يبدو أن شبكة نتفليكس تسعى لجذب الدراما التركية، بعد أن بدأت بعرض أول مسلسل تركي أصلي من إنتاجها.
نتفليكس تسعى لجذب الدراما التركية
ووفق صحيفة The Columbus Dispatch الأميركية تدور أحداث هذا المسلسل، الذي بدأ عرضه حول تاجر تحف شاب، اسمه هاكان دمير، والذي يؤدي دوره الممثل شاتاي أولسوي.
ويكتشف أنه ينتمي إلى نسل قديم من الأبطال الخارقين، ويتعين عليه إنقاذ إسطنبول من الشر – والعثور على الحب في نفس الوقت.
صاحت أختار أثناء عرض أحد المشاهد قائلةً "أرجوكم، لا تقتلوا أباه"، قبل أن يلقى والد دمير مصرعه.
الدراما التركية تتغلغل في العالم
يُعتبر مسلسل "The Protector" أحدث دليل على مدى تغلغل وانتشار الدراما التلفزيونية التركية في جميع أنحاء العالم.
بينما في تركيا، تتنافس العديد من المسلسلات على جذب المشاهدين في كل ليلة، وتصل مدة الحلقة الواحدة التي تفيض أحداثها بالرومانسية، والصراعات العائلية، وأفراد العصابات، إلى ساعتين أو أكثر.
(حلقات مسلسل "The Protector" أقصر بكثير، إذ تبلغ مدة الحلقة 40 دقيقة فقط).
الدراما التركية تُحارب سياسياً!
ارتبطت بعض هذه المسلسلات بالنزعة القومية المتنامية في البلاد، بينما أثارت بعضها سخط الفئات المحافظة بسبب إظهار الشخصيات التاريخية وهي تحتسي الخمر، وتغازل النساء.
أصبحت هذه المسلسلات -والتي تُعد ظاهرةً في منطقتي الشرق الأوسط وأمريكا اللاتينية – مثالاً على القوة التركية الناعمة، والتي اُستغلت كأوراق ضغط في النزاعات السياسية.
على سبيل المثال، أوقفت المملكة العربية السعودية في الأول من مارس/آذار الماضي عرض جميع المسلسلات التركية فجأةً على مجموعة قنواتها الفضائية MBC.
وإيقاف عرض بعض المسلسلات في منتصف الموسم، فيما بدا حينها رداً على الدعم التركي لقطر.
من أقصى الجنوب لأقصى الشمال.. الدراما التركية تغزو العالم
في الوقت الراهن، تنتشر المسلسلات التركية في جميع أرجاء أوروبا، فقد اجتذبت نسخة مدبلجة من مسلسل "Fatmagul".
وهو -مسلسل شهير تدور أحداثه حول حياة فتاة بعد تعرضها لحادث اغتصاب جماعي- هذا العام ما يصل إلى مليون مشاهد للحلقة الواحدة في إسبانيا.
وذلك على الرغم من عرضه عبر شبكة نوفا، وهي شبكة تلفزيونية صغيرة، متخصصة في عرض المسلسلات الدرامية الناطقة باللغة الإسبانية في أميركا اللاتينية.
بينما حققت مسلسلات أخرى نجاحاً مُماثلاً في بلدان أخرى امتدت من بلغاريا إلى السويد.
قال فريدريك أف مالمبورغ، المدير العام لشركة Ecchorights لتوزيع الأعمال التلفزيونية، إن فرنسا وألمانيا وبريطانيا والولايات المتحدة فقط من يمانعون عرض المسلسلات التركية.
وأردف قائلاً، "تتعلق أحداث المسلسلات التلفزيونية التركية بالعائلة والقضايا الأخلاقية".
وأضاف أنها "ربما تكون محافظة بعض الشيء، وقديمة الطراز إلى حد ما، لكنها ليست متشائمة".
أشار أف مالمبورغ إلى أن شبكة Netflix عرضت المسلسلات التركية منذ عام 2016، إلا أن قرارها بإنتاج عمل أصلي خاص بها، يعزز من الجاذبية المتنامية لمثل هذه المسلسلات.
مسلسل "The Protector" الموسم الثاني
اُتفق بالفعل على إنتاج موسم ثان من مسلسل "The Protector"، كما تعمل شبكة Netflix في الوقت الراهن على إنتاج عمل أصلي آخر من بطولة بيرين سات، إحدى أشهر الممثلات في تركيا.
يوجد في أنحاء متفرقة من أوروبا والولايات المتحدة، عدد من المشاهدين، يُمكن أن تستهدفهم شبكة Netflix.
المسلسلات التركية كان لها أثر واضح
من جهتها قالت ياسمين تشيليكول، زميلة في دراسات ما بعد الدكتوراه بجامعة بنسلفانيا، والتي تدرس الدراما التركية، إن بعض المسلسلات تحديداً كان لها أثر واضح في بعض الدول عنها في دول أخرى.
وقالت إن مسلسل "Falling Leaves" على سبيل المثال، لقي نجاحاً باهراً في بلغاريا، نظراً لتركيز حبكته الدرامية على "الفظائع التي تحدث للعائلات عندما تنتقل للعيش في المدن".
وأضافت، لقد كانت هناك هجرات داخلية كثيرة في بلغاريا، ما جعل الناس يرون أنفسهم في هذا المسلسل.