب طفل- يؤدي إلى تغير في إفراز "هرموني الجوع"، وهما هرمون اللبتين وهرمون الغريلين، ما يزيد بدوره من اشتهاء الطعام الحلو والمالح والمليء بالنشويات.
كما أنَّ الرضاعة لا تتطلب الحركة، بل تدفع إلى كثرة الجلوس، وعادة ما تكون الأمهات الجديدات مشغولات للغاية -ومرهقات للغاية- فلا يجدن وقتاً لممارسة التمارين.
والأم التي لم ترضع طبيعياً خسرت وزناً أكثر
وكما هو متوقع، لم تجد الدراسات التي قاست تأثير الرضاعة الطبيعية على فقدان الوزن سوى تأثير صغير.
فقد خلصت مراجعة لخمس دراسات قاست بانتظام أوزان الأمهات في فترة ما بعد الولادة، إلى أنَّه بعد 12 شهراً تخلصت الأمهات اللاتي يرضعن أطفالهنَّ طبيعياً من 0.6 كيلوغرام.
أما الأمهات اللاتي لم يرضعن طبيعياً فقد خسرن ما يزيد على 2 كيلوغرام.
ولكن يمكن خسارة وزن دون تأثير على الطفل
ومن الممكن كذلك تسريع عملية خسارة الوزن دون حرمان الأطفال الرضع من الحليب.
فقد وجدت دراسة أخرى أنَّه عن طريق التحكم في تناول السعرات الحرارية وضبطها لتصل إلى ألفي سعرة حرارية يومياً، وممارسة التمارين الهوائية (تمارين الإيبروبيك) لمدة 45 دقيقة لأربع مرات في الأسبوع، استطاعت النساء خسارة 0.5 كيلوغرام في الأسبوع، دون أن يؤثر ذلك على إنتاج الحليب.
ومع ذلك، فإنَّ الاختلافات البيولوجية سوف تعني أنَّ بعض النساء سيجدن فقدان الوزن أسهل من أخريات. وحقيقة أنَّ الرياضية سيرينا ويليامز قد تخلصت من وزن الحمل الزائد بصعوبة، رغم اتباعها نظاماً غذائياً نباتياً خالياً من السكر، هو برهان على ذلك.
واقرئي أيضاً..
متى يتخطى الطبيب حدوده ويدخل دائرة التعدي؟.. إليك دليل المرأة في الفحص النسائي الطبي