أغانٍ مصورة ومتابعة مليونية رغم الاعتقال والسجن.. ماذا خسر سعد لمجرد غير حريته ولقاء جمهوره؟

بعدما أعلن عن إصدار فيديو كليب جديد بعد أيام قليلة من إطلاق سراحه، يتساءل كثيرون: ماذا خسر سعد لمجرد من تهم التحرش الجنسي التي تم إيقافه بسببها؟

عربي بوست
تم النشر: 2018/12/12 الساعة 11:11 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2018/12/13 الساعة 15:00 بتوقيت غرينتش

لم تمر سوى أيام قليلة على إطلاق سراحه المشروط، بعد احتجاز دام 3 أشهر، قبل أن يُعلن الفنان المغربي سعد لمجرد عن تاريخ إصدار فيديو كليب أغنيته الجديدة "بدِّك إيه"، في 17 ديسمبر/كانون الأول الجاري.

داخل حوض مائي، محاطاً بشمعدانات نحاسية من الصناعة التقليدية المغربية، وبصدر يحمل ندبة كبيرة على جانبه الأيسر، لا يعلم جمهور لمجرد إن كانت الصورة التي انتشرت على شبكات التواصل الاجتماعي قد تم التقاطها بعد خروجه من السجن أم قبله، مرجحين أن تكون لقطة من الكليب الجديد.

أغنية جديدة للمجرد.. سرعة الإنجاز

في الوقت الذي أبدى فيه عدد كبير من المتابعين دهشتهم من سلاسة عودة سعد لإنجاز أغان وكليبات بعد محنة السجن، أثنى آخرون على استمرار الإنتاج الفني للنجم المغربي، على الرغم من المشاكل القانونية التي يعيشها. وكان لمجرّد محبوساً للمرة الثانية على ذمة تحقيق في قضية اعتداء جنسي.

وتساءل نشطاء على شبكات التواصل الاجتماعي عن الطريقة التي تمكن عبرها "المعلم" من تجهيز أغنية وكليب بهذه السرعة.

"عربي بوست" استقصت حول الموضوع، وعلمت من مصدر مقرب جداً من الفنان المغربي، أن فيديو كليب الأغنية الجديدة تم تصويره خلال شهر رمضان المنصرم، نافياً أن يكون تم تصوير الأغنية بعد الخروج من السجن.

وسبق للمجرد أن قدم أغنية "يا الله" الدينية خلال الشهر الفضيل، بعد أن سمح له القضاء الفرنسي بقضاء شهر رمضان بين أفراد عائلته بالمغرب، ومنحه الحرية التامة في طرح أعماله الفنية، متبوعة بأغنية "كازابلانكا".

المغني المغربي سعد لمجرد/Social Media
المغني المغربي سعد لمجرد/Social Media

ماذا خسر سعد لمجرد بسبب قضايا الاغتصاب؟

عدم ركون النجم الشاب إلى التوقف عن الإنتاجات الفنية بسبب اعتقاله لشهور طويلة، بعد اتهامات باغتصاب شابتين فرنسيتين، واستمراره في إصدار أغان جديدة شوهدت ملايين المرات وتصدرت أكثر الفيديوهات مشاهدة بالمغرب وفرنسا وعدد من البلدان العربية، لا تنفي أن لمجرد خسر الكثير بسبب هذه القضايا التي لاحقته لأكثر من سنتين.

1ـ تأذت سمعته بشكل كبير

نالت قضيتا الاعتداء الجنسي على شابتين فرنسيين من سمعة سعد لمجرد، وصارت قصة اغتصاب كل من "لورا بريول" عام 2016، وامرأة أخرى بمدينة "سان تروبيه" عام 2017، مادة دسمة لصحف عالمية، خاصة أن المدة الفاصلة بين القضيتين متقاربة.

لم تكن القضية المرفوعة ضد لمجرّد، في أكتوبر/تشرين الأول 2016، هي الأولى من نوعها، بل سبقتها قضية في سنواته الأولى كفنان، حيث اتهمته شابة أميركية باغتصابها، في فبراير/شباط 2010 تحديداً، ما جعله يغادر الأراضي الأميركية دون أن يجرؤ على العودة إليها مرة ثانية.

بعد شهور على انفجار قضية الفتاة الفرنسية الأولى، ظهرت شكوى جديدة تقدمت بها فتاة مغربية، قالت فيها إن لمجرد اغتصبها بمدينة الدار البيضاء، منتصف عام 2015، إلا أنها لم تتمكن من وضع شكايتها ضده.

2ـ فوت على نفسه جائزة أفضل مطرب إفريقي

تهم لمجرد المتتابعة أدت إلى حذف اسمه من قائمة جوائز الموسيقى الإفريقية afrim، عقب دخوله المنافسة على لقب أفضل مطرب في إفريقيا لعام 2018.

سعد لمجرد الذي كان أبرز المتنافسين على الجائزة في تصنيف شمال إفريقيا، خاصة بعد النجاح الجماهيري الذي لاقته أغنيته المصورة "كازابلانكا"، تم استبعاده بشكل مؤلم من الجائزة.

ولا شك أن خطوة القائمين على الترشيحات شكلت ضربة موجعة للفنان، خاصة أن  afrim  تعد أعرق وأهم الجوائز الموسيقية على مستوى القارة السمراء.

3ـ أغانيه ممنوعة بالمغرب وخارجه

في سابقة من نوعها بالمغرب وتونس، أعلنت إذاعات مغربية ومغاربية استجابتها لأصوات نسائية طالبت بمنع بث أغنيات سعد لمجرد، عقب تورطه في القضية الثانية المتعلقة باغتصاب فتاة سان تروبيه.

القضايا والاتهامات الثقيلة التي جعلت الفنان يسجن شهوراً طويلة رهن التحقيق، دفعت كلاً من إذاعتي "هيت راديو" و"راديوM2″ المغربيتين إلى إعلان توقف بث أغانيه، استجابة لحملات قادها نشطاء شبكات التواصل الاجتماعي في المغرب، تشجع وسائل الإعلام على مقاطعة الأغاني.

وبعدها بأسبوع واحد قررت إذاعة "موزاييك إف إم" التونسية، التي تعتبر الإذاعة الأكثر استماعاً في تونس، وقف بث أغاني لمجرّد كذلك، وفق ما أعلنت عنه في بيان نشرته على موقعها الرسمي.

4ـ شهور داخل السجون.. وحرية معطوبة خارجه

بداية من اعتقال احتياطي لمدة 7 أشهر عقب اندلاع قضية "لورا بريول"، وصولاً إلى اعتقال ثان قرابة 3 أشهر، بعد الاتهام الثاني في قضية فتاة "سان تروبيه"، قضى لمجرد الكثير من الوقت بين جدران السجون، بعيداً عن والديه وأقاربه وجمهوره.

كانت البداية داخل سجن "فلوري"، حيث تم إيداعه فيه عقب تحقيق مطول بخصوص تهمة اعتداء جنسي على "لورا بريول". وبعد مضي 7 أشهر تم إطلاق سراح لمجرد، في أبريل/نيسان 2017، بقرار من محكمة الاستئناف في باريس.

وبعد أكثر من سنة على إطلاق سراحه، تم سجن الشاب البالغ 34 سنة، للمرة الثانية عقب اتهام جديد بالاغتصاب من طرف فرنسية تبلغ من العمر 33 عاماً، حيث قضى ثلاثة أشهر، ثم تم الإفراج عنه قبل أسبوع.

خلال فترات سجنه سمحت له المحكمة بالخروج أحياناً بشكل مؤقت، إلا أن لمجرّد كان يتمتع بحرية عرجاء، إذ إن القضاء الفرنسي كان يمنحه سراحاً مؤقتاً بشروط ثقيلة وأحياناً مهينة، كإلزامه باستعمال سوار إلكتروني ملفوف حول ساقه يحدد موقعه، فضلاً عن سحب جواز سفره ومنعه من مغادرة الأراضي الفرنسية تحت أي ظرف، وإجباره على تسليم نفسه يومياً للدرك الفرنسي.

5ـ أموال مهدرة

أحد الشروط التي تسمح بموجبها الشرطة الفرنسية بإطلاق سراح متّهم مثل لمجرد، هو الكفالات المالية ذات القيمة الضخمة، التي كان لمجرّد يدفعها كل مرة.

ففي قضية الفتاة الفرنسية الأولى، خرج لمجرد بعد دفعه كفالة 100 ألف يورو، اشترطها قاضي الحريات الفرنسي، كضمانة لتمتعه بالسراح المؤقت.

أما في القضية الثانية المتعلقة بامرأة سان تروبيه، فتم دفع كفالة أولى عقب التحقيق معه لثلاثة أيام بلغت قيمتها 150 ألف يورو، لتتم إعادته إلى السجن من جديد حيث قضى ثلاثة أشهر وغادره قبل أيام بعد دفع كفالة ثالثة بقيمة 100 ألف يورو.

وإذا ما تم استثناء المتابعة الكبيرة لأغاني لمجرد على يوتيوب وعائداتها المادية، فإن منعه من إحياء حفلات فنية سببت حتماً خسائر مادية كبيرة للفنان ذي الشعبية الواسعة.

6ـ الأصدقاء.. يوم لك ويوم عليك

تعاطف كبير ودعم أكبر حظي به لمجرد، بعدما تصدرت صور اعتقاله صفحات الجرائد الفرنسية والعربية، حين اتهم بداية باغتصاب "لورا بريول"، حيث اعتبر أصدقاؤه من الفنانين المغاربة والعرب أن الأمر "مؤامرة" لتدمير نجاحه الكبير وشهرته الواسعة.

حينها استبعد فنانون ضلوع سعد في القضية، داعين إلى دعمه في محنته وعدم الالتفات إلى الاتهامات الموجهة له، ومعربين عن حزنهم بعد القبض عليه، وعلى رأسهم سميرة سعيد ودنيا بطمة وأسماء لمنور وأصالة وغيرهم.

إلا أن تكرار الأمر وتوجيه تهمة أخرى مماثلة إلى لمجرّد جعل عدداً كبيراً من أصدقائه وزملائه بالوسط الفني يلجأون إلى الصمت وعدم التعليق، أو توجيه نصائح له بإعادة ترتيب أوراقه. في وقت وجه له البعض انتقادات حادة كالفنانة التونسية هند صبري، ما جعلها تدخل في شنآن مع فنانين آخرين استمروا في الدفاع عنه، مؤكدين أن سعد لمجرد بريء إلى أن تتم إدانته.

تحميل المزيد