يبدو أن حلم المصريين الذي يراودهم منذ ستينيات القرن الماضي، بحصول فيلم مصري على جائزة أوسكار، اقترب من التحقق.
إذ استقرت لجنة اختيار الفيلم المصري، التي شكَّلتها نقابة المهن السينمائية، على فيلم "يوم الدين" للمخرج أبو بكر شوقي، لتمثيلها في النسخة الـ91 من مسابقة أوسكار ضمن فئة "أفضل فيلم غير ناطق بالإنكليزية".
وعلى الرغم من أن الفيلم تم رفض مشاركته من قبلُ في 3 مهرجانات معروفة بأوروبا وأميركا الشمالية، فإنه نجح في الوصول لـ"كان".
وبعدما كان مقرراً عرضه ضمن قسم "نظرة ما" بالمهرجان، قرَّرت إدارة المهرجان وضعه في المسابقة الرسمية.
ما هي قصة الفيلم؟
تدور قصة الفيلم في إطار درامي كوميدي حول رجل يدعى "بشاي"، بمنتصف العمر، ترعرع داخل مُستعمرة للمصابين بالجذام.
وبعد وفاة زوجته المصابة هي الأخرى بالجذام، يغادر المستعمرة ويبدأ مغامرته الأولى في حياته برفقة صديقه النوبي أوباما، في رحلة يمر فيها على مناطق كثيرة بمصر، في محاولة منه للوصول لعائلته التي تركته في تلك المستعمرة وهو صغير.
ويلقى الفيلم اهتماماً كبيراً من صنّاع السينما في مصر، حتى إنه الفيلم المصري الوحيد الذي تم اختياره لتمثيل مصر في المسابقة الرسمية لمهرجان الجونة "مسابقة الأفلام الروائية الطويلة".
حيث سيبدأ الفيلم عرضه التجاري في مصر، بداية من 26 سبتمبر/أيلول 2018؛ لتحقيق شرط الأكاديمية الأميركية بعرض الفيلم قبل نهاية سبتمبر/أيلول 2018.
والفيلم من بطولة راضي جمال، وأسامة عبد الله، ومحمد عبد العظيم، وأحمد عبد الحافظ، وشهيرة فهمي، وشهاب إبراهيم، وعادل عبد السلام، وهو من تأليف وإخراج أبو بكر شوقي، ومن إنتاج دينا إمام، وأبو بكر شوقي.
بالاعتماد على التمويل الشخصي وبعض المنح من جهات مختلفة، منها معهد ترابيكا ومهرجان الجونة في دورته الأولى، بالإضافة إلى مشاركة المنتج محمد حفظي في عملية الإنتاج بتمويله في مرحلة ما بعد التصوير.
فرصته كبيرة للظفر بالأوسكار
ما يزيد من فرص الفيلم في الحصول على الأوسكار هو تحقيقه نجاحات مختلفة في المهرجانات التي شارك فيها.
حيث حصد جائزة Francois chalais في مهرجان "كان"، وهي الجائزة التي تخص الأحداث الواقعية في الأفلام.
كما أنه شارك في مهرجان ملبورن السينمائي بأستراليا، في أغسطس/آب 2018، وقررت إدارة المهرجان إعادة عرضه بعد نجاح عرضه الأول، وكذلك تخصيص 3 عروض له بمهرجان لندن، المقام في أكتوبر/تشرين الأول 2018.
هذا بالإضافة إلى وجوده في المسابقة الرسمية بمهرجان الجونة السينمائي، وهو ما يزيد من ثقة اللجنة به للمنافسة على جائزة الأوسكار.
يوم يتساوى فيه البشر!
ترجع تسمية الفيلم بـ"يوم الدين"، وفقاً لصُناعه، إلى أن "يوم الدين هو يوم يتساوى فيه البشر، فلا يفرّق بينهم شكل أو لون بشرة أو مظهر، ويصبح المقياس الأول والأخير، هو جوهرهم".
على مدار تاريخ المسابقة، نال جائزة "أفضل فيلم غير ناطق بالإنكليزية"، فيلم عربي وحيد وهو "زد"، إنتاج مشترك بين الجزائر وفرنسا عام 1969، من إخراج كوستا جافراس.
وتقام جائزة الأوسكار، المقدمة من الأكاديمية الأميركية لفنون وعلوم الصور المتحركة، يوم 24 فبراير/شباط 2019.
وهي الجائزة السينمائية الأهم والأرفع في العالم، التي يسعى الجميع للحصول عليها، فهل سيعيد المصريون أمجاد السينما العربية إلى الواجهة؟