أهانت المغربيات وأغضبتهن! شركة “نستله” العالمية توقف برنامج “باغي نتزوج” وتعتذر

الشركة قررت إيقاف البرنامج عقب ردود أفعال رافضة لـ "الصورة المسيئة" التي ألصقها البرنامج بالمرأة المغربية

عربي بوست
تم النشر: 2018/04/27 الساعة 14:56 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2018/04/27 الساعة 14:56 بتوقيت غرينتش

يستعرض فيلَّته وسيارته متحدثاً بكل ثقة بالنفس، وصلت إلى حد وصف نفسه بـ"الكامل والمكمول". هكذا قدّم العريس سيدي أنس نفسه للجمهور، وهو الراغب في الزواج من الفتاة التي تختارها وتُباركها والدته "الحاجة". أما معيار القبول فيتمثل في طبخها المميز واللذيذ.

هذه كانت خلاصة أول وآخر حلقات برنامج تلفزيون الواقع بالمغرب "باغي نتزوج" المنشورة على الشبكات الاجتماعية والتي أنتجت لفائدة الشركة العالمية "نستله" – فرع المغرب.

الشركة قررت إيقاف البرنامج عقب ردود أفعال رافضة لـ "الصورة المسيئة" التي ألصقها البرنامج بالمرأة المغربية، والاتهامات بالتمييز الجنسي.

وقال بيان للشركة إن نستله المغرب تتأسف أن سلسلة الويب "باغي نتزوج" قد أساءت إلى عدد من الأشخاص، مضيفاً "في حين أنه من الواضح أن ذلك لم يكن في نيتها، وبالتالي فإن نستله المغرب تتخذ قرار وقف البرنامج، وتشكر زبنائها المخلصين لمساعدتها على إدراك هذا الخطأ غير المقصود".

الدار البيضاء، 26 أبريل 2018بلاغ رسمي – نستله المغرب لقد أخذت نستله المغرب بعين الاعتبار ردود الفعل التي وردت بعد…

Gepostet von A7la la7adat am Donnerstag, 26. April 2018

وتدور فكرة البرنامج حول رغبة الشاب أنس، ذي العينين الخضراوين، في الزواج، وهو ابن " الحاجة"، التي تلعب دور الحماة القاسية والمتجهمة، إذ أَوكَل إليها ابنها "الكامل والمكمول" مهمة اختيار شريكة حياته، لتستضيف داخل "الفيلا" الفارهة 5 فتيات يشاركن في تحديات تحضير الحلويات بالماركة التجارية "نستله".

إشهار أهان المغربيات

فكرة هذه الدعاية التي أوكلت مهمة إخراج حلقاتها لأمير الرواني، مخرج فيديو كليب "عندو الزين" للفنانة المغربية أسما لمنور، لاقت استهجاناً واسعاً من طرف المغربة على الشبكات الاجتماعية، معتبرين أن البرنامج يمرر ويكرس "نظرة دونية للمرأة"، ويعمل على تحويلها إلى شيء مادي والحط من قيمتها ومكانتها التي باتت تتبوأها داخل المجتمع المغربي، حسب تعبيرهم.

وهذا بالضبط ما سارت إليه "فيدرالية رابطة حقوق الإنسان"، غير حكومية، التي أكدت ضمن بيان لها أن "البرنامج اعتبر المرأة سلعة للترفيه والتدبير المنزلي، ويفرض عليها قسراً واجب التعايش مع أنماط عيش لا إرادة لها فيها من أجل الترويج لبضاعة، ما يؤدي لتشييء المرأة والتعامل معها كسلعة تجارية معدة للتسويق لتحقيق أهداف تجارية محضة".

وأوضحت الفدرالية، أن شركة نستله أغفلت أن المرأة المغربية لعبت ولا تزال أدواراً حيوية سياسية واقتصادية وثقافية وعلمية وتنويرية ملموسة ومعترفاً بها، وأنها شريك أساسي في صناعة الحياة وفاعل أساسي في الأسرة والمجتمع"، كما اتهمت الشركة بـ"تكريس ثقافة التمييز والخضوع وإذلال المرأة المغربية".

شركة نستله المغرب حاولت الرد على هذه الاتهامات، بالقول إنها "تولي اهتماماً خاصاً بمكانة المرأة في الشركة، إذ أن 52% من موظفي المكتب الرئيسي من النساء، إضافة إلى أن لجنة الإدارة تضم 37% من النساء".

لطيفة بوشوى، رئيسة فيدرالية رابطة حقوق النساء، أكدت لـ "عربي بوست" أن المغرب قطع أشواطاً طويلة من أجل الرفع من مكانة المرأة والنهوض بأوضاعها وإقرار حقوقها عبر المصادقة على عدد من الاتفاقيات الدولية، "بات من الواجب تحسين صورة المرأة في الإعلام وفي مختلف قنوات التنشئة الاجتماعية والثقافية".

وأوضحت أنه من الواجب "تغيير موجة التمييع والتسطيح والتطرف والعنف والاستهتار بكرامة المرأة وبالتالي كرامة المجتمع".

وكتبت المؤرخة والصحفية سامية الرزوقي تغريدةً على موقع تويتر تعليقاً على الحملة، قائلة: "إليكم صورة للعرض الذي ترعاه شركه نستله ويُدعى (باغي نتزوج)، إذ تنشر الأم إعلاناً لتزويج ابنها (سيدي أنس)، والذي يتسنَّى له الاسترخاء وتذوُّق الطعام، وتزوُّج أفضل من تطهو من بينهن".

واستخدم آخرون وسم "عارٌ على نستله – shame on Nestlé"، قائلين إنَّ النساء المغربيات يستحققن ما هو أفضل من ذلك.

غلطة الشاطر!

خطأ غير مقصود، هو ما سعت شركة "نستله" فرع المغرب لتأكيده، إذ أوضحت ثورية بوشوف، المسؤولة عن الديجيتال بالشركة، أن هذه الأخيرة سعت إلى التواصل مع المغاربة عبر فكرة مبتكرة، عبر هذا البرنامج الذي كان يُعد أول سلسلة واقعية على الويب بالمغرب، لافتة إلى أن الفكرة أرادت الجمع بين المتعة والكوميديا وبين الفائدة.

نشطاء الشبكات الاجتماعية، تلقوا قرار إيقاف البرنامج بارتياح، معتبرين أن إقرار الشركة العالمية الإساءة للمغربيات مع قرار توقيف البرنامج قرار صائب، فيما سار آخرون إلى التأكيد على أن الشركة " خافت من استهدافها بالمقاطعة على غرار منتجات أخرى ضمن حملة شعبية واسعة يخوضها المغاربة بسبب غلاء الأسعار".

سيدي انس بقا بلا زواج..بعد حملة الشجب الواسعة فشبكات التواصل، شركة Nestlé أصدرت بيان اعتذاري وألغت داك البرنامج…

Gepostet von Najib El Mokhtari am Donnerstag, 26. April 2018

وسبق للمغاربة أن اعتبروا أن البرنامج مهين ويكرس صورة دونية عن المرأة باعتبارها مجرد شيء يختار الرجل أفضله وأجمله للزواج بها، منتقدين جعلها مجرد آلة تستعرض مهاراتها في الطبخ لتنال إعجاب الزوج ووالدته، كما عابوا بشدة موافقة الشابات المغربيات الخمس على المشاركة في برنامج يهينهن ويهين جميع المغربيات عبرهن.

علامات:
تحميل المزيد