لم ترق إلى المشاعر الألمانية ولا الحماقة الفرنسية.. أفلام اقتبستها هوليود وفشلت في تنفيذها

عربي بوست
تم النشر: 2018/09/26 الساعة 10:53 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2018/09/26 الساعة 10:53 بتوقيت غرينتش
هل فقدت هوليوود عرشها عالميا؟

هوليوود ليست الأفضل دائماً، فمثلما يقتبس الكثيرون من الأفلام الأميركية، فإن هوليوود بدورها تقتبس من الآخرين والنتيجة كثيراً ما لا تكون في صالحها.

في  الكثير من الأفلام التي قامت السينما الأميركية بإعادة إنتاجها من الأفلام الأوروبية أو الأسيوية، جاء الفيلم الأصلي المُقتبس منه أفضل بكثير من الفيلم الهوليوودي، حتى وإن تمتع الفيلم الأميركي بميزانية أعلى أو إمكانيات فنية أفضل وأدق.

فقد جاءت بعض الأفلام الأصلية أكثر إبهاراً في رسالتها الفنية، أو كانت مشاعرها أوضح من تلك التي تم التعبير عنها في أفلام هوليوود ، والبعض الآخر تساوى فيه الفيلم الأميركي مع الفيلم المُقتبس عنه وربما استطاع التفوق عليه قليلاً.

إليك بعض أشهر الأفلام التي اقتبستها هوليوود عن السينما العالمية، ولكنها لم تخرج بشكل أقوى من الأعمال الأصلية، بحسب شهادات النقاد والجماهير أيضاً.

تحذير: التقرير قد يحرق أحداث الأفلام الواردة فيه، ولكنه في الأغلب سيزيد من رغبتك في مشاهدتها

1- The Departed: الدراما الأصلية أكثر تفوقاً حتى أنها استحقت الوصف بجهنم

وهو فيلم أميركي شهير مقدم من هوليوود ، للمخرج الأكثر شهرة مارتن سكورسيزي، الفيلم من بطولة ليوناردو دي كابريو وجاك نيكلسون ومات ديمون، وهو مقتبس عن فيلم Infernal Affairs/ شؤون جهنمية الذي أنتج في هونغ كونغ، ولاقى نجاحاً جماهيرياً وتجارياً كبيراً.

الفيلم الأميركي The Departed/ المغادر، أنتج بعد أربعة أعوام من عرض العمل الأصلي، ولاقى نجاحاً كبيراً على مستوى الجماهير والنقاد.

رغم نجاح The Departed البعض يرى ان الأصل الصيني أفضل
رغم نجاح The Departed البعض يرى ان الأصل الصيني أفضل

ورغم ذلك أشارت تقارير إلى أن الأصل الصيني أفضل، مما قدمته هوليوود سواء فيما يتعلق بالكتابة، أو أداء طاقم العمل، وحتى المشاهد الرئيسية، والموسيقى المُستخدمة.

فيلم المغادر تدور أحداثه بجنوب ولاية بوسطن، عندما يشن جهاز الشرطة حرباً على إحدى عصابات الجريمة المنظمة (أيرلندية-أميركية)، فيدفع بشرطيٍ متخفٍ (ليوناردو دي كابريو) لكي يتسلل إلى العصابة الأيرلندية بعد فشل الشرطة أن في  تثبت أي شيءٍ ضد رئيس العصابة (جاك نيكلسون).

يتقرب الشرطي المتخفي من رئيس العصابة الذي يثق به ويصبح واحداً من المقربين إليه. ولكن تتعقد الأحداث أكثر نظراً لأن للعصابة جاسوساً داخل هيئة الشرطة (مات ديمون)، ينقل لها جميع تحركات الشرطة ويحبط جميع مخططات الشرطة للقبض على العصابة.

وتصبح مهمة جاسوس العصابة الأساسية هي كشف هوية الشرطي المتخفي بناءً على طلب رئيس العصابة، وهي ذاتها فكرة الفيلم الصيني "شؤون جهنمية"، وإن كانت الدراما والخسائر النفسية في العمل الصيني تفوق نظيره الأميركي، وهو ما يشير إليه العنوان الصيني للفيلم، وهو أدنى مستوى للجحيم في البوذية، والذي يتضمن المعاناة الدائمة.

يُعتبر الفيلم الأصلي بمثابة عمل كبير ومهم  في الوسط السينمائي في في هونغ كونغ، إذ حقق الفيلم أرباحاً كبيرة بمعايير هونغ كونغ، وحظى الفيلم الناطق بالصينية بالكثير من الجوائز.

واشترت شركة وارنر بروس الأميركية وشركاؤها، حقوق إعادة إنتاج الفيلم من الشركة المنتجة الأصلية، بمبلغ 1.75 مليون دولار.

ولم تكن النسخة الأميركية هي النسخة الوحيدة التي اقتبست من شؤون جهنمية، إذ أن صناع السينما في كوريا الجنوبية واليابان والهند استلهموا فكرة الفيلم الصيني أيضاً في أفلام أخرى.

2- Twelve  Monkey: رغم نجاحه فقد أغفل تفاصيل جذوره الباريسية

فيلم Twelve Monkeys  من إنتاج هوليوود عام 1995، وقام ببطولته بروس ويليز وبراد بيت، وهو الدور الذي أعطى لبراد بيت جائزة الغولدن غلوب، كما رُشح للأوسكار كأحسن ممثل مساعد.

الفيلم بالأساس مأخوذ عن قصة فيلم فرنسي قصير باسم La Jetée  أنتج عام 1962، وقامت شركة يونيفرسال بشراء حقوق استغلال سيناريو الفيلم كفيلم طويل.

وتدور أحداث الفيلم الأميركي في عام 2035، حيث يعرض على البطل (جيمس كول) هو أحد المسجونين المدانين بالحبس مدى الحياة، صفقة يحصل بمقتضاها على حريته في مقابل السفر بآلة الزمن إلى الماضي، ليعرف سر الفيروس الذي أصاب 5 مليارات من البشر، وأفنى حياتهم.

يعود البطل إلى ستة أعوام ما قبل انتشار الوباء القاتل، ويحاول تحذير الجميع منه، لكن يُتهم بالجنون، وإدخاله مصحة الأمراض العقلية، يلتقي بالعالمة (كاثرين ريلي)، وابن مختل لأحد علماء الفيروسات، ويحاولان مساعدته على إنجاز مهمته، والعودة إلى المستقبل.

رغم نجاح Twelve  Monkey فإن النسخة الفرنسية الأصلية بها تفاصيل أكثر
رغم نجاح Twelve Monkey فإن النسخة الفرنسية الأصلية بها تفاصيل أكثر

الفيلم المصنوع في هوليوود وضعت له ميزانية تقدر ب 29.5 مليون دولار تقريباً وحقق أرباحاً تجاوزت 168 مليون دولار تقريباً حول العالم وترشح الفيلم للعديد من الجوائز، فبالإضافة إلى نيل براد بيت جائزة أفضل ممثل مساعد وحصوله على الغولدن غلوب، كما حصل الفيلم أيضاً على ترشيح أوسكاري لأفضل تصميم أزياء.

أما فيلم La Jetée  فهو يعني الرصيف، وهو فيلم خيال علمي فرنسي قصير كتبه وأخرجه كريس ماركر، وهو مبني بالكامل تقريباً على الصور الثابتة، ويروي قصة تجربة في السفر عبر الزمن في ما بعد الحرب العالمية الثالثة، فبعد أن تدمرت باريس بشكل كلي تقريباً.

نشاهد الناجين أصبحوا يعيشون تحت الأرض في قصر فرنسي يدعى دي شايو، ثم نشاهد العلماء في محاولة منهم للعودة إلى الماضي والذهاب للمستقبل لإنقاذ الوقت الحاضر.

وكانت المشكلة في إيجاد شخص مناسب لعملية السفر عبر الزمن وكيف يمكن أن يتحمل عقله الصدمة، أخيراً قاموا باختيار السجين دايفوس الذي سيكون مفتاح رحلتهم لإنقاذ العالم، الفيلم مدته 28 دقيقة وصُوِّر بالأبيض والأسود، وفاز بجائرة بريكس جون فيجو للأفلام القصيرة.

وتضاربت الآراء الناقدة حول أفضل من الفيلمين ولكن البعض أصر أن twelve monkey جاء بمثابة "انعكاس غير مباشر" للفيلم الأصلي، وأن هوليوود أغفلت في فيلمها العديد من تفاصيل الفيلم الفرنسي الأصلي.

3-  Ghost in the Shell: خسارة واتهامات بالعنصرية مقابل نجاح الأصل الكارتون

أنتج فيلم Ghost in the Shell عام 2017 وهو مأخوذ عن فيلم ياباني مُتحرك يحمل الاسم نفسه، وقد أنتج عام 1995.

تدور أحداث الفيلم حول شُرطية نصف آلية تُدعى ميجور وهي من قسم فريق النخبة المعروف بـ(القطاع 9)، تُوكل بمهمة إيقاف المجرمين والمتطرفين الأكثر خطورة على الإطلاق؛ فينخرط (القطاع 9) في مواجهة ضد عدو يستهدف القضاء على التقدم التقني في تكنولوجيا الآليين، قام ببطولة الفيلم الهوليوودي سكارليت جوهانسون، جوليت بينوش، مايكل بيت.

 Ghost in the Shell لم ينجح تجارياً واُتهم بالعنصرية
Ghost in the Shell لم ينجح تجارياً واُتهم بالعنصرية

ويرى عدد من النقاد والجمهور أن الفيلم الياباني كان أكثر نجاحاً من فيلم  هوليوود الذي كان بمثابة خيبة أمل كبيرة للجمهور، و خسر الفيلم على شباك التذاكر نحو 60 مليون دولار، وقد اتهم البعض هوليوود بالعنصرية في هذا الفيلم، فلم يكن اختيار سكارليت جوهانسون والتعديلات التي أجريت على شكلها لتصبح أكثر آسيوية بأمر مرض بالنسبة لليابانيين.

4- Dinner for Schmucks: الحماقة الفرنسية جاءت أكثر إضحاكاً من هوليوود

أنتج فيلم Dinner for Schmucks / عشاء من أجل الحمقى عام 2010، وهو فيلم كوميدي مأخوذ عن الفيلم الفرنسي Le Dîner de Cons الذي أنتج عام 1998.

ويتناول الفيلم قصة الشاب تيم كونراد، الذي يلعب دوره الممثل بول رود، والذي يعمل مديراً تنفيذياً صاعداً، يُقيم دعوة عشاء شهرية تحت عنوان عشاء من أجل الحمقى، والذي يتنافس خلاله المدعوون على جائزة أكثر الشخصيات حُمقاً، بأن يأتوا للحفل بشخص يتسم بالغباء، ينجح كونراد في العثور على الشخص المثالي لحفله، وهو الموظف المدعو باري سبيك، والذي يقوم بدوره ستيف كاريل، فيقوم المدير باستغلاله لكي يصبح حفله الجديد أكثر إضحاكاً.

لم يصل Dinner for Schmucks إلى مستوى الكوميديا الذي تميزت به النسخة الفرنسية الأصلية.
لم يصل Dinner for Schmucks إلى مستوى الكوميديا الذي تميزت به النسخة الفرنسية الأصلية.

تتطابق قصة الفيلم الهوليوودي مع نظيره الفرنسي الذي تدور أحداثه حول مجموعة من الأصدقاء يلتقون في نهاية كل أسبوع على عشاء غير تقليدي، ويكون على كل شخص منهم أن يحضر معه شخصاً غبياً كي يُضحكهم.

ولكن بعد أن جاء البطل بشخص لكي يستهزئ به تسير الأمور على عكس ما تعودوا عليه.

يذهب غالبية النقاد والجماهير إلى رأي يقول إن الفيلم الفرنسي كان الأكثر إضحاكاً، بينما لم ينجح الفيلم الأميركي في تقديم مادة فكاهية مُضحكة تُقارن بالفيلم الفرنسي.

5-  City of angels: لم يستوعب دفقة المشاعر الألمانية الهائلة

أنتج فيلم city of angles عام 1998، وهو مأخوذ عن الفيلم الألماني Der Himmel über Berlin والذي ظهر عام 1987.

النسخة الألمانية الأصلية من  City of angels تفوقت على الأميركية في تدفق المشاعر
النسخة الألمانية الأصلية من City of angels تفوقت على الأميركية في تدفق المشاعر

تدور أحداث فيلم City of angles حول الملاك سيث، والذي يلعب دوره نيكولاس كيدج، وهو الملاك المُكلف باقتياد أرواح الموتى إلى العالم الآخر، وفي واحدة من مهمات عمله يرى سيث الطبيبة ماجي، والتي تؤدي دورها ميغ ريان.

يشعر سيث بشعور غريب تجاه ماجي فيبدأ في مراقبتها وملازمتها ويبدأ في الظهور لها أيضاً والتحدث إليها، ويُقرر سيث أن يتحول إلى بشري لكي يظل بالقرب من ماجي وينعم بحبها.

بينما تدور قصة الفيلم الألماني حول الملاكين داميل وكاسيل، الذين يعيشون فوق سماء برلين الغربية، ولا يراهم سوى الطيبين والأطفال.

يساعدان هذان الملاكان الجميع من أجل تخفيف الهموم، والتغلب على المتاعب، رغم أن جهودهما لا تُكلل دوماً بالنجاح، إلى أن تأتي اللحظة الفارقة والتي تتمثل في رغبة كاسيل في أن يتحول إلى إنسان لكي يجرب مشاعر البشر وعواطفهم بعد أن وقع في غرام لاعبة سيرك.

ويرى بعض النقاد أن العمل الذي أعادت إنتاجه هوليوود لم يستوعب دفقة المشاعر الهائلة التي كانت بالفيلم الألماني، وأن الفيلم الأميركي قد حولها إلى فقط فيلم رومانسي، مما يعني أن الفكرة قد بُسطّت جداً إلى حد الإخلال بها.