أبناء نيل أرمسترونغ يعتقدون أن الفيلم الذي تناول قصة حياة أبيهم غير معادٍ للوطن.. بينما يزيد الرجل الثاني الذي صعد للقمر حدة الجدال

لا يعتقد أبناء نيل أرمسترونغ أن فيلم First Man، وهو فيلم سيرة من بطولة رايان غوسلينغ يتناول قصة والدهم، معادٍ لأميركا، بينما يعتقد بعض المحافظين الأميركيين أنه كذلك. أما باز ألدرن، الرجل الثاني الذي صعد إلى سطح القمر، فقد يتفق معهم وقد لا يتفق لكنه أشعل الجدال أيضاً.

عربي بوست
تم النشر: 2018/09/04 الساعة 16:27 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2018/09/04 الساعة 16:28 بتوقيت غرينتش

لا يعتقد أبناء نيل أرمسترونغ أن فيلم First Man، وهو فيلم سيرة من بطولة رايان غوسلينغ يتناول قصة والدهم، معادٍ لأميركا، بينما يعتقد بعض المحافظين الأميركيين أنه كذلك. أما باز ألدرن، الرجل الثاني الذي صعد إلى سطح القمر، فقد يتفق معهم وقد لا يتفق لكنه أشعل الجدال أيضاً.

شاهد المقطع التعريفي للفيلم

كانت هذه هي النقطة التي ثار حولها الجدل لمدة أسبوع في وسائل التواصل الاجتماعي المتعلقة بالفيلم، الذي افتُتِحَ به مهرجان فينيسيا السينمائي ونال استحسان الكثيرين، حسب صحيفة The Guardian البريطانية.

وقد أعاد فيلم First Man الجمع بين نجوم فيلم La La Land الحائز على جائزة الأوسكار: المخرج داميان تشازل، الذي وُلِدَ في الولايات المتحدة لأب فرنسي وأم كندية، ورايان غوسلينغ، الكندي الجنسية.

لا يعرض الفيلم اللحظة التي نصب فيها رائدا الفضاء الأميركيان اللذان استقلَّا مركبة الفضاء أبوللو 11 العلم الأميركي على سطح القمر في 21 يوليو/حزيران عام 1969. بينما ذكر النقاد أن النجوم والخطوط التي تميز العلم الأميركي ظاهرة في المشاهد التي تصور سطح القمر.

الهبوط البشري على القمر لا علاقة له بالجنسيات

وذكرت صحيفة The Daily Telegraph البريطانية أن غوسلينغ قال إن الهبوط على القمر "أمر بعيد عن الجنسيات والحدود، وقد اعتبره العديدون إنجازاً بشرياً فحسب، وقد اخترنا أن نعرضه من هذا المنظور".

كما قال إنه لا يعتقد أن أرمسترونغ "اعتبر نفسه بطلاً أميركياً"، وأضاف: "وقد أدركت من اللقاءات التي أجريتها مع عائلته ومعارفه، أنه كان على العكس تماماً. وقد أردنا أن يعكس الفيلم رؤية نيل، وأنا مواطن كندي، ولذلك قد يكون لدي نوع من الانحياز المعرفي".

62297main_neil_on_moon_full.jpg

لكن المحافظين الأميركيين غاضبون

ثارت ثائرة المحافظين الأميركيين على صدى الجدال الدائر حول الأفلام الأميركية التي تعرض الإنجازات التاريخية التي حققتها دول أخرى -مثل فيلم U-571. وقد ربطت إينسلي إيرهارت، مقدمة برنامج Fox & Friends التلفزيوني، الفيلم باحتجاجات لاعبي اتحاد كرة القدم الأميركية NFL والتصريحات الأخيرة التي أدلى بها أندرو كومو حاكم ولاية نيويورك.

وقالت: "إنهم لا يعتقدون أن أميركا عظيمة، إنهم يريدون الانحناء  للعلم، وللنشيد الوطني (كما فعل لاعبو كرة القدم الأميركية أثناء احتجاجاتهم).. "لم تكن أميركا عظيمة قط" (كما صرح كومو).. إنهم خائفون من العلم الأميركي. هذه هي هوليوود".

وترمب لم يعلق بعد

وعلى غير العادة، لم ينشر دونالد ترمب، رغم أنه من أشد المعجبين ببرنامج Fox & Friends ويحرص على مشاهدته باستمرار، تغريدةً على تويتر يُعلِّق فيها على هذه المسألة، ولكن ماركو روبيو فعل.

إنها أميركا لا الأمم المتحدة من هبط على سطح القمر

فقد كتب روبيو، وهو ممثل ولاية فلوريدا في مجلس الشيوخ الأميركي، منتقداً بسخرية: "هذا جنون مطبق، وإساءة بالغة في وقتٍ يحتاج فيه شعبنا التذكير بما يمكن أن نحققه عندما نعمل معاً. لقد دفع الشعب الأميركي ثمن تلك المهمة، لقد صنع الأميركيون هذه الصواريخ، مستخدمين وسائل تكنولوجية أميركية تحمل رواد فضاء أميركيين. لم تكن مهمة الأمم المتحدة".

وقد رد عليه تشازل بقوله: "إن قيام شخص بنصب العلم على سطح القمر هي مهمة من ضمن مهام عديدة اضطلعت بها أبوللو 11 والتي اخترت عدم التركيز عليها. وللرد على السؤال إذا ما كان هذا تصريحاً سياسياً، فإن الإجابة هي لا. كان هدفي من هذا الفيلم هو مشاركة الجمهور الجوانب المجهولة الخفية التي صاحبت الرحلة الأميركية إلى القمر -خاصة الجانب الشخصي المُتعلِّق بنيل أرمسترونغ وما كان يفكر فيه ويشعر به خلال تلك الساعات القليلة المميزة".

وتحاول عائلة رائد الفضاء الأول استيعاب الغاضبين

سارع أفراد عائلة أرمسترونغ لتهدئة الأمور. وفي تصريح نُسِبَ إلى كاتب السيرة جيمس هانسن، قال إن ريك ومارك أرمسترونغ قالا: "هذه القصة هي قصة إنسانية وعالمية. وهي، بلا شك، تحتفي بإنجاز أميركا. وعلاوة على ذلك، فهي تحتفي بإنجازٍ حدث "للبشرية جمعاء"، كما كتب نيل وباز على لافتة نصباها على سطح القمر".

وأشاد مارك أرمسترونغ بأداء الممثلة البريطانية كلير فوي التي أدت دور والدته جانيت أرمسترونغ، حسب صحيفة The Guardian البريطانية.

وقال لصحيفة Mail on Sunday: "رحلت أمي عن عالمنا منذ فترةٍ قصيرة فقط، وإنه لمن الرائع حقاً أن نراها على الشاشة وكأنها لا تزال على قيد الحياة وتموج بالحيوية والنشاط". وقال إن فوي تمكَّنَت من "التعرف على "داخل" والدته. لقد نجحت في نقل العديد من المشاعر المختلفة دون أن تنبس ببنت شفة. لقد تأثَّرتُ كثيراً".

لكن النار التي تُشعَل على وسائل التواصل الاجتماعي لا تُترَك عادةً لتنطفئ ببساطة. في مساء الأحد 2 سبتمبر/أيلول، نشر ألدرن، 88 عاماً، الذي يؤدي دوره في الفيلم الممثل الأميركي كوري ستول، سلسلةً من الوسوم على تويتر: "#proudtobeanAmerican, #freedom, #honor, #onenation, #Apollo11, #July1969, #roadtoApollo50".

وكنتيجةٍ حتمية، سارعت بعض الأطراف باعتبار أن هذه التغريدة دليلٌ على عدم الرضا.