هل تبرعتِ للاجئين السوريين قبل أن تفكري في استغلالهم؟ انتقادات لكاتبة أميركية بسبب فيلم عن “دعاء” التي نجت من الموت

عربي بوست
تم النشر: 2018/11/06 الساعة 09:09 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2018/11/06 الساعة 17:42 بتوقيت غرينتش

إعداد فيلم يوثّق لمأساة اللاجئين السوريين فكرة جيدة ستلفت النظر إلى معاناتهم، وخاصة إذا كانت الجهة المنتجة هي هوليوود. ذلك هو الخبر، لينا دنهام تكتب فيلماً عن السوريين. ولكن، ماذا لو كانت كاتبة الفيلم تحاول استغلاله لتبييض تاريخها غير الناصع؟

هذه التهمة التي تواجهها بالضبط الممثلة والكاتبة السينمائية لينا دنهام Lena Dunham.

لينا دنهام تكتب فيلماً عن السوريين ومعاناة اللاجئين

تتعرض دنهام لهجوم عنيف بعد إعلانها قبول عرض المخرجَين العالميَّين ستيفن سبيلبرغ  وجيه جي أبرامز، لكتابة سيناريو يتناول حياة لاجئة سورية تقطعت بها السبل في البحر.

عبرّت على حسابها بموقع تويتر قبل أيام عن سعادتها بهذا التكليف:

قبل أن تُفاجأ بعاصفة من الردود الغاضبة على شبكات التواصل الاجتماعي. لماذا؟

تاريخ لينا دنهام مثير للجدل ومليء بالتحرش والاغتصاب

رغم نشاطها في مجال حقوق المرأة، وجدت دنهام نفسها في قلب عدد من الحوادث المثيرة للجدل.

ففي عام 2014، اتُّهمت بالتحرش الجنسي بأختها عندما كانت في سن السابعة.

وبعد عامين اعتذرت عن انتقاد سلوك لاعب كرة القدم الأميركية "أودل بيكهام جونيور" في فعالية Met Gala.

وفي وقت لاحق من العام نفسه، اعتذرت عن دعابة حول الإجهاض.

عام 2017، اعتذرت مرة أخرى عن الدفاع عن الكاتب "موراي ميلر"، بعد أن اتهمته الممثلة أورورا بيرينو بالاغتصاب.

كما تعرضت للانتقادات بعدما قالت إن خبر انتخاب دونالد ترمب رئيساً للولايات المتحدة تسبب في "تحطيم روحها" وفقدانها الوزن!

والآن يرى عدد كبير من النقاد أن دنهام تحاول استغلال الفيلم الجديد لـ "تبيض" تاريخها المثير للجدل.

انطلقت إلى عالم الشهرة عبر كتابة وبطولة مسلسل عرضته شبكة قنوات HBO إسمه Girls لعدة مواسم. المسلسل الذي لاقى ردود فعل متناقضة حول حقيقة وميول وأهواء فتيات جيل الألفية الثالثة.

لكنها تحاول اليوم توثيق قصة لاجئة سورية

صحيفة The guardian استعرضت في تقرير نشرته الثلاثاء 30 أكتوبر/تشرين الأول 2018، الانتقادات التي تعرضت لها دنهام بسبب موافقتها على المعالجة الفنية لرواية "الأمل أقوى من البحر".

الرواية كتبتها ميليسا فليمنغ، رئيسة قسم الاتصالات في المفوضية السامية لشؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة.

وتتناول قصة اللاجئة السورية دعاء الزامل، التي نجت من الغرق، بعدما تعرض المركب الذي يقلّها للاصطدام بسفينة في البحر المتوسط، في حين غرق خطيبها.

ومنتقدوها يتهمونها باستغلال مأساة اللاجئين

وبعد نشر مجلة Variety الأميركية نبأ التكليف، تعرضت الكاتبة لعاصفة من الانتقادات على شبكات التواصل الاجتماعي.

وكتبت سوزان سامين، المحررة الكوبية من أصول سورية: "إذا لم تكوني سورية فأرجو أن تتركي قصص السوريين جانباً، وخاصة إذا كنت لينا دنهام".

سامين تساءلت أيضاً عما إذا كانت دنهام قد تبرعت من قبلُ لصالح جهود الإغاثة الخاصة باللاجئين.

وأضافت: "لديّ فضول لمعرفة إذا كنت قد فعلت ذلك، على الأقل قبل أن تستغلي آلام شعبي!".  

أما نيها شاستري مراسلة CNN، فقالت: "نحتاج شخصاً آخر (لكتابة الفيلم). يُبدي قليلاً من الاهتمام بإبراز أهمية معاناة اللاجئين السوريين".

ويطالبون بكاتبة عربية لتوثيق المأساة السورية

بعد الإعلان عن أن لينا دنهام تكتب فيلماً عن السوريين، أشار الكاتب دانييل مدينا إلى دنهام بقوله: "تتحدث عن أهمية إبراز معاناة اللاجئين لإثراء الرواية. ومع ذلك، فقد أظهرت من الناحية العملية تجاهلاً فعلياً لهذه الأصوات".

وأضاف مستنكراً: "الآن تم اختيارها لكتابة قصة لاجئة سورية في هوليوود! ألا يوجد أي كاتبة عربية متاحة؟".

أما لورا ساي، الأستاذة المساعدة في كلية كولبي بولاية ماين، فكتبت: "بالتأكيد، هناك رواة للقصص كانوا في الواقع لاجئين، أو على الأقل لديهم بعض الخبرة حول هذا الأمر، ويمكنهم كتابة هذا السيناريو".

"من الصعب التفكير في خيار أسوأ لهذا الفيلم من دنهام"، أضافت ساي.

وكاتبة الرواية تطمئنهم: لن يتم تشويه القصة!

دنهام ردَّت على الانتقادات، بقولها: "إذا كنتم ترغبون في مناقشة المشروع، فأنا أحب أن أتلقى وجهات نظر وأن أشارك في حوار معكم".

وانضمت صاحبة الرواية، ميليسا فليمنغ، إلى الدفاع عن دنهام والمشروع برمته، فكتبت: "الكتاب قصة حقيقية عهدت بها إليّ دعاء".

وأضافت: "ولو لم أكتب هذه الرواية، فربما لم يعلم أحد بقصتها. صوتها كان مجرد قصة إخبارية لمدة يوم واحد".

 "لقد تم إعطائي كل التأكيدات بأن قصة الفيلم ستظل حقيقية وصحيحة"، تابعت فيلمنغ.

إذن لينا دنهام تكتب فيلماً عن السوريين الذين يجازفون بكل شيء

"أمل أقوى من البحر" كتاب يروي قصة دعاء الزامل. وقد أعدّته فليمنغ بعد أن سمعت عن قصة غرق سفينة صيد كانت تبحر إلى أوروبا، وعلى متنها 500 مهاجر، نجا منهم 11 شخصاً فقط.

دعاء كانت من بين الناجين، وهي فتاة سورية من درعا، وثقت فليمنغ تجربتها.

وتدور أحداث القصة بين درعا وعمّان والقاهرة، وصولاً إلى عمق البحر المتوسط، حيث فقدت دعاء خطيبَها في عرض البحر قبل أن تنجو.

تقول فليمنغ إن "البطلة دعاء صورةٌ لملايين الأمهات والآباء والأخوات والإخوة، الذين يجازفون بكل شيء، في محاولة فرارهم من الحرب والعنف والموت".

تحميل المزيد