يقودك المخرج نحو استنتاج ما ثم يقلب الطاولة.. هذه الأفلام أبدعت في تقديم «البلوت تويست» أو التواءة الأحداث المفاجئة

عربي بوست
تم النشر: 2018/10/28 الساعة 04:50 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2018/10/28 الساعة 04:50 بتوقيت غرينتش
يبني المشاهد مع المخرج هرماً نحو خلاصة ما، ولكن فجأة ينقلب الهرم رأساً على عقب

الـ بلوت تويست في الأفلام أو الحبكة الملتوية نجحت نجاحاً باهراً في السينما، وتمكنت بنهايتها غير المتوقعة من أن تعلق في الذاكرة بعكس العديد من القصص الأخرى.

فمن ينسى لحظة اكتشاف بروس ويليس أنه ميتٌ أصلاً في رائعته "الحاسة السادسة" أو The sixth Sense.

يبدأ الفيلم بمشهد يقدم مدخلاً للقصة التي سنتابعها على الشاشة. تتطور أحداث الحبكة مشهداً تلو الآخر، وتقود المشاهد نحو استنتاج معين أو اتهام شخصية ما.

يبني المشاهد مع المخرج هرماً نحو خلاصة ما، ولكن فجأة ومن دون أي مقدمات ينقلب الهرم رأساً على عقب.

يضيع ترتيب الأحداث، ويتبين أن الشرير الحقيقي هو الشخص الذي حاز ثقة المشاهد طوال أحداث الفيلم.

فيما يلي أشهر الأعمال التي نجحت في معادلة بلوت تويست في الأفلام الأجنبية. ومن دون أن نحرق أحداثها، نقدم ملخصاً عن قصصها المثيرة ونترك لك الحكم الأخير فيها:

The Invisible Guest.. جريمة قتل و3 حبكات ملتوية في قصة عبقرية الكتابة والتنفيذ

يستيقظ رجل أعمال شهير داخل غرفة مغلقة الأبواب والنوافذ من الداخل. يجد حبيبته مقتولة فيبلغ الشرطة. كل المؤشرات تدل على أنه ارتكب الجريمة، وإلا فإن القاتل تبخر في الهواء!

هذا الفيلم الإسباني حصل على تقييم 8.1 على IMDb، وصَنَّفه الكثيرون كأحد أفضل أفلام الجريمة.

استطاع صُناعه الحفاظ على مستوى عالٍ من الغموض والإثارة منذ اللحظة الأولى وحتى النهاية.

وفي الليلة التي تسبق المُحاكمة يلتقي مُحامية مُخضرمة، تطلب منه سرد ما حدث على مسامعها، لتُرتب معه ما يتوجب قوله أمام القاضي.

يسرد البطل ما حدث، وتأخذنا القصة إلى جريمة أخرى ارتكبها مع عشيقته بالخطأ.

وأثناء مُحاولاتهما إخفاءها تتأزم الأمور، ما ترتب عليه فيما بعد وفاة العشيقة بشكلٍ غامض.

وبسبب بعض التفاصيل غير المنطقية، تُشكك المُحامية بالقصة، شاعرةً بالإهانة والغضب.

تصر على ضرورة إخبارها بالحقيقة كاملةً. وهنا يُعيد البطل سَرد القصة، ولكن بشكلٍ يختلف ببعض التفاصيل.

تنقلب الأحداث رأساً على عقب، وتضع المُشاهد أمام الحبكة المُلتوية الأولى.

ومع استكمال السرد إذا بحبكة ملتوية ثانية تُحَتِّم على المُتفرِّج إعادة قراءة المشهد كله من جديد. وأخيراً، حبكة ملتوية ثالثة، لا يُمكن توقعها أبداً!

 Gone Girl.. كَيد المرأة أقوى وأبقى من مَكر الرجل

ترشّح الفيلم للأوسكار، وحصل على تقييم 8.1، ووصلت إيراداته إلى 370 مليون دولار.

لكن حبكته الدرامية المُثيرة، وتصاعدها المُفاجئ هو ما يجعله مميزاً. ولعل الأهم، طبيعة الشخصية النسائية التي تتمحور حولها الأحداث.

الفيلم مُقتبس عن رواية بنفس الاسم لجيليان فلين، التي كتبت السيناريو، وإخراج ديفيد فينشر.

أما البطولة فكانت لـ بن أفليك وروزاموند بايك.

تدور قصته حول إيمي، التي يُفاجأ زوجها باختفائها ليلة عيد زواجهما الخامس، وبسبب شُهرتها يُسلط الإعلام الضوء على الحادث.

يُتَهم الزوج بقتل زوجته، خاصةً مع توالي ظهور الأدلة التي تُثبت ذلك.

ثم نكتشف أن الزوجة خططت كل شيء ولفقت الأدلة لزوجها انتقاماً منه لخيانتها.

إلا أن الأحداث لا تقف عند هذا الحَد، فسرعان ما تأخذ الأمور مَنحى آخر أكثر صدمةً وإدهاشاً.

Shutter Island.. أيهما أسوأ أن تعيش وحشاً أم تموت رجلاً صالحاً؟

بتقييم 8.1 ومرتبة 171 في قائمة أفضل 250 فيلماً على موقع IMDb، يأتي فيلم Shutter Island، أحد أفضل أعمال المُخرج مارتن سكورسيزي.

ينتمي لفئة الرعب النفسي والإثارة، ولعب بطولته ليوناردو دي كابريو مارك رافالو، بين كينغسلي، وميشيل ويليامز.

حقق الفيلم العام 2010 إيرادات 295 مليون دولار، وأثارت نهايته الجدل بسبب غموضها واختلاف الجمهور حول تفسيرها.

اضطر العديدون لمعاودة مُشاهدة العمل من جديد، فقصته المأخوذة عن رواية بنفس الاسم تدور أحداثها عام 1954.

تتمحور حول ضابط فيدرالي وصديقه، يُكَلَّفان بالتحقيق في اختفاء مريضة من مستشفى نفسي يضم المُجرمين المُختلين عقلياً.

تبدأ عملية البحث وسط مُحاولات مُدير المستشفى لإخفاء سجلات المرضى، وانقطاع الاتصالات عن الجزيرة الموجود بها المَشفى.

يضطر المُحققون للبقاء هناك مدة طويلة، تبدأ بعدها الشكوك في مُساورة المُحقق الرئيسي حول كل شيء، بدايةً من المعلومات التي يملكها، مروراً بشريكه، ووصولاً لذاكرته وقواه العقلية شخصياً.

ثم تتوالى المُفاجآت.

 Atonement.. النَّدم والتَّكفير عن الإساءة، هل يكفيان للغفران؟

فيلم درامي رومانسي حربي، صدر عام 2007، وحقق نجاحاً فنياً وجماهيرياً هائلاً.

فاز بجائزة أوسكار وجائزتي بافتا BAFTA، كما تجاوزت إيراداته 129 مليون دولار من إجمالي ميزانية 30 مليون دولار، وحصل على تقييم 7.8 على موقع IMDB.

العمل مُقتبس عن رواية بنفس الاسم، أخرجه للسينما جو رايت، أما البطولة فكانت من نصيب كيرا نايتلي، جيمس مكافوي، و‌سيرشا رونان.

تتمحور الأحداث حول بريوني تاليس، فتاة بالثالثة عشرة من عمرها، تتميز بخيالها الخصب الذي يُحمسها للكتابة.

لكن يبدو أن خيالها كان سلاحاً ذا حَدين.

فبسببه تُطلق أحكاماً مُطلَقة واتهامات جزافية على بعض الأحداث المبتورة التي تحدث من حولها.

يقع ظلم فادح يدفع ثمنه ابن مديرة المنزل وحبيب شقيقتها الكبرى.

وهو ما تُدركه البطلة بعد عدة سنوات فتُقرر التكفير عن خطئها بترك دراستها والانضمام لصفوف التمريض.

تسعى للتواصل مع أختها التي قطعت صلتها بعائلتها منذ الحادث، والشاب الذي اختار الانضمام للحرب العالمية الثانية بدلاً من السجن.

فهل تنجح بريوني في تقديم اعتذارها الصادق لمُستحقيه، والكَشف عن الحقيقة المُخزية أم يفوت الأوان؟

هذا ما تُجيب عنه الأحداث التي تتوالى في اتجاه غير متوقع، وصولاً لواحدة من أفضل النهايات المُفاجئة بتاريخ السينما.

The Prestige.. حين ينقلب السحر على الساحر

سواء كنتم تُحبون المفاجآت أو الأفلام التي تدور بعالم السَّحَرة، هذا هو الفيلم الأنسب لكم، إذ يجمع بين الغموض والتشويق.

أُنتج العمل عام 2006، وحصل على تقييم 8.5 على موقع IMDB.

أخرجه كريستوفر نولان، واشترك معه شقيقه في كتابة السيناريو، في حين أُسندت بطولته إلى هيو جاكمان، وكريستيان بيل، وسكارليت جوهانسون.

تدور أحداث الفيلم بالقرن التاسع عشر، وتحكي عن اثنين من السَّحَرة هما: (روبرت وألفريد)، تجمعهما الصداقة والعمل.

 إلا أن خطأً غير مقصود من ألفريد يتسبب في وفاة زوجة روبرت، ويُحولهما لعدوين، يتنافسان فيما بينهما على تقديم أفضل الخدع السحرية وتخريب أعمال بعضهما.

بعد فترة يبتكر ألفريد خدعة تجعله ينتقل بين مكانين بلمح البصر، فيُصاب روبرت بالغيرة ويُقرر معرفة السر.

وحين يفشل، يُقرر تقديم نفس الخدعة، ولكن بوسيلة أخرى تحمل الكثير من المُجازفة.

ومع توالي الأحداث يجد المُشاهد نفسه أمام "بلوت تويست" اثنتين، يتداخلان بطريقة مُعقدة ومُثيرة للاهتمام.

حظي الفيلم بتقييمات نقدية إيجابية، وإيرادات مُرتفعة، مُكلِّلاً نجاحه بالترشح للأوسكار.

كل العوامل السابقة جعلت الفيلم يحتل المرتبة 48 في قائمة IMDb لأفضل 100 فيلم.

 Saw.. لا تُصدق كل ما تراه ولا تثق بالجميع

أثار فيلم Saw جدلاً كبيراً وقت عرضه عام 2004، فهو فيلم رعب بميزانية مُنخفضة لم تتجاوز 1.2 مليون دولار.

ورغم ذلك نجح في جَني أرباح تجاوزت 103 ملايين دولار! الأمر الذي دفع صُناعه لاستثمار النجاح وتقديم 7 أجزاء بعده.

آخرها كان عام 2007، ليصبح إجمالي إيرادات السلسلة 976 مليون دولار، من أصل ميزانية 77 مليوناً.

حصل الفيلم على تقييم 7.6، وإن كانت مراجعاته النقدية جاءت مُتفاوتة.

فبينما وُصف العمل بالدموي بشكل مُبالغ فيه حَد الإزعاج والنفور، أشادت التقييمات الإيجابية بحبكته المُعَقَّدة ذات الدافع المُثير للتأمل، ومشاهد القتل المُميزة بصرياً بالمُقارنة مع ميزانية الفيلم الضئيلة.

وإن كانت النقطة التي أُجمِع على أهميتها هي النهاية المُفاجئة التي صدمت الجميع، إثر اكتشافهم أن المُجرم الحقيقي وراء كل ما جرى، كان أمامهم طوال الوقت دون أن يتم الشَّك به ولو للحظة!

Matchstick Men.. على الباغي تدور الدوائر

فيلم درامي من إنتاج 2003، حاصل على تقييم 7.3.

أخرجه ريدلي سكوت وقام ببطولته نيكولاس كيدج، وسام روكويل.

يدور حول روي، نصاب مُحترف، يكسب المال عبر القيام بعمليات احتيال لا تتسم فقط بالذكاء، بل الفن أيضاً.

لكن على المستوى الشخصي يعيش روي حياة جافة ومُوحشة، تتغيَّر تماماً حين يكتشف أن له ابنة مُراهقة لم يكن يعلم عنها شيئاً.

وبالرغم من اعتياد روي على العيش وحيداً فإنه يُقرر إفساح المجال لتوطيد العلاقة مع ابنته، للدرجة التي تجعله يُقرر التوقف عن امتهان النَّصب، والبحث عن وظيفة شريفة تفتخر بها ابنته.

ما لم يحسب حسابه كان أن يقع هو نفسه ضحية عملية نصب!

 The Others.. نحن ضحايا أنفسنا، والآخرون مُجرد حُجَّه

إذا كنتم من مواليد الثمانينات والتسعينات فأنتم على الأغلب تعرفون هذا الفيلم الذي أثار ضجة وقت عرضه، بسبب النهاية الملتوية التي حظي بها.

هو فيلم رُعب نفسي، بطولة نيكول كيدمان، صدر عام 2001، وحصل على تقييم 7.6، مُترشحاً للعديد من الجوائز، أشهرها البافتا والغولدن غلوب.

 بلغت إيراداته 210 ملايين دولار من أصل ميزانية 17 مليوناً.

أحداث العمل تدور بإحدى الجزر الإنكليزية بعد الحرب العالمية الثانية، وتحكي قصة أم كاثوليكية تعيش مع طفليها بمنزل ريفي.

ولأن الأطفال يُعانون من مرض نادر يجعلهم يتحسسون من الضوء، تفرض الأم عليهم نمطاً معيشياً صارماً لحمايتهم.

ومع وصول بعض الخدم، تُفصح الابنة عن رؤيتها لأشخاص آخرين بالمنزل، وهو ما يتزامن مع الكثير من الأحداث المُريبة، التي تؤكد حقيقة وجود أشباح بالمكان، ومن ثَم تُحاول الأم التخلص منهم، قبل أن تكتشف حقيقة لم تكن بالحُسبان!

 Memento.. السِّر يَكمُن في التفاصيل

فيلم أميركي إنتاج سنة 2000، وهو عمل تشويقي ينتمي لفئة الإثارة النفسية بتقييم 8.5 على IMDB.

تَرَشَّح لجائزتي أوسكار، وحصل على المرتبة 50 في قائمة IMDb لأفضل 100 فيلم.

أخرجه وألّفه كريستوفر نولان، وقام ببطولته جاي بيرس.

نجح العمل في الجمع بين استحسان النقاد والجمهور بالرغم من حبكته المُعقدة، واستمرار تَنَقُّله بشكل عشوائي بين الماضي والحاضر.

يروي قصة محقق سابق تُغتصب زوجته ثم تُقتل، فيُقرر الوصول للمُجرم بنفسه والانتقام منه.

لكن بسبب إصابة يتلقاها أثناء الحادث، يُصاب بفقدان ذاكرة قصير المدى، ما يجعله عاجزاً عن تكوين ذكريات جديدة.

وبالتالي تصبح مهمته شبه مُستحيلة مع استمراره بنسيان الأدلة التي يصل إليها.

الأمر الذي يدفع البطل للجوء لوشم المعلومات على جسده لمساعدته على التَّذَكُّر، ليصل بالنهاية إلى حَل اللغز الذي يُسبب له صدمة شديدة من فَرط عدم التوقع.

وهو ما يحدث للمشاهدين أيضاً.

The Usual Suspects.. أعظم خدعة مارسها الشيطان هي إقناع العالم أنه غير موجود

فاز العمل وقت عرضه بجائزتي أوسكار وجائزتي بافتا، كما احتل المرتبة 26 بقائمة IMDb.

هو فيلم جريمة صدر عام 1995، أخرجه براين سينجر ولعب بطولته ستيفن بالدوين وبينيشيو ديل تورو، وكيفين سبيسي.

قيَّمه المشاهدون على موقع IMDB بمتوسط 8.6.

تدور أحداث الفيلم حول 5 رجال تشتبه بهم الشرطة في سرقة شاحنة، وكنوع من الانتقام يُقررون ارتكاب جريمة سطو كبرى بعد الإفراج عنهم. إلا أن الأمور تتأزم، وتحدث مجزرة على سطح أحد القوارب لا ينجو منها سوى اثنين، فتُقرر الشرطة استجوابهما.

يأخذنا العمل بين ثلاثة محاور:

  • الأول: استجواب كينت الملقب بالثرثار، وهو رجل هزيل وأعرج، يظل على مدار الأحداث يقص على مسامع الشرطة قصصاً مُتقطّعة بعضها من ماضيه وبعضها عن أسطورة "كايزر سوزيه"، المُجرم السادي الذي تظنه الشرطة مَحض خُرافة.
  •  الثاني: استجواب الناجي الآخر الذي لا يتحدث الإنكليزية.
  •  أما الثالث فهو الحاضر.

تتقاطع المحاور الثلاثة، يتخللها الكثير من العودة إلى الزمن، وصولاً للنهاية التي أجمع النُّقاد على أنها واحدة من أعظم نهايات الأفلام على الإطلاق.

علامات:
تحميل المزيد