أنتَ بطل قصتك، لكنك كومبارس في حياة الآخرين.. إليك 12 فيلماً أبدعت في حواراتها الفلسفية

عربي بوست
تم النشر: 2018/11/20 الساعة 05:32 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2018/11/20 الساعة 05:32 بتوقيت غرينتش

بحثاً عن أسئلة بسيطة نفكر فيها كل يوم، تتناول بعض الأفلام قضايا إنسانية جداً. أفلام تميزت بمزجها بين الفلسفة والحوار الوجودي، فكشفت هشاشة الأبطال وارتباكهم في مواجهة الحياة.

هذه الأعمال تحمل فلسفةً ليست بَعيدة عن مخاوف المشاهدين الذاتية وأوجاعهم، فتُشعِر المُشاهِد بالأنس وتُطمئنه بأنه ليس وحيداً.

نجحت تلك الأفلام في مخاطبة الأفكار العميقة داخلنا والتي نخشى أحياناً أن نفكر بها أو نبوح بها.

إليكم مجموعة أفلام تميزت بمزجها بين الفلسفة والحوار الملهم:

Before Sunrise, Sunset & Midnight.. تَطَوُّر العلاقات الذي أخفته السينما

ثُلاثية رومانسية-درامية يفصل بين كل جزء منها 9 سنوات.

كتبها وأخرجها ريتشارد لينكلاتر، الذي منح العالم من خلالها مَرجعاً في العلاقات.

يبدأ الجزء الأول بشاب أميركي وفتاة فرنسية، يلتقيان مُصادفةً في قطار فيقودهما حُب المُغامرة إلى قضاء الساعات المُتبقية حتى شروق الشمس.

يتجولان في شوارع فيينا ويتحدثان عن كل شيء.

وفي موعد الفراق يَتفقان على موعد جديد بعد عام، ثم ينتهي الفيلم دون أن نعرف ما حدث.

الجزء الثاني يبدأ بلقائهما بعد 9 سنوات -دون ترتيب- في باريس، بعدما صار لكل منهما حياته.

يدفعهما الشوق القديم لإعادة التجربة والتَجَوُّل في شوارع باريس حتى موعد عودة البطل لزوجته وابنه.

ومن جديد نشهد حواراته ممتعة ومُلهمة، وإن كان يبدو أنهما أصبحا أكثر نُضجاً ومرارة.

ينتهي الفيلم أيضاً دون أن نعرف ما إذا كان التناغم سيجمعهما مجدداً.

في الجزء الأخير، نجدهما زوجين، يقضيان الإجازة في اليونان، لكن يبدو أن الشغف انطفأ.

وبينما يسيران بالطرقات ويُحاولان التَحَدُّث معاً بأريحية كالسابق نَتَعَرَّف على أسباب تَدَاعي علاقتهما.

ينتهي العمل دون إجابات، فهل يُكتب للجمهور معرفة ما حدث في 2022؟

Her.. هل تستطيع التكنولوجيا أن تحب؟

فيلم خيال علمي-رومانسي صدر عام 2013. تدور أحداثه حول ثيودور، وهو رجل مُرهَف الحِس يعمل كاتباً للرسائل العاطفية لغير القادرين على التَعبير.

تَرحل عنه زوجته فيشعر بالوحدة ويجد نفسه على حافة الاكتئاب.

هنا يُقرر استخدام برنامج مشاعر اصطناعي، اُبتُكِر لإتاحة صُحبة دائمة للوحيدين عَبر إجراء حوارات صوتية معهم.

يختار ثيودور صوتاً نسائياً لــ"سمانثا". ورغم أنها شخصية وهمية، فإن البطل يجد نفسه مغرماً بها، فهل تَنجَح تلك العلاقة؟

حظي العمل بتقييمات نقدية إيجابية، كما نجح جماهيرياً مُحققاً تقييم 8 وفقاً لموقع IMDb وجائزة أوسكار.

Midnight in Paris.. السفر عبر الزمن إلى عالم يُشبهك

قائمة مثل هذه لن تخل بالطبع من عمل للمخرج الشهير وودي آلن المعروف بأفلامه الفلسفية والحوارية.

Midnight in Paris فيلم فانتازيا-رومانسي أُنتج عام 2011، ليفوز وقتها بأوسكار أفضل نَص أصلي.

تجاوزت إيراداته 151 مليون دولار، ليصبح الأعلى ربحاً بتاريخ مُخرجه/مؤلفه.

الفيلم يَحكي عن غيل، كاتب هوليوودي يشعر بالاغتراب بسبب أفكاره المُختلفة والحالمة.

يُحاول الاستمرار في العَيش فيُسافر مع خطيبته إلى باريس لقضاء الإجازة، وهناك تَتَغَيِّر حياته للأبد.

حيث يجد نفسه قادراً على السفر عَبر الزمن إلى العصر الذهبي في باريس، فيلتقي أشهر فناني العصر: سلفادور دالي، وسكوت فيتزجيرالد، وإرنست هيمنغواي، وبابلو بيكاسو، وآخرين.

والأهم يلتقي امرأة أحلامه ذات العاطفة الدافئة والروح العفوية التي لا تعرف مُستحيلاً.

The Dark Knight.. "إما أن تموت بطلاً، أو تعيش طويلاً كشرير"

قد يبدو غريباً أن تضم القائمة فيلماً لبطل خارق، لكنه ليس مُجرد عمل، بل ملحمة صنعها كريستوفر نولان.

نالت تقييم 9 على IMDb، واحتلت المرتبة الرابعة في قائمة أفضل 250 فيلماً، بجانب الفوز بجائزتي أوسكار، وتجاوزت إيراداتها مليار دولار!

الفيلم هو الجزء الثاني ضمن ثلاثية "فارس الظلام". وعلى الرغم من تَمَيُّزه بالعديد من العناصر، فإن "النَص" كان أكثرها إبداعاً، خاصةً ذاك الذي جاء على لسان الجوكر.

حَمِل العمل رمزية واضحة بين الخير والشر.لكن مع نهاية الفيلم يجد المشاهد نفسه مُتعاطفاً مع الشخصيات كافة.

هنا يأتي التساؤل الأصعب حول ماهية الحدود الفاصلة بين الخير والشر؟ ولأي مدى تُبَرِّر الغاية الوسيلة؟

I Heart Huckabees.. وكالة نفسية تَجني رَبحها من إزعاج عُملائها

برنارد وفيفيان زوجان يُديران وكالة نفسية تقوم على معرفة مصادر ضيق موكليها بالاقتراب أكثر من حياتهم واستكشاف أفكارهم وطريقة تعاملهم مع الحياة.

تلك ببساطة هي الفكرة الرئيسية للفيلم الذي أتى ثرياً بالمناقشات الحياتية والوجودية والفلسفية المُتنوعة على اختلاف شخصيات العُملاء.

صدر الفيلم عام 2004، وعلى الرغم من حصيلة جوائزه القليلة، فإن قوائم الأفلام الفلسفية-الحوارية لا تخلو منه أبداً.

Lost in Translation.. وِحدَة وملل وأرق وأشياء أخرى

يحكي الفيلم قصة بوب هاريس الممثل السينمائي الذي يُسافر إلى اليابان لتصوير إعلان تجاري. بطلته شارلوت، المتخرجة حديثاً، والتي تُرافق زوجها المصَوِّر الشهير في رحلة عمل جعلته مُنشغلاً عنها طيلة الوقت.

وبين أرق وملل هاريس ومُعاناته أزمة مُنتصف العمر، ووحدة شارلوت، يجد كل منهما في الآخر ملاذاً آمناً.

الفيلم الروائي الطويل هو الثاني فقط لمؤلفته ومُخرجته صوفيا كوبولا. ومع أن ميزانيته كانت 4 ملايين دولار، إلا أن إيراداته قاربت 120 مليون دولار.

فاز بجائزة أوسكار و3 جوائز بافتا، و3 جوائز غولدن غلوب العام 2003.

Coffee and Cigarettes.. لا شيء يَهُم سوى القهوة والسجائر والحكايات

صدر العمل في 2003، وقُيِّمَ على IMDb بــ7.1، وهو تجربة مُختلفة ومميزة شكلاً ومضموناً.

فمن جهة اختار مؤلفه ومُخرجه جيم جارموش -صاحب الأفلام المُستقلة- تقديمه بالأبيض والأسود، ومن جهة أخرى احتوى العمل على 11 قصة قصيرة، كل واحدة منها لها أبطالها المُستقلون.

والعامل المُشترك هو أن جميع نجوم العمل يظهرون بشخصياتهم الحقيقية.

نشهد في كل قصة مجموعة أشخاص يجلسون معاً لا يفعلون شيء سوى احتساء القهوة وتدخين السجائر والتحاور في مواضيع تَعكس آراءهم الخاصة، والقضايا التي تهمهم.

Pulp Fiction.. أنتَ بطل قصتك لكنك كومبارس في حياة الآخرين

يحتل هذا العمل المرتبة الثامنة بقائمة أفضل 250 فيلماً بالتاريخ.

وهو فيلم مُستقل لكوينتين تارنتينو، أنتج عام 1994 ليفوز حينها بأوسكار أفضل نص أصلي، والسعفة الذهبية في مهرجان كان، في حين اعتبره النقاد عملاً تنويرياً سابقاً لعصره.

يستعرض العمل حياة أربعة أشخاص (زوجة رجل عصابة، اثنان من القتلة المأجورين، ومُلاكم).

تتقاطع حكاياتهم معاً في ظل حوارات ذكية جداً جمعت بين السخرية والعُمق، وانعكست من خلالها طبيعة الشخصيات ووجهات نظرهم في الحياة.

Dead Poets Society.. "اخترت الطريق الأقل اختياراً"

واحد من أشهر الأفلام التي ألهمت العديد من المُراهقين وساهمت في تغيير حياتهم للأفضل.

صدر العمل عام 1989 ليفوز بجائزة أوسكار ويحصل على تقييم 8.1 على IMDb شاغلاً المرتبة 226 ضمن أفضل 250 فيلماً.

تدور أحداثه في عام 1959 في أكاديمية تَتَّسِم بالمُحافظة والأرستقراطية، عُيَّن فيها حديثاً مُدرس شاب لتدريس الإنكليزية.

يُلهِم تلاميذه حُب الحياة، ويجعلهم يُدركون حَقهم في اختيار الطريق الذي يَسلكونه في سبيل الحِلم حتى وإن كان لا يُشبه اختيارات مَن حولهم.

كل ما يحتاجونه للوصول المواجهة بشجاعة وعدم الاستسلام. وهي نفس الرسالة التي قدمها فيلم Mona Lisa Smile، ولكن للفتيات.

My Dinner with Andre.. مجرد جوار في مطعم

صديقان قديمان، يجتمعان على طاولة طعام في مطعم فاخر ويتجاذبان أطراف الحديث.

هذا هو كل ما نراه على الشاشة، ومع ذلك أشاد النقاد وصناع السينما المُستقلة بالعمل.

كما مَنحه الجمهور 7.8 كتقييم ليتحوَّل إلى واحد من أهم الكلاسيكيات.

بطلا العمل الوحيدان هما أيضاً مؤلفاه، ظهر كل منهما بشخصيته الحقيقية التي نَتَعرَّف عليها أكثر خلال المُحادثات المُثيرة للتأمل.

آندريه، غريب الأطوار، يتعامل مع الحياة بمزيج من المثالية والروحانية، ووالاس متَّزِن لعَمَلي  تَغلب على رؤيته الواقعية.

وبالرغم من التناقض الواضح بين أفكارهما، إلا أن المُشاهد يخرج من العمل دون الانحياز لأحدهما.

Annie Hall.. آفة العلاقات الجَهل

أحد أهم الأعمال الفنية في تاريخ وودي آلان وأنجحها جماهيرياً.
فاز وقت عرضه بأربع جوائز أوسكار. وهو دراما-رومانسية أُنتجت عام 1977 وظَلَّت صالحة لكل العصور.

العمل قائم بشكل شبه تام على النقاشات بين بَطليه، حيث أن قصته تدور حول (ألفي) رجل في الأربعين من عُمره، مُطَلَّق مرتين، يلتقي بحبيبته القديمة راغباً في الوصول إلى سر انفصالهما.

ينتج عنه محادثات طويلة تكشف عن بداياتهما معاً، ثم وقوعهما بالحب، ومن ثم انفصالهما الذي تبعته علاقات عاطفية بأشخاص آخرين.

 Angry Men 12 .. رجل واحد يُحاول إقناع 11 آخرين بتغيير رأيهم، فهل ينجح؟

الفيلم الأخير على هذه القائمة منحه الجمهور تقييم 8.9. أما فنياً فقد فاز بجائزة بافتا، في حين اُختير في 2007 من قِبَل مكتبة الكونغرس للحفظ في الأرشيف الوطني على اعتباره إرثاً هاماً.

قصته تدور بأكملها في حُجرة صغيرة مُغلقة يجتمع بها 12 رجلاً يُشَكِّلون هيئة مُحَلَّفين كُلِّفَت بالفَصل في الحُكم على مُتَّهَم في جريمة قتل.

وبالرغم من تصويت 11 منهم بأن المتهم مُذنب، مُقابل تصويت وحيد بالبراءة، إلا أنهم يضطرون للتشاور فيما بينهم للوصول إلى حُكم بالإجماع كما يَقتَضي الأمر.

نشاهد مُحاولات الشخص الذي صَوَّت بالبراءة في التشكيك بقناعات وأسباب الاتهام لدى البقية، واحداً بعد آخر.

فهل يُمكن أن ينتهي الأمر بالإجماع على البراءة؟!

علامات:
تحميل المزيد