«نعم أخطأنا».. تغريدتان من الممثل ناصر القصبي عن حادثة مقتل جمال خاشقجي تثيران غضب السعوديين

عربي بوست
تم النشر: 2018/10/21 الساعة 14:11 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2018/10/21 الساعة 15:51 بتوقيت غرينتش
الممثل السعودي ناصر القصبي

بعد مضيّ أكثر من أسبوعين على الواقعة التي ضجّ العالم كلّه بها، ظهر أول تعليق من ممثل سعودي على حادثة مقتل جمال خاشقجي في اسطنبول.

تغريدتان من ناصر القصبي عن حادثة مقتل خاشقجي تثيران غضب السعوديين

الممثل السعودي ناصر القصبي نشر الجمعة 19 أكتوبر/تشرين الأول 2018 تغريدتين على حسابه في تويتر حول قصة الصحافي السعودي قال في الأولى منها صباحاً:

"الأزمة الطاحنة التي نمر بها هزتنا نعم ولكنها شدت أصلابنا و أعطتنا درس عظيم و بغض النظر عن التفاصيل(  والشيطان فيها ) يجب ان نعرف ان العدو الأخطر  ليس ولاية الفقيه ولا الصهاينه و لا الأخوان ولا الإعلام المسيس ولا الغرب ولا الشرق  بل هو حاكم قابع هناك في زاويه صغيره  . و وجب قلبه".

 

أما في الثانية التي نشرها مساء الجمعة، فقال القصبي: 

"حدث مؤسف نعم ارتبكنا نعم أخطأنا في عدم نشر البيان سريعاً نعم، لكننا لم نكابر واعترفنا بالخطأ".

لكن الممثل الشهير لم يواجه بانتقادات من المعارضين السعوديين فحسب، فكانت هناك ردود سعودية كثيرة تنتقد القصبي وترى أنه أساء للمملكة وللنائب العام في التغريدتين.

فلم يلق اعتراف القصبي بأن السعودية أخطأت في هذا الملف قبولاً لدى كثيرين، مع أن الممثل ضمّن في تغريدته هجوماً على من يرى أنهم كانوا "حمقى وكابروا في هذه القصة".

حاول القصبي قدر المستطاع تلطيف تغريدته أكثر في نهايتها فقال: "هذة الحكمة السعوديه". ومع ذلك، كانت الردود قاسية على القصبي وكأنها تعاقبه على الحديث أساساً حول القصة.

 

وبين من رأى أن القصبي لا بد أن يعاقب بالسجن على هاتين التغريدتين، ربط آخرون ما قاله بشخصيته وأسلوبه وأدواره الكوميدية الساخرة التي عرفها به السعوديون على مدار عقود.

الرواية السعودية الجديدة حول مقتل خاشقجي

وكانت وكالة رويترز، قد نقلت الأحد 21 أكتوبر/تشرين الأول 2018، عن مصدر سعودي لم تسمه، عدداً من التصريحات الجديدة فيما يتعلق بمقتل خاشقجي.

وكشف المصدر عما سماها "الخطة الأولية" التي أعدَّها فريق الاغتيال للتعامل مع خاشقجي، والتي تتنافى تفاصيلها مع التسريبات التركية.

المصدر السعودي ذكر أن "الخطة الأولية" للفريق كانت تهدف إلى خطف خاشقجي، وإخفائه فترة في إسطنبول.

وقال المصدر: "كان الهدف من هذه الخطوة هو إقناع خاشقجي في أثناء إخفائه بالعودة للرياض، وفي حال رفض، كان من المخطط إطلاق سراحه".

وأكد أن ماهر مطرب، ضابط الاستخبارات المقرب من ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، هو من تعامَل مع خاشقجي.

وكان هذا توجيهاً من سعود القحطاني مستشار ولي العهد السعودي، الذي نصح بأن يكون الشخص الذي سيتعامل مع الضحية على معرفة شخصية به.

قام "مطرب" بالتحدث مع خاشقجي داخل القنصلية، وطلب منه العودة لبلاده، مهدِّداً إياه بالتخدير والخطف، في محاولة لإخافته، بحسب المصدر السعودي.

وكانت مصادر مطلعة على سير التحقيقات في إسطنبول، أكدت أنه بناء على تسجلات بحوزة السلطات لحادثة قتل خاشقجي، فقد قُتل على الفور بعد 4 دقائق فقط من دخوله القنصلية.

كما أشارت إلى أن غرفة داخل القنصلية قد أعدت للتعامل مع جثته، وهو ما يشير إلى أن نية القتل كانت مبيتة.

جمال خاشقجي: ماذا ستفعلون بي؟

وتابع المسؤول السعودي إن خاشقجي رفض وأبلغ "مطرب" أن شخصاً ما ينتظره بالخارج، وسيتصل بالسلطات التركية إذا لم يظهر خلال ساعة.

وكانت خديجة جنكيز، خطيبة خاشقجي، قالت لـ"رويترز" إنه كان قد سلَّمها هاتفيه المحمولين، وطلب منها أن تنتظره وتتصل بمساعد للرئيس التركي إذا لم يعد.

وداخل القنصلية، وفقاً لرواية المسؤول، قال خاشقجي لـ"مطرب": "هذا الأمر مخالف للأعراف الدبلوماسية والأنظمة الدولية. ماذا ستفعلون بي؟ هل لديكم نية لخطفي؟".

وردَّ "مطرب": "نعم، سنخدرك وسنقوم باختطافك"، وهو ما وصفه المسؤول بمحاولة تخويف تخالف هدف المهمة.

وعندما رفع خاشقجي صوته أُصيب الفريق بذعر. ووفقاً لرواية الحكومة، حاولوا أن يسكتوه وكتموا أنفاسه.

وقال المسؤول: "نتيجة إصرار جمال على رفع صوته وإصراره على مغادرة المكتب، حاولوا تهدئته، لكن تحوَّل الأمر إلى عراك بينهم… ما اضطرهم إلى تقييد حركته وكتم نفسه".

وأضاف: "حاولوا أن يُسكتوه لكنه مات. لم تكن هناك نية لقتله".

ورداً على سؤال عما إذا كان الفريق خنق خاشقجي، قال المسؤول: "إذا وضعت شخصاً في سن جمال بهذا الموقف، فسيموت على الأرجح".

التخلص من جثة خاشقجي

وعلَّق المصدر لـ"رويترز" على ذلك، قائلاً: "لقد تجاوز (مطرب) أهداف المهمة بهذا الفعل".

وأضاف أن الأمور ساءت من البداية؛ إذ إن الفريق تجاوز التعليمات ولجأ سريعاً إلى العنف.

وتابع المصدر: "بعد ذلك، تم لف جثة خاشقجي في سجادة وتسليمها لـ(متعاون محلي)؛ للتخلص منها"، حيث لم يحدد المصدر جنسية المتعاون الذي سُلِّمت له الجثة.

ورداً على سؤال عن مزاعم تعذيب خاشقجي وقطع رأسه، قال المسؤول إن النتائج الأولية للتحقيق لا تشير إلى ذلك.

واعترف المصدر بأن طبيب التشريح، صلاح الطبيقي، حاول إخفاء آثار الحادثة.

ولم يوضح المسؤول السعودي ما هي الآثار التي قام الطبيقي بإخفائها، رغم أنه تحدث فقط عن خنق خاشقجي، ولم يذكر في الحادثة ما يشير إلى تعرُّضه لنزيف.

وكان مسؤولون أتراك قد أبلغوا "رويترز"، أن قتلة خاشقجي ربما ألقوا أشلاءه في أحراش بلغراد المتاخمة لإسطنبول وفي موقع ريفي قرب مدينة يلوا.

وقال مسؤول كبير إن المحققين الأتراك سيعرفون -على الأرجح- ما حدث للجثة، خلال فترة "غير طويلة".

وأضاف المسؤول السعودي أن المتعاون المحلي يقيم في بإسطنبول، ولم يكشف عن جنسيته. وأضاف أن المحققين يحاولون معرفة مكان الجثة.

وفي الوقت ذاته، ارتدى أحد أفراد الفريق -ويدعى مصطفى المدني- ملابس خاشقجي ونظارته وساعته الذكية.

ثم غادر من الباب الخلفي للقنصلية، في محاولة لإظهار أن خاشقجي خرج من المبنى. وتوجَّه "المدني" إلى منطقة السلطان أحمد، حيث تخلَّص من المتعلقات.

وقال المسؤول إن الفريق كتب بعد ذلك تقريراً مزوراً لرؤسائه، قائلاً إنه سُمح لخاشقجي بالمغادرة بعد أن حذر من أن السلطات التركية ستتدخل، وأنهم غادروا البلاد سريعاً قبل اكتشاف أمرهم.

ويتساءل متشككون عن سبب مشاركة مثل هذا العدد الكبير، وبينهم ضباط بالجيش وخبراء في الطب الشرعي متخصصون بالتشريح، في العملية إذا كان الهدف هو إقناع خاشقجي بالعودة للسعودية بإرادته.

وقال المسؤول إن جميع أفراد الفريق، ومجموعهم 15 شخصاً، اعتُقلوا، ويجري التحقيق معهم، إضافة إلى 3 مشتبه فيهم آخرين

 

تحميل المزيد