اختيار وسيلة مناسبة لمنع الإنجاب لم تقرئي عنها في الصفحات النسائية على الإنترنت ولا مجموعات واتساب، هذا الأمر بالغ الأهمية في حياتك الزوجية.
ولكن لسوء الحظ، لا تزال السيطرة على الإنجاب مرتبطة بالأساطير والتضليل، وبينما يبحث الزوجان عن وسيلة مناسبة لتنظيم وتحديد النسل، يجدان نفسيهما حائرَين أمام كثير من الخرافات عن اختيار الوسيلة المناسبة.
تناول تقرير لموقع Business Insider أشهر الخرافات عن وسائل منع الحمل من خلال طرحها على أطباء نساء، كانت هذه إجاباتهم:
1. أسطورة: وسائل تنظيم النسل تمنع الحمل بنسبة 100%
يقول الطبيب نيريس بنفيلد، مدير قسم تنظيم الأسرة في نظام مونتيفيور الصحي، لإنسيدر: "يعتقد معظم الناس أن هذه الأساليب معصومة من الخطأ".
صحيح: تعقيم الإناث، أو "ربط الأنابيب" فعال أكثر من 99٪، ولكن لا تزال غير مثالية، وفقاً لبيانات من مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها (CDC). تذكر أن الحمل لا يزال ممكناً بغض النظر عن نوع وسائل منع الحمل التي تستخدمينها.
2. خرافة: حبة صبيحة الجماع
تناوُل حبة صبيحة الجماع نوع من وسائل منع الحمل في حالات الطوارئ والتي تعمل عن طريق تأخير الإباضة، أو الإفراج عن بويضة من مبيضك.
اطمئني، لن يحدث حمل إذا لم تحدث إباضة ولم تخرج البويضة من المبيض، ولكن كالأنواع الأخرى من وسائل منع الحمل، هذه الطريقة ليست مثالية.
يقول بنفيلد: "تعمل عن طريق تأخير الإباضة، إذا سبق أن حدثت الإباضة، فأخذ [وسائل منع الحمل في حالات الطوارئ] لن يساعدك على الإطلاق".
هناك نوع أكثر فاعلية من وسائل منع الحمل في حالات الطوارئ، وهو اللولب النحاسي، إذا تم إدراجه في غضون 5 أيام من ممارسة الجنس دون وقاية، فإنه يمنع 99.9%من حالات الحمل. ويمكنك ببساطة، تركه في الرحم 10 سنوات أخرى للوقاية من الحمل. اللولب وحبوب منع الحمل الصباحية بعد الجماع لهما إيجابيات وسلبيات.
3. خرافة: تحديد النسل الهرموني سامٌّ وغير طبيعي
بعض المدوَّنات غير الموثقة تنشر مقالات غير علمية ضد تحديد النسل الهرموني، مدّعية أنه أمر غير طبيعي، وسامٌّ، وخطير على جسمك.
ولكن الأمر ليس بهذه السهولة. نعم، جميع أنواع تنظيم النسل الهرمونية لها مخاطر حقيقية، يجب مناقشتها مع طبيبك ِ النسائي. ولكن بالنسبة لكثير من النساء، فوائد تنظيم النسل الهرمونية تتفوق بسهولة على المخاطر، وفقاً لطبيبة أمراض النساء الدكتورة أليس دويك، مؤلِّفة كتاب "The Complete A to Z for your V، "إذا كنتِ تعانين بطانة الرحم فقد تعانين ألم الحيض دون استخدام وسيلة تنظيم النسل الهرمونية".
وقالت دويك: "إن كنت لا تريدين أخذ هرمونات إضافية، ولكن ترغبين في وسيلة فعالة لتنظيم النسل، فهناك حل واحد؛ وهو اللولب النحاسي من باراغراد، العنصر النشط الوحيد هو النحاس، إنه فعال أكثر من 99% ويعطيك 10 سنوات من الحماية (أو أكثر)".
4. الأسطورة: عليكِ تناوُل القرص في الموعد نفسه تماماً كل يوم
الحقيقة أن الأمر يعتمد على نوع الدواء الذي تتناولينه، فإذا كنت تتناولين الأقراص التي تحتوي على البروجستين فقط والتي تُدعى أحياناً القرص الصغير، فأنتِ حقاً بحاجة لتناولها في الوقت نفسه تماماً كل يوم، حيث ينفد تأثيرها بعد 26 ساعة تقريباً، بحسب بنفيلد. إذا تأخرت 3 ساعات أو أكثر، فأنت بحاجة لوسيلة تحديد نسل إضافية، مثل الواقي الذكري لليومين التاليين.
لكن، إن كنتِ تتناولين الأقراص التي تحتوي على البروجستيرون والأستروجين، فستكون لديك فرصة أكبر للمناورة؛ لأن هذه الأقراص تمنع الإباضة.
يتطلب الأمر بعض الوقت ليتمكن المبيض من الاستعداد وإطلاق البويضة؛ لذا إن تأخرتِ عدة ساعات في تناوُل القرص، فأنتِ ما زلت في مساحة الأمان. (ولكنَّ عدم تناول القرص -خصوصاً خلال الأسبوع الأول من المجموعة- أمر مختلف تماماً).
بالطبع، هناك بعض الأطباء الذين ينصحون بتناول كلا النوعين في وقت واحد كل يوم، ببساطة لأنها تساعدك على تحويلها لعادة وجعلها جزءاً من روتينك اليومي. فقط، اعلمي أنكِ لست في حاجة لأن تفزعي إذا تأخرتِ ساعات قليلة في تناول الأقراص المجمعة.
5. ليس من الآمن تفادي الدورة الشهرية باستخدام وسائل تنظيم النسل
تتخلص بعض النساء من دوراتهن الشهرية عن طريق تجاهل الأسبوع الأخير من الحبوب والبدء في علبة جديدة من حبوب تنظيم النسل مباشرة.
كما أن بعض وسائل تنظيم النسل الهرمونية الأخرى -مثل اللولب الرحمي- يمكنها أن تتسبب في اختفاء الدورة الشهرية نهائياً. وكل هذا آمنٌ تماماً.
ويقول بينفيلد: "يعتقد الناس أن عدم وجود النزيف يعني بقاء ما كان يجب أن يخرج في داخلهن". لكن تفادي الدورات الشهرية لا يعني تراكم الدماء في الرحم.
وأضاف بينفيلد: "ما تقوم به الهرمونات هو الإبقاء على بطانة الرحم الرقيقة. إنها تحافظ على الرحم نظيفاً وفارغاً؛ لذا لا يوجد شيء يحتاج للخروج".
إذا كنتِ بحاجة إلى الاطمئنان بوجود الدورات الشهرية، فهذا رائع. وإن أردتِ عدم التعامل معها، فهذا رائع كذلك. يمكن لتفادي الدورات الشهرية أيضاً أن يفيدكِ صحياً؛ إذ إن قلة عدد مرات الدورات الشهرية تقلل من خطر الإصابة بسرطان الرحم، حسبما يقول بينفيلد.
6. خرافة: أجهزة منع الحمل (اللولب الرحمي) تتسبب في الإجهاض
يمنع وجود اللولب الرحمي تخصيب البويضة وزرعها في الرحم، ولا يتسبب في إجهاض البويضة المخصبة بالفعل.
يقول بينفيلد: "بالنسبة للولب الرحمي النحاسي، إذا وصفتُه بعبارات دارجة، فسأقول إن النحاس يقتل الحيوانات المنوية. لذا، حتى على الرغم من استمرار التبويض، واستمرار دخول الحيوان المنوي إلى الرحم، فبمجرد عبورها هذا الجدار المصنوع من أيونات النحاس، تفقد الحيوانات المنوية قدرتها الوظيفية".
ويضيف بنفيلد: "أحد الآثار الرئيسية للهرمونات، هي أنها تصنع طبقة مخاطية سميكة في عنق الرحم، ما يعمل كعائق ضخم أمام الحيوانات المنوية، ولا يصبح بإمكانها الوصول إلى الرحم بشكل ثابت. أسمي ذلك حصار عنق الرحم".
7. خرافة: حبوب اليوم التالي للعلاقة الحميمية تتسبب في الإجهاض
نعم، هناك حبوب تتسبب في الإجهاض بالفعل، لكن الحبوب الخاصة باليوم التالي للعلاقة الحميمية شيء مختلف تماماً.
يقول دويك: "لدي العديد من المرضى الذين يخشون استخدام حبوب اليوم التالي للعلاقة، سواء لأسباب دينية أو شخصية؛ لاعتقادهم أنها ستتسبب في الإجهاض". ويضيف كذلك: "وسائل منع الحمل في حالة الطوارئ ستمنع الحمل، لكنها لن تتسبب في الإجهاض".
ويرجع ذلك -كما أُشير سابقاً- إلى أنها تستهدف المبايض، وتمنعها من إخراج البويضة في المقام الأول، ولا تتسبب في إجهاض البويضة المخصبة.
8. خرافة: يمكن لحبوب منع الحمل التأثير سلباً على الخصوبة
يرى دويك أن كبرى الخرافات المتعلقة بحبوب تنظيم النسل، هي أن لها تأثيراً سلبياً على الخصوبة. لا تتسبب الحبوب بذاتها في التأثير على الخصوبة، حتى لو بدا الأمر كذلك.
شرح دويك أنه في بعض الأحيان، الأسباب التي دفعت المرأة لاستخدام الحبوب في المقام الأول -مثل عدم انتظام الدورة الشهرية أو الاختلال الهرموني- هي الأسباب الحقيقية لمشكلات الخصوبة. يمكن لتلك المشكلات أن تظهر مرة أخرى بمجرد توقف المرأة عن استخدام الحبوب ومحاولة الحمل مجدداً.
من المهم كذلك، أن تتذكر أن خصوبة النساء تتراجع مع تقدم السن، بغض النظر عن وسائل منع الحمل المستخدمة.
9. خرافة: اللولب الرحمي يؤثر سلباً في خصوبتك
يمتلك اللولب الرحمي سمعة سيئة بأنه يتسبب في العقم. يرجع ذلك جزئياً إلى "درع دالكون"، وهو أحد أجهزة منع الحمل التي استُخدمَت في السبعينيات وأسفرت عن ارتفاع خطر الإصابة بمرض التهاب الحوض، وهو عدوى خطيرة تتسبب في العقم.
إلا أن اللوالب الحالية مصنوعة من مواد مختلفة وأكثر أماناً، وهو ما أكده دويك وبينفيلد.
وقال بينفيلد: "خضعت اللوالب التي نستخدمها حالياً لأبحاث واختبارات وتقييمات مكثفة. ولدينا المعلومات والأبحاث التي تشير إلى أنها لا تزيد من خطر الإصابة بالعدوى؛ بل إنها تقلل من هذا الخطر في الحقيقة".
10. خرافة: تكتسب كل النساء وزناً بسبب استخدام حبوب منع الحمل
"تشير القاعدة الأساسية العامة إلى أن ثلث النساء اللائي يستخدمن حبوب منع الحمل يكتسبن وزناً إضافياً، بينما سيبقى الثلث الآخر على وزنهن الطبيعي، وهناك مجموعة من النساء التي قد تخسر وزناً حتى".
أي إنه ليس بوسعنا إطلاق عبارات شاملة حول علاقة حبوب منع الحمل باكتساب الوزن.
أما الملاحظة الأخيرة التي أشار إليها دويك، فهي كالتالي: "إذا رغبتِ في عدم اكتساب وزن إضافي، فإن وسيلة منع الحمل الوحيدة التي عليكِ الابتعاد عنها هي الحقن؛ إذ تكتسب النساء بضعة أرطال في المعتاد بسبب استخدامها".