عمل مراسلاً حربياً لكنه أصيب بصدمة في نكسة 67، فكانت انطلاقه لعالم التمثيل.. محطات في حياة الشرير الأنيق سعيد عبد الغني

عربي بوست
تم النشر: 2019/01/19 الساعة 12:33 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2019/01/19 الساعة 12:33 بتوقيت غرينتش
أعمال سعيد عبدالغني

أدوار بسيطة تلك التي عرفه الجمهور من خلالها، لكن أعمال سعيد عبدالغني ظلت حاضرة بقوة في تاريخ السينما المصرية، وظل على مدار مسيرته الفنية شرير الشاشة الأنيق.

الذي بدأ مسيرته الفنية بعد أن أخذت "صاحبة الجلالة" وقته لفترات طويلة.

تخرج الفنان الراحل سعيد عبدالغني في كلية الحقوق، حصل على الليسانس في العام 1958 وعمل صحفياً في جريدة الأهرام القومية، التي أوصلته إلى عالم الفن الذي عشقه.

أعمال سعيد عبدالغني

بدأ عبدالغني مسيرته الفنية في المسرح منذ العام 1973، ومثل للتلفزيون عدداً من المسلسلات الدرامية، وظهر للمرة الأولى مع المخرج يوسف شاهين في فيلم العصفور عام 1972.

قدم عبدالغني على مدى مشواره 190 عملاً فنياً، من بينها حبيبي دائماً والتخشيبة والسلخانة وامرأة بلا قيد ودائرة الموت وبخيت وعديلة ورسالة إلى الوالي.

وكثيراً من المسلسلات الدرامية، من بينها الأيام الخضراء والغربة والمعدية والفرسان وأوراق مصرية، إضافة لرصيد كبير من المسرحيات والمسلسلات الإذاعية والسهرات الدرامية.

قصة فيلم احنا بتوع الأتوبيس

لكن عمله الأشهر كان "احنا بتوع الأتوبيس"، الذي سلط الضوء على واقع الحياة السياسية في مصر.

قصة الفيلم حقيقية ومستوحاة من كتاب "حكايات وراء الأسوار"، وتدور أحداثه عام 1966م في إحدى سيارات النقل العام، حيث تحدث مشاجرة بين اثنين من الركاب وبين محصل الأتوبيس.

تنتهي هذه المشاجرة بتوجه الأتوبيس إلى القسم، وهناك يحتجز الركاب،  ومن سوء الحظ، أن هناك مجموعة من المعارضين معتقلين في الوقت ذاته، ويتم ترحيل الجميع للسجن الحربي.

وفي السجن الحربي يكون "رمزي"، (سعيد عبدالغني) مدير السجن في استقبال جابر ومرزوق وغيرهما، ممن اعتبرهم مثيري الشغب، وتبدأ الحكاية في نسج خيوطها حول "بتوع الأتوبيس" الذين تم توريطهم في قضية سياسية، وبرع عبدالغني في أداء دوره.

سعيد عبدالغني شرير السينما

وذاعت شهرة الفنان الراحل بأعمال الشر، التي كان يُجيد أداءها بشكل متميز، ما جعل المخرجين يسندون إليه هذه الأدوار.

حصل عبدالغني على عدة جوائز خلال مسيرته الفنية، أبرزها جائزة "أفضل ممثل دور ثانٍ" عن فيلم "أيام الغضب"، وحصل على وسام الدولة من الطبقة الأولى للفنون عام 1996.

عمله كمراسل حربي أصابه بصدمة

عمل مراسلاً عسكرياً في حرب يونيو/حزيران من العام 1967، وعاد من عمله مصاباً بصدمة شديدة، لرؤيته جثث الجنود المصريين، وقتل عدد من أصدقائه أمام عينيه، وأصيب باكتئاب ولازم بيته لفترة، وارتدى الأبيض باستمرار لكراهيته للون الأسود، كونه يذكره بالحداد.

عاد للعمل الصحفي بطلب من رؤسائه، لكنه انتقل للقسم الفني، وترقى لمنصب رئيس القسم الفني، ما سهل له التعرف على الفنانين ثم اقتحام المجال الفني بعد ذلك.

كيف دخل سعيد عبدالغني مجال الفن

بدأ عبدالغني مشواره المهني بالعمل في حقل المحاماة لفترة قصيرة قبل أن يقتحم عالم الصحافة، وعمل في جريدة الأهرام التي ترأس أحد أقسامها، إلا أن لقاءً مع المخرجة علوية زكي كان نقطة تحول في حياته.

أقنعته زكي بالعودة إلى التمثيل مرة أخرى، بعد أن كان ممثلاً على مسرح الجامعة إبان دراسته الجامعية، شجعته على العودة مرة أخرى إلى مجال الفن والتمثيل، وبالفعل أخذ حديثها على محمل الجد، وبدأ بالتفكير في احتراف الفن بعد أن كان يمارسه كمجرد هاو.

وظهر سعيد عبدالغني لأول مرة على شاشة السينما، من خلال دور صحفي، وخلال عمله أثبت امتلاكه لقدرات فنية هائلة مكّنته من النجاح في اكتساب قبول جماهيري واسع، خاصة لِما اشتهر به من ذوق وأناقة في هيئته ومظهره.

سعيد عبدالغني وزهرة العلا

تجمع عبدالغني صلة قرابة بالفنانة القديرة زهرة العلا، إذ إنه متزوج من شقيقتها، ودام زواجهما في علاقة ناجحة لعائلة فنية ابتعدت دائماً عن الشائعات أو الدخول في مناوشات فنية مع زملاء الوسط الفني أو مع الإعلام.

أحمد سعيد عبدالغني

لعبدالغني ابنة اسمها سها، وتعمل في مجال الصحافة، وأيضاً نجله أحمد الذي اقتحم عالم التمثيل خلفاً لوالده، وقدم أعمالاً كثيرة من بينها مسلسل "أم كلثوم" للفنانة صابرين، الذي ظهر فيه لأول مرة، وقدم شخصية طلعت المغازي في المسلسل الشهير سوق العصر.

آخر أعمال سعيد عبدالغني

يُشار إلى أن آخر أعمال الفنان سعيد عبدالغني كان مسلسل "ولاد السيدة"، عام 2015، للمخرج هاني إسماعيل، وتأليف مجدي الإبياري، ومن إنتاج شركة صوت القاهرة.

فيما كان آخر أفلامه التي قدمها "نور عيني" مع تامر حسني في العام 2010.

وكان آخر تكريم له في الدورة 65 لمهرجان المركز الكاثوليكي المصري للسينما في 2017.

وفاته

توفي الفنان قبل أيام من عيد مولده الـ81، إذ إنه من مواليد 23 يناير/كانون الثاني 1938 بقرية "نوسا البحر" بالدقهلية شمالي مصر.

شائعات حول تبرعه بـ17 مليون جنيه بعد وفاته

انتشرت بعد وفاته شائعات مفادها أنه طلب من نجله الفنان أحمد سعيد عبدالغني التبرع بمبلغ 17 مليون جنيه مصري، وألا يدخل عليه أحد بعد وفاته، الأمر الذي نفاه نجله وصرح به نقيب المهن التمثيلية أشرف زكي، إذ أكد أنه كان في غيبوبة قبل وفاته بأيام طويلة، ولم يطلب من أسرته التبرع بأمواله.

علامات:
تحميل المزيد