لماذا ينجح تامر حسني في الأفلام ويخفق بالمسلسلات؟ المغني يلقي باللوم على التليفزيون الجزائري والثورات، لكن للنقاد رأي آخر

وزير الشباب والرياضة المصري اصطحب أسرته لحضور فيلم تامر حسني الجديد "البدلة" وكأن أفلام تامر حسني باتت من تقاليد الأعياد في مصر، بينما هو محرم في رمضان

عربي بوست
تم النشر: 2018/09/09 الساعة 15:09 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2018/11/23 الساعة 14:51 بتوقيت غرينتش

خفف عني ضغوط العمل، هكذا وصف وزير الشباب والرياضة المصري فيلم تامر حسني الجديد "البدلة"، الذي اصطحب الوزير أسرته لمشاهدته في السينما خلال عيد الأضحى، وكأن أفلام تامر حسني باتت من تقاليد الأعياد في مصر، بينما يبدو وكأنه محرم في رمضان.

فمن جديد احتل تامر حسني صدارة إيرادات الأفلام في موسم عيد الأضحى في مصر، كما فعل في المواسم السابقة، والغريب أن حظه مختلف تماماً في المسلسلات (موسمها عادة في رمضان) التي له معها تجربة سيئة.

وأنهى تامر حسني أسبوع عيد الأضحى، في أغسطس/آب 2018، بتصدُّره إيرادات السينمات واحتلال المركز الأول بـ24 مليون جنيه بفيلمه "البدلة"، متفوقاً على "تراب الماس" الذي يضم كوكبة من النجوم، وحقق حوالي 17 مليون جنيه، بينما احتل محمد رمضان بفيلم "الديزل" المركز الثالث برصيد 16 مليون جنيه، وجاء أحمد فهمي رابعاً بفيلم "الكويسين" الذي حقق 11 مليون جنيه.

وها هو يواصل تصدُّر شباك التذاكر بعد انقضاء العيد

وواصل تامر حسني الحفاظ على القمة بعد انتهاء أسبوع عيد الأضحى، ليتصدر يومياً حتى الآن الإيرادات، بخلاف محمد رمضان التي تحدثت تقارير إعلامية عن أنه لا يستطيع حتى الاحتفاظ بالمركز الثالث، ليتراجع رابعاً تاركاً هذه المرتبة لفيلم "الكويسين".

وشارك في بطولة فيلم "البدلة" لتامر حسني كل من أكرم حسني وماجد المصري وأمينة خليل ودلال عبدالعزيز. وألف الفيلم الشاعر والسيناريست أيمن بهجت قمر، وأخرجه محمد جمال العدل.

وتقمص تامر حسني دور شخص يقرر أن يرتدي بدلة ضابط شرطة في حفلة تنكرية، ليقع في العديد من المواقف الغريبة جراء هذا الفعل.

ليست مجرد صدفة.. إنه نجم شباك تذاكر السينما في هذه المواسم  

 لم يكن اعتلاء تامر حسني صدارة أفلام السينما مجرد صدفة، أو حادث عارض، فقد اعتاد ذلك مؤخراً.

 ففي العام الماضي 2017، قفز تامر بفيلمه "تصبح على خير" إلى صدارة الإيرادات، ليس على مستوى مصر ولكن على مستوى الوطن العربي، فبعد عرض الفيلم في مصر في عيد الفطر، عرض في معظم الدول العربية ليحقق أعلى الإيرادات.

كما تربع تامر حسني على عرش إيرادات الأفلام في موسم عيد الأضحى 2015، حينما شارك بفيلم "أهواك" الذي انضم إليه محمود حميدة وغادة عادل وأحمد مالك.

وقبل ذلك قدم، تامر حسني سلسلة أفلام "عمر وسلمى"، بالاشتراك مع الفنانة مي عز الدين، التي وصلت لثلاثة أجزاء، وحققت نجاحاً كبيراً.

فأنت تراه كل موسم في السينما ولكن لا يفعل ذلك بالدراما .. 10 أفلام ومسلسلان فقط

وفي جعبة تامر حسني  10 أفلام بدأها في 2004 بفيلم حالة حب  مع هاني سلامة وهند صبري، وبدأ ينفرد ببطولة الأفلام منذ فيلم "سيد العاطفي"، الذي أنتج في عام 2005 وشاركه العمل عبلة كامل وطلعت زكريا.

وعلى عكس مسيرة تامر السينمائية المتوهجة، كانت مسيرته الدرامية منطفئة، فلم يقدم سوى مسلسلين، لم يحالفهما نجاح كبير، وربما هذا ما دفعه لتجنب تقديم المزيد من الأعمال الدرامية.

وكيف فسر تامر حسني هذه الإخفاقات الدرامية؟ الجزائريون هم السبب في هذا المسلسل.. ولكن ماذا بعد ذلك

في 2011 قدم تامر حسني مسلسل "آدم" من بطولته مع مي عز الدين ودرة وماجد المصري، ولم يحقق تامر حسني في المسلسل النجاح الكبير، إذ رأى النقاد أن تامر حسني كان الأسوأ من بين نجوم المسلسل، حسب وصف بعض التقارير الإعلامية.

من جانبه، ألقى المطرب المصري مسؤولية هذا الإخفاق على كاهل الجزائريين لرفض التلفزيون الجزائري شراء العمل، ولكنه  أقر أيضاً بأنه لم يجسد دور البطولة في أحسن وأكمل وجه، بسبب عامل الوقت  فقد انشغل بمتابعة الثورات العربية حينها.

تامر حسني وأمينة خليل في لقطة من فيلم البدلة
تامر حسني وأمينة خليل في لقطة من فيلم البدلة

وكان حال مسلسل "فرق توقيت" الذي قدَّمه تامر حسني في رمضان 2014 أسوأ من مسلسل "آدم"، وعندما سئل عن سبب فشل المسلسل لم يقبل المغني المصري اعتبار أن المسلسل قد فشل، ولكنه رأى أن مسلسله تعرَّض لظلم شديد عندما عرض وسط كم كبير من المسلسلات في رمضان، وهو الأمر الذي أثر بالسلب عليه من وجهة نظره.

ولكن هناك نقاد يَرَوْن أسباباً مختلفة.. فتّش عن خفة الظل والنفس الطويل

الدراما تحتاج للنفس الطويل والتفرغ والفهم الصحيح للعمل الدرامي، بهذه الكلمات يعلق الناقد الفني نادر عدلي على سر تفوق تامر حسني سينمائياً وإخفاقه درامياً.

ويقول عدلي لـ "عربي بوست": "قد تكون خفيف الظل لمدة ساعة  أو اثنتين في فيلم ما، ولكن حتى تغطي عملاً درامياً يعرض لـ18 ساعة أو 20 ساعة، فلديك مساحات كبيرة كثيرة يجب أن تغطيها، وهذا ليس بالأمر الهين".

ورأى عدلي أن تامر حسني يقدم نفسه في أفلام كمطرب خفيف الظل، في رسالة للمتفرج بأنه سيُمضي وقتاً لطيفاً يستمتع به أثناء مشاهدة الفيلم، وهذا يجد استحساناً لدى الجمهور، أما درامياً فلا عمل قدمه يمكن الوقوف عليه وتحليله، حسب رأيه.

كما أن جمهور الأعياد تحديداً يفضل هذه الفئة من الفنانين

وأشار الناقد الفني إلى أن جمهور العيد يحب أن يرى تامر حسني في السينمات؛ لأن العيد بوجه عام يحظى فيه المطربون باهتمام كبير، سواء على مستوى الحفلات أو الأعمال السينمائية.

ومع هذا اعتبر عدلي أن فيلم "البدلة" كان أقل من المتوسط، وأنه حقق نجاحاً كبيراً عن طريق الدعاية، معتبراً أن أعمال تامر حسني السابقة ربما أفضل كثيراً، خاصة سلسلة "عمر وسلمى"، التي استطاع تامر حسني من خلالها أن يخلق لنفسه "ملامح شخصية مميزة".

أما جمهور التلفزيون فيحبّذون نمطاً مختلفاً

نجاح التلفزيون ليس ضمانة للنجاح في السينما والعكس، حسب ما تقول الكاتبة والناقدة الفنية حنان شومان لـ "عربي بوست".

وضربت مثالاً بالممثل المصري يوسف الشريف، الذي يخفق سينمائياً، مثلما حدث مؤخراً بفيلم "بني آدم"، الذي احتل المركز السادس، ولكنه في الوقت ذاته يحقق أرقاماً جيدة في الدراما باستمرار.

فجمهور التلفزيون يختلف عن السينما، فمن يخرج خصيصاً من منزله قاصداً السينما ليدفع 100 جنيه لمشاهدة عمل فني له مقاييس غير الذي يشاهد العمل في المنزل من دون أن يحرك ساكناً، بحسب ما قالت شومان لـ "عربي بوست".

ثقيل بالتلفزيون وخفيف بالسينما.. كما أنه يستعين بشريك

ربما يكون تامر حسني في رأي حنان مرحباً به لمدة ساعتين أو ثلاث في عمل خفيف بالسينما، بينما كضيف يومي على الجمهور  يقدم عملاً طويلاً قد يكون ثقيلاً بالنسبة لهم.

عنصر آخر أضافته الناقدة الفنية، وهو أن تامر حسني دوماً في الأفلام يستعين بكوميديان له جمهور عريض، ليضيف جمهوره على جمهور تامر حسني، فيضمن نجاحاً أكبر، أو تشاركه البطولة ممثلات لهن قاعدة شعبية كبيرة، مثل "تصبح على خير" الذي تعاونت معه فيه "نور" و "درة" و "مي عمر" أيضاً.

وأردفت قائلة: إن تامر حسني دائماً ما يتجنب أن يخوض عملاً باعتماد كلي على شخصه.

والحظ وقف إلى جانبه عبر ما حدث للمنافسين

في كثير من المواسم التي شارك فيها تامر حسني بأفلام كان محظوظاً، نظراً لضعف المنافسة، حسب حنان شومان.

وتضرب مثالاً بذلك على الموسم الأخير الذي شهد مشاركة أحمد فهمي، صاحب الجماهيرية المحدودة من وجهة نظرها، ويوسف الشريف القوي درامياً، والضعيف سينمائياً، كما توصّفه، وكذلك محمد رمضان الذي تحوَّل لمادة للسخرية بعدما أطلق حملة "نمبر وان" (رقم واحد)، بينما حقق في الواقع مركزاً متأخراً، وحتى فيلم تراب الماس الذي يقوم على رواية ناجحة بالاسم ذاته، فجمهوره مختلف تماماً عن جمهور تامر حسني".

وَلَكِن يبقى تامر حسني رقماً مهماً في شباك تذاكر السينما، ولكن هل يحتاج لتغيير تيمته التقليدية، التي جلبت له النجاح في السينما؛ خوفاً من استهلاكها أو تصاعد المنافسة، أم سيفضل الاحتفاظ بها بدلاً من المغامرة، بتغيير قد لا يحالفه فيه الحظ، كما فعل دوماً.

علامات:
تحميل المزيد