السجن وبيروت والفقراء والحبّ في السبعين.. تعرَّف على 7 أفلام عربية مرشحة للأوسكار

مع اقتراب موسم الأوسكار كل عام، يرتفع الأدرينالين لدى صناع السينما وجمهورها، بينما ينتظر الجميع معرفة أي الأفلام العربية قد تصل فعلاً للقائمة النهائية.

عربي بوست
تم النشر: 2018/09/29 الساعة 10:19 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2018/09/29 الساعة 10:20 بتوقيت غرينتش

مثلما يحلم مُشجعو الكرة بوصول فريقهم للمونديال مهما بدا الأمر بعيد المَنال، فإن عشاق السينما العرب يحلمون أيضاً بالوجود الدائم لفيلم عربي الهوية بين المُرشّحين للفوز بجائزة أوسكار أفضل فيلم أجنبي.

ومع اقتراب موسم الأوسكار كل عام، يرتفع الأدرينالين لدى صناع السينما وجمهورها، بينما ينتظر الجميع معرفة أي الأفلام ستصل فعلاً للقائمة النهائية.

يفصلنا الآن عن حفل الأوسكار 2019 شهورٌ قليلة، وقد تم الإعلان عن الأفلام العربية التي رُشِّحت رسمياً للتنافس على الوصول لتلك القائمة.

وفي هذا التقرير سنلقي نظرة أكثر قرباً على تلك الأفلام العربية السبعة.

"يوم الدين".. رحلة إنسانية مُلهمة ربما لم يُقدمها أحد من قبل

فيلم مصري، درامي، كتبه وأخرجه أبوبكر شوقي، في أول فيلم روائي طويل له، وهو مُقتبس عن قصة حقيقية عايشها المخرج أثناء تصويره فيلماً وثائقياً قصيراً بمستعمرة الجذام بأبو زعبل.

"يوم الدين" يستعرض رحلة رجل بمنتصف العمر، قضى أغلب عمره بمستعمرة الجذام، ورغم تعافيه من المرض فإنّ آثار المرض ما زالت بادية عليه.

في المستعمرة يعيش البطل مع زوجته المصابة بنفس المرض، وحين تتوفى يُقرر المغادرة برفقة حماره وصديقه النوبي في رحلة للوصول لقريته بالصعيد، ومعاودة التواصل مع أسرته التي تخلَّت عنه.

اختير العمل للمنافسة على السعفة الذهبية بمهرجان كان السينمائي لعام 2018، ليصبح أول فيلم مصري يشارك بالمسابقة الرسمية للمهرجان منذ 5 سنوات، وقد حصل على تصفيقٍ حارٍّ بعد عرضه لمدة ربع ساعة، وتوجت مشاركته بالفوز بجائزة فرانسوا شاليه للأعمال الإنسانية.

كما عُرِض بمهرجان ملبورن، ومهرجان بوخارست، وأخيراً شارك في المسابقة الرئيسية بمهرجان الجونة بالقاهرة هذا الشهر، لينال استحسان النقاد ويكتب عنه بالكثير من الصحف العالمية، بعد أن فاجأ الجمهور بمستواه، مُتخطياً كل التوقعات.

 

"اصطياد الأشباح".. أبطال الفيلم أسرى فلسطينيون حقيقيون!

فيلم فلسطيني وثائقي شارك في العديد من المهرجانات وحصد الكثير من الجوائز، وسط احتفاء نقدي وجماهيري هائل، ومن المهرجانات التي شارك بها العمل:

  •  مهرجان برلين السينمائي الدولي 2017، الذي عُرض فيه الفيلم لأول مرة، ليفوز بجائزة "الدب الفضي" كأفضل فيلم وثائقي.
  • مهرجان وهران الدولي للفيلم العربي 2017، وفاز فيه الفيلم بجائزة "الوهر الذهبي" كأفضل فيلم وثائقي.
  • مهرجان القاهرة السينمائي الدولي 2017، وفاز فيه بجائزة أفضل فيلم عربي.
  • مهرجان قرطاج السينمائي الدولي 2017، وفاز فيه بجائزة خاصة.
  • مهرجان منارات السينمائي 2018، ليفوز بجائزة أفضل فيلم.
  • مهرجانات عالمية مثل: مهرجان سياتل، ومهرجان فيلادلفيا، ومهرجان شيفلد للأفلام الوثائقية.

وفقاً للإحصائيات المعروفة فإن 750 ألف سجين فلسطيني اعتُقلوا من قبل إسرائيل منذ عام 1976، بمعدَّل واحد لكل أربعة ذكور، ما يجعل "الأسرى" فكرة مطروحة دوماً على السطح، وهي موضوع هذا الفيلم الذي تناوله المخرج رائد أندوني ولكن بأسلوبه الخاص.

إذ قام بنشر إعلان بإحدى الصحف عن حاجته لمُعتقلين سابقين في سجن مسكوبية بالقدس -وهو مركز احتلال إسرائيلي- للاشتراك بالفيلم باعتبارهم عاشوا المعاناة التي يتناولها العمل. ليستجيب الأسرى الذين تم تحريرهم سواء من هذا السجن أو سجون أخرى، ويتفقون معه على إعادة بناء السجن من ذاكرتهم، بينما يتم استرجاع تلك التجربة المؤلمة وعرض المشاعر المختلطة بوجدان أصحابها بين ماضٍ قاسٍ ولَّى، تبعاته جاثمة على الروح، والأمل بآخر النفق المُتمثل فيه نفوس شامخة لم يهزمها السجن، قررت مواجهة أشباحها.

حالة إنسانية فريدة لن تتكرر، تجمع بين الطابع الروائي والتسجيلي

استوحى المخرج فكرته من تجربة شخصية عاشها بمراهقته إثر اعتقاله بنفس السجن لثلاث سنوات، ما دفعه لمحاولة توثيق معاناة الفلسطينيين داخل السجون الإسرائيلية بشكلٍ واقعي.

والأهم من ذلك هو مُساعدة المشاركين بالفيلم/الأسرى السابقين، على التطهُّر والحصول على علاج جماعي يُزيل عنهم طبقات الوجع المُتراكمة.

لم يتميز العمل إنسانياً فقط، بل وفنياً أيضاً، بمعالجته المختلفة لقضية الأسر، وكادراته السينمائية التي اعتمدت على "الزووم" بالتركيز على الوجوه ورصد أساليب التعذيب غير الآدمية لإبراز مشاعر السجناء، بجانب الإضاءة التي ساعدت على تأكيد الحالة.

 

"على كف عفريت".. الثورة التونسية ترفع الحجاب عن المسكوت عنه

فيلم تونسي درامي، بطولة مريم الفرجاني بأول عمل روائي طويل لها، قامت بإخراجه كوثر بن هنية، التي استلهمت أحداث العمل من حادث قديم جرى بالفعل في 2012، لفتاة تم اغتصابها من قِبَل بعض أفراد الشرطة، وقد أثرَت بها القصة وأثارت خيالها إلى حد دفعها للتفكير في تقديمها من وجهة نظر إنسانية تعكس القهر والظلم الذي تتعرض له النساء بالعالم، وإن كانت قصة الفيلم معالجة بتصرُّف.

حصل الفيلم على جائزة دعم تطوير الأفلام عن فئة الأفلام الروائية الطويلة للسوق السينمائية لمهرجان مالمو للسينما العربية 2015، ما ضمن له الدعم المادي السويدي بجانب الدعم التونسي من وزارة الثقافة التونسية، قبل أن يعود به صنّاعه عام 2017 لافتتاح المهرجان والتنافس ضمن المسابقة الرسمية عن فئة الأفلام الروائية الطويلة.

عُرِضَ الفيلم أول مرة بمسابقة "نظرة ما" بمهرجان كان  2017، في عودة قوية للسينما التونسية للمهرجان بعد غياب 17 عاماً عن المشاركة الرسمية، ليحظى باستقبال نقدي شديد الحفاوة، كما عُرِض بافتتاح مهرجان الفيلم العربي ببرلين، وهي خطوة للأمام بمسيرة السينما التونسية في ألمانيا، ومهرجان دبي السينمائي الدولي ضمن برنامج ليالي عربية، وافتتاح مهرجان الفيلم العربي-عمان بالأردن.

أما عن الجوائز التي حصدها الفيلم حتى الآن، فأشهرها:

  • جائزة لجنة التحكيم الخاصة من مهرجان السينما المتوسطية ببروكسل.
  • جائزة أحسن إبداع صوتي من جمعية "أسبوع الصوت" بالشراكة مع مهرجان كان.
  • جائزة أفضل ممثلة بالدورة الثانية لجوائز النقاد السنوية التي ينظمها مركز السينما العربية.

تدور أحداث الفيلم بليلة واحدة، بطلتها مريم، الطالبة الجامعية التي تذهب لحضور حفل تقيمه مجموعة طلاب، وفي طريقها لهناك تتعرف إلى شاب وتُعجب به، إلا أن القدر كان يُخَبِّئ لها تجربة بشعة، إذ يتم اغتصابها من رجلي شرطة يستوقفونها بالطريق، لتدخل بعدها في صراع للحصول على حقوقها.

العلاج بالسينما

ولعل أهم ما ميَّز الفيلم فنياً بجانب موضوعه المهم وتماسكه درامياً هو قيام المخرجة بتقسيم القصة إلى تسعة فصول، وتصوير كل فصل كمشهد واحد صُور في لقطة واحدة متصلة دون قطع -فيما يُعرف بــ"One Take"– لتجسيد أعمق لواقع المأساة المُحكمة، التي وجدت البطلة نفسها داخلها، وهو ما جعل الجمهور يتماهى بشكل أكبر مع الأحداث كما لو كان شاهداً عليها على الطبيعة.

وإن كان التصوير بتلك الطريقة أضفى على العمل الواقعية، إلا أنه كان مُجهداً جداً، سواء للمخرج أو طاقم التصوير والممثلين، خاصةً في حالة إعادة المشاهد من بدايتها، كما أن له بعض العيوب كغياب المونتاج الذي كان من شأنه حذف لقطات ليس لها أي أهمية درامية.

"كفرناحوم".. بيروت الوجع والمهمشين أخيراً على الشاشة

كفرناحوم بلدة تاريخية بفلسطين ذُكرت بالإنجيل، وإن كانت الكلمة في الأساس تَعني الجحيم والفوضى والخراب، وهو تماماً ما أراد صناع الفيلم الحديث عنه وعلى أساسه اختير الاسم.

كفرناحوم فيلم لبناني درامي، تعود به المخرجة اللبنانية نادين لبكي لشاشة السينما، لتقوم بإخراجه وبطولته، يُشاركها التمثيل كوثر الحداد، وفادي يوسف. وقد لقي العمل تقييماً نقدياً إيجابياً تُوِّج باختياره للمنافسة على السعفة الذهبية بمهرجان كان السينمائي 2018، والفوز بجائزة لجنة التحكيم.

اعتدنا مطالعة بيروت الجميلة على الشاشات، لكنَّ بيروت الوجع والمهمشين قليلون من يعلمون بشأنها، وهو ما قرَّرت لبكي تسليط الضوء عليه.

من خلال تجربة مؤثرة غيَّرت فيها هي وكل طاقمه، لا بسبب طبيعة موضوعه فحسب، بل كذلك بسبب الصعوبات والمفارقات التي واجهت العمل مثل: اضطرارهم للتصوير داخل السجون وبالشوارع، أو إيقاف ممثلة الفيلم الرئيسية التابعة للجالية الإثيوبية، لعدم امتلاكها أوراق إقامة، أو حقيقة أن الطفل جوناس تماماً كدوره بالفيلم، دون أهل بسبب دخولهم السجن.

من الواقع إلى الشاشة

جاءت فكرة الفيلم للمخرجة قبل أربع سنوات حين شاهدت سيدة تفترش الطريق بجوار رضيع يحاول النوم دون جدوى، ما أثار داخلها حنقاً تجاه المسؤولين وحزناً على إهدار الطفولة، لتعود لمنزلها فتكتب نص الفيلم وتُقرر تقديمه على الشاشة كصرخة غضب من الطفل تجاه المسؤولين الغافلين. حيث تدور أحداث الفيلم حول الطفل "زين" ذي الـ12 عاماً، الذي يرفع دعوى قضائية ضد والديه بسبب جلبه للدنيا القاسية التي تنهش فيه.

أمّا عن اختيارها لممثلين غير محترفين للعمل بالفيلم فقالت إنه كان مقصوداً، لأنها أرادت أبطالاً يُصدق الجمهور أنهم أبناء تلك الشوارع بأدائهم ومشاعرهم وألفاظهم، وقد وصلت إليهم بالنزول للشوارع والبحث عن المناسبين للعب الأدوار المطلوبة، كل ذلك أصبغ على الفيلم واقعية ومصداقية استشعرها الجمهور والنقاد، حَد وصف العمل بالوثائقي.

 

 

"الرحلة".. أخيراً فيلم عراقي بعد أكثر من رُبع قرن بلا سينما

فيلم عراقي درامي، بطولة زهراء غندور وأمير جبرا، أخرجه محمد الدراجي، الذي استوحى قصته من حادث قرأه بجريدة في 2008، عن فتاة انتحارية على وشك تفجير قنبلة، قبل انفجارها بخمس دقائق تذهب لقسم الشرطة لتخبرهم عن  القنبلة التي بحوزتها.

الفيلم إنتاج مشترك بين العراق وبريطانيا وفرنسا وهولندا، وهو ما برَّره  المخرج بأن الواقع العراقي لا يحتمل إنتاج فيلم بهذا الحجم. جدير بالذكر أن العمل هو أول فيلم عراقي محلي، كل طاقم تصويره وممثليه عراقيون، منذ 27 عاماً، ما يجعله إنجازاً فنياً بتاريخ السينما العراقية.

عُرض الفيلم ضمن أفلام قسم السينما العالمية المعاصرة بمهرجان تورونتو السينمائي الدولي 2017، كما عُرِض بمهرجان لندن السينمائي، ليلقى استحساناً من النقاد والحضور، الذين أثنوا على رسالة الفيلم كخطوة لدعم الحرب ضد الإرهاب، وتنوير الفتيات كي لا ينجرفنَ وراء نفس الطريق المُخادع، وأخيراً لمحاولته تحسين العلاقات بين الشعوب، وفَتح الأعين على الجانب الإنساني من الحكاية، خاصةً أن الإرهاب واقع مُعاش ليس لدى العراقيين أو العرب فَحَسب، بل بالكثير من دول العالم الكُبرى.

هل يُعيد الرحلة الجمهور العراقي للسينما ويُحقق حلم صنّاعه بسينما المليون مُشاهد؟

تدور أحداث الفيلم حول "سارة" الشابة العراقية التي تُقرر إثر اليأس والغضب وأد أحلامها، والتنَصُّل لفطرتها، والقيام باغتيال آخرين لسوء حظهم تقاطعوا مع حياتها في هذه اللحظة الفاصلة شديدة البؤس.

تتسلل البطلة بمحطة قطار، وهناك تحاول الاختفاء بين الزحام للقيام بتفجير نفسها، ما لم تحسب حسابه هو أن يتقاطع طريقها مع "سلام" الذي يُقرر إنقاذ حياة الجميع بما فيهم البطلة نفسها، لتتوالى الأحداث وصولاً لنهاية مفتوحة.

وبقدرٍ ما أثارت النهاية غيظَ الجمهور؛ لأنهم لن يعلموا أبداً إذا ما كانت القنبلة انفجرت أم لا، إلا أن النقاد وصفوا ذلك بكونه ذكاءً من المُخرج الذي استطاع جعل فيلمه يشغل تفكير المشاهدين بعد الخروج من السينما. أما سلبيات الفيلم  فتمثَّلت في التسلسل الدرامي غير المنطقي، بالإضافة لقلة الحوار، وإن كان المخرج عالج ذلك بالتكثيف من نظرات العيون.

"Burnout".. الدار البيضاء في عيون نور الدين الخماري.. مدينة قاسية حَد الوَجَع

فيلم مغربي درامي إخراج وسيناريو وحوار وإنتاج نور الدين الخماري، وبطولة أنس الباز، وكريم السعيدي، ومرجانة العلوي، وهو الجزء الأخير والمُتمم لثلاثية المخرج التي تدور حول مدينة الدار البيضاء، وبالرغم من أنّ المُتابعين كانوا بانتظار معرفة نهاية السلسلة، فإنَّ المُخرج فاجأهم بنهاية متعددة الاحتمالات.

عُرض الفيلم ضمن فعاليات المهرجان الوطني للفيلم بمدينة طنجة، كما عُرض بافتتاح مهرجان ترومسو السينمائي الدولي بالنرويج.

يُسلط الفيلم الضوءَ على حياة عدة أشخاص، بدايةً من الطفل الذي يضطر للعمل ماسحاً للأحذية، للحصول على طرف صناعي لوالدته العرجاء، وطبيبة متدربة يتخلَّى عنها حبيبها، ويتم فصلها بسبب إجهاضها لفتاة فتُقرر الدخول لعالم الرقيق الأبيض لضمان قوت يومها، ومروراً بشاب برجوازي يعاني من مشاكل الطبقة المُرَفَّهَة، ويضعه القدر في اختبارٍ لا يحتمله، وصولاً لرجل سياسي منافق يُعارض الإجهاض، لكنه لا يجد غضاضةَ في أن يكون زبوناً مُستديماً لفتيات الدعارة.

هكذا حَوَّل الخماري فيلمه الذي انتظره الكثيرون لعمل مُخَيِّب للآمال

وبالرغم من أن الخماري حاول علاج السلبيات التي رآها النقاد بالجزئين السابقين، فإن ذلك لم يمنع هذا الجزء من أن يأتي مُخيباً للآمال، فمن جهة عانى العمل من ضعف بالسيناريو ومشاهد مُفتقرة للقوة، ومن ناحية أخرى فشل الخماري في إدارة ممثليه فجاء الأداء التمثيلي متواضعاً وغير مُبهر.

أمّا نقطة الضعف الأكبر فهي القصّة غير المحبوكة، بسبب كثرة القضايا التي أراد الخماري معالجتها ببين فوارق طبقية، ودعارة، واغتصاب، وإجهاض، وازدواجية مجتمعية، وفشل الحياة السياسية، ما جعل العمل يخرج عن السيطرة، ويظهر كمقتطفات مبتورة لا تُشبع ذائقة أحد، مُجرد حكايات مُتداخلة بلا تشويق، وإن كان النقاد أثنوا على الجانب التقني بالعمل، وطريقة تصوير المدينة من أعلى، لإبراز الفروق الاجتماعية بين الطبقات.

 

"إلى آخر الزمان".. قصة حب تولد من رحم الموت

فيلم جزائري درامي-رومانسي، تأليف وإخراج ياسمين شويخ، في أول فيلم روائي طويل لها، سلَّطت عبره الضوءَ على  المجتمع الريفي وتعصُّبه تجاه المرأة وقهرها، تحت سطوة عادات وتقاليد عقيمة، بل وإصراره على فرض الوصاية عليها، نافياً عنها أحقيتها في الاختيار، ليصبح ثاني فيلم في تاريخ الجزائر يُرشَّح للأوسكار مُخرجته امرأة.

الفيلم شارك بعدة مهرجانات، أبرزها:

  • مهرجان دبي السينمائي الدولي.
  • مهرجان القاهرة الدولي لسينما المرأة.
  • مهرجان وهران الدولي للفيلم العربي، الذي فاز فيه الفيلم بجائزة "الوهر الذهبي" كأفضل فيلم طويل.

أحداث الفيلم تدور حول  "علي" حارس قبور تجاوز السبعين من عمره دون زواج، و"جوهر" أرملة عجوز تذهب للمقابر لزيارة قبر أختها لأول مرة، ليُفاجأ علي بجوهر تطلب منه إعانتها على التحضير لجنازتها بينما هي على قيد الحياة، ورغم غرابة الطلب فإنه يوافق، لكن سرعان ما يتطور الأمر بينهما لقصة حب لا تكتمل.

وقد اعتمدت ياسمين شويخ في التصوير على اللقطات العريضة لإبراز جمال الريف، الذي رغم مناظره الخلابة يقتل الروح، وأبرزت ذلك بالتضاد بينه وبين المقابر، المكان الذي سمح بأن تولد فيه قصة حب.